الجبهة: ما
وقع من مآسٍ يؤكد أن لا خيار
للعراقيين سوى المقاومة لطرد
المحتل
المتابع للأحداث التي شهدتها
الساحة العراقية مؤخراً من صراعات
دموية واضطرابات، أخذت مداً
تصاعدياً، تداخلت فيه مصالح القوى
والأحزاب السائرة في ركاب العملية
السياسية الإستخبارية البغيضة،
التي أنشأها المحتل، يرى بوضوح أن
ما شهدته مدن العراق من تصعيد
مسلح جاء نتيجة للاصطراع بين
القوى السياسية العميلة الداخلة
في العملية السياسية، للسيطرة على
مراكز القوة ليعطي دلالة واضحة
على هشاشة ما يسمى بالجيش
والأجهزة الأمنية التي أنشأت على
أسس طائفية وحزبية ضيقة، لم تضع
المصلحة الوطنية والخصائص المهنية
في الحسبان، فجاءت النتائج على
الأرض لتعطي البرهان الواضح بأن
كل ما يجري من أحداث دامية هو
نتيجة منطقية للمحاصصة الطائفية
والحزبية الضيقة التي أرادها
المحتل أن تكون العنوان البارز في
سياقات عمل حكومات الاحتلال
الأربع والتي لم تستطع أن توفر
لأبناء الشعب أي من مستلزمات
الحياة اليومية بأبسط صورة من
غذاء ودواء وخدمات و كهرباء،
ناهيك عن الأمن والأمان. إن
الأحداث الدامية الجارية في وسط
وجنوبي العراق لتؤكد بشكل قاطع
فشل العملية السياسية المنشأة في
ظل الاحتلال وعجزها عن إثبات
حضورها الوطني وفشلها في إدارة
دفة الأمور في البلاد.
إن اشتداد المقاومة الوطنية
والقومية والإسلامية للاحتلال
ورموزه ليعطي صورة واضحة عن حالة
الغليان الشعبي المتصاعد الرافض
للاحتلال وعمليته السياسية،
والساعية إلى طرد المحتل وتحرير
العراق وتخليصه مما أصابه طيلة
السنوات الخمس الماضية.
وتزامناً مع تلك الأحداث، عقد في
دمشق العروبة مؤتمر القمة العربية
في دورته العشرين وسط ظروف
إقليمية ودولية بالغة التعقيد،
وقد كان الشعب العراقي يتطلع إلى
موقف عربي رسمي يتناغم وموقف
الشعب العربي في كل أقطاره في
إدانة واضحة وصريحة للاحتلال
الأمريكي وتحميله كامل المسؤولية
عما يجري على أرض العراق، مثلما
كان يتطلع إلى الاعتراف بالمقاومة
العراقية الباسلة باعتبارها
الممثل الشرعي والوحيد لشعب
العراق وتقديم كل سبل الدعم
المادي والمعنوي والإعلامي لها،
لإنجاز مهمتها في تحرير العراق
وإعادته لمحيطه القومي العربي،
وإلى سحب الاعتراف بحكومة
الاحتلال ومقاطعتها، وتصحيح الخطأ
التاريخي الذي وقعت فيه جامعة
الدول العربية وبعض الأنظمة
العربية بدعم وتسهيل الاحتلال
وإيصال العراق إلى الوضع الكارثي
الذي آل إليه وما أفرزه من
تداعيات خطيرة ونفوذ إيراني خطير
وإقليمي مريب، أصبح يهدد مستقبل
المنطقة والكيان العربي برمته.
وتأسيساً على ما تقدم، فإن الجبهة
الوطنية والقومية والإسلامية، تعي
تماما فداحة الأضرار والنتائج
المدمرة التي أفرزها الغزو
والاحتلال في مجالات الحياة كافة،
ومنها محاولاته لتمزيق النسيج
الاجتماعي العراقي وزرع الفتنة
الطائفية البغيضة، وتدرك الجبهة
أيضاً، أن إزالة آثارها تحتاج إلى
جهود خلاقة وقدر عالٍ من الحكمة
والموضوعية والنزاهة والصبر
والتشبع بروح المحبة والتسامح بين
جميع العراقيين، وهذا الأمر يتأتى
من خلال مواصلة الجهاد والمقاومة،
لذا فان الجبهة تدعو كافة القوى
الوطنية والقومية والإسلامية
المناهضة والمقاومة للاحتلال
لتوحيد صفوفها وجهدها وإمكانياتها
العسكرية والسياسية والإعلامية،
بغية إقامة جبهة موحدة للجهاد
والمقاومة تليق بالتاريخ النضالي
لشعب العراق، أو للتنسيق على وفق
ظروف وإمكانيات ومساحة العمل
الميداني لكل منها، وتؤكد ، أيضاً
دعوتها لجميع العراقيين، أحزاباً
وقوى ومنظمات وعشائر وشخصيات إلى
التوحد والالتحاق بصف العمل
المقاوم الذي يجسد حقوق العراق
الأساسية التي لا يجوز المساس بها
أو الانتقاص منها أو المساومة
عليها أو التنازل عنها أو جزء
منها ولا يحق لأية جهة أن تدخل مع
العدو المحتل في مفاوضات أو
حوارات إلا على أساسها والعمل من
أجل انتزاعها كاملة.
وتؤكد الجبهة أن لا خيار أمام
العراقيين الأباة سوى المقاومة
بكافة أشكالها والانخراط في
صفوفها وهذا ما أثبتته السنوات
الخمس من عمر الاحتلال البغيض.
وليس أمام المحتل إلا قبول ثوابت
التحرير الشامل والاستقلال الكامل
من أشكال الهيمنة والسيطرة
والاستغلال والابتزاز والتسلط ،
والجلوس إلى طاولة المفاوضات
حقناً للدماء أو مواجهة الهزيمة
المنكرة والمؤكدة لقواته الغازية
التي وصلت حافة الانهيار جراء
الفعل المقاوم البطل للشعب
ومقاومته الباسلة.
عاش العراق وعاشت مقاومته الباسلة
.
|