كركوك تلك المدينة العراقية
الغنية بالنفط والتي كانت هذه
المدينة منذ القديم هي بوتقة
تنصهر بها جميع الطوائف والأقليات
والقوميات فهي خليط من التركمان
والعرب والأكراد ومن أقليات أخرى
، ولا يعرف تاريخ هذه المدينة
الوديعة يوماً من الطائفية
والعنصرية شيء يعكر صفوة صفوة هذا
النسيج الرائع والفسيفساء البديع
الذي يضم جميع الطوائف . عاش
العرب والتركمان والأكراد وبقية
القوميات الأخرى جنبا الى جنب
متعاونين لبناء هذه المدينة
الزاهية بألوان سكانها من خلال
بناء العراق الموحد ، وبما ان
كركوك هي جزء مهم من ارض العراق
فلا فرق بينها وبين شقيقاتها من
المدن العراقية سواء في وسط او
جنوب او شمال العراق حيث كل مدينة
فيه تكمل الأخرى ، هكذا هو
الموزائيك العراقي كان وسوف يبقى
يتفيء في ظله الوافر كل القوميات
والطوائف العراقية ، هكذا هي
كركوك رغم محاولات الحزبان
الكرديان بعد عام 1991 وبعد ان
فرضت أمريكا خطي الطول والعرض في
شمال وجنوب العراق ، حيث بدأ هذان
الحزبان الكرديان بالسيطرة على
هذه المدينة الحيوية ولكن فشلت
جميع الهجمات من السيطرة على هذه
المدينة التي عمرها لا تعلم أنها
سوف تكون في يوم من الأيام خارج
الجسد العراقي ولكن بعد الاحتلال
الأمريكي الغاشم على العراق في
9/4/2003 وبعد ان سيطرت قوات
الاحتلال وانسحاب الجيش العراقي
من معظم المدن العراقية جاء دور
البيشمركة في عملية احتلال كركوك
ودمرت وخربت وحرقت المؤسسات في
هذه المدينة ولمدة ثلاثة ايام
متتالية ، كما ان هذه الميليشيات
سيطرت على كافة المراكز الحيوية
والمؤسسات الحكومية من خلال القتل
والتدمير والنهب والسلب وحرق
المؤسسات الاقتصادية بعد هذه
الأيام الثلاثة صدرت الأوامر من
جديد بإيقاف الحرق والتدمير
وبعدها باشرت البيشمركة بالصفحة
الثانية بالتهجير والقتل للعرب
والتركمان ورموز المعرفة وقادة
الجيش العراقي البطل وقادة الحزب
والدولة ، والتهجير المتعمد
للكثير من القبائل العربية التي
كانت تسكن كركوك منذ ألاف السنين
وحتى يذكر بالتاريخ ان القبائل
العربية في كركوك هي أقدم حتى من
الأكراد ، وان بعض العوائل
العربية التي سكنت بقرار من
الحكومة في هذه المدينة باعتبار
ان السكن في كركوك للعراقي كما في
أي مدينة أخرى وهو حق مشروع له
كما ان من حق الأكراد والتركمان
ان يسكنوا هذه المدينة .
ورغم المبالغة الكبيرة من قبل
الحزبيين الكرديين بان الرئيس
الراحل صدام حسين قد أرسل اعداد
كبيرة من العشائر العربية ان تسكن
في هذه المدينة ، وطبعا هذه
مبالغة كبيرة حيث انه ثبت فعلاً
ومن خلال إحصائية أكيدة ان عدد
الأكراد الذين رحلوا من كركوك هم
11 ألف شخص وبالمقابل ان الحزبيين
الكرديين سَكَنوا في كركوك بعد
الاحتلال اكثر من 300 ألف مواطن
كردي ليمحو هوية هذه المدينة
وليقضوا على العنصر العربي فيها
لكي يستعدوا الى الاستفتاء
والسيطرة على كركوك وللمعلومات ان
الأكراد المهجرين من كركوك هم
كانوا فقط في أربع مناطق خارج
كركوك ولكن الأعداد الكبيرة التي
جئ بها الى كركوك انتشرت في كافة
النواحي والاقضية لهذه المدينة
التي عمرها لم تكن الا محافظة
عراقية بنسيجها المتنوع وستبقى
هكذا وليخسأ الخاسئون . |