منذ ايام مجلس الحكم الذي شكله
بريمر وبعد حل الجيش العراقي
الباسل والاجهزة الامنية الوطنية
وصدور قانون اجتثاث البعث اصدرنا
عددا من المقالات السياسية من ان
قوات الاحتلال وعملائهم من
الاحزاب الطائفية التابعة لايران
الشر والرذيلة اوضحنا ان من اهم
المناطق المستهدفة بالتدمير
الشامل على المستوى البشري
والاقتصادي والاجتماعي هي مناطق
حزام بغداد الامني واوضحنا
الاسباب الكامنة وراء هذا
الاستهداف وكان في مقدمتها ان
سكنة هذه المنطقة من العشائر
العربية الاصيلة ذات الانتماء
الوطني والفكر والمعتقد القومي
وان رجالها يشكلون مرتكزات اساسية
في ادارة الدولة العراقية الوطنية
في العصر الحديث كما ان لها حضورا
متميزا في كل المواقف الوطنية على
امتداد تأريخ العراق الحديث .
ولهذا كله اصبحت تلك المناطق
والعشائر التي تقطنها من اهم
الاهداف التي تعاديها قوات
الاحتلال وقوات السلطة العميلة من
قوات وزارة الداخلية .
وقد اخذت هذه المناطق على
عاتقها مسؤولية مقاومة قوات
الاحتلال وقوات الحكومة العميلة
شأنها شأن مناطق اخرى تحمل ذات
الصفات والمعاني والمعتقدات
الفكرية كما هو حال محافظة
الانبار ونينوى وكركوك وديالى
والبصرة والقادسية .
ولكن ما تجدر الاشارة اليه ان
امريكا وعملائها وجواسيسها يدركون
تمام الادراك ان حجم تنظيم
القاعدة في منطقة عرب الجبور لم
يكن بالثقل العسكري الذي يستدعي
ان تستخدم امريكا وقواتها في
العراق طائرات قاذفة ثقيلة مثل
طائرات B 1 وطائرات F 16 وتلقي
هذا الكم الهائل من القنابل
المتطورة تقنيا .
انها من خلال هذه العملية تريد
اخلاء المنطقة من سكنتها الاصليين
وتحاول ان تفكك قوتهم الجهادية
والوطنية التي يتمتعون بها حيث
انها تشن منذ بداية عام 2007 وحتى
اليوم سلسلة من العمليات العسكرية
الواسعة على ضفتي نهر دجلة
لاستكمال تدمير منطقة عرب الجبور
ومنطقة المدائن التي تقع مقابيلها
على الضفة الشرقية من نهر دجلة
والتي يشكل سكانها تماسكا
اجتماعيا وعشائريا قل نضيره في
مناطق اخرى ولذلك كانت العمليات
العسكرية لقوات الاحتلال وقوات
الحكومة العميلة متزامنة في وقت
التنفيذ سعيا منها لارباك عمل
فصائل المقاومة المتواجدة في تلك
المنطقة وهذه العلاقة هي ذاتها
التي تربط منطقة عرب الجبور مع
العشائر العربية الاصيلة
المتواجدة في مناطق اليوسفية
والمحمودية واللطيفية وهذه
المناطق مجتمعة تشكل جزءا كبيرا
من حزام بغداد الجنوبي .
ان لجوء قوات الاحتلال
لاستخدام هذا النوع من السلاح
الاستراتيجي جاء كنتيجة حتمية
وواقعية للخسائر الكبيرة التي
تعرضت لها القوات الامريكية وقوات
الحكومة العميلة على ايدي رجال
المقاومة الوطنية المسلحة والتي
لا تستطيع القوات الميدانية
والبنتاكون ولا الحكومة العميلة
من الكشف عن حقيقة تلك الخسائر
على مدى السنوات الخمسة الماضية
او حتى جزء يسير منها لانها تشكل
نتائج مخيفة للجيش الامريكي
وقادته في الميدان
. |