اشرنا في الحلقة الاولى للاوضاع
السائدة في العراق وباقي امصار
الوطن العربي في فترة الاحتلال
العثماني الاستبدادي والظلم
الاقطاعي
والتخلف الاقتصادي
والاجتماعي الشديدين ، والتعليم
في ادنى مستوياته
كما وكيفا أي ان العراق
العثماني يعيش ارتدادا حضاريا
كبيرا بالمقارنة
بالازدهار العلمي والحضاري
ايام الدولة العباسية اضافة الى
مسعى مستمر لعملية تتريك للمجتمع
العربي وبما يحتويه من مكونات
اخرى في مطلع القرن العشرين كان
ألنفوذ البريطاني والفرنسي قد
امتد الى مدن بغداد والبصرة
والموصل من خلال تواجد الشركات
الرأسمالية الاجنبية
ضمن هذه الاجواء بذرت
الافكار الشيوعية في ارض العراق
وكان
للاجانب القادمين أو العاملين في
العراق تأثيرا في نشر الفكر
الشيوعي
بين الشباب المتعطش للفكر
الجديد النقيض للحالة التي تسود
ومن جملة
المؤثرات الاجنبية التي
ساهمت ببذر الفكر الاشتراكي
ألمعلمة الامريكية
ألمس كير ) وناظر المعارف
الاسترالي ( رايلي ) والاسكتلندي
دونون )
مكتري ) صاحب مكتبة مكتلري
الذي يقوم باستيراد الكتب
الماركسية التي
تتحدث عن الفكر ألاشتراكي
والشيوعية باللغة الانكليزية
والمترجم قسما منها
الى العربية
ليبيعها على البغداديين
ومنها كتاب رأس المال لكارل ماركس
وهنا يظهر لاول وهلة ان
اللبنة الاولى للفكر الشيوعي
والبناء الهيكلي
للحزب كان على ايدى
الاجانب والذين هم بالمحصلة
النهائية ادوات
متقدمة لدولهم ومصالحها في
العراق وخاصة استكشاف و استثمار
الثروات فكانت النواة الاولى لهم
في بغداد والبصرة والناصرية ولكن
هناك فوارق ملموسة في
نوازع وتوجهات هذه النواة حيث
لوحظ ان من
هم من البصرة والناصرية
كانو اكثر واشد تفاعلا مع الفكر
الجديد وانصهارا مع ركائزه
الفكرية التي تتعارض مع الالتزام
القومي والعمق
الروحي لطبيعة الواقع
الفلاحي العشائري كما تضمنت كتب
الحزب الشيوعي العراقي توثيقا
لابد من الوقوف عنده
كان ( لوالد يوسف الدور
الاهم بتعميق الفكر الشيوعي في
ذهن ولده كونه كثير التنقل بين
ايران والقوقاس طلبا للرزق وقد
التقى هناك بمن يحمل الافكار
الشيوعية حيث أعجب بهم كل الاعجاب
وتأثر بهم )
وقد ساهم بتوفير وسائل
الانتقال والاقامة لهم ومن هنا
تكون اللبنات الاولى لهذا الحزب
هي من خارج ارضة اي ان الركائز
الاساسية في البناء غير عراقية
ولم يكن لها ترابط حي بالقضايا
العراقية المصيرية والملحة ويلاحظ
ذلك ايضا في شخوص الذين تسنموا
المسؤولية القيادية
من غير العنصر العربي
بالرغم من ان القواعد الاولى
وحسبما بينا هم من ابناء الجنوب
والفرات وبغداد والموصل ، فكان
التوجه الشيوعي
يتعارض مع وحدة التراب
العراقي ويعطي الاحقية لكرد
العراق بالانفصال عن الدولة
العراقية وتكوين الامة الكردية
المستقله
ووثق ذلك جمال الحيدري حيث
اورد ..
1-ان العراق بحدودة الجغرافية
الحالية التي رسمها الاستعمار يضم
جزءا من كردستان وتبعا لذلك فان
العراق يضم قوميتين رئيسيتين هما
القومية العربية والكردية
.
2- ان الشعب الكردي في العرا ق
هو جزء لايتجزأ من الامة الكردية
في جميع أجزاء كردستان الممزقة
الان بين دولة تركيا وايران
والعراق .
3- ان الاستقلال الذاتي وفق
اتحاد اختياري كفاحي اخوي هو
تدبير موقوت بظروفه وهو بهذ
المعنى ليس حلا نهائيا للمسألة
القومية الكردية ولايمكن ان يكون
بديلا عن حق تقرير المصير للامة
الكردية وانما سيكون عاملا هاما
في تحرير الامة الكردية وتحقيق
وحدتها القومية وفي تهيئة الظروف
الملائمة لممارسة الامة الكردية
حقها في تقرير المصير بما في ذلك
تكوين دولة مستقلة لكردستان كلها
.
وبهذه المقتطفات نرى تهالك
الشيوعيين على تكوين الدولة
الكردية الموحدة وبالمقابل يقفون
الند امام التطلع العربي لايجاد
كيانهم الموحد ، كما ان الحزب
الشيوعي العراقي اتخذ موقفه هذا
متطابقا مع توجهات الاستعمار
البريطاني بسلخ منطقة كردستان من
الجسم العراقي باعطائه
الوعود الى الشيخ محمود
وزعامات كردية اخرى
ومن الامور التي توثق
الدور النيابي الذي قام به الحزب
الشيوعي من حيث ايذاء العراقيين
ومقاومة الفكر القومي الواعي حتى
بالعنف المسلح كما حصل
في ام الربيعين الموصل على
اثر الانتفاضة الشعبية المسلحة
ووصل الحقد بهم
ان ثبتوا جثامين المناضلين
القوميين على اعمدة الهاتف وجروا
جثامين المناضلين في الشوارع
وما قطار كركوك وهتافات
الشعوبيين المتعطشين للجريمة
ببعيدة عن اذهان
العراقيين ، وماذا يفسر
الرفاق المناضلون حملهم السلاح
وقتالهم الجيش العراقي في كردستان
العراق اصطفافا مع عملاء الموساد
الصهيوني وشاه ايران او في اهوار
الجنوب دعما وتسليحا من ايران
الحقد واكراهية للعروبة
واستمر هذا العمل لدى
الحزب الشيوعي وخاصة من هم تطبعوا
على اداء
الادوار القذرة التي تؤذي
الوطن والمواطن وبشتى الوسائل وبأ
بخس الاثمان
متجردين عن شعاراتهم التي
لامحتوى وطني لها ، والا ماهو
التفسير العلمي والمنطقي الذي
يدعوه من اعطائهم الشرعية للغزو
والاحتلال لبلد ذات سيادة
وفعال في المنظومة الدولية وعلى
علاقة صميمية بالقوى الوطنية
والكفاحية و علاقة تحالفية مع
الاتحاد السوفياتي ونمو العلاقات
الاقتصادية بالشكل المعبر عن
التطلع الوطني للقيادة العراقية
من خلال اشتراكهم في مجلس
العار والخيانة والذل (مايسمى
بمجلس
الحكم ) وتسلمهم الاوامر من
الحاكم الامريكي بريمر الم تكن
افعالهم ماقبل
الغزو والاحتلال هي القتال
بالنيابة عن المصالح الامريكية
الصهيونية ؟ ؟ ؟
فهنيئا" لمرددي ( وطن حر وشعب
سعيد ) على الانجاز الوطني هذا
والى اللقاء بحلقة قادمة
.. |