سبق وان قدمنا
عرضا ًبنشاطات السفير كروكر عندما
عمل في السفارة الامريكية في
بغداد وعندما قطعت العلاقات
الدبلوماسية كلف بتنفيذ نشاطات
لتجنيد الجواسيس العملاء من مواقع
مخابراتية اخرى ...
كان من اجل اهتمام المخابرات
المركزية الامريكية CIA هو الوصول
لاهداف وغايات سيئة من شأنها
عرقلة نضال قيادة العراق الثورية
ومناضلي الامة العربية وقوى
التحرر في العالم التي كان العراق
طليعتها وحامل لوائها ...
وعندما نستعرض جزءً يسيراً من تلك
النشاطات فأننا نود ان نشعر بعضاً
من الخونة والجواسيس الذين لم
ينفضح امرهم امام القوى الوطنية
والسياسية وابناء الشعب العراقي
بعد بان ملفاتهم لازالت بأيادي
تتحمل شرف المسؤولية وتنهض بها
رغم الزمن الردىء وهي لن تساوم
ولم تهادن او تتخاذل امام الاعداء
والعدوانيين وان يوم القصاص
للخونة والعملاء آت لا ريب فيه
ولايستثني منهم احدا سواءً من
عرفهم الشعب او لم يعرفهم ...
ولكم قصة الاخوة الثلاثة الذين
جندهم رايان كروكر للتجسس على
وطنهم .!!! في
اواخر عام 1992 تردد الى القطر
الاردني المدعو محمد سمير جهاد
الحيالي وهو عراقي الاصل امريكي
الجنسية وان تردده كان بحجة تجديد
جواز سفره ...
ولكن حقيقة الامر انه التقى
ضابطين من المخابرات الامريكية من
محطة CIA في عمان وكان رايان
كروكر يتولى ادارتها انذاك ...
وان المذكور قد توصل لتفاهم معين
مع هولاء الضباط واوضح لهم ان
والده كان ضابط في الجيش العراقي
واشترك في دورة تدريبية في
الولايات المتحدة الامريكية عام
1959 وان ولادته صادفت هناك ...
وان والده استمر بالخدمة حتى عام
1975 واحيل على التقاعد وقد اوضح
كذلك ان شقيقه (دريد) يعمل طيار
مدني ويحضى بعلاقات جيدة مع بعض
موظفي الدولة مما شجع ضباط
المخابرات الامريكان للتحرك عليه
وتجنيده لصالح عملهم ولذا تم
تجديد جواز سفره وصرف له مبلغ
قدره الفي دولار واكد لهم
استعداده للتعاون معهم وادخل فيما
بعد بدورة سريعة للتأهيل
الاستخباراتي وطلب منه احضار
شقيقه ( دريد ) وعلى اثر ذلك عاد
الى العراق ومكث لفترة اسبوع ثم
واصطحب معه شقيقه وغادرا الى
الاردن وذهبا الى مبنى السفارة
الامريكية في عمان وجرى لقاء
الاخوين مع ضباط المخابرات وتم
اقناع واستمالة الشقيق الاخر
للعمل معهم وادخل معهم دورة
استخباراتية واجتازها بنجاح مما
نال اعجابهم به وصرف له مبلغ
بحدود 20000 $ وعلى اثر ذلك عاد
الى العراق بمنتصف عام 1993 م
وكان تحت نظر الاجهزة الامنية
المختصة وجرى تشديد المتابعة
والمراقبة عليه لتحديد علاقاته
واماكن تردده حيث قام بشراء سيارة
نوع ( جي ام سي ) تكسي ليتخذها
غطاءً للتردد الى عمان لاجل
اللقاء مع ضباط CIA وكان يعتقد
انه بعيدا عن حالات الكشف واثارة
شكوك الاجهزة الامنية والوطنية
فقد استأجر داراً له بجوار مبنى
السفارة الكوبية في منطقة
الجادرية كونها منطقة محصنة
امنياً وكان يقيم بالدار لوحده
دون عائلته ثم اخذ يصطحب عشيقته
(........) تلك الفتاة الشقراء
وتستخدم سيارة نوع سلبرتي تسكن
مجمع صدام السكني في حي العامل
وكان يغطي مصاريفها الشخصية شهريا
. تمكنت الاجهزة
الامنية الوطنية من اختراق منزل
المذكور وعثر على اجهزة ارسال
سرية يقوم بارسال المعلومات
المهمة من خلالها الى محطة
المخابرات CIA في عمان عن طريق
الاقمار الصناعية كونها تؤمن سرية
تامة في عمليات الارسال التجسسي
حيث جرى مراقبة أرسالاته واستلام
كافة المعلومات التي تم تمريرها
الى المحطة المذكورة وهي في
اغلبها تتعلق بوحدات الحرس
الجمهوري والحرس الخاص الموجودة
في بغداد والتي تتولى حراسة
المواقع الرئاسية ونوعية الاسلحة
التي تستخدمها وكان قد جمع
المعلومات من خلال علاقاتة
ولقائاته مع بعض الاصدقاء باسلوب
الاستنطاق الغير مباشر والمحادثة
الشخصية اثناء دعوات خاصة يقوم
بها هذين الجاسوسين .
وعند تراكم المعلومات عن تحركات
هذين الجاسوسين تم اطلاع السيد
الرئيس صدام حسين رحمه الله على
تفاصيلها وامر بأستمرار المتابعة
لكشف النوايا والاهداف للادارة
الامريكية اتجاه القطر وقيادته .
وفي احد الايام حاولا اشراك
شقيقهما الثالث المدعو ( جهاد )
الذي كان طالب في كلية التراث قسم
الحاسبات الالكترونية في المرحلة
الرابعة بتوجيه من السفارة
الامريكية في نشاطهما التجسسي .
واستجابة لهذا الطلب كلفا احد
اصدقائهما تعيينه في دائرة
الحاسبات في احد المواقع المهمة
وبعد ان انهى دراسته الجامعية عام
1994 وعين في تلك الدائرة وعندما
باشر الوظيفة ارسلا رسالة سرية
بواسطة الاجهزة المنصوبة في دارهم
الى محطة CIA في عمان وقد افرحهم
هذا النشاط وان محطة عمان ردت في
اليوم التالي وطلبت من الجاسوس
(دريد) السفر الى عمان وفعلا تم
ذلك وحضر الى مبنى السفارة هناك
وقد صرفت له مكافئة قدرها 30000 $
كهدية على هذا الانجاز وتم تزويده
بسيارة نوع لاند كروز موديل 1994.
بعد 6 اشهر وردت رسالة سرية الى
الجاسوس ( دريد ) وطلبوا منه
تكليف شقيقه (الجاسوس الثالث جهاد
) باختراق حاسبة الدائرة التي عين
فيها واستنساخ كافة المعلومات
المخزونة في اجهزة الحواسيب
وتحميلها على فلوبي دسك وارسالها
الى محطةCIA في عمان وفعلا قام
هذا الجاسوس بذلك العمل .
وهو لا يعلم ان هناك من رجال
العراق الوطنيين الشرفاء يراقبون
كافة تحركاته وتصرفاته وان
الجاسوس ( جهاد ) سلم المعلومات
المسروقة الى شقيقه الجاسوس (
دريد ) في منطقة اليرموك وقد سافر
الاخير على الفور الى عمان لغرض
تسليمها الى محطة مخابرات CIAفي
عمان وفي المعبر الحدودي في
طريبيل تم اعتقاله من قبل الاجهزة
الامنية الوطنية وسحبت المعلومات
التي كانت بحوزته ونقل الى بغداد
وتم مواجهته بنشاطه التجسسي الذي
قام به وتمت احالته الى القضاء مع
شقيقيه الاخرين ونالا جزائهما
العادل. هذا جزء
من صراع رايان كروكر مع اجهزتنا
الامنية الوطنية العراقية التي
وهبها الله القدرة على تحطيم
احلامهم الخائبة واحباط مخططاتهم
المشبوة التي ردت على اعقابها
وبائت بالفشل المرير ...
هذا هو نشاط رجال الاجهزة الامنية
الوطنية التي كانت تسهر على امن
الوطن والمواطن مستلهمة مبادىء
الشرف والسيادة الوطنية والقيم
النزيهة ، كانت عصية على كل اجهزة
المخابرات المعادية وسجلت لها
مأثر كبيرة مما جعلها محط استهداف
الغزاة والمحتلين من امريكان
وصهاينة وفرس مجوس .
وان قرارات الحاكم المدني بول
بريمر وعملائه في السلطة التي
صدرت بحل تلك الاجهزة كانت ردة
فعل ثأرية وانتقامية من رجال
الاجهزة الامنية الوطنية العراقية
... ولكن خسئوا
وخاب فألهم ... ويبقى رجال العراق
الوطنيين رايات شامخة شموخ العراق
... |