في كثير من المناسبات يتفق غالبة
المثقفين القوميين العرب
والمهتمين بالشأن العربي إن للفرس
أطماع امبريالية في الوطن العربي
وتحاول بشكل او بأخر التمدد على
حسابهم , وقد بلغت هذه المحاولات
في عصرنا الحالي ذروتها بعد إن
استولى المقبور خميني على مقاليد
الحكم واستمر بعده على نهجه من
خلفه وفق نظرية ولاية الفقيه
الشعوبية وكثيرا ما تحدثنا عنها
فهي مبدئيا تعني السيطرة المطلقة
للولي الفقيه أي المرجع الديني
على كل أتباعه ابتداءا من أمر
المرء نفسه وانتهاءا بعلاقة المرء
بأهل بيته زوجته وأبنائه , وخلال
العقود القليلة الماضية استطاع
الفرس نشر مبادئهم وفق ذلك بين
الكثير من أبناء الأقطار العربية
وخصوصا أقطار المشرق مثل لبنان
وسوريا والبحرين والكويت وبعد
الغزو الهمجي الامريكي للعراق
أصبح لهذه النظرية أتباع من خلال
الحركات الفارسية الشعوبية
الصفوية التي دخلت القطر على ظهور
الدبابات الامريكية مثل حزب
الدعوة ومجلس عزيز محسن طباطبائي
غير الحكيم ومن التف معه تحت
عباءته النتنة والتي تربعت بإرادة
أمريكية – فارسية على كراسي الحكم
في منطقة الذل والعار الخضراء .
ومع مراجعة سريعة لأحداث جنوب
لبنان التي سميت بحرب تحرير جنوب
لبنان للوقوف على حقيقة من
المنتصر فيها , الكيان الصهيوني
أم حزب الله الذي يعمل بدعم فارسي
وهذا ما لا يحتاج الى دليل او
مناقشة.
اسر حزب الله مجموعة من ثلاثة
عسكريين من اليهود واثر ذلك شن
الكيان الصهيوني هجوما على لبنان
تهدمت من خلاله البنى التحتية
لمعظم القطر وتحطمت الجسور وقطعت
الطرق والاهم من هذا وذاك استشهد
اكثر من ألف مواطن حسب الإحصائيات
الرسمية وحدث ولا حرج من الجرحى
الأبرياء مقابل مجموعة صواريخ
أطلقها حزب الله على الكيان
الصهيوني لم يتجاوز من قتل فيها
العشرات ولم تصب أهدافها بشكل
دقيق وتهديد ووعيد يطلقه حسن نصر
الله كأنه زوبعة في فنجان وبحساب
النتائج فمن المنتصر ؟
انتشار قوات الأمم المتحدة على
طول الشريط الحدودي بين لبنان
وفلسطين ومن ثم انتشار الجيش
اللبناني الرسمي كحد فاصل بين
قوات الأمم المتحدة والجنوب
اللبناني وسحب أسلحة حزب الله
وتشديد الحصار عليه بمعنى آخر أهم
نتائج الحرب تأمين حدود الكيان
الصهيوني ومنع أي نوع من الأسلحة
الصاروخية او المدفعية من الوصول
الى حدود الكيان الصهيوني مع ضمان
عالمي لسلامة اليهود الأسرى فمن
المنتصر في هذه الحرب وهل كانت
حرب تحرير أم حرب تحريك لضمان امن
اليهود في الأراضي التي يحتلونها
من فلسطين؟
ومنذ نهاية تلك الحرب الى
ساعتنا هذه يثير حسن نصر الله ومن
التف معه في حلف طائفي شعوبي بدعم
فارسي علني المشاكل وبدلا من بناء
لبنان عملوا على شل حركة
المواطنين في اعتصامات غير مجدية
احتلوا من خلالها اكثر من نصف
بيروت وآخر مشاكساتهم كانت حرمان
البلد من انتخاب رئيس له منذ عدة
أشهر فما مغزى ذلك ولمصلحة من
تعطيل الدوائر وحركة العمل ومسلسل
عنف لا ينتهي فعن أي وطنية يتحدث
هذا ومن معه وهل إن المذهب
الجعفري الذي يدعي اعتناقه يجيز
له ذلك ؟
لقد عمل حزب الله على إثارة
المشاكل في كل مناسبة وشق عصى
وحدة لبنان بكل طريقة بينما يعمل
العالم كله لتجنب العنف والاقتتال
بين أبناء القطر الواحد والعودة
الى مرحلة السبعينات وتجنب حمام
الدم الذي لا يرحم أحدا حتى بلغ
به الاستهتار الى اقامة دولة
بمؤسساتها وأجهزتها واستخباراتها
وعساكرها تعمل لصالح المشروع
الفارسي في المنطقة العربية
وآخرها التهديد باستعمال السلاح
ضد الدولة والشرعية اللبنانية اثر
محاولتها في فرض سيادتها على
دوائرها , فماذا يحمل هذا الحزب
من مبادئ هدامة وما هي غاياته بعد
إن تمترس وأغلق الشوارع وحرق
الإطارات غير تفتيت لبنان وإشعال
حرب طائفية فيه .
من هنا يتوجب على شعبنا العربي
في لبنان الاحتكام الى العقل
لتفويت الفرصة عليه وتجريده
بالطرق السلمية من كل أسلحته
والعمل الجاد على إنهاء أي تواجد
للفرس على الارض اللبنانية فهذا
هو السبيل الوحيد لضمان امن القطر
وسلامته.
Iraq_almutery@yahoo.com |