بدءا من
1/10/1980
بدأ العدو
بسلسلة من أعمال الرصد فبث
دورياته بالعمق ليكون صورة عن
مقدار قطاعات الاختراق التي حدثت
في مواضعه وأراضيه...
كانت ليلة
3/10/1980
أول ليلة ممطرة في الحرب في نطاق
قطاعنا... وكنت اتابع دورية قتال
ارسلناها للبحث عن موضع المدفع
المعادي الثقيل الذي شاغلنا في
ذلك النهار اسفل جبل كرشكين..
اضافة الى متابعة موقف احد افواج
اللواء الخامس الجبلي بقيادة
الرائد الركن مازن الجنابي الذي
دخل بإمرتنا...
في
4/10/1980
اصدر العراق بيانا رسيما أعلن فيه
وقفا لإطلاق النار من جانب واحد
بدءا من
5/10/1980
وبذلك أعطى فرصة ثمينة للسلام...
ودعى الجانب الفارسي للتفاوض
والعمل على حقن الدماء بين
الجارين المسلمين... وفي نفس
الوقت جاءنا أمر بتدمير كافة
المنشأت العسكرية والمنعات
المقامة بالقرب من حدودنا وكانت
تشكل مصدر ايذاء لنا.... لكن رد
فعل الفرس على البيان العراقي كان
سلبيا وجاء على لسان بني صدر الذي
اعتبره خطوة نحو الخلف..
في ليلة
7/10/1980
طلبت منا القيادة العامة أحدث
توزيع للقطعات...
وفي نفس اليوم وصلت الى وزارة
الدفاع في بغداد التي كانت تتعرض
لغارة معادية... وحين عودتي في
المساء وجدت أن مقرنا يتعرض لقصف
مدفعي شديد... حيث نقلنا المقر في
اليوم التالي الى قرية تاليون في
بداية حوض سومار ناحية فتحة حران
في سلسلة التلال الحدودية.....
في صباح يوم
9/10/1980
سلم ضابط ايراني برتبة ملازم يدعى
محمد علي أكبر نفسه الى الفوج
الثاني من اللواء
18
الذي كان بقيادة العقيد الركن
غائب أحمد غائب،
وأثناء استضافتنا له كشف عن
معلومات ميدانية مهمة... كما كشف
لنا عن نية العدو بالتعرض لنا في
هذا القاطع... وخلال استنطاقه
تكونت لدينا صورة واضحة عن الصراع
ما بين الحرس الثوري والجيش...
وعلمنا أن هناك عدد من المقرات
الميدانية المختلفة تقوم بتنفيذ
واجبات قتالية ضدنا بشكل غير
مركزي تقريبا.... كذلك علمنا
بوجود مقرات في إيران للمعارضين
العراقيين تشارك في الحرب
ضدنا.... منهم اياد سعيد المتهم
باغتيال عبد الكريم قاسم مع
"الشهيد" صدام حسين في
7/9/1959....
في يوم الجمعة كانت كل تقارير
الموقف تؤكد في كل مسارح العمليات
تزايد حجم القطعات المدرعة
المعادية...
وبناءا عليه كان يوم
27/10/1980
يوما حافلا لسلاح المروحيات حيث
شارك في القتال في قاطعنا تشكيلين
مختلطين من المروحيات المقاتلة من
نوع غزال وميغ
25...
وقد أحدثت مشاركتهما صدمة على
قطعات العدو... وقد استطعنا تدمير
سبعة دروع للعدو..
في هذه الاثناء اتخذ بعض الاشقاء
العرب - وللاسف الشديد - موقفا
بجانب عدونا مثل سوريا وليبيا....
فالخلافات السياسية ما بين جناحي
حزب البعث في سوريا والعراق
ازدادت بعد تسلم الشهيد صدام –
الله يرحمه – المنصب الاول في
القيادة العراقية.... وقيامة
بإفشال مشروع اتحاد الجناحين
!!!!!...أما موقف ليبيا فيعود
لقيام العراق فيما مضى بدعم
الرئيس التشادي حسين حبري...
حول هذه النقطة... كنا نتمنى من
سيادة الفريق رعد أن يشرح في
الكتاب حول كيفية قيام الشهيد
صدام رحمة الله عليه بإفشال مشروع
الوحدة بين العراق وسوريا...
المشروع تم وأده في سوريا وليس في
العراق... على كل حال ليس هذا وقت
الحديث عن هذا الأمر..... وربما
يأتي اليوم الذي يفتح فيه أحد
المخلصين هذا الملف....
في
7/11/1980
حدثت تغييرات جوهرية في مقرنا حيث
نقل قائدنا الى السلك الدبلوماسي
وعين آمر لواء المشاة الالي
العميد الركن جواد اسعد شيتنة
خليفة له.... وحلت مجموعة من ضباط
الركن في مناصبنا ابتداء من رئيس
أركان الفرقة الجديد العقيد الركن
محمد جواد ونزولا الى أصغر
منصب...وكان القائد الجديد عالي
الهمة ويتصف بالجرأة ويتقن حرب
العصابات...... فاستخدم الفوج
الرابع من اللواء
32
قوات خاصة ليشن سلسلة من الغارات
بالاضافة الى كافة سرايا
المغاوير...... وقد كلفني بقيادة
إحداهن....
وفي ليلة
18-19/11/1980
شنت الفرقة الالية
الفارسية رقم
77
هجوما مدبرا بإسناد من طائرات
نوعية كوبرا وتمكنت من اسقاط
موضعي الفوج الاول والثاني من
اللواء
46
وتدمير عدد من الدبابات... إلا أن
فرقتنا أدارت معركتها الدفاعية
بكفاءة وكان للقائد الجديد
توجيهات ممتازة في الزمان والمكان
الصحيحين... ولم يتوفر لفرقتنا
قوة احتياطية سوية الفوج الخامس
الذي كان بقيادة المقدم الركن
منصور ضاحي من اللواء
32
قوات خاصة،
اضافة الى سرية الدبابات الاولى
من كتيبة دبابات الطارق بقيادة
الرائد الركن قحطان النعيمي، لأن
اللواء
37
المدرع بقيادة العقيد الركن منذر
ابراهيم كان يعمل في قاطع
مهران..... وفي يوم
25/11/1980
نقل آمر اللواء
46
الى منصب آخر في فرقة أخرى وعين
بدلا منه العقيد الركن فوزي
حميد...
في الفترة بين شهر كانون الاول
والخامس من كانون الثاني
1981
شن الاعلام المعادي حربا نفسية
شعواء عن اكتمال استعدادت هائلة
فارسية لشن تعرض واسع على القوات
العراقية... واللافت للنظر أن
اقطاب العدو وقادة الجبهات
المعادية تبادلوا فيما بينهم
رسائل التهنئة بالنصر القادم -
حسب ادعائهم - قبل الهجوم!!!
انتزاع المبادأة
في ليلة
5/1/1981
بدأت سلسلة من هجمات العدو
المقابلة والمدبرة،
حيث قام الاعداء بحشد كل ما لديهم
من عدة وعتاد، وقد تعرضوا لموقع
قواتنا في الخفاجية، وسيف سعد،
وكيلان غرب... وقد امتحنت الفرقة
التاسعة بقيادة طالع الدوري
امتحانا عسيرا... وقد دارت معارك
عنيفة بيننا وبينهم تكبد الطرفان
فيها خسائر فادحة...
إلا أن اللواء المدرع العاشر خاض
ابرز معارك السجال وذلك حين قام
بتدمير الفرقة المدرعة السادسة
عشرة الفارسية...
وفي هذه المعركة اثبت الدرع
العراقي تفوقه على عدوه
الفارسي... كذلك اثبت مشاتنا
وجودهم بقوة في منطقة الجسور على
نهر الكرخة... وفي يومي
5
و7/2/1981
زار "الشهيد" صدام الجبهة واعطى
المقر مرونة في التصرف....
وفي يوم
26/2/1981
استبدل قائد الفرقة الثاني العميد
الركن حازم برهاوي بقائدنا..
وسط جو من معارك السجال بيننا
وبين العدو، حيث ان انتصاراته
المحدودة في دانة خشك كانت اول
خسارة ميدانية في الشمال الى
خفاجية في الجنوب.... ومن خلال
مرافقتي للقائد الجديد وجدت فيه
شخصية قيادية رصينة، فقد كان يميل
الى الاستماع اكثر منه للكلام...
كان يتفحص جميع الاراء ويتفقد كل
شبر في القاطع... فأجرى بعض
التعديلات عل المنطقة الدفاعية
لفرقتنا وركز في ذلك على الاجنحة
والعمق لتحقيق مباديء الدفاع
الجديد....
شرع العدو يوم
20/4/1981
بشن سلسلة من الهجمات المقابلة في
قاطع الشوش وقد استمرت لمدة ثلاثة
ايام... اعقبه هجوم أخر في قاطع
سربيل زهاب يوم
25/4/1981
ثم هجوم آخر في نفس اليوم على
قاطع امام حسن، ورغم تحقيقه بعض
النتائج إلا أنه كان مثخنا
بالخسائر،
واتضح لنا أنهم بدأو يميلون الى
قبول الخسائر الكبيرة في
صفوفهم... ذلك انهم اعتمدوا
أساليب القدمات المتعاقبة من
المشاة دون مراعاة الاستخدام
الجيد للارض وقبل اكمال الصنوف
الساندة لادوارها كالمدفعية
والهندسة العسكرية... كذلك بدأ
صغار الرتب والملالي يقودون تلك
الهجمات وبدأنا نسمع عن تسميات
جديدة لوحداتهم مثل: (الباسدران –
الحرس الثوري) (الباسيج
–المتطوعون المستضعفون).... وقد
استخدمت نتيجة لهذا فرقة المشاة
السابعة بقيادة العميد الركن نزار
الخزرجي لاستعادة بعض الرواقم
المهمة كالراقم
1150.....
ثم وفيما بعد ظهر تنافس بين قادة
العدو على قيادة بعض الهجمات
الرئيسية حيث كانت تشترى بتلك
القيادة اسهم التقرب من
الخميني... واعترف وزير دفاعهم
عمر فاخوري بأنهم فقدوا نخبة
قواتهم في الهجمات التي نفذوها
رغم احرازهم شيء من النجاح هنا
وهناك....إلا أنهم مصرين على
القتال رافضين وقفه وبالتالي
رافضين كل الحلول السلمية....
ولغرض المحافظة على المبادأة طلبت
القيادة العامة الاستمرار
بالعمليات التعرضية قدر الامكان،
واجرت تغييرات مهمة في المناصب،
وكانت من اهم عمليات التعرض تلك
التي نفذتها قوة واجب من الفرقة
المدرعة العاشرة بقيادة العميد
الركن هشام صباح فخري على منطقة
دهلران يومي
28
–
29/5/1981
ورافق ذلك الاعلان عن اسقاط سبع
طائرات معادية من نوع فانتوم،
اسقطت خمس منها بقتال جوي.....
اما في قاطع شرق نهر الكارون فقد
جرح آمر لواء المشاة الالي الثامن
العقيد الركن فيصل مشعان الفيصل
وتكبد اللواء بعض الخسائر وكذلك
الامر بالنسبة لبعض وحدات الفرقة
المدرعة الثالثة بقيادة العميد
الركن قدوري جابر الدوري، وكذلك
ظهر بعض القلق على وضع الفرقة
الالية الاولى والفرقة المدرعة
العاشرة في قاطع الشوش نظرا لوجود
ثغرات واسعة ما بين الفرقتين....
في
1/6/1981
استلمت كتيبتي قاطع مسؤولية كتيبة
استطلاع ابن الوليد (آمرها سعدون
يونس) من الفرقة المدرعة السادسة
نظرا لتحرك تلك الاخيرة الى قاطع
آخر... وبعد أيام شاهدت كرة نارية
متوهجة قادمة من العمق العراقي...
وإذ بها على ما اعتقد لها علاقة
بقصف المفاعل النووي العراقي الذي
تفذته طائرات العدو الصهيوني التي
استخدمت معدات حرب الكترونية
للتشويش على الرادارات
العراقية... وقد قامت بالمهمة ستة
وثلاثون طائرة... تسعة نفذت
المهمة والباقي لأغراض
الحماية....
في
1/9/1981
شن العدو تعرضه المتوقع على قاطعي
(سربيل زهاب في الشمال والخفاجية
في الجنوب) وباسناد مدفعي جيد صدت
قواتنا بدفاع بطولي هذين الهجومين
في القاطعين، وكبدت المهاجمين
خسائر كبيرة واعلن عن اسقاط
11
طائرة معادية حيث لعبت القوة
الجوية العراقية دورا مهما في
المعركتين...
وفي ليلة
8/9/1981
اعلن العدو الحداد على فقدان وزير
دفاعه فاخوري مع
96
ضابطا قضوا بحادث سقوط طائرة نقل
عسكرية من نوع هيركوليس... سقطت
حين عودتهم من عبادان...
وفي
18/10/1981
جرت عدة ترقيات بالرتب والمناصب
في قيادتنا مع الاعلان عن تشكيل
مقر الفيلق الرابع في العمارة
بقيادة اللواء الركن هشام صباح
فخري......
وصدرت في اليوم التالي تنقلات
كبيرة لعدد من المناصب القيادية
حيث اصبح العميد الركن ثابت سلطان
قائدا للفرقة العاشرة...لقد اصبحت
لدينا قناعة بأن الحرب ستطول
كثيرا وان الانتصارات المحدودة
التي حققها العدو قد اصابت بصيرته
بقصر النظر وزادت من غطرسته
وابعدته عن المنطق السليم....وفي
هذه الفترة قدم الكثير من
المتطوعين العرب للقتال الى
جانبنا كان الكثير منهم اردنيون
تشكلت منهم كتيبة سميت باسم كتيبة
اليرموك...
ساهم وقتها الملك حسين مساهمة
رمزية حين اطلق قنبلة من مدفع
عيار
130
ملم باتجاه المواضع
الايرانية.....
وفي ليلة
30/11/1981
شن العدو هجوما تعرضيا على قاطعي
الخفاجية والبسيتين قاتل وقتها
رجالنا قتالا بطوليا شرسا...
وتحملت تشكيلات الفرقة المدرعة
العاشرة من اللواء المدرع
17
بإمرة العقيد رياض طه داود ولواء
المشاة الالي
24
بإمرة العقيد الركن رشيد الكردي
والقوات الخاصة وطأة ذلك الهجوم..
وقد ارتكب العدو الفارسي جريمة
وحشية "تنم عن نفسيته المجوسية
الفارسية الحقيرة" حين اعدم
اعدادا كبيرة من اسرانا....
وفي ليلة
11/12/1981
شن العدو تعرضه المتوقع مستهدفا
الراقم
1172
(حسب مخططات عثرنا عليها مع ضابط
استطلاع فارسي اسرناه واستنطقه
المقدم الركن عبد المنعم يسر)...
وبعد سلسلة من المعارك العنيفة
استطعنا طرد العدو في صباح يوم
5/1/1982
وذلك بمشاركة كل من اللواء
36
بقيادة العقيد زهير يونس واللواء
الثاني والفوج الاول من اللواء
الرابع الذي استشهد آمره المقدم
الركن محمد العزاوي، وفوجين من
القوات الخاصة بقيادة كل من بارق
الحاج حنطة ووعد الله مصطفى، وقد
غطى نصرنا الكثير من
السلبيات.....
الفرس يديمون زخم هجماتهم...
أصـر الفرس علـى ادامة زخماتهم
وراحوا يهددون باحتلال العراق،
فأطلقت القيادة الدعوة لتطوع
جماهير الحزب في الوية المهمات
الخاصة كنوع من انواع النفير
وارتدى اعضاء القيادة السياسية
والوزراء والملاكات الحزبية
البذلات العسكرية للدلالة على
خطورة الموقف وجدية التهديدات
المعادية...
وفي الوقت الذي صبغ الفرس تلك
المعركة بشعارات قومية فارسية، رد
العراق بصبغها بصبغة عربية لأنه
يمثل البوابة الشرقية للوطن
العربي ولانه يدافع عن دول الخليج
بصورة غير مباشرة...
وبالرغم من كل المساعي الحميدة
التي بذلت لوقف الحرب، إلا أن
العدو الفارسي كان يضع شروطا
تعجيزية لوقفها.... وحين تعرض
العدو لنا مجددا يوم
13/2/1981
في قاطع البسيتين كان دفاع قواتنا
الجوية بطوليا فأفشله فشلا ذريعا
واسقط له عدد من الطائرات...
كانت هناك دلائل قوية على قيام
العدو بالتعرض على قاطع الشوش
الذي تدافع فيه قطعات الفيلق
الرابع (الفرقة المدرعة العاشرة
والفرقة الاولى) وتم استقدام
الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة
العميد الركن جواد اسعد شيتنة
لتنفيذ هجوم اجهاضي...
لكن تشكيلات العدو عبرت نهر
الكرخة من اتجاهين: منطقة الكثبان
– الرقابية – جنانة وباتجاه
الدوسلك – جنانة، وبالرغم من
الدفاع البطولي لقطعات الفرقة
الاولى والفرقة العاشرة الا ان
العدو استطاع الاستفادة من
الثغرات وطالت طلائعه المناطق
الخلفية التي اصابها ارتباك
شديد.....
ولولا التأثير الشخصي "للشهيد"
صدام لانقلب الموقف الى هزيمة
ولتجاوزت القطعات المطاردة خط
الحدود الدولية....
ثم جاءت المعلومات الاستخبارية عن
حشود جديدة للعدو في قاطعي
الخفاجية والاحواز.......
وقد نفذ العدو هجومه في ليلة
30/4/1982
على مواضع الفرقة المدرعة السادسة
بقيادة العميد الركن محمود شكر
شاهين وعلى مواضع الفرقة الالية
الخامسة بقيادة العميد الركن ماهر
عبد الرشيد
المدافعة على مقترب الاحواز –
الحدود الدولية ومن خلال قتال
دفاعي مستميت وبطولي لم يتمكن
العدو من تحقيق الا بعض النجاحات
المحدودة ولعبت القوة الجوية
العراقية دورا مهما في التجريد
التعبوي....
في يوم
26/5/1982
اعلن بيان القيادة العامة للشعب
العراقي وقوع المحمرة (الوسادة
الأخيرة التي تغفو عليها البصرة)
بيد قوات العدو الفارسي التي
دنستها من الشمال ومن الجنوب عبر
نهر الكارون.... واشار البيان الى
اننا خسرنا معركة ولم نخسر
الحرب... أصيبت المعنويات العامة
بالصميم، وكأن الشمس غابت عنا
للأبد... إلا أن الصلابة النفسية
العالية "للشهيد" صدام حسين أعادت
الثقة للجميع بأن ما خسرناه لن
يعيقنا عن كسب الحرب...... حيث
أشار إلى أننا سنكسب
الحرب من خلال الاعتراف
بالواقع... وإعداد خطة دفاع
استراتيجية عن العراق، وشحذ الهمم
لاحتواء ما سينوي عليه العدو....
وفي يوم
8/6/1982
وبكتمان شديد شرعنا باستعداداتنا
الدفاعية على خط الحدود الدولية،
وكانت مهمة وحدتي ستر الانسحاب
بعمق
22
كم من خلال موضعي اعاقة، وتم ذلك
بدون اشتباكات مع العدو....
واهتزت الامة العربية لهذا الحدث
ولحدث آخر..... وهو احتلال بيروت
من قبل الجيش الصهيوني الذي بدأ
بضرب قوات الثورة الفلسطينية
والاشتباك مع الجيش السوري.
التعرض المقابل المعادي
الجزء الأول
تعتبر المرحلة الثالثة من سفر هذه
الحرب والتي أسميتها (التعرض
المقابل) من أطول مراحل الحرب
وأصعبها، حيث مرت بأحوال وظروف
متقلبة، وكانت من أشد المراحل
قلقا على المصير الوطني.... وقد
أطلق العدو عواصف من التهديدات
الرعناء ومارس اعلامه اخبث وسائل
الحرب النفسية،
وتصاعدت لغة الخطاب التهديدي
"بسفالة وحقارة" حين اعلنوا ان
هدفهم الاكبر احتلال العراق
وتغيير النظام السياسي...
(وحين لم يفلحوا بذلك وقتها......
دنسوا البلد فيما بعد عن طريق
اخوانهم خنازير الامريكان
والصهاينة)....
منذ نهاية شهر
6/1982
حذرت تقارير الاستخبارات العراقية
من حشود كبيرة للعدو في ساحة
العمليات الجنوبية، وخاصة في قاطع
شرق البصرة... ففي ليلة
13
–
14/7/1982
شن العدو هجومه المرتقب مستهدفا
احتلال الضفة الشرقية لشط العرب
بما فيها منطقتي الشلامجة
والتنومة والعبور الى القرنة بهدف
عزل البصرة،
إلا أن قواتنا قاتلت ببسالة
وتمكنت من دحر العدو وأسر المئات
من جنوده.... ثم كرر الهجوم في
ليلة
16-17/7/1982
فطرد مرة أخرى مدحورا مذهولا
بصلابة مقاتلي الجيش العراقي
العظيم الذين ازدادو شجاعة وثقة
وهمة عالية وأصرار على دحر
الاعداء... ثم في ليلة
20-21/7/82
زج بقواته
في قاطع الشلامجة إلا أنه حصد
هزيمة منكرة... فاستشاط غضبا وشن
هجومه الاخير يوم
28/7/1982
فدحر الى غير رجعة وتكبد خسائر
باهظة جدا.. وزفت أخبار تلك
الانتصارات الى الشعب العراقي....
في يوم
6/8/1982
حضرت مؤتمرا حول تشكيل الفرقة
المدرعة السابعة عشرة بقيادة
العميد الركن اياد فتيح الراوي
(الاسير حاليا... والذي تحاكمه مع
رفاقه جلاوزة الخميني المجوسي
الكسروي الحاقد الملعون)
على أنقاض الفرقة المدرعة التاسعة
التي فككت جراء الاخفاقات التي
منيت بها...... ثم وعلى ضوء
تقارير الاستخبارات العراقية حول
تحشد العدو في القاطع الاوسط زار
" الشهيد" صدام حسين هذا القاطع
برفقة رئيس أركان الجيش الفريق
الركن سالم حسين العلي بهدف
الاطلاع على الموقف... فكلفت
وحدتي بإنشاء خط مراقبة وانصات
دقيق، فنظمت عددا من دوريا
الاستطلاع وفتحت رادارات الرازيت
في أماكن مشرفة... ثم صدر قرارين:
الأول نقلي الى منصب آمر كتيبة
الدبابات
36
في اللواء المدرع
40
المشكل حديثا بإمرة القيادة
العامة... والثاني استلامي أمرا
بمسك موضع دفاعي ما بين اللواء
الثاني واللواء
412
بعد وضع عدد من الوحدات بإمرتي...
يوم
22/9/1982
اعلن العدو عن اكمال استعدادته
لهجوم الخريف الكاسح، وكانت قواته
تتكون من فيلقين:
القوات النظامية والثاني من الحرس
والمتطوعين... واختار العدو رابع
يوم عيد الاضحى لذلك الهجوم (1/10/1982)...
فانكشف هجومه وبدأنا معه معركة
حامية الوطيس قدم فيها الجيش
العراقي تضحيات وشهداء... وتمكن
العدو من احتلال ثلاث اهم عوارض
في المنطقة الدفاعية للفرقة
المدرعة الثانية عشرة التي كانت
بقيادة واحد من خيرة ضباط الجيش
العراقي العظيم وهو العميد الركن
شوكت احمد عطا
(رغم انه زميل دراسة الشهيد صدام
إلا أنه لم يستثمر تلك الزمالة
لأغراض شخصية أبدا... لاحظوا عزة
نفس العراقي وشهامته)...
والعوارض التي احتلها العدو هي:
كتفي مضيق حران – كيسكة – صلاح
الدين وسانوبا)... وقد جرت معارك
سجال بيننا وبين العدو قدم الجيش
فيها عددا من الشهداء إلا أنه كبد
العدو أيضا خسائر باهظة...وقد
حضر "الشهيد" صدام هذه المعركة
فوجد قائدي الفيلق والفرقة في
المقر الميداني شديدي الحزن
والاسف على هذا الموقف العصيب
فشجعهما... وكان الاعلام المعادي
ناشطا في استغلال الموقف وبدأ
يذيع اخبار كاذبة وملفقة عن اسر
عدد كبير من الضباط ومنهم اسمي
ومنصبي!!!!
وفي يوم
2/11/1982
انتهت المعركة
بعدما تأكد لدينا صعوبة استعادة
العوارض الرئيسية الثلاث آنفة
الذكر، وعندها أخبرت بضرورة
التحاقي بوحدتي الجديدة والتي
أصبحت من وحدات الحرس الجمهوري
كأول خطوة لتوسيعها فأصبح اللواء
المدرع
40
يدعى لواء الحرس الجمهوري الثاني،
وأصبحت كتيبة الدبابات
36
تدعى كتيبة دبابات الحمزة حرس
جمهوري، وقد استلمت كتاب شكر من
قائد الفرقة مع أمر التحاقي....
وفي طريقي الى مقر الفرقة لتوديع
القائد توقفت اسفل مواضعنا ومنها
تل سانوبا الذي تحيط به قطعاتنا
أقرأ الفاتحة على أرواح شهدائنا
ومنهم ابن عمتي جمال محمد آمر
سرية مغاوير اللواء
412...
وفي يوم
4/11/1982
اصبحت وبكل فخر واعتزاز منتسبا
الى الحرس الجمهوري وظنت والدتي
أنني سأرتدي بهذا الانتساب قبعة
الريش!!! إلا أنني قلت لها أن حرس
الشرف فقط يرتدون هذه القبعات أما
نحن المقاتلون فلا نرتدي إلا
الخوذة الفولاذية....
علمت من خلال القائد الجديد
العقيد الركن رياض طه داود (من
الضباط الاكفاء اللامعين) أنه ليس
أمامنا سوى ستة أشهر لنعد لواؤنا
من الناحية الفنية والادارية...
وقد استلمنا بناء على تعليمات
"الشهيد" صدام دبابات تي
72
ام،
الواصلة حديثا الى القطر، والتي
تعتبر قفزة تسليحية هامة أعطتنا
ثقة عالية بالنفس... وقد عاهدت
آمر اللواء أن لانخيب ظن الرئيس
على هذا التشريف... وقد علمنا
ليلا نهارا ساعدنا على ذلك أمران:
الاشراف المباشر للرئيس علينا،
والثاني نوعية جنود وضباط اللواء
حيث كانوا جميعا من المتطوعين حتى
انتهاء الحرب...
في ليلة
20-21/11/1982
قامت عدة تشكيلات من قواتنا
الجوية والبحرية بعملية جريئة في
الهجوم على منطقة انتظار ناقلات
النفط الفارسية قرب جزيرة خرج
شمال الخليج فتمكنت من اغراق خمس
منها... وبدأت حينها ما عرف يومها
باسم حرب الناقلات.... وفي يوم
1/2/1983
نفذت كتيبتي تمرينا امام مجموعة
من خبراء قواتنا المسلحة منهم
الفريق الركن محمد فتحي أمين
مستشار الرئيس، وكانت النتيجة
جيدا جدا....
وفي ليلة
6-7/2/1983
شن العدو هجوما على قاطع الشيب
شرق ميسان، ونجح بخرق الجبهة بطول
14
كم وبعمق
8
كم، إلا أن الفرقة المدرعة
الثالثة بقيادة العميد الركن حسين
رشيد التكريتي (الاسير حاليا
والذي يحاكمه زبانية المجوس الفرس
الخمينيين)
تمكنت من تقليص جبهة الخرق وقامت
بمناورة ضرب جناح العدو الايسر
بسلسلة من الهجمات المقابلة ودمرت
له عشرات الدروع واسرت
1188
من جنود وافشلت ذلك التعرض، وفي
صباح يوم
12/2/1983
جرى استعراض أسرى العدو في بغداد
بالوقت الذي شرعت فيه قواتنا
الجوية بسلسلة من الغارات على
جزيرة خرج، وحين حاول العدو يوم
16/2/1983
تحسين موقفه فشل فشلا ذريعا لان
قواتنا كانت قد احكمت قبضتها
هناك...
في ليلة
10-11/4/1983
شن العدو هجوما كبيرا على قاطع
عمليات الفيلق الرابع بمنطقة
الفكة، ودارت معارك سجال لمدة
اسبوع واحد دحر فيها العدو الذي
كانت قواته شبه النظامية تقاتل
وقتها، وتكبد خسائر كبيرة واسرنا
له
417
جنديا وتم الاستيلاء على عدد كبير
من دروعه، وفي هذا الوقت كانت
جماهير شعبنا قد اعتادت على اخبار
المعارك واقتنعت ان الحرب ستطول،
فراح ينصرف الى تلبية متطلبات
حياته اليومية التي اصحبت الحرب
جزءا منها...
وفي هذا الوقت أيضا بدأ "المجوس"
عملهم القذر من خلال عملائهم
"الحشرات المدنسة لارض العراق"
حيث فجروا سيارة ملغومة بجانب
مبنى القوة الجوية، ودار الاذاعة
والتلفزيون ومبنى الخطوط الجوية
العراقية... فراح نتيجة تلك
التفجيرات المجوسية الخمينية عددا
من المواطنين الابرياء.... وفي
يوم
26/5/1983
حضرنا مع "الشهيد": صدام حسين
تمرينا تعبويا نفذه لواء الحرس
الجمهوري الاول بالتعاون مع كلية
الاركان....
وفي صباح يوم
28/5/1983
تحرك جحفل لواؤنا الى قاطع عمليات
الفيلق الرابع (الشيب) وقد حضر
الشهيد صدام حسين مع الشهيد عدنان
خير الله لوداعنا....
وفي صباح
29/5/1983
اجتمع بنا قائد الفيلق الرابع...
فباشرنا معه بعض الاستطلاعات
الضرورية في المنطقة الدفاعية
للفرق (14،15،18،20)
واطلعنا على خطط فرقتي الاحتياط
(الفرقة المدرعة الثالثة والفرقة
المدرعة العاشرة) ودرسنا المعارك
السابقة التي دارت في هذا القاطع
واعددنا خططا واجرينا الكثير من
الممارسات تحت تأثير رصد ونار
العدو...
وفي هذه الاثناء وجه "الشهيد"
صدام حسين بمشاركة نجليه
(الشهيدين عدي وقصي) في القتال
كأي عراقيين بلغا القدرة على حمل
السلاح، وذلك للدفاع عن الوطن،
وكان هذا من خلال جحفل لوائنا في
المعسكر.. فنفذا عددا من الطلعات
الجوية بالطائرات المروحية وتدربا
على استخدام الدبابات وقيادتها
وكان معهما عددا من أصدقائهما في
نفس التدريب... وكان "للشهيد"
شرطا أن لايقع نجلاه في الاسر
لاعتبارات سياسية وأدبية... وفي
يوم
21/7/1983
كلفت وحدتي بتدمير عدد محدود مكن
النقاط الحصينة والمراصد في
السواتر المعاية المقابلة، فكانت
بداية طيبة وممارسة قتال حقيقية
ممتازة....
يتبع..... |