مرة اخرى
تتعرض الكاتبة المناضلة كولشان
البياتي للاضطهاد بسبب موقفها
المشرف الرافض للاحتلال الامريكي
ودعمها للمقاومة الوطنية العراقية
، فلقد سبق وان اعتقلت من قبل
قوات الاحتلال ، ومع ذلك لم
تتراجع او تتزحزح قيد انملة عن
عراقيتها .
ولانها نخلة عراقية فان قدميها
الموغلتين في عمق تربة العراق
رفضتا التحرك من موقعها على الارض
المقدسة وترك العراق وهو يذبح من
الوريد الى الوريد على يدي امريكا
وايران وتطوعت ( ممرضة ) تداوي
جراح العراق ، الذي تحميه الاذرع
السمر للمقاومين العراقيين
البواسل ، من غربان ايران الاشرار
وضباع امريكا الجياع للقتل . ولان
الله يسكن في ضميرها ويتوسد
جبينها ، الوضاء كتوهج بندقية
المقاتل العراقي ، رفضت الخوف
وقبله احتقرت اصحاب القلم الذين
انقلبوا على ضميرهم حينما ايدوا
الاحتلال .
اليوم تفصل
كولشان من وظيفتها كصحفية محترفة
وتفهم الصحافة على انها رمز للشرف
المتجسد في كلمة لا تمسح من
دفاترنا القديمة ، لانها خيرت بين
مسح ماضيها العراقي المشرف وبين
الاستمرار في العمل مصدر رزقها
الوحيد ، فاختارت كعادتها الماضي
المشرف ، وهو الانغماس حتى شعر
راسها في حب عراق حر واحد يحكمه
ابناءه ، وليس نغول ايران او
ماسحي احذية الامريكان .
صغير ووضيع ذلك الذي تسبب في
فصلها فرسم على جبينه عار خيانة
الوطن وعار خيانة المهنة الصحفية
. وهذا ليس بالغريب على جرذان
الانتهازية فهم دوما يلعقون احذية
المحتل بينما هو يركلهم على قفاهم
المعروضة امامه !
كولشان تستحق
دعم كل كاتب وصحفي واكاديمي ، بل
كل مناهض للاحتلال ، فهي لم تفصل
لان اسمها كولشان بل لانها مقاومة
بالقلم للاحتلال ، لذلك لا مجال
للصمت على ما جرى لها ، فارفعوا
اصواتكم ، يامن انغرست اقدامكم في
اعماق عراقنا العظيم وحافظتم على
طهركم الوطني ، ويامن بقيتم ،
ايها الاحرار العرب ، تمسكون
بجمرة عروبتكم في زمن صارت فيه
مطاردة . ادينوا من فصل كولشان من
مصدر رزقها الوحيد ، وخاطبوا لجان
حقوق الانسان العربية والنقابات
المهنية ، ومنها نقابات الصحفيين
، لترفع صوتها ضد القتل عن طريق
الحرمان من المهنة ، وقد قالت
العرب
(
قطع الاعناق ولا قطع الارزاق
) . كولشان تصمت بخشوع من يجلس
في محراب مقدس اسمه عراق المقاومة
، وتأبى نفسها الطاهرة ان تتوسل
احدا ، لكنها صرخت امامنا ، لتلفت
انتباهنا لاضطهاد مورس ضدها ،
وسكتت ، وحان دورنا لنتكلم عنها .
الصمت على
اضطهاد كولشان هو براءة رسمية من
انسانيتنا ورجولتنا ، ومن انوثة
ماجداتنا اللواتي فلقن فولاذ
دبابات الاحتلال برقتهن ، التي
استمدت منها الريح والمياه قدرتها
على نحت الصخور رغم الملمس الناعم
والرقيق للماء والاحساس الهش
بحركة الريح .
لا تصمتوا واجعلوا من قضية كولشان
رمزا لازدواجية معايير من يقوم
على منطمات حقوق الانسان ومراسلون
بلا حدود ، فحينما كانت النظم
الوطنية تحاسب صحفيا ، ليس لانه
صحفي بل لانه متعاون مع الاجنبي
ضد وطنه ، سواء كان امريكيا او
غيرذلك ، كانت هذه المنظمات تملا
الفضاء وكل خلاء بالزعيق والكذب
والمبالغة ، لكنها اليوم ، ومئات
الصحفيين العراقيين تغالهم قوات
الاحتلال او فرق الموت الايرانية
ومع ذلك لا نرى نفس رد الفعل
السابق ! فهي ام تصمت كما الموتى
، او انها تحتج برقة من يغازل
سيده الذي يدس في جيبه مصروف
الجيب ! |