كان لنا دولة قوية مرهوبة الجانب،
تهتم بالمواطن وتبذل جهدها
لرعايته، وجيشها يحمي الوطن
وترابه، وأمنها يحمي أمن الوطن
والمواطن... يحكمنا رجال هم اخوة
لنا وأبناء عم وأبناء خال وأبناء
عشيرة... يعني بالمختصر أبناء
الوطن... منا وفينا.... ليسوا
اغراب عنا....
دولة كان فيها رجال مثقفون، يشار
اليهم بالبنان...
رجال حديثهم لبق، مظهرهم أنيق،
لطفاء الكلام، فيهم دماثة خلق
وأدب.... رجال كانوا اذا تحدثوا
اسمعوا، واذا نصحوا فنصيحتم يؤخذ
بها ومشورتهم لا ترد... وكان على
رأس تلك الدولة قائد قل نظيره في
عصرنا الحديث...
قائد اصابه مرض بدأ يكبر معه يوما
فيوما وساعة فساعة.... إسم هذا
المرض "حب العراق والشعب
العراقي".... دواء ذلك المرض كان
لقاؤه بالشعب العراقي وتلبية
حاجاتهم، ورؤية العراق عظيما
كبيرا آمنا مستقرا قويا بشعبه
وجيشه....
هذا الرجل كان قائدا شجاعا مقداما
لايخاف إلا من خالق السموات
والارض، وعدا عن ذلك فكل أعداء
العراق تحت نعاله... لايخاف منهم
أبدا كائنا من كانوا...
وكان في البلاد ثروة نفطية ومائية
لاتنضب إلى أن يشاء الله أمرا كان
مفعولا...
استغل قائد البلاد هذه الثروة
النفطية لأجل البلاد... فأقيمت
المصانع بمختلف أنواعها، وأقيمت
المنشآت العسكرية، وبنيت بيوت
المواطنين، وارسل مئات الالوف من
الطلبة العراقيين الى كل أنحاء
العالم لتعلم مختلف العلوم، وصار
في البلاد جيشا ثانيا اسمه جيش
علماء العراق... هذا الى جانب
الجيش العسكري العراقي المغوار
الشجاع....
كان للعراق رئيس واحد فقط، أينما
ذهبت تجد صورته بمختلف الاوضاع،
باللباس العسكري والمدني والبدوي
والكردي.... وكان الشعب العراقي
راضيا به ومحبا له...
وكان في العراق حزب واحد فقط يقود
البلاد والعباد... حزب عروبي
ينضوي تحت لواؤه كل من ينطق بلغة
الضاد بغض النظر عن مذهبه او
دينه.... فترى تحت جناح هذا الحزب
المسلم والمسيحي والصابئي والعربي
والكردي والاشوري... يعني جمع هذا
الحزب أطياف الشعب العراقي
بأكملها.... وهو حزب حافظ طيلة
سنوات طويلة على وحدة البلاد وحمى
بجيشه التراب الوطني... عدا عن
انه حزب امتد ليشمل أقطارا عربية
أخرى انضوت تحت رايته.... لأنه
كان حزبا قوميا عربيا شاملا...
هدفه وحدة الامة العربية من
المحيط الى الخليج... فهو ذو
رسالة خالدة....
ولم يكن في العراق ميليشيات
ارهابية غدرية... بل كان هناك جيش
وطني وحرس جمهوري وجيش شعبي وأمن
وشرطة هدفهم الاول والاخير العراق
والعراقي.... العراقي أيا كان
وأينما كان....
وكانت بغداد العظيمة الماجدة
المنصورة بالله عزيزة بالله،
وكانت عصية على الحثالات والحشرات
وابناء العهر واللصوص الدوليين...
هذا غيض من فيض.... نقطة من
بحر... صخرة من جبل...
ما الذي حدث...
الذي حدث أنه تآمر على العراق
القريب والغريب، القاصي والداني،
العربي وغير العربي، المسلم
وغيره... كان هدفهم جميعا
الاستيلاء على العراق ونهب ثرواته
وازاحة حكمه الوطني.... تمهيدا
لبدء السيطرة الكبرى على الوطن
العربي برمته.... ذلك أن العراق
هو جمجمة العرب.... فإذا ما ظفر
الاعداء بالرأس... سهل أمر
الجسد...
في مثل هذا اليوم التاسع من نيسان
حدث زلزال كبير... دنست بغداد
واحتل العراق.... كتبت امريكا
اعتبارا من هذا اليوم نهايتها
وحفرت قبرها بيديها.... فالخسيس
الوغد بوش الذي اعتدى بيمينه على
العراق.... حفر قبره وقبر بلاده
بشماله – شل الله الاثنتين –
حولوا البلد من بلد واحد موحد الى
دويلات ومناطق نفوذ ومحميات...
وسكن الامريكان وطراطيرهم وعلوجهم
وخنازيرهم في المزبلة الخضراء
وعزلوا أنفسهم فيها خوفا من رجال
المقاومة الشجعان...
بعد يوم التحرير المزعوم الذي
وللعام الخامس على التوالي لم نرى
له أي احتفال أو تهليل او طبل
وتزمير تحول العراق الى بلد
آخر... فالعراق العظيم الشهم
الكريم الذي كان يفخر برجاله
تسلطت عليه عمائم الفسق والدجل
والقذارة والنجاسة المجوسية
الفارسية الخمينية وراحت تتحدث
باسمه ويا للأسف....
فالآن..... صار العراق بلد
الميليشيات الغدرية الصفوية
النجسة، وصار بلد الأحزاب
الفارسية التي اتخذت الدين غطاء،
والدين منها بريء، وصار بلد صور
أئمة الضلالة والفسق من أبناء
العقور الزنيم الى التيستاتي الى
الاهبل مقتدى الغدار الى....
الى..... الى.... فصرت أينما
اتجهت ترى صورة لواحد من أئمة
الكفر معلقة حتى على اللوحات التي
تعرف بأسماء الشوارع!!!
هذا هو تحريرهم المزعوم.... وتلك
هي الحرية التي وعدوا بها الشعب
العراقي...
وهذا هو البلد النموذجي الذي
تعهدوا بقيامه بعد تحريره... بلد
مقسم بواسطة الجدران العازلة....
ميليشات ارهابية تعيث فسادا ونهبا
ولصوصية وقتلا.... أحزاب شتى من
كل حدب وصوب... زعماء على عدد
أصابع الأرجل وأكثر... ومعظمهم
قادمين من دولة الشر الفارسية
المجوسية السامة... وكل واحد له
برنامج يريد تنفيذه... وكل واحد
مرتبط بجهة معينة.... هذا مع
الفرس وذاك مع ال سعود والثالث مع
ال الانبطاح والرابع مع الاردن
والخامس مع الجن الازرق وهكذا....
لو نظرنا فقط الى المستعربين
الذين ساندوا المحتل الصهيوصفوي
مغولي لما رأينا واحدا منهم تجرأ
على زيارة العراق....
وهم الذين تعهدوا بزيارته للتهنئة
بتشكيل أول حكومة بعد رحيل
"الدكتاتور".... أين هم ؟؟ ولماذا
لم يأتوا ؟؟ أعتقد أنهم في مثل
هذا اليوم دفنوا رؤوسهم بالطين
والمزابل خجلا مما اقترفت ايديهم
من جريمة لن ينساها التاريخ ولن
تنساها الأجيال....
خمس سنوات عجاف مرت ولازال
الاعلام المستعرب المنافق العميل
يتحدث عن سقوط بغداد... ولم يتحدث
عن سقوط معظم الحكام العرب في بحر
الخيانة والعار والشنار.... أولئك
الحكام المنافقين المستعربين
الدجالين الراكعين على أقدام بوش
ورايس والمنفذين لأوامرهما
بالتمام والكمال....
بغداد لازالت عصية على المحتل
وستبقى بعون الله ثم بعون الرجال
الاشاوس الغيارى المدافعين عن
العراق سدا منيعا بوجههم ينتحر
المغول على ابوابها....
نحن في شهر نيسان...نيسان شهر
العطاء... فهو الشهر الذي شهد
سقوط الامريكان وطراطيرهم والفرس
وعلوجهم في أقذر مجاري للصرف
الصحي في بغداد....
وهو قبل هذا شهر ميلاد الحزب...
الحزب الذي وحد العراق والعراقيين
ودافع رجاله بشراسة عن الوطن
والمواطن.... وهو الحزب الذي يقود
المقاومة البطولة العظيمة التي
تسطر ملاحم العز والفخر على أرض
الرافدين إلى جانب فصائل المقاومة
الجهادية الشريفة الأخرى... وهو
الشهر الذي شهد انطلاقة هذه
المقاومة البطولية العظيمة....
وهو الشهر الذي ولد فيه شهيد الحج
الأكبر... الامام صدام حسين
المجيد رضوان الله وسلامه ورحمته
وبركاته عليه وعلى اخوانه
الشهداء.... فليكن هذا الشهر شهر
الاحتفال بالمقاومة البطولية
العظيمة التي تدافع عن العراق وعن
شرف العرب من المحيط الى الخليج
والتي ترفع رؤوس العراقيين والعرب
عاليا.... وليكن شهر تجديد البيعة
بالولاء والطاعة للامام المجاهد
المعتز المنصور بالله أبوأحمد
الدوري حفظه الله ونصره...
فحياكم الله يا رجال العراق
الغيارى النشامى المقاومين
الابطال...
المجد لكم ولكل من يقاوم الاحتلال
الصهيوصفوي مغولي...
أملنا بالله ثم بكم يا رجال
العراق الاشراف... وان شاء الله
قريبا يوم الاحتفال بالنصر
العظيم...
والله أكبر وعاش العراق..
وعاشت أمتنا العربية المجيدة...
وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر
الى البحر...
وعاش الجهاد والمجاهدون...
والله أكبر ...
وليخسأ الخاسئون... |