قيادة المقاومة الوطنية العراقية والمقاومون في ارض الوطن هم من يمثلون العراق وشعبه ويتكلمون بأسمه

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

كان غاضباً جداً وثائراَ لدرجة تصورت أنه سيمد يده ويصفعني من خلف الشاشة أو يصفع المذيع التلفزيوني من خلف الشاشة أيضا..

كان يصرح ّ وهو جالس في إحدى أفخم فنادق القاهرة مع مجموعة أخرى من لابسي(العكال) ، ذهبوا إلى هناك  ليطلبوا تدخلا عربياً لوقف نزيف الدم العراقي ..

ذهبوا هناك وأقاموا في أفخم الفنادق ، وتسكعوا في شوارع القاهرة ، وبعد وجبات أطعمة شهية ، التقوا هذا المسؤل أو ذاك وطلبوا منه أن يتدخل باتصال هاتفي ويطلب من نوري المالكي إيقاف عملياته العسكرية هنا وهناك.

ومن القاهرة أيضا ، طالب هذا الشيخ المبجل حكومة المالكي بإيقاف عملياته ضد أبناء الَبصرة الصامدة ..ومن القاهرة هدد حكومة المالكي واسمعه كلاماً خشناً يجرح المشاعر..

ومن القاهرة أيضا توعد المالكي ..

لا اعرف كم شيخاً مثله يجلس في فنادق القاهرة أو دمشق أو عمان ..

ومن هذه الفنادق وبعد وجبات طعام شهية ، وسهرات تالي الليل ، يطلقون التهديدات والتصريحات النارية يتوعدون به نوري المالكي..

يجلسون في فنادق الدرجة الأولى ويتكلمون باسم الشعب العراقي المسكين، يصرحون على الفضائيات وفي الصحف باسم الشعب ويدعون أنهم مقاومون ، ويدعمون المقاومة ، وإنهم يمثلون الشعب العراقي .

ويدعون إن سبب تواجدهم في الدولة الجارة لأجل سواد عين الشعب ..

شيوخ العشائر يسافرون إلى الدول الجارة ويجلسون في أبهى الفنادق ويتكلمون باسم الشعب..

أعضاء مجلس النواب يسافرون هنا وهناك ويتكلمون باسم الشعب.

أعضاء منظمات إنسانية وحقوقية  يتسكعون في هذا البلد وذاك باسم الشعب العراقي المغلوب عل أمره.

الحكومة العراقية تتدعي أنها منتخبة من الشعب وتحضر المؤتمرات وتشتري القصور باسم الشعب..

القوات العراقية تقاتل فئة من الشعب باسم الشعب.

القوات الأميركية احتلت العراق ودمرته باسم الشعب.

إذا كان شيوخ العشائر (يتخمون) في هذا البلد وذاك البلد ويستغلون مأساة هذا الشعب ومحنته ويدعون بأنهم ممثلون عن الشعب العراقي فماذا نسمي الرجال الذين يحملون السلاح ويقاومون المحتل في الداخل..

ماذا نطلق على رجال تركوا ملذات الدنيا ومتعها وانشغلوا بقضية واحدة هي تحرير الوطن وإخراج المحتل..

بعد خمس سنوات من الاحتلال والدمار وإزهاق أرواح الناس في الشوارع والبيوت ، لازلنا نرى ونسمع ممن (يزايد) ويتطاول على ابسط قيم الأخلاق والرجولة ..

عندما شن نوري المالكي عملياته في البصرة ، كان 77 شيخاً من شيوخ الجنوب ، يتخمون في فنادق القاهرة ،وحاناتها ، وكان المواطن البصري حاملاً البندقية والبي كي سي ويقاتل ، وكانت المرأة البصرية تقاوم وتجاهد تداوي الجراح وتقدم الخبز والتمر لهذا المقاوم أو ذاك تماما كما كانت تفعل في أيام القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة.

لا يحرر الوطن إلا أبنائه المقاومون ، والوطن المحتل لايتحرر من الخارج ..والوطن المحتل لن يتحرر بمال الآخرين ولا بدمائهم .

والوطن المحتل لن يتحرر بتضحيات الآخرين .لن يتحرر بالكلام ولا بإطلاق التصريحات النارية في الفضائيات ، والوطن المحتل لن يحرره زعيم هذا البلد أو ملكه ، ولن يحرره صراخ هذا الحاكم الصديق أو ذاك الملك الجار..

الوطن يحرره أبنائه المقاومون فقط وهم يمثلون الشعب والوطن..

أن كل شاب مقاوم يحمل القاذفة على كتفه ويفجر دبابة أميركية أو همر هو يمثل شعبه ووطنه في الداخل والخارج..

أن كل رجل منضوي تحت أي فصيل مقاوم في العراق هو من يمثل شعبه وهو فقط من يتكلم بأسمه..

أن القيادة العراقية التي تقود المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي هي من تمثل الشعب وتتكلم باسمه.

أن المقاومة الوطنية العراقية هي المثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي ..

وكل من يدعي انه يمثل الشعب العراقي ويتكلم باسمه من هذه الدولة أو تلك فهو (نصاب ومخادع) ، سيدفع ثمن مزايدته وانتحاله صفة الممثل عن الشعب مكان المقاومة العراقية التي تعمل بجد ومثابرة على تحقيق التحرير (عاجلاً أم آجلا).

أن قيادة المقاومة العراقية هي المخولة من الشعب أن تحضر الاجتماعات والمؤتمرات وتلتقي برؤساء الدولة وحكوماتها أما الحكومة العراقية التي حضرت هذا لاجتماع أو ذاك المؤتمر حضرت تمثل نفسها فقط وتمثل المحتل .

( على كل ملك أو رئيس دولة عربية استقبل أي وفد حكومي من الحكومة العراقية المنصبة من قبل الاحتلال ، يجب أن يفهم ويعي جيداً أنه ساهم في قتل مليون عراقي ، وشردَ المليون ، ويتمَ مليون طفل ، ورمل ّ مليون امرأة ودمرَ حضارة بلد وثقافته وعلومه ).

المجد والخلود للمقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراقي.

كلشان البياتي

كاتبة وصحفية عراقية

Golshanalbayaty2005@yahoo.com

شبكة المنصور

                                           الاربعاء  /  26  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  02 / نيســـــــان / 2008 م