وأخيرا اقر مجلس نواب العمالة ما
سميّ بقانون العلم (العراقي) ،
فمبروك لهم هذا الانجاز الذي
حققوه ليفضي لقوى الخداع والجريمة
والتخلف معلما خاصا بهم يميزهم عن
أحرار العراق وليبرئ الراية
الوطنية للعراق الموحد السيد من
كل القذارة التي ارتضوها لأنفسهم
، وقبل التوسع ، أجد من
المفيد المرور وبشيء من
الإيجاز على موضوع مسجد ضرار
، لنستخلص منه ما يعزز
جهادنا ضد الباطل وأهله من قوة
احتلال وأذلاء
خنعوا وبكل خسة لرغباتهم
الشيطانية في تدمير العراق
وتقتيل وتشريد مئات الآلاف
من أبناءه وتهجير الملايين في
فيافي ومدن ودول لا يملكون
فيها من شيء سوى رحمة
العزيز الجبار ، وحبهم الجارف
لوطنهم العراق وحنينهم الاستقرار
والأمن والأمان له وفيه بعد أن
عبث الجهلاء فيه ما عبثوا
، وبعد أن استعانوا بعدو
ظالم متغطرس ليكونوا أداة طيعة
رخيصة لتنفيذ كل أطماعه ومآربه .
ومسجد ضرار وكما هو معلوم قد بنيّ
بإيعاز من الفاسق أبا عامر الراهب
والأخير كان قد ناصب الإسلام
والمسلمين العداء مستهدفا بعدائه
قبل كل شيء رسول الرحمة سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن بين
ما قاله للرسول الكريم عليه صلوات
الله : لا أجد قوما يقاتلونك إلا
قاتلتك معهم ، فلم يزل يقاتله إلى
يوم حنين ، فلما هزمت هوازن خرج
إلى الروم يستنصر ، وأرسل إلى
المنافقين في المدينة قائلا :
استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح
، وابنوا مسجدا فاني ذاهب إلى
قيصر فآت بجند من الروم لأخرج
محمدا من المدينة . فبنو مسجدهم
الضرار وبالقرب من مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( مسجد قباء)
. وتخبرنا الآيات الكريمة من سورة
التوبة أعلاه الغاية وحجم
المؤامرة من بناء هذا المسجد ،
ويجمع غالبية المفسرين إن الغاية
منه ووفقا للنص الرباني كانت :
الأضرار والضرر بالإسلام
والمسلمين من خلال استهدافهم
لمسجدهم وما يمثله من قيمة مادية
ومعنوية في حياة المسلمين
الجديدة.
شدّ أزر المنافقين وتقوية شوكة
الكفار ، وموقعا يتم فيه الإعداد
والتخطيط للإجهاض على سيدنا رسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم
ومحاربة المسلمين .
تشتيت المسلمين إلى جماعات خارج
المركزية التي اعتمدها رسول
الرحمة صلى الله عليه وسلم في
بدايات الدعوة ومن ثم سهولة
التأثير على هذه الجماعات بعيدا
عن مركزية التوجيه .
الترقب والانتظار لمقدم الفاسق
أبو عامر الراهب ومعه جيش الروم ،
وتهيئة مستلزمات محاربة النبي صلى
الله عليه وسلم وصحبه بغية
الإجهاض على الدعوة الإسلامية .
سقنا ذلك لأوجه الشبه العديدة
ويومنا الذي نعيش ، بعد أن غدر
الغادرون بالعراق جمجمة العرب
وكنز إيمانها ، ومولاة المنافقين
الجدد لقوى الظلم والرذيلة في
العالم
وحشدهم لكل قواهم ،
وليمهدوا للكافرين عدوانهم على
العراق ، مستعينين به للوصول
لغاياتهم الشريرة التي لا تخدم
بالنهاية سوى أعداء العروبة
والإسلام وان تلبسوا لبوس الدين ،
ومستعينا هو بهم كإدلاء أذلاء له
وكغطاء للعدوان ،وإذا كان المسجد
يمثل حالة الإيمان بكل قوة
وعنفوان ولا زال ،فأن بناءً أسس
على غير التقوى أريد به الأضرار
بالمسلمين وان أطلق عليه مسجدا لم
يثن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأمر بهدمه على رؤؤس أصحابه ،
واليوم وبعد خيانتهم لكل القيم
والمبادئ الوطنية والإنسانية
والشرعية بفعلتهم النكراء تغليب
الكافر الأجنبي عدو الإسلام
والمسلمين ضد أبناء دينهم وجلدتهم
وكما أراد أن يفعلها الفاسق أبو
عامر الراهب
وافتضاح أمرهم وزيف كل
ادعاءاتهم ، وإذا كانت راية الله
اكبر ، الراية الوطنية لجمهورية
العراق والتي تشرّف علمنا الوطني
وتشرّف كل المخلصين لتربة هذا
الوطن ، أن يتوشح بها ، وتطرّز
بقلب كل عراقي وليس العلم وحده
ولما يمثله هذا العلم من قيمة
معنوية عليا ، ولدراية أبناء
شعبنا للدوافع الجهادية والنبيلة
لتطريز علم العراق بها ،
ولإيمانهم المطلق بأهلية من اؤتمن
بالحفاظ عليها وحمايتها ،
ولثقتهم العالية بجهة قرار ها ،
وانطلاقا من فهم عميق لما تمثله ،
ودفاعا وصدا للهجمة المعادية التي
تستهدف العرب والمسلمين ، والتي
تآلف لها كل أعدائهم التاريخيين
ومعهم الحثالات المنافقين من ابنا
وطنهم
،
وإنها تمثل الخط الفاصل
بين خندق الإيمان وخندق الكفر ،
فان
أبناء شعبنا وكما هو العهد
بهم دائما على دراية أيضا بزيف
النوايا من اختيار الوصف الجديد
لعلم حكومة الاحتلال
، وان أناسا بهذا القدر
من الذل والحقارة والإجرام
، لا يمكن أن تستقيم عبارة
الله اكبر وما يمثلوه هم وعلمهم
لأنهم اصغر من أن يحافظوا عليها
ولأنها اطهر من أن تمثلهم ، وإنما
الرياء الذي اعتادوه والدجل الذي
تربوا عليه زين لهم إمكانية
تمريرهم مثل هذا الفعل القبيح ،
وان كان البعض منهم يعتقد
أن الإبقاء على عبارة الله
اكبر قد تمثل لهم الحماية من
صولات المجاهدين احتراما لعبارة
الله اكبر أولا وأخيرا ، فأنهم
واهمون . ولنا من موضوع مسجد ضرار
وكيفية تعامل رسول الله سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم معه
الأسوة الحسنة ، فما بالكم وقد
أمعنتم ذلا وتدميرا لبلد الأنبياء
والأولياء خدمة لغاصب كافر ،
وليتولى هذا الغاصب تصفية حسابات
تاريخية تحت يافطة مصالحه في
المنطقة والعالم ،وليغتال هو
وعملائه جهارا نهارا بيدهم القذرة
راية العز راية الله اكبر ، نعود
ثانية ونقول حسنا فعلوا في وضع
رمز خاص بهم ولتتبرىء راية الوطن
، راية العراق وأهل العراق من
شماله إلى جنوبه من المساوئ
والانحرافات التي مورست في ظل
سطوة المحتلين وخنوع الخائرين .
ولتبقى رايتك يا وطني خفاقة في
ذرى المجد ومحفوظة ومصانة في
ضمائر وقلوب العراقيين وكل أشراف
العالم ، وليس علما ذليلا مهانا
(حاشا عبارة الله اكبر ) في
السفارة الأمريكية ، أو يتظلل به
من الحق الأذى بالعراق وأهله .
وان
يشرع أهلنا برفعها عالية
بكل المناسبات الشخصية والعامة،
الوطنية والدينية، تحديا لجور
الظالمين.ويكفي علم العراق فخرا
أن يرفرف خفاقا بأيدي المجاهدين
بعملياتهم ضد المحتل وعملائه.
العلم الوطني للعراق هو علم
الجهاد، علم الأوفياء لدينهم
وأمتهم، علم التوحيد وعلم وحدة
السيد العراق لا علم التفتيت
والتقسيم. انه علم خندق الحق الذي
لا خيار له إلاّ الانتصار لكل
القيم والمبادئ العظيمة التي حمل
معانيها ودافع عنها، وليكن علمهم
علم حكومة الاحتلال سبة
عليهم.فالحق بيّن والباطل بيّن .
آلا لعنة الله عليهم وما يمثلونه
من أدوات شيطان والله اكبر على
الطغاة ومن والاهم من أقذر
الصغار. فالصغير يبقى صغيرا وان
تلبّس الجبل ثوبا.
لعراق القيم والمبادئ النصر
المؤزر بإذنه تعالى
،
ولأعدائه الخذلان وسؤ
العاقبة . ولشهدائنا الرحمة
والمغفرة والفردوس الأعلى،
والحرية لأسرى دعاة الحرية في
سجونهم ومعتقلاتهم . والله مخزي
الكافرين .
|