الحديث عن
المقارنة بين قيادة العراق بالأمس
وبين من يتحكم به اليوم..وبين
الانتماء للعراق وحكومته الوطنية
السابقة وبين نفس الانتماء اليوم
في العراق المحتل حديث ذو
شجون..ويحتار المواطن البسيط في
طريقة تبرير مايحدث اليوم
بمقارنته بالأمس !!..هل هذا
الحطام الذي نراه هو العراق
؟..يوم كان العراق..وكان البعث..
وكان صدام ؟..
الجيش سور للوطن أم قاتل الشعب
ومؤجج الفتن
منذ تأسيسه
والجيش العراقي بمختلف تشكيلاته
وتسمياته من فيالق وحرس جمهوري
وقوات ساندة وجيش القدس والقوة
الجوية والدفاع الجوي والقوة
البحرية والاستخبارات والصنوف
المؤسسات والدوائر مفخرة الشعب
وتاج رأسه في تأريخه وتضحياته
وانتصاراته ومواقفه وصولاته ..وهو
المدافع عن حياض الوطن وأسواره
والمضحي بالنفس والدم ليمنع
المعتدي والغازي من أن يطأ ترابه
وماءه وسماءه ..هو حامي الشعب
والذي يتكأ بظهره دوما لأهله
وأبناءه وآباءه وأمهات جنوده
وأخواته وإخوانه ..لم يقف جيش
العراق يوما ضد الشعب.. ومن قال
إن الجيش العراقي بكل تشكيلاته
قاتل الشعب وأستهدف أهله فهو مغرض
وواهم وناكر وجاحد..ففي أحداث
الشمال وقمع التمرد الكردي قاتل
في صفوف الجيش كل العراقيين من
العرب والأكراد والتركمان وكل
الطوائف والأديان ضد هذا التمرد
الذي استهدف وحدة العراق وتمكين
الأجنبي من التحكم بإرادته وما
ذكر عن أحداث الأنفال وحلبجة ماهي
إلا تزوير للحقائق التي يعرفها
الأمريكان والبرزاني والطالباني
قبل غيرهم ولم يتعرض الجيش
العراقي في معارك الشمال إلى قرية
أو مدينة كردية أو هاجم الشعب
الكردي وكانت قطعاته تتجنب ضرب
المدن والقرى وتفقد خسائر جسيمة
عندما يستهدف المتمردون والعصاة
هذه القطعات والمشاة من هذه القرى
خوفا على حياة المدنيين ..ومن ضرب
حلبجة هم الإيرانيون حلفاء
الطالباني وهو الذي نسق معهم! وهو
يعرف تفاصيل ذلك!..أما أحداث
الغوغاء عام 1991 فقد آثرت
قطعاتنا العسكرية ورجال الحرس
الجمهوري عدم الرد على مصادر
النيران التي كانت تستهدفها من
المناطق المدنية في نواحي ومدن
وقرى الجنوب والفرات الأوسط التي
تسلل إليها الإيرانيون وفيلق بدر
وعندما بدا الجيش العراقي
بالانسحاب وبسبب سيادة الأمريكان
الجوية سلكت مئات الآلاف من
جنودنا المتعبين الطرق الثانوية
والترابية بين القرى للوصول إلى
مناطق إعادة تشكيلها وكانت هذه
الطرق بين القرى قد وقعت تحت
سيطرة فيلق بدر والخونة
والمتآمرين وفيلق القدس الايراني
وعدد من وحدات الجيش الايراني
النظامي والمخابرات الإيرانية
التي دخلت العراق حال بدء العدوان
الأمريكي ..وقامت هذه المجاميع
بأسر وتعذيب وقتل أكثر من 200000
مائتي ألف جندي عراقي اعزل ومتعب
وقامت بدفنهم في مقابر جماعية
واتجهت هذه الزمر الحاقدة والتي
لايعرف الكثير منهم حتى التكلم
باللغة العربية وخاصة القيادات
إلى مقرات الحزب والدولة
ومؤسساتها ودوائرها في المحافظات
والاقضية والنواحي وبيوت الموظفين
والمناضلين ودوائر الشرطة والأمن
وقامت باعتقال من نفذ عتاده خلال
مقاومتهم واقتادوهم إلى أقبية
ومناطق اعتقال وتعذيب حيث نفذوا
فيهم جرائم الاغتيال بشكل همجي
والبعض من رفاقنا اغتيلوا حرقا
وهم أحياء أمام أنظار عوائلهم ثم
اتجهوا للسلب والنهب لموجودات كل
هذه الدوائر والمؤسسات وبيوت
الناس والمتاجر والمحلات والمخازن
والمستودعات ثم قاموا بإحراقها
وتدميرها ..وأمام هذه الحالة من
الغوغائية والفوضوية التي سميت
بالانتفاضة الشعبانية!!..هب الشعب
والمخلصين والغيارى من أبناء
العراق من جيش وشرطة ومناضلين
ومواطنين للتصدي لهذه الحملة
التدميرية المغرضة والفوضوية
المدمرة وسيطروا على الحال وتم
إلقاء القبض على منفذي هذه
الجرائم والبعض الآخر هرب إلى
إيران عائدا من حيث جاء ..وتم
محاكمة هؤلاء المجرمين والكثير
منهم تم شمولهم بالعفو وتم إطلاق
سراحهم..وبدلا من أن يذكروا هذه
الرحمة والنية الصادقة المخلصة
فقد قام هؤلاء اليوم بالادعاء على
من أخلص النية لهم وأعفاهم من
جرائمهم باتهامهم بأكاذيب برعوا
بها هم ومن يعملون لمنهجه..
ولأن الجيش
العراقي بكل تشكيلاته هو ذراع
الشعب الضاربة والتي وقفت دائما
مع حقه ودافعت عن وجوده ومصيره
فقد كان أول المستهدفين من قبل
أعداء العراق ومنهم أولائك الخونة
الذين فروا إلى إيران خلال حرب
القادسية المجيدة ووقفوا إلى جانب
العدو وقاتلونا وهم يلبسون زى
الحرس الثوري والجيش الايراني
ودخلوا العراق أبان العدوان
الثلاثيني وفروا مرة أخرى إلى
إيران بعد نهاية العمليات
العسكرية في عام 1991 ثم عادوا
اليوم ليحكموا العراق !..وهؤلاء
يعرفون جيدا شدة بأس هذا الجيش
وعقيدته واسلوب عمله وكيف انه
ينتمي إلى الشعب ويدين بالولاء له
فقاموا بتنفيذ خطة أسيادهم من
الإيرانيين والامريكان بحله كخطوة
أولى ثم بملاحقة واعتقال واغتيال
ضباطه وكفاءاته ثم شن حملة ظالمة
للإساءة إليه والى رموزه وتصوير
كل عملياته الوطنية البطولية على
أنها استهدفت الشعب لتبرير النيل
منه ومن أدواره وبطولاته وتسمية
انتصاراته في حروبه للدفاع عن
تربة العراق (عدوانا
على جيران العراق!)..
إنها
محاولة بائسة لإلصاق تهمة التعرض
للشعب بجيش العراق العظيم..وهي
محاولة خاسرة وفاشلة وكل الأعداء
يعرفونها ولكن هذه هي ضمائرهم
الملوثة بالرذيلة والكذب والادعاء
وقد تعودوا عليها وشربوا سنين
طوال من ماء آسن ملوث بالدم
الفاسد الذي ينبع من حقد أعمى ضد
العراق وجيشه وحزبه..ومثلما أدعوا
على الحزب ولفقوا له التهم
ولقيادته الأقاويل والقصص
ولمؤسسات الدولة الأكاذيب وجعلوا
لقادة العراق أرصدة وجزر وآلاف
المليارات والقصور والسفن وغيرها
من الادعاءات الفارغة التي لم
يستطيعوا أن يقنعوا أحد بالظهور
للتحدث عنها فهم اقنعوا بعض
البؤساء والمتخاذلين للحديث عن
حفلات ولقاءات واجتماعات وتوجيهات
وحملات واغتيالات كاذبة ..
هذا هو جيش
العراق ..جيش القادسية وأم
المعارك ..بالأمس كان للعراق جيش
قوي ومقتدر ومحترف ووطني يدافع عن
العراق.. وعقيدته مبنية على الذود
عن حياض الوطن والأمة العربية ضد
الطامعين والغزاة والمعتدين الذين
يفكرون بالمس بسيادته وأمنه ..كان
للعراق قوات بطلة من الحرس
الجمهوري الجسور وفدائيي صدام
وجيش القدس والصنوف والمديريات
والجامعات والكليات التي تخرج
منها خيرة شباب العراق ورجالاته
..وكان القادة وضباط الركن في
مختلف تسلسلات القيادة مثار إعجاب
العالم في الضبط والشجاعة
والنزاهة والتضحية والإقدام
والتخطيط وقيادة القطعات في
الميدان ..كانوا قمم في العمليات
والتدريب والميرة والإدارة
والاستخبارات والتفتيش وأمانة
السر ..
وكانت
أمنية الأم والأخت العراقية
الصامدة والمضحية أن ترى أبنها أو
آخيها وهو يرتدي ملابس الكليات
العسكرية وكلية القوة الجوية
الجميلة والأنيقة عنوان الرجولة
والفروسية والقدرة على حمل
الأمانة ..كانوا أمل العراق وأمل
الأهل وأمل الأمة ..وحققوا لهم
ببطولاتهم وصولاتهم وتضحياتهم كل
آمالهم ..منهم من سقط شهيدا من
اجلهم ..ومنهم من بقى على العهد
يقاوم لحد الآن..
وكان يوم
الخميس من كل أسبوع يوم نثر
الزهور والرياحين والياسمين
والبنفسج في طرقات المدن
العراقية والقرى والقصبات وكل
الشوارع وهي تستقبل أعزة شباب
الأمة والعراق والبعث بملابس
الكلية العسكرية الأولى والكلية
العسكرية الثانية وكلية القوة
الجوية والكلية الهندسية العسكرية
والكلية البحرية وطلاب المعاهد
العسكرية ومراكز التدريب وهم
يتمخترون كالأسود الضاربة
..جذورهم نابتة في عمق الأرض
والتأريخ ورؤوسهم شامخة وعالية
تناطح السحاب نحو المستقبل المليء
بالزهو والفخر والعزم على اللحاق
بالأمم ..
ويوم
تخرجهم كان عرسا لكل العراق وهو
يرى مواكب الشباب المؤمن وقد
تطرزت أكتافهم بالكواكب والمراسيم
الجمهورية وقلوبهم عامرة بحب
العراق والأمة.
واليوم
الأم أو الأخت العراقية التي صبرت
كثيرا تنعى تلك الذكريات وهي
تتوشح بالسواد لاستشهاد زهور
العراق ووروده وغيرها من ماجدات
العراق لا يجدن في ملابس وأفعال
من يتظاهر واهما بأنه في جيش
العراق ما يدعو للفخر والزهو وقد
كلل العار كل أفعالهم وعملياتهم
وانتماءاتهم وولاءاتهم ..لقد
اختفت الزغاريد العراقية التي
تستقبل الأبطال العائدين من جبهات
القتال مع الأعداء وحل محلها
اليوم الخوف والترقب الذي تستقبل
به الأمهات المبتليات بوهم
أبناءها (العسكريين!)
العائدين من (معاركهم
مع شعبهم!) وهم يتخفون
ويستندون متلفتين إلى الجدران!!..
ووافق
العميد في الجيش العراقي السابق
البطل والذي عاد للخدمة في جيش
العناكب والشخوص الورقية اليوم
مقدم والمقدم رائد بينما منح
المالكي الجندي الهارب من الجيش
ومن مواجهة العدو رتبة عميد ولواء
وبعض الضباط برتبة ملازم يقولون
أن رتبتهم اليوم فريق أول
!!..ومثلما تحطم سور الدفاع عن
الوطن تناثرت قيم المبادئ
والسياقات لدى المرتزقة الذين
يتخيلون أنهم قادرين على الصمود
أمام إرادة الشعب.
كانت كل
تعبئة الجيش العراقي وعقيدته
وتمارين قطعاته في محاور العمليات
تتركز باتجاه هدف واحد وهو العدو
الإسرائيلي باعتباره العدو
الأساسي للعراق والأمة العربية
..واليوم تبنى عقيدة الجيش الوثني
وتدريباته على إطاعة الأوامر
الأمريكية وتنفيذ خطة القوات
الأمريكية المحتلة وأغلب ضباطها
من إسرائيل!!! بمهاجمة المدن
والنواحي والقصبات والقرى
العراقية وقتل المواطنين
واعتقالهم وتدمير ممتلكاتهم
وتتركز خطط وتعبئة هذا الجيش على
قمع الشعب بالقوة والقضاء على كل
مظاهر الرفض الشعبي لخطط وأداء
الدولة ومؤسساتها..اليوم أصبح
الجيش قاتلا للشعب ومدمرا للوطن
ومحطما لأسواره لكي يدخل المحتل
والغازي والمعتدي ويسعى المحتل
والطغمة الحاكمة على إيهام منتسبي
هذا الكيان الهزيل على أن (العدو
الحقيقي) للعراق هي
القومية والوطنية والنزاهة
والشجاعة والإقدام والثبات على
المباديء..بعد أن كانت الجموع
العراقية بمختلف أعمارها
ومسؤولياتها تغني بان الجيش سور
للوطن..أصبح الجيش اللاوطني اليوم
محافظا ومطيعا وعبدا للسواتر
والأسيجة والمطبات الكونكريتية
ونقاط تفتيش واهانة واعتقال
وملاحقة واغتيال وقتل المواطنين
على الهوية وعلى المنطقة والعشيرة
ولكنة اللسان ..وأداة قمع وقتل
وتأجيج للفتن ..
لقد تخلى
الجيش الذي صنعوه اليوم من كل
التزاماته الوطنية والقومية في
الدفاع عن الأرض والسماء والماء
والأعراض والشعب وتحول إلى أداة
عمياء وصماء ودمى تقلد الأمريكان
في ملابسهم ونظاراتهم وأخلاقهم
وسوء معاملتهم للناس واقتحام
البيوت الآمنة في منتصف الليل
ونسف الأبواب والشبابيك وترويع
الأطفال والنساء وقتل الأبرياء
لمجرد الشبهة والدخول إلى مؤسسات
الدولة والحرم الجامعي واعتقال
الأساتذة والطلاب وإطلاق النيران
فيها ..
لقد تخلى
هذا التشكيل ألعنكبوتي الواهن عن
بيته هو وفي مخيلته أن العراق
بحمايته..ولا يعلم أن للعراق رجال
وشباب وماجدات ومقاتلين خلقوا وهم
يحملونه في حدقات العيون والمهج
والضمائر ..ولا يلامس النوم
أجفانهم إلا بعد أن يغفو وينام
الوطن ..وقدموا الأب والأخ والزوج
والابن قربانا للعراق.. وعاهدوا
الله والشعب أن يبقى العراق
المحتل أمانة في أعناقهم ليوم
تحريره على أيديهم..
وعندها
سيكون الموت في سبيله أمنية
الأمنيات..
mah.azam@yahoo.com |