الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

أولوياتهم كآخر اهتماماتهم ..جرداء قاحلة بلا نبض للحياة

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

الذي يطلع على منهج طارق الهاشمي على الرغم من انه يدعي انه يمثل  (تيار إسلامي!) كغيره من التيارات الدينية التي تتحكم بالعراق اليوم بعد (تحريره من الديكتاتورية!) ودخوله عالم (الديمقراطية والرفاهية والحضارة !).. وباعتباره نائب لجلال الطالباني المسئول الأول عن سياسة التسويف والتسليك والتلون والتبرير وتكذيب ما يصرح به وإعادة التكذيب! .. يتيقن بوضوح أن العراق يسير بخطى ثابتة ومدروسة لتكريس الاحتلال وبرامجه وأخطاءه والاستمرار بأسلوب كسب الوقت للبقاء في المنصب واستغلاله بشكل دائم ومتابعة صيغة تقبيل اللحى وتزيين الرذيلة وإباحة المحرمات وتحريم ما شرعه الله وجعل العراق ميدان لسيادة القوة والاستعباد بغض النظر عمن يمثل هذا التيار أو ذاك ومن هي الجهة أو الطائفة التي أوصلته للمنصب وماهي التزاماته الوطنية والأخلاقية تجاهها..

فنائب الرئيس يصدق انه (السيد النائب!) ويطرب لوكالات الأنباء ومحرري ومذيعي قناة بغداد وهي تكررها ..والرئيس (مؤمن!)  أن كتب التأريخ وبطولات الزمان ستخلد وتكتب عنه بسبب وجوده في منصب رئيس جمهورية العراق!.. وهو قد نسى أن العراقيون لا يذكرون اليوم كما لم يكتب احد شيئا عن شخص كان يدعى فلان من بيت الياور كان رئيس للجمهورية !!..

وجلال يريد اليوم أن يقلد الرؤساء ويزعل لعدم وجود صلاحيات له في وقت يعرف الجميع أن الدولة كلها بيد رئيس الوزراء حسب الأوامر الأمريكية والإيرانية ..ولم يعد العيب عيبا ..ولا الحق عنوانا يلتزم به وحتى النقد أصبح وسيلة للتعبير عن ما يجول في خاطر الناس وليس عما يقتنع قائله به!..

ومنهج  نائب رئيس الجمهورية اليومي حافل ..

ولكن بدون أن يتم التطرق فيه إلى أي شيء يخص مصلحة العراق والشعب ومعاناته والمآسي التي يعيشها..ففي الوقت الذي لم يسمع احد طلباته ولم ينفذ احد توجيهاته بإطلاق سراح المعتقلين (الذين لم تثبت إدانتهم ولا يوجد مايبرر بقاءهم في السجن والمعتقل!!) يذهب إلى كردستان  ليلتقي مع كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان، مسئول الهيئة العامة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني..ويتناول معه أمور عديدة تخص (الإقليم) أولا والحزب الإسلامي العراقي ثانيا ثم العراق ثالثا!.. ومن أهم ماورد في هذه الزيارة  هو :( كما تم التباحث و بحضور مسئول مركز ديالى للحزب الإسلامي حول ضرورة التنسيق بين الحزب الإسلامي و الحزبين الكرديين فيما يتعلق بالوضع الميداني في ديالى!!) ..

هي إذا زيارة للأمين العام للحزب الإسلامي وليس لنائب رئيس الجمهورية وهذا يعني أن المالكي عندما يزور محافظة الناصرية  سيزورها باعتباره مسئول حزب الدعوة وليس كزنه رئيسا للوزراء وسيلتقي مع مسئول حزب الدعوة في محافظة لوضع أسس تعاون ميدانية وتنسيقية مع الأحزاب الموجودة هناك! ..

وعندما يلتقي عادل عبد المهدي مع كوسرت سيكون معه مسئول مكتب المجلس اللااسلامي الأعلى و(قائد !) عمليات فيلق بدر في المحافظة ذات الصلة بالنقاش !..

وفي كل لقاء لطارق الهاشمي في (إقليم كردستان) يؤكد كما يرد نصا في تصريحاته على : (ضرورة ألا تنصرف الجهود على الخلافات الجانبية لان البلد بحاجة إلى موقف وطني من قبل الكتل السياسية وقد عبر عن ذلك قائلاً :" المسألة ذات الأسبقية لنا هو تحقيق توافق وطني حول  المشتركات والقواسم الوطنية الأساسية هذا المحور الذي أتحرك فيه الآن بين الشمال والوسط والجنوب، اليوم البلد بخطر وبحاجة إلى توافقات وطنية حول المسائل التي اختلفنا عليها واليوم يجب التركيز على الكليات الوطنية فقط ولا يمكن  أن تنصرف جهودنا وإمكاناتنا على الخلافات الجانبية، البلد اليوم بحاجة إلى موقف وطني من قبل الكتل السياسية ومن بينها الحاجة إلى إعادة تشكيل وترميم الحكومة الوطنية على عجل حتى تنصرف إلى اتخاذ الخطوات الهامة على عجل كي لا يضيع العراق وهذه المهمة التي أتحرك وفقها في الوقت الحاضر على كل الجبهات طبعاً لتحقيق المصالحة الوطنية في إطار العملية السياسية".)

هي إذا ومثل كل مرة وكما في كل زيارة دعوة لجمع شمل السراق والقتلة الذين اختلفوا على تقاسم الغنائم من قوت الشعب بعد أن تقاسموا ممتلكات الدولة ولحد أسلاك الكهرباء خلال الخمس سنوات الماضية ..أنه يدعوهم لموقف وطني ؟!.. والتساؤل هو هل أن تفسير الحزب الإسلامي للموقف الوطني هو تشكيل حكومة برئاسة المالكي والالتفاف حولها لتنفيذ مشاريع الخدمات والأعمار؟..

وما هو المقصود بالمشروع الوطني؟..هل هو المشروع غير الوطني الذي يقضي باستماع موظفو الحكومة في كل القطاعات إلى كل توجيه يصدر من عمار الحكيم وجلال الدين الصغير والقبنجي وعلي الأديب وتنفيذه بلا نقاش ؟!!

وهل يعرف من في قيادة الحزب الإسلامي شيئا عن مشتركات وقواسم الشعب وهي خروج الاحتلال وعدم شرعيتكم جميعا وان الشرعية هي للمقاومة العراقية ..لكي يقولوا إن البلد في خطر؟؟!..

هل هذا الخطر ناشيء من نهر الدم العراقي الذي أريق من مليون ونصف عراقي لا ذنب لهم إلا لأنهم من كوادر العراق ورجالاته ..وهل أن ترميم الحكومة سيعيد الحياة لهؤلاء الشهداء أم سيؤمن حياة كريمة لخمسة ملايين عراقية أرملة وطفل يتيم ومليوني أم ثكلى وأب يلفه الحزن والكآبة لفقدان أبناءهم والكثير منهم لم يحصلوا حتى على جثثهم ؟..هل هذه هي إبداعات الفكر في الحزب الإسلامي العراقي الذي يروج لها للانتخابات البلدية والبرلمانية؟!..

ويصرح الهاشمي دائما في مثل هذه الزيارات  : "اليوم الأسبقية لإعادة تشكيل حكومة وطنية ببرنامج سياسي وطني واضح والاتفاق على برنامج جديد , والتصدي للقضايا الأساسية التي تتعلق بالخدمات وكيف يمكن تحقيقها وتجسيدها بالواقع العراقي وتلبيتها للمواطن العادي، إذ أن هناك تغيير حصل في إطار عودة الكتل السياسية للعمل من جديد مع الحكومة بعد أن ابتعدت عنها بسبب الخلاف السياسي. الطريق أمامنا طويل حقاً لكننا نتحرك بخطوات طيبة ونحقق انجازات طيبة أيضاً نحو مشروع وطني".

وما هو البرنامج الجديد الذي تريده التوافق والحزب الإسلامي ؟..هل المطلوب  تعديل الدستور وإلغاء قوانين الاجتثاث والإقصاء والاستغلال ؟..أم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة الوزراء الذين لا سلطة لكم في ترشيحهم لأن كل ما يتعلق بالكتل التي دخلت  للعملية السياسية وخرجت منها ثم عادت ثم دخلت ثم عادت ثم أقصيت ثم أعيدت ثم أهملت لتعود هو أمر مرهون برغبة الاحتلال والمالكي وليس لكم في شأنه قرار!!..

ودائما عندما يعود الهاشمي من جولة تفقدية وزيارة رسمية يزور نوري المالكي رئيس الوزراء..ويتباحث الطرفان خلال اللقاء حول (مستقبل العملية السياسية وإعادة ترميم وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تتفق على برنامج سياسي وطني).

ثم يقوم بعدها بزيارة رئيسه الفخري  الطالباني ويقدم له  شرحاً لأهم النقاط التي تم مناقشتها مع الشخصيات السياسية والإدارية خلال زيارته(لإقليم كردستان) أو الانبار أو الموصل و بتفاصيل لقائه مع نوري المالكي .

أية حكومة وحدة وطنية يتحدث عنها الحزب الإسلامي وتتمناها جبهة التوافق وقد ضاع الوطن وجرى تقسيمه بين المتصارعين من أجل الذات والمنافع التي تمثل الأجندات الخارجية ؟.. الحكومة المطلوبة من وجهة نظركم هي حكومة محاصصة سياسية وطائفية ..حكومة التحالف الخماسي الذي هو مثال واضح للديكتاتورية التي تقولون أنكم (حررتم العراق منها!) ..

ديكتاتورية البرزانيين والطالبانيين في الشمال وديكتاتورية الجنوب والفرات الأوسط وبغداد البدرية والحكيمية والمالكية وديكتاتورية المنطقة الخضراء وديكتاتورية الحزب الإسلامي الهاشمي التي تريدونها لما تبقى من الأرض العراقية المشاعة..

منهجكم يا نائب رئيس جمهورية  الاحتلال يشبه مناهجهم ..كلها متشابهة عندما تتحدثون عن الوطنية  والمشروع الوطني والأولويات والأسبقيات والقواسم والكليات المشتركة والمصالحة الوطنية !!..

وجميعكم يتجنب الإشارة إلى الاحتلال وجرائمه ومصائبه وكوارثه وحماقاته..

بلا إشارة للحكومة التي مزقت الشعب والدولة والوطن وأدخلت إيران في كل بيت لترفع صور التكريم لأيام وصولات البطولة والشهامة والإقدام التي تزين جدرانها في حرب القادسية ..

يوم مرغنا سلاح ورؤوس حلفاء الحكومة الحالية بوحل الهزيمة ..

أولوياتكم كآخر اهتماماتكم ..

جرداء قاحلة بلا نبض للحياة واحترام للشعب ولا إحساس بما يعاني..فيها عواصف ترابية مغبرة لا فرق في مصادرها  واتجاهاتها..

تتشابه في كل شيء عدا ألوان الثياب والعمائم!..

mah.azam@yahoo.com 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الأحد /  13  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  18  /  أيــــار / 2008 م