المقال الذي نقوم بترجمته تم نشره
في مجلة أفريقيا – آسيا لشهر
نيسان ( أبريل ) 2008 . وكتب من
قبل السيد جيل مونييه ، والذي سبق
وترجمنا له مقال قبل مدة قصيرة
(ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله
الراوي : العطش (الإسرائيلي)
للنفط العراقي . شبكة البصرة .
25/3/2008 ) .
وقبل أن نقدم ترجمة المقال سنحاول
عرض بعض ملاحظاتنا التي تتضمن :
1- إن الكاتب عندما يتكلم عن
تنظيم " القاعدة في بلاد الرافدين
" والجرائم التي قام بها يقول :
تقتيل الشيعة واغتيال شيوخ
العشائر والمناضلين الذين يرفضون
الخضوع لسيطرتها .
نحن لا نبرئ هذا التنظيم من قيامه
بكثير من الجرائم والتي ذكرناها
سابقا في مقالنا (الدكتور
عبدالإله الراوي : تنظيم
القاعدة.. هل له يد في تفجيرات
سامراء الأخيرة؟ شبكة البصرة .
23/7/2008 ) ولكننا برأناه من هذه
التفجيرات كما برأناه من تفجيرات
سامراء الأولى في مقالنا (
الدكتور: عبدالاله الراوي : من
يقف وراء تفجير الروضة العسكرية
في سامراء .. محاولة لكشف الحقيقة
. شبكة البصرة . 25/2/2006 ) .
وكذلك من التفجيرات التي وقعت في
مدينة الثورة . (الدكتور:
عبدالاله الراوي : من يقف وراء
التفجيرات في مدينة الثورة؟
شبكة البصرة . 16/3/2006 ) .
ولكننا نؤكد بأن جرائم هذا
التنظيم شملت كافة العراقيين ،
سنة أو شيعة ، الذين لا يلتزمون
بتطبيق المبادئ الإسلامية وفق
تصور قادة هذا التنظيم . وهذا
القول ينطبق ، أيضا ، على
العصابات الصفوية التي إضافة
لقتلها العراقيين على الهوية
الطائفية فقد قامت بقتل الكثير من
العرب الشيعة . هذا إضافة إلى
إخواننا المسيحيين وتفجير محلات
بيع المشروبات الروحية ومحلات
الحلاقة إضافة إلى فرض الحجاب ،
في البصرة وفي كافة مدن جنوب
العراق .
وهذا ما دفع أحد رجال الذين
العراقيين ليفتي بعدم جواز فرض
الحجاب ، منتقدا قتل النساء في
غير المحجبات في البصرة . ( آية
الله فاضل المالكي : لا يجوز فرض
الحجاب ... شبكة البصرة عن
العربية . نت . 1/4/2008 )
كما أن هناك الكثير من الجرائم
الأخرى ذات الصبغة الطائفية التي
أريد إلصاقها بالقاعدة ظلما من
قبل الكتائب الصفوية . نذكر منها
.
- قضية " إن طائفيين من السنة
يحملون صورة الإمام على ( ع ) ،
أقاموا حاجزا على طريق بغداد
كربلاء ، ليوقفوا أي سيارة ،
يختارون واحدا من الركاب ،
ليطلبوا منه شتم الإمام على أو
قتله إذا رفض ... ! " وهذا الكلام
صدر من الذليل (عزيز ) الطباطبائي
. وظهر بأن عصابات غدر هي التي
قامت بالعملية . (د. موسى الحسيني
: تبت أياديهم.. أنهم يقتلون
الشيعة على الهوية ( الحلقة
الأولى ). ميدل ايست اونلاين.
26/11/2004 . و الحلقة الثانية .
شبكة البصرة . 1/4/2008 )
- قضية التفجير قرب مرقد الإمام
الحسين (ع ) واتهام القاعدة
والبعثيين ، ثم تكتشف الحكومة
العميلة بأن بعض عناصر مقتدى
القذر هي التي قامت بالجريمة
النكراء . ( بعد اتهام القاعدة
وخلايا البعثيين بتنفيذها ...
القدس العربي . 1/4/2008 )
2 – يشير الكاتب إلى التجاء
الزرقاوي – بعد سقوط طالبان – إلى
شمال العراق ليلتحق بأنصار
الإسلام . ولكنه لم يشر ، وربما
يجهل ، عن أي طريق وصل إلى
كردستان . علما بأنا ذكرنا في أحد
مقالاتنا المشار لها أعلاه بأن
أغلب قادة القاعدة الذين هربوا من
أفغانستان تغلغلوا إلى العراق عن
طريق إيران وبالتنسيق مع ملالي
طهران . ( تنظيم القاعدة .. هل له
يد في تفجيرات سامراء الأخيرة ..
)
3- من ضمن الجرائم التي ألصقت
بالزرقاوي ، ذكر كاتب المقال قضية
اغتيال محمد باقر الطباطبائي
الحكيم .
علما بأننا سبق وكتبنا مقال مفصل
حول الموضوع برأنا فيه ساحة كافة
فصائل المقاومة ومن ضمنها القاعدة
، وقد أرسلت المقال بعد شهر من
الجريمة إلى القدس العربي ، ولكن
السيد عبدالباري عطوان لم يقم
بنشره ، طبعا ، لأنه يرفض أي
اتهام لإيران وهذا أحد الأسباب
الرئيسة التي جعلتني أقطع علاقتي
مع القدس العربي .
ولذا تركت المقال على أن أقوم
بعمل إضافات عليه لنشره فيما بعد
، ولكنني فكرت حاليا بأن من
الأفضل نشره نصا كما أرسلته لأبين
للقارئ مدى ارتباط القدس العربي
والسيد عطوان بإيران ، ولذا سأقوم
بنشره قريبا جدا إن شاء الله .
4 - ذكر السيد مونييه : بأن
الزرقاوي أصبح نجما بعد اتهامه
بذبح نيكولاس بيرغ . ولكنه لم
يقدم أي تعريف ببرغ هذا أو
الملابسات المتعلقة بقطع رأسه في
نفس المقال .
ونظرا لكوننا قد أخذنا حيزا كبيرا
نسبيا من خلال تعليقاتنا سنذكر
بشكل موجز ما يتعلق بهذه الفقرة
،لأن موضوعه يحتاج إلى مقال مفصل
، مع ذكر بعض المصادر ، فنقول :
إنه وصل إلى العراق – حسب ادعائه
– لغرض توقيع عقد للقيام بإعادة
تشييد برج الاتصالات الهاتفية في
بغداد ،
وإن القاعدة بريئة من دمه كبراءة
الذئب من دم يعقوب . والاحتمال
الأكثر منطقيا فإن الأمريكان
والموساد هم وراء عملية قتله
وبالأخص فإن عملية ذبح بيرغ هذا
تمت إثر فضيحة الجرائم البشعة
التي قامت بها قوات الاحتلال في
أبي غريب . (.حقيقة فيلم ذبح
اليهودي نيكولاس بيرغ !!!!!!مهم
جدا . على الرابط .
http://www.hdrmut.net/vb/showthread.php?t=154114
و نشرة جمعية الصداقة العراقية
الفرنسية عدد 84 بتاريخ 3/4/2008
. على الرابط المذكور في نهاية
المقال المترجم )
ترجمة المقال
القاعدة في بلاد الرافدين ، وفق
التسمية المتعارف عليها إعلاميا ،
ولدت في ظروف مثيرة للريبة حول
طبيعة هذا التنظيم : المقاومة ...
وبن لادن .
إن السيرة الدموية لأبي مصعب
الزرقاوي ، مؤسسها ، تتضمن ، مثل
الذين جاءوا من بعده ، زوايا
مخفية والتي سوف لا يتم كشفها قبل
مدة طويلة .
الصفحة
المخفية للقاعدة في بلاد الرافدين
بقلم : جيل
مونييه .
إن محاولة القاعدة في العراق لفرض
نفسها باعتبارها تشكل تآلف
للمقاومة لم تكن مثمرة .
إن تشددها في الجانب الديني
والجرائم التي ارتكبتها – تقتيل
الشيعة واغتيال شيوخ العشائر
والمناضلين الذين يرفضون الخضوع
لسيطرتها – أدت إلى ابتعاد
العراقيين عنها ، لدرجة أن بن
لادن طلب من قادتها إعادة النظر
في تصرفاتهم .
الزرقاوي ، أو شبحه .
إن المبادئ الإسلامية كانت ،
بالتأكيد ، سببا في إنقاذ
الزرقاوي الأردني من الجنوح ،
ولكنها لم تنقذه من المذهبية
والإرهاب .
بعد أن قضى مدة في أفغانستان خلال
سنوات 1980 ، عاد إلى الأردن وأسس
تجمع باسم " بيت الإمام " الغرض
منه هو القيام بانقلاب ضد الملك
حسين .
ولكن قبل الشروع بالانقلاب ، تم
توقيفه ، وحكم عليه بالسجن لمدة
15 سنة عام 1993 ، ثم قام الملك
عبدالله بإصدار عفوا بحقه بعد أن
قضى ست سنوات في السجن .
بعد خروجه من السجن مباشرة عرض
خدماته على القاعدة ، التي تساءل
قادتها ، في حينه ، فيما إذا لم
يكن إطلاق سراحه في سبيل التسلل
في تنظيمهم .
إن القلق الذي ساور هؤلاء القادة
بدأ يتبخر من خلال إخلاصه لبن
لادن ، ولكن الشكوك عادت بعد أن
قام بعمل معسكر للتدريب قرب هيرات
، ثم تأسيسه التوحيد والجهاد "
توحيد وحرب مقدسة " ، التي نظر
إليها كمنافسة للقاعدة .
بعد سقوط طالبان ، التجأ عام 2001
إلى كردستان العراقية ، ليلتحق
بأنصار الإسلام ، وهو تنظيم سلفي
غالبيته من الأكراد .
بالرغم من تصريحات كولن باول ،
التي أصبحت الحلقة المفقودة ، حول
علاقة صدام ببن لادن ، والتفجيرات
المميتة في شهر آب ( أغسطس ) 2003
التي أتهم بها الزرقاوي ، ومن
المؤكد بأن هذا خطأ ، - تفجير مقر
الأمم المتحدة ، واغتيال آية الله
محمد باقر الحكيم – فإن الزرقاوي
لم يصبح النجم الأمريكي الجديد
للإرهاب إلا في شهر أيار ( مارس )
2004 ، إثر قطع رأس نيكولا بيرغ .
في شهر تشرين الأول ( أكتوبر )
2004 ، أصبح اسم تنظيمه " القاعدة
في بلاد الرافدين " علما بأن هذا
الاسم ليس له أي علاقة مع الحركة
الوطنية العراقية ، وادعى
بمسئوليته عن جرائم همجية وغير
مثمرة والتي لا تؤدي إلا إلى فقده
للاعتبار : كتفجير سيارات مفخخة
في الأحياء الشيعية ، واغتيال
دبلوماسيين عرب – واحد مصري وواحد
جزائري – وتفجير ضد السفارة
الأردنية في بغداد وفي أحد
الفنادق الراقية في عمان .
صحيفة النيويورك تايمز أوضحت عام
2006 بأن القوات الأمريكية تضخم
من دور الزرقاوي ، والصحيفة تعتقد
بأن التهديد " الطويل الأمد " في
العراق لا يمثله المتعصبون
الدينيون ولكنه يأتي من البعثيين
.
العميد ( الجنرال ) مارك كيميت ،
رقم 2 لقيادة قوات الاحتلال ، صرح
بأن " العملية النفسية ( الدعائية
) ضد الزرقاوي " كانت " الأكثر
نجاحا لحد الآن " .
الهدف منها هو جعل المنازعة بين "
المتمردين " أحدهم ضد الآخر ، وفي
سبيل الربط بين " الإرهاب
والجهاديين الأجانب " – ومن
خلالهم المقاومة – بكونهم المصدر
لجميع معاناة العراقيين .
ذريعة جديدة للأمريكان .
إن ملاحقة الزرقاوي اعتبرت ذريعة
للعمليات العسكرية الكبرى في سبيل
تفكيك المقاومة ، وهذا الادعاء
الغرض منه هو التخفيف عن حدة
الهمجية الأمريكية .
في شهر تشرين الثاني ( نوفمبر )
2004 قامت القوات الأمريكية
بإبادة قسما كبيرا من مواطني
الفلوجة بالجملة بادعاء إنهاء أبي
مصعب الزرقاوي . بعدها قام
الأمريكان بنفس الجريمة فيما
يتعلق بأهالي الموصل وسامراء
وتلعفر .
بعد كل عملية هجومية فإن الجيش
الأمريكي يصرح بأن " العقل المدبر
للتمرد " – هذا الشبح – استطاع أن
ينفذ من فتحات الشبكة ، ولذا يجب
ملاحقته في مكان آخر .
في كانون الثاني ( يناير ) 2006 ،
فإن الأردني بدأ نجمه يخبو إثر
تشكيل المجلس الاستشاري للمجاهدين
، الذي ضم عدة تنظيمات من
المقاومة . مما أدى إلى فقدانه
أولوية القرار .
هذا الشخص حان أجله ، حيث تمت
خيانته من قبل أحد رجال المخابرات
الأردنية الذي استطاع التسلل بين
المقربين منه - كما يقال –، وتم
قتله يوم 7 حزيران ( يونيو ) 2006
، قرب بعقوبة ( شمال بغداد ) .
وفي يوم 12 حزيران ( يونيو ) تم
تسمية أبو حمزة المهاجر ، الذي
يطلق عليه أبو أيوب المصري بدله،
الذي سيرته أيضا ، عبارة عن لغز :
هناك محام في القاهرة أكد بأن أحد
الإسلاميين الذي يحمل نفس الاسم
تم توقيفه في سجن وادي النطرون .
اختفاء الزرقاوي أدى إلى عرقنة
محدودة لأنصار بن لادن .
إن المجلس الاستشاري للمجاهدين
أعلن ، في شهر تشرين الأول (
أكتوبر ) 2006 ، عن ولادة "
الدولة الإسلامية في العراق "
برئاسة أبو عمر البغدادي " أمير
المؤمنين " وهذه الدولة تضم نظريا
كل مكن المحافظات التالية :
الأنبار وكركوك ونينوى وديالى
وصلاح الدين وبابل وواسط .*
إن إعلان هذه الدولة أدى إلى
إدانتها مباشرة من قبل حزب البعث
السري باعتبارها " حجر إضافي
للمشروع الذي يريد تقسيم العراق
".
كان للزرقاوي حضورا قويا ، رغم
عدم رؤيته من قبل أي إنسان ، أما
بالنسبة لأبي عمر البغدادي فإنه
لا يرى نهائيا ، وحسب بعض الشهود
فهو غير موجود أصلا . وإن الرجل
ذو الوجه المقنع الذي يظهر في
الأشرطة المصورة ( الفديو ) ليس
إلا أحد الممثلين الذي يقوم بهذا
الدور في المناسبات .
إنه مع ذلك " يحكم " إمارته
المفترضة محاطا بالوزراء . كوزير
الدفاع الذي أنشأ مقرا للتجنيد في
محافظة الأنبار ، ووزير المالية ،
ووزير الضرائب !
المقاومة عليها أن تكن له الإخلاص
. وقد تم فرض التقيد الشديد
بالإسلام وكل من يخالف ذلك تتم
معاقبته .
وكانت النتيجة معروفة : اغتيال
شيوخ العشائر الذين يرفضون
الانصياع له ، معارك مواجهة مخطط
لها مع جيش الإسلام في العراق ،
ومع كتائب ثورة العشرين ومع اتحاد
المجاهدين العراقيين .
بالنسبة للمقاومة ، الأولوية هي
إخراج الأمريكان والمقربين من
الإيرانيين ، وليس فرض الثورة
الإسلامية . بعد إخراج هؤلاء سيتم
إقرار نظام الدولة المقبلة
بالطريق الديمقراطي .
إن حصيلة جماعة بن لادن " في بلاد
الرافدين " فادحة بنتائجها : بروز
العنف الطائفي والعرقي ، مساندة
واقعية لتقسيم البلد وخلق
الانشقاق داخل المقاومة . كما
أنهم مسئولون عن تشكيل الكتائب "
الصحوة " المرتبطة بالأمريكان .
إن شيوخ العشائر المهددين من قبل
القاعدة ، والعناصر السيئة من
داخل القاعدة أصبحوا ، دون وازع
من ضمير ، متعاونين مع العدو .
ولذا فإن العميد ( الجنرال )
كيميت الذي خطط لعمليات " العملية
النفسية الدعائية في الشرق الأوسط
" له الحق ، الآن ، أن يبتهج .
* اقرأ " في قلب المقاومة " بقلم
جيل مونييه : في أفريقيا - آسيا .
كانون الثاني ( يناير ) 2008 . أو
على الرابط المذكور في آخر النص
الفرنسي .
|