لايخفى على المتخصصين بالشان
العراقي والسياسة العراقية منذ
تشكيل اولى الحكومات ولحد الان
الاطماع الفارسية والاحقاد التي
يحملها ابناء كسرى ورستم تجاه
بلاد الرافدين وابناءه، ولكن هناك
حقائق وخفايا باتت اسرارا من
الواقع الذي نعيشه في هذا الزمن
العجيب الغريب! للاسف الشديد
يجهلها حتى المعنيون بالشأن
العراقي، ومن اجل التذكير ومن باب
( فذكر ... عسى ان تنفع الذكرى)!
وبعد حصولنا على معلومات ومن
مصادر موثوقة تم التأكد منها
بالعودة الى بعض الوثائق نقدمها
للقراء كي يطلع ابناء العراق على
مايجري ومايحدث على ارض السواد في
العراق المبتلى...
فتشير بعض الوثائق انه في سنة
1847كانت هناك نزاع وصراع بين
الامبراطورية العثمانية والفارسية
على مدينة (السليمانية) حيث كان
الفرس المجوس يصورون لانفسهم ان
هذه المدينة عائدة لهم وارادوا ان
يستحوذوا عليها مما ادى
بالعثمانيين برفض هذا الامر جملة
وتفصيلا بعدها وفي نفس العام عقدت
معاهدة (ارضروم الثانية) يتم
بموجبها تنازل ايران عن احلامها
في الاستحواذ على (السليمانية)
لصالح الامبراطورية العثمانية
مقابل تخلي العثمانيين عن اقليم
عربستان)! لصالح ايران والذي هو
الان (خوزستان)! وهو الاقليم
المتمم والمكمل لوادي الرافدين
كما هو معروف جغرافيا
وديموغرافيا.,وحسب المعاهدات
السابقة..
اما في العام 1914 فقد عقد
بروتوكول وليس معاهدة او اتفاقية
بين الامبراطورية الفارسية
والعثمانيين وبريطانيا وروسيا
لتثبيت حدود العراق من المخافر
وماشابه ذلك من الامور الادارية
والحدودية.
وفي العام 1921 رفض الايرانيون
الحدود التي تم الاتفاق عليها
وبعد احداث جرت هنا وهناك وصراعات
القي القبض في العام 1925 على
الشيخ خزعل (شيخ مشايخ مدينة
الحمرة) والمناطق المجاورة لها
مما ادت هذه الاحداث الى اجراء
تعديل على بروتوكول عام 1914 وذلك
في العام 1937 من نفس الجهات التي
وقعت ذلك البروتوكول وهي
الامبراطورية العثمانية والفارسية
وروسيا وبريطانية واجريت عليها
الكثير من التعديلات وانبثقت
كمعاهدة تم بموجبها اعطاء شط
العرب والذي يسمى (7 ميل تالوك)
وهو عبارة عن خط وهمي يمثل اعمق
نقطة ملاحية في شط العرب والمسافة
هذه السبعة اميال هي التي تبعد عن
عبادان من جهة وعن المحمرة من جهة
اخرى.
وبسبب ضعف العراق عسكريا جعل
شاهنشاه ايران في العام 1969 ان
يرفض الاستمرار في هذه المعاهدة
بل ذهب الى ابعد من ذلك حيث قام
بالغاءها من طرف واحد وارسل سفنه
الحربية واتجهت صوب عبادان وكانت
المدفعية العراقية على الساحل
الاخر ولكن لم يتم القصف كون
العراق كان ضعيفا في ذلك الوقت
كما ذكرنا الامر الذي جعل شاهنشاه
ايران يعتقد ان من حق ايران
المرور بشط العرب دون أي عراقيل!
وفي منتصف السبعينات واثناء الحرب
في شمال العراق مع الاكراد
والتدخل الايراني في الشأن
العراقي وبمبادرة من الرئيس هواري
بومدين ومن يمثل الادارة
الامريكية كريستوفر وزير خارجيتها
الاسبق تم توقيع معاهدة الجزائر
بين العراق وايران وهي معاهدة
اعادة رسم الحدود وصدر بها قانون
من جانب العراق على ضوء المعاهدة
من قبل مجلس قيادة الثورة والتي
لاتزال قراراته نافذة وسارية
المفعول لحد الان على الرغم من
احتلال العراق منذ خمس سنوات
وسقوط النظام الوطني ، وبعد مجيء
وقدوم مايسمى بـ( الثورة
الاسلامية)! في ايران في العام
1979 بدأ نظام خميني واتباعه
بالتململ من معاهدة الجزائر
وباتوا يصرحون هنا وهناك بعدم
رضاهم عنها وعن الفقرات والبنود
التي احتوتها، وما ان طرق هذا
الموضوع اسماع الرئيس صدام حسين
حتى اعلن الغاء المعاهدة
وقانونها!
وهذا ماثبت كذلك في العام 1990
وقبيل اندلاع حرب الخليج الاولى
عندما ارسل الرئيس صدام رسالة الى
هاشمي رفسنجاني رئيس ايران في
حينه والتي اشاد الرئيس صدام فيها
بعلاقات حسن الجوار الا انه لم
يتطرق مطلقا الى الغاء المعاهدة
او أعادتها ولحد اليوم تعتبر
المعاهدة ملغية ولااحد يستطيع من
العراقيين ان يعيد المعاهدة لانه
بالفعل كانت المعاهدة تتضمن
تنازلات كثيرة الى ايران مقابل
استتباب الامن في كوردستان!
هذا يجعلنا ان نقول للعراقيين ان
عليهم عدم الموافقة على الرجوع
لمعاهدة 1937 تالوك وانما الرجوع
الى معاهدة 1847 التي كان فيها
اقليم (عربستان) الذي يضم بين
ابناءه ومواطنيه عشائر وجذور
عراقية من بني كعب وبني لام
وقبائل آل سيد نعمة وبني تميم وآل
كثير والركابيين وغيرهم ونحن
ننتظر اليوم الذي نرى فيه ابناء
هذه العشائر العراقية الاصيلة في
هذا الاقليم المغتصب بالتوحد فيما
بينهم والعودة الى الوطن الام
لمقاومة الاحتلال مع اخوانهم
وابناء عمومتهم من ابناء العراق.
لتعاد هذه الاراضي الى وادي
الرافدين... الى العراق العظيم
التي ساوم العثمانيين عليها
واعطاءها دون وجه حق الى ايران
وهي عربية عراقية عندما كان
العراق تحت الحكم العثماني ولاحول
ولاقوة له,,هذا اليوم الذي لابد
ان يتحقق في يوما ما وان تعود هذه
الحقائق والحق المسلوب الى العراق
واهله وهي ثوابت جغرافية وتاريخية
وخائنا من لايعترف بهذه الحقائق
والثوابت .
من كل هذا نستخلص ان اتفاقية
الجزائر تعتبر ملغية ولااحد
يستطيع اعادتها ونقول كفانا
تنازلات وخضوع لارادات الاخرين
وخاصة الاملاءات الايرانية التي
ينساق لها الكثير من السياسيين
وليس البعض للاسف الشديد .
متناسين ان ايران باتت تستخدم نهر
(الكارون) بخبث ودناءه حيث باتوا
قريبين جدا من جزيرة ام الرصاص
التي كانت تقع في وسط النقطة
الفاصلة بين العراق وايران .
حيث اصبحت ايران تستحوذ على اراضي
عراقية جديدة كلما يرتفع مستوى
النهر وينجرف باتجاه العراق,,
كل هذا يجعلنا ان نتساءل من سيعيد
حقوق العراق المسلوبة من ايران
مثل اقليم (عربستان) الذي بات
يسمى اليوم بأقليم (خوزستان)؟!
|