ظلت التيارات القوميه والاسلاميه
في خلاف منذ بداية القرن الماضي
والى الآن متهما احدهما الآخر
بالفشل تصل في احايين كثيرة الى
الاتهامات المتبادله بالعماله
للاجنبي ويسوق كل منهما شواهده
التي غالبا مايكون مصدرها الاجنبي
نفسه وانساقت قواعد تلك التيارات
وحتى قياداتها الى صراع مفتوح اخذ
وسائل مختلفه بما فيها القتال
المسلح وغالبا ما كان يغذي تلك
الصراعات اعداء الامه , واذا كانت
للتيارات القوميه فرصة الوصول الى
الحكم وبنسب مختلفه في تبنيها
لنظرية العمل القومي فأن التيارات
الاسلاميه كانت حجر العثره امام
التيارات القوميه في تنفيذ
برامجها مما زاد من الاصطدام
بينهما الذي اخذ طابع العنف في
اوقات كثيره , وبعيدا على السرد
التأريخي لتلك الخلافات او عن
تسمية تلك الاحزاب والحركات
ولطبيعة المرحله الحساسه والخطره
التي تعيشها الامتين العربيه
والاسلاميه واذا سلمنا ان الامه
العربيه هي روح الاسلام وان
العراق هو جمجمة العرب لادركنا
خطورة الهجمة الاستعمارية
المرتكزة على القوى الشعوبيه
ولادركنا في نفس الوقت اهمية
الدور المطلوب للقوى العروبيه
والاسلاميه في دعم فصائل المقاومه
العراقيه التي تقاتل نيابه عن
الامتين العربيه والاسلاميه التين
هما امتداد لحماية الانسانية من
الثور الامريكي الهائج للسيطرة
على العالم في ظل فرصة انفراده
كأكبر قوة في العالم ومن هنا
ولتأسيس قاعده للمزاوجه بين
العروبة والاسلام عبر قواه الحية
والواعيه والمخلصه لدينها وامتها
بما يقتضي توحيد الصفوف لاتاحة
وتشجيع القوى الاسلاميه والعربيه
في والوطن العربي ومن ثم القوى
الاسلامية والقوى الحيه في العالم
لدعمهما وبناء قاعدة تكون الطريق
لفتح الآفاق امام عالم متوازن
يضمن قدر مقبول من العداله وضمان
حقوق الدول بالقدر المستطاع
لهذا يكون على جميع فصائل
المقاومه والقوى الرافضه للاحتلال
بكل
اتجاهاتها بصفتها تمثل القوة التي
تواجه قوى الشر كله نيابة عن
الانسانيه توحيد الصف والخطاب
وتجاوز الثارات القديمه والافكار
السقيمه لمواجهة اكبر تحدي تتعرض
لها الامه عبر تأريخها والذي يتفق
عليه الجميع بأنه يستهدف هويتها
ووجودها عبر تفتيتها على طريق
القضاء عليها .
ومن مساوئ القدر تحالف شياطين
الند والشياطين الكبرى والصغرى
على تحقيق ذلك الهدف في ظل اسؤ
مرحلة تأريخية تعيشها الامه في
العصر الحديث , واذا جاز لنا ان
نقول بان المرحلة الحالية هي اسؤ
مرحلة استعماريه عبر التأريخ وأن
الهجمة الشعوبية هي ايضا اكبر
هجمه تواجهها الامة عبر تأريخها
ليس بسبب قدرات الاعداء الهائله
وانما لعوامل عديده بما فيها
مشاركة الحكام العرب من حيث ان
كانوا يدركوا او لم يدركوا بأنها
ستستهدف دولهم عاجلا ام آجلا فصمت
القبور الذي يلاحظ عليهم لايمكن
تفسيره او تبريره لاكثر الحكام
عمالة , ان مايهمنا في موضوعنا
هذا هو تقارب القوى القوميه
والاسلاميه كطريق لتحقيق
النصروتكون المقاومه العراقيه
النموذج لذلك من خلال مايلي :-
1- وحدة فصائل المقاومه العراقيه
بما فيها تعديل بعض البرامج وفي
مقدمتها تنظيم التوحيد والجهاد
للتراجع عن دعوته لما يسمى بدولة
العراق الاسلاميه للخمس محافظات
ملبيا هدف المحتل في التقسيم (تحت
اوهام اقامة دولة تكون مقدمه
لتحرير العالم) بما يتحيح
اندماجها مع بقية الفصائل تكون
مقدمه لعمليات نوعية مشتركة ضد
العدو .
2- تشكيل غرفة عمليات مشتركة كما
حدث في الموصل والتي مجرد الاعلان
عنها قد ارعب العدو ناهيك عن
قدرات تجميع اي جهد مبعثر .
3- توحيد الخطاب السياسي لفصائل
المقاومه عبر مكتب سياسي تمثلة
الجبهه الوطنيه والقوميه
والاسلاميه .
4- تشكيل مكتب اعلامي مشترك
لاصدار بيانات موحدة لكافة عمليات
الفصائل وتحت عنوان غرفة قيادة
العمليات لفصائل المقاومه او اي
عنوان آخر.
ان اتخاذ مثل هذه الخطوات من شأنه
ان يعزز الثقه بالنصر على الاعداء
لدى جماهير الشعب في نفس الوقت
الذي سيوحد اصطفافاتهم المبعثره
بما يمكنهم من دعم قيادة المقاومه
عبر فعاليات غير مسلحه من ناحية
وعزل قوى الظلام التي تتستر
بأوصاف مختلفه وهي تعرقل بل وتخدم
المشروع الامريكي الفارسي , كما
ينبغي رفض الخطاب الطائفي لاي طرف
كان بل وتقديم كل ما من شأنه ان
يعيد لحمة الشعب وتصويب البنادق
نحو اعداء العراق الحقيقين الآنفي
الذكر . نصر من الله وفتح قريب . |