هو العراق...
دمعته بألف حرف,ونظرته قصيدة
حزن..
ومابين العين ودمعتها جرح شاهد
وذاكرة لن تموت,
ولن تبرح روحها مكان انتزاع
القلوب الصغيرة من بساتين
الامنيات..
هو العراق..
ابجديات ترسم للكون اولى قوانين
الحرية::
"" أن اقطعوا اياد العابثين
الغرباء الآتية لهذه الوطن"..
هو العراق..
الدرويش المعذب, مابين غربة
وحنين..وذلك الصبي بكل احلامه
وضحكاته البريئه واكتشافاته
الشقية ينساق الى المقصلة ببربرية
ووحشية..وهو تلك المرأءة تبكي
ملامح إبنها مثقوب الجانبين,
وجثته المتعفنة قرب دجلة
الحزين..انها الفتاة السمراء,ذات
العشرين خريفاً تتساقط دموعها
كحبات المطر عند مقبرة الغرباء في
مدينة البرد واللجوء..و ذلك الرجل
القابع في ظلمات القضبان,هو وخوفه
وجسده العاري وعورته الخجله وكلب
بشري يرافقه حتى حين غفوه..
العراق هو,كل هؤلاء,,,
وكل هؤلاء هم المشهد!!!
فمن منا توقف وذرف شهقة على جرحه
المتعب,واحزانه الهرمة المستديمة
الأذى!!
انها المقاومة فقط ,تلك التي
انبثقت من عمق الجراح واللوعة
للوطن الحر..
انها المقاومة فقط,تلك التي تستمد
قوتها من الألم وتصفع الواقع
المجنون,حاملة تواريخ آهاتنا
اليومية على الكهول منادية"صامدون
أيها الوطن في زمن الردة"..
ولأن الأمل نبض من نور يتدفق
وانبلاج الغد الآتي...
فكان قيصر الجبوري..
رجلاً آخر من بلا الرافدين..
فارساً جسور..رأى كيف ان صرخات
المظلومين ,,
ترتاد ازقة العراق وما من (عِقال)
يشد الجرح والوجع..
وادرك ان المرتزقة
الغافلين,يساندون اشباه التتر..
فكان هو طائر الشمس,,,
الذي ضم بين حزنه وألمه,
دموع العراق,,فنادى الرفاق:
"مطر
مطر
مطر..
انا الحجر, انا التراب, وانا
الشجر..
ان شئت ان اقطف عيوني وارميها في
ميدان الخطر.
من يستطيع ان يقف بوجهي صارخاً
لا؟؟
انا فقط,
من اقول أن لا مفر من القدر!!
فأنا ظل السماء على الأرضِ,
وغضبها حين تكون عزيمتي كالمطر..
وصولاتي لن تتوقف الا اذ شئت انا,
ولن أشاء حتى انتصر..
وعلى المدى حينها أن يتسع
لأمنياتي,
ويخلق لأغنياتي ولعذاباتي,
مستقر"..
فألقى بوجعهِ بعيداً,واحتضن
السلاح..
أودع في افئدة النخيل الف حكاية ,
ومضى لرؤية وطنه الجريح مشتاق...
الى أيـن؟؟ ناداه الصبية
المتوسدين ليل بغداد الحزين..
الى الخلود والتأريخ العظيم..الى
الثأر من محتل عقيم..
هذه كانت اخر الكلمات..
وارتحل بعدها الى خنادق من نور
ونار..
تقدم قيصرنا في اولى ساعات النصر,
ساحة الوغى...
ولج العربي الجميل,بسمرته وغيرته,
وعزمه الذي لايلين ميدان الحقِ..
وثب حازماً,
عازماً,,,
مؤمناً,,
ليترك كل مالايليق به ,وليلتحف
بالوطن وبسلاح العودة,
وبالعروة الوثقى تمسك..
نهض القيصر العراقي الشهم
الأبي,,حاملاً رايات العربِ..
ازاح اللثام عن جراح وعن وجعِ,
والقى في عيون المحتل رصاصات من
غضبِ..
وعند سارية العلم,ومابين عزيمة
نفسٍ ونبضة فخرٍ,تبسم ...
وللرفاق أهدى وصاياه وبعزم الرجال
, تكلم:
فيا كل الرفاق هناك,
في ربوع العراق,
في مدن يخنقها الغرباء,
ويرتاد رحم امجادها السراقّ..
الى كل الرفاق هناك..
تحايا وأشواق,
ماقيدتها جدران الغربة
بل اخترقت كالسهام
أسوار تهشمت من صمود الحمام..
الى الرفاق هناك.
صلواتنا وابتهالات المساء,
والف حرز صنعناه لكم,
يواسي غربتكم,ووحشة أيامكم..
رفاقي:
ها انا ذا,احمل اوراق الخريف في
يدي,واقتلع من جذورها احزان الشمس
ودموعها المتصلبة في
عينيها..فلترتد اذاً جميع
الاصوات,صدى مفجوع بالبحر
الصامت,وشهقة مكتومة في فم
الايام..
وبالقرب من مهزلة القدر وميناء
التعب,يستريح القمر,يوؤد وجعه تحت
ظلال السفن المرسومة على وجه
الماء المنتشي الماً والغارق في
عيون الغروب والهالك في اعماق
القمر..
هذه هي لحظة البداية,والاعتراف
بان الياسمين لايذبل ولاتتكسر
اغصان الليمون ابداً اذ ما غزا
ربيع ايامها همجي فاشي,او جثى على
نور حضارتها أخرق..
فالمقاومة عناقيد من نور في ملكوت
الان,ورماح من نار في سموات
اللحظة الحاسمة..
رفاقي:
ان عيوننا تنظر لكم,,وارواحنا
تهمس لظلكم:
توكلوا إنا معكم..
اخترقوا اسوار الموت,وبجدائل
الوطن تشبثوا..
مزقوا عملاء ذلك الغريب الآتي من
مدن الحقد,ولاتترددوا..
رجالنا نعرفكم جيداً,كيف تنازعون
الموت ولاتتعبوا..
فتتبعوا,خطى الشهداء وعلى دروب
التحرير تجمعوا..
هنالك اخر مسرى للحرية,واولى
مرافئ الصمود والانتصار
فلاتتأخروا..
وثقتنا بكم,كإيماننا بالوطن وعن
مبادئنا لا نحيد فإصمدوا..
قرة عيون الوطن,انتم....فتوكلوا..
جميعنا معكم,يابوصلة لاتشير سوى
الى نصرٍ اكيد فإبشروا..
لنا وطن عزيز,وسواعد كالنار تقدح
زنودها متى ماأتاها
الغريب,فإنتفضوا..
|