انتدب جورج بوش الابن رجل الأعمال
الباكستاني سامبا كامبر كممثل
للرئاسة الامريكية في منظمة
المؤتمر الإسلامي لتحسين صورة
امريكا لدى المسلمين حيث إن
صورتها تعرضت على يده وخلال
الدورتين الانتخابيتين التي مضت
على قيادته لدفة الادارة
الامريكية , وللوقوف على صورتها
لابد لنا من الرجوع الى التاريخ
القريب قليلا , فلأكثر من نصف قرن
مضى من الزمان وبالتحديد منذ
نهاية الحرب العالمية الثانية حيث
بدأت الولايات المتحدة الامريكية
تفرض نفسها كقوة امبريالية عالمية
جديدة تهدف الى التسلط المباشر
على شعوب العالم لرعاية مصالحها
الاستعمارية لا على شعوب العالم
الثالث فحسب بل تعدى ذلك حتى الى
الهيمنة على شركائها في حلف شمال
الأطلسي , وقد بدأ يتجلى ذلك
بوضوح كبير بعد انهيار ما كان
يعرف بالمعسكر الاشتراكي او حلف
وارشو بزعامة الاتحاد السوفيتي
السابق وانفراط عقده, وبدت امريكا
كأنها تتفرد بصناعة القرار العالي
وفق منظورها في تسير العالم بناءا
على متطلبات مصالحها , وكنتيجة
طبيعية لهذه السياسة فإنها تغلغلت
بكثافة كبيرة في العالم الإسلامي
الذي يشكل نسبة عالية من سكان
المعمورة واحد أهم ثلاث ديانات
رئيسية في العالم بالإضافة الى ما
تقوم عليه إستراتيجيتها كعقيدة
دينية تهدف الى الحد من الانتشار
الإسلامي إذا لم نقل القضاء عليه
لما يحمل في ثناياه من تقاطع في
التوجهات والتوجيهات السماوية .
وبطبيعة الحال وانطلاقا من مما
سبق فقد تبنت الولايات المتحدة
الامريكية مسألة تطويق الفكر
الشيوعي بدول تخضع الى نفوذها
السياسي حتى وان اختلفت معها في
التوجهات الدينية لذلك فقد سعت
الى رعاية ودعم المتشددين
الإسلاميين الذين لابد لهم أن
يتقاطعوا مع الفكر الشيوعي للخلاف
الآيديلوجي بين الفكريين لما يحمل
الفكر الشيوعي من علمانية تتقاطع
في كثير من الأحيان مع التشدد
الإسلامي الذي بدأ يأخذ طابع
المغالاة في التقاطع حتى مع
الآيديلوجية الرأسمالية ولكن في
ذلك الوقت كان في حدة اقل .
إن السياسة الامريكية تقوم على
إيجاد العدو الذي يهدد مصالحها
لتبرير سياستها العدوانية وتطوير
صناعتها العسكرية أمام شعوبها
التي تعاني الكثير من القصور في
مختلف جوانب حياتها وبحاجة الى
الأموال التي تنفق بغزارة لتغطية
سياسات سباق التسلح , فكان
الإسلاميون البديل النموذجي
للاتحاد السوفيتي بعد انهياره
فجاءت أحداث برجي التجارة
العالمية في نيويورك في سبتمبر /
أيلول 2001 , والذي نتج عنه صراع
اخذ مديات بعيده من التحدي الفكري
الذي أدى بالنتيجة الى احتلال
عسكري أمريكي لأكثر من بلد مسلم
تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي
ارتبط مدلوله بالإسلام .
ولكي نكون دقيقين فلابد من الفصل
بين سياسات الإدارات ورغبات
ومصالح الشعوب في كلا الجانبين
سواء الامريكية او الإسلامية فرغم
إن الحرب الامريكية كانت تستهدف
الشعوب الإسلامية في الوقت الذي
اقتصر صراع المسلمين مع الادارة
الامريكية وآلتها العسكرية والشخص
القائم عليها , فإذا استثنينا
أحداث نيويورك وبعض العمليات
العسكرية التي نفذها الإسلاميون
وكانت ساحتها أوربا المسيحية
الغربية فان الغرب هم من استهدف
الإسلاميين وهم من جاءوا بجيوشهم
الجرارة وهم من ارهب شعوب الارض
وعاثوا فيها فسادا ومن حق
المسلمين الدفاع عن معتقداتهم
وانتماءاتهم وفكرهم وكل ما يتبنون
.
وإذا كان القسم من حكام المسلمين
ومن اجل حماية مكتسباتهم الخاصة
التي يأتي من بين أهمها الحفاظ
على مناصبهم التي عينهم فيها
الأمريكان فراحوا يسمسرون
بأعراضهم ويقدمون جميلات نسائهم
لتسلية جورج بوش وتأخذه بالأحضان
وتراقصه بمرأى منهم كما حصل أثناء
زيارته الى منطقتنا في مطلع العام
الحالي , فان الشعوب الإسلامية
كلها دون استثناء لا تحمل من الود
والتقدير إليه أدناه بل على العكس
إن في دواخلها من الغل والغيظ ما
يكفي لإزاحة امريكا من الوجود لو
توفرت قيادات مخلصة وتمتلك الحد
الأدنى من الوطنية والإخلاص للدين
الإسلامي الحنيف .
وعلى افتراض جدلا إن بوش وبنية
طيبة خالصة الى الله تعالى أراد
أن يحسن صورة وجهه الذي يعرف
وبثقة عالية انه قذر وقبيح ولا
يمكن تجمله وإلا لماذا يحاول
تحسينه , فهل كف قبل ذلك عن توجيه
لؤمه وغدره وذبحه للمسلمين
وبالأمس الصواريخ الصهيونية تذبح
حتى الطفل محمد برعي الذي لم
يتجاوز عمره نصف عام .
إن هذا البوش ينطلق في رغبته هذه
من غبائه في النظر الى العالم
الإسلامي , ومن استهتاره
واستخفافه بمشاعر المسلمين
وكرامتهم فيطلب المستحيل قبل أن
يبدأ بنفسه وذاته هو , ففلسطين
القضية المركزية لدى المسلمين
والأساس لما تلاها من مآسي وويلات
لاستحكام العداء لأمريكا تذبح
يوميا فيها بالآلة الامريكية
الصليبية التي تسيطر عليها اليد
اليهودية وبدلا من معالجتها ووقف
نزيفها راح الى توسيع دائرة
العداء فبدأ بحرب صليبية صهيونية
يسانده فيها اغلب المعسكر الغربي
في أفغانستان ثم العراق ثم
الصومال والسودان ولبنان وغيرها
حتى لا تجد اليوم مشكلة إلا
وأمريكا اللاعب الرئيسي فيها ,
فكيف يطلب تحسين قباحتها ودماء
المسلمين انهار وملايين اليتامى
والأرامل والثكالى المشـردين
بفعلها ودون ذنب سوى إنهم مسلمون
يتسكعون في بقاع الارض وأمريكا
تسرق خيراتها دون أي رادع من ضمير
.
إلا فليذهب هذا اللعين بوش وكل من
يسانده من أي انتماء الى الجحيم
ملعون مذموم مدحورا بإذن الله
القوي تعالى ومعه عنجهية بلاده.
|