ان الذي يتابع الاخبار بدون ان
يعرف كل الحقائق يتصور ان العراق
مستباح بشكل مزدوج لكل من
الولايات المتحدة وايران !! فكيف
يمكن ان يحصل ذلك وكل منهما على
مايبدو تناصب الاخرى العداء
السافر؟ وكيف يمكن لساحة مثل
العراق ان تستوعب هذا التباين؟
ولشعب مثل شعب العراق ان يتعايش
مع حالة مزدوجة في ولاء السلطة
لدولة محتلة رسميا وتتعارض في
الارادة مع دولة تحتله ضمنا!؟..
وكيف يمكن ان تلتقي مصالح ايران
مع مصالح امريكا في مكان حساس مثل
العراق !..
ومن من الطرفين من الغباء بمكان
لكي يأمن للطرف الآخر..اذا كانوا
فعلا على طرفي نقيض؟
والذي لديه خفايا الامور يعرف
أنهم اذا كانوا يجاهرون بالعداء
فيما بينهم ..فهذا لايعني ان
الطرفين ليس لديهم مصالح مشتركة
فيما بينهم وخاصة في العراق..فقد
اجتمع الايرانيون والامريكان
والاذلاء الادلاء المتشبثين
بالسلطة في العراق اليوم (على
الاقل في الظاهر)
مصلحة واحدة وهدف واحد بالامس
وهو: (
اسقاط نظام البعث وصدام حسين
وليكن بعدها الطوفان
!) ..واليوم وعندما حان وقت تقسيم
الغنائم ..استفاد فقط من يعرف أين
هي أثمن الاجزاء!! فالزمن اليوم
والنظرة الى المستقبل وخاصة عند
متخصصي البازار لا تبالي مطلقا
بالاخراج السينمائي وتمجيد القوة
الرامبوية والنزول بطائرة مقاتلة
على حاملة الطائرات والقيام
بحركات استعراضية ونقل المناظرات
في الدوائر التلفزيونية المغلقة
وبثها للعالم ..انهم يعرفون كيف
يتصيدون وكيف يختارون بوجود
أبناءهم ونسبائهم في سدة الحكم
!!..
وبعد ان سمحت الولايات المتحدة
لايران بالتوغل بعمق في الارض
العراقية فكرا ومنهجا وسياسة
وتجارة واقتصاد وارادة..
اليوم تتوعد أمريكا ايران بالضربة
الاستباقية.. ثم تهدد ايران
باغلاق مضيق هرمز ..ثم يعقب ذلك
اجتماعات حميمة بين الطرفين في
بغداد على مستوى السفراء يحضرها
المالكي بنفسه متجاوزا العرف
الدبلوماسي لمستوى الحضور ولو ان
الطالباني والحكيم كانوا تواقين
لحضور هذا الاجتماع أيضا!!
ومع ذلك فان الانباء تتحدث عن
موافقة كل أطراف الحكومة والعملية
السياسية باعطاء وجود دائم وقواعد
عملاقة ثابتة للولايات المتحدة
الامريكية في العراق في وقت تحكم
العراق شلة ولائها المطلق لايران
وتلعب على حبال القوة الامريكية
؟..
تقوم أمريكا بتحشيد حلفائها
دبلوماسيا لمعاقبة ايران على
معلومات من جهاتها الاستخبارية (تؤكد)
تطورها وتقدمها ببرنامجها النووي
..ثم تصدر الجهات الاستخبارية
الامريكية نفسها تقريرا (يؤكد)
تخلي ايران عن انشطتها منذ زمن
بعيد!
وتتصدى الزوارق الايرانية للسفن
والمدمرات الامريكية في عمق
الخليج العربي بطريقة استفزازية
واضحة أهانت فيها أقوى دولة في
العالم ..دولة تناصبها العداء
( وتبحث عن مبرر لضربها!)
ومع ذلك تتسائل كوندليزا رايس
فيما اذا كانت هذه العملية قد تم
توقيتها مع زيارة بوش للمنطقة
لحشد التأييد ضد ايران ام انها
محض صدفة؟!في نفس الوقت الذي يقول
فيه قائد الاسطول الأمريكي في
الخليج العربي اننا استلمنا
تحذيرات من هذه الزوارق وهذه ليست
المرة الاولى!!
ويتوسط الحكيم والمالكي
والطالباني وهوشيار زيباري لدى
ايران للموافقة على بدء مباحثات
مع امريكا بشان العراق!! وترحب
الادارة الامريكية بهذه المبادرة
!
وسيزور احمدي نجاد العراق عن قريب
! وسيكون ضمن برنامج زيارته
..زيارة سجون الداخلية
والميليشيات للاطلاع على (
حجم الانجاز العراقي لارضاء ايران!)
وسيرافقه في هذه الزيارة هوشيار
وموفق الربيعي وهادي العامري
لترتيب لقاء مع كروكر وبيتريوس ..
لأن دعم ايران للمالكي وحكومته
يتطابق مع النظرة الامريكية بذلك!
وسيتم خلال مراسم الزيارة سحب
الكلاب الامريكية المدربة على
تفتيش الاشخاص والمعدات من صالة
مطار صدام الدولي لتحل محلها (
الكلاب العراقية غير المدربة جيدا)
..وسيبتعد الامريكان من صالة
الاستقبال وسيراقبون الضيف من
بعيد على الرغم من بقاء عدد من
الامريكان من الحماية الخاصة
لرئيس الجمهورية و(دولة
رئيس الوزراء)..
وحالما يخرج الرئيس الايراني من
صالة التشريفات ستعود (
الكلاب الامريكية المدربة لتفتيش
المسافرين بدقة!)..وسنشعر
بالأسى على علي الدباغ ومحمد
العسكري وغيرهم من الابواق لعدم
وجود مكان لهم في هذه المناسبة
التأريخية ..ومن الجائز ان يأخذه
الجلبي لزيارة السيستاني والحكيم
ومقتدى الصدر ..ويمكن ان يوقع
العراق مع ايران أيضا معاهدة دفاع
مشترك ..وسوف لن تبحث المواضيع
الفنية أو ( الثانوية !) مثل سرقة
ايران لنفط العراق ..والتدخل
الايراني السافر بالعراق.
وستبارك الولايات المتحدة هذه
الزيارة !..
فمن يلعب على من؟
وماذا عن هدير الشعب العراقي
العاصف الذي بدأ يهتف من البصرة
صاعدا لكل جنوب ووسط العراق
وشماله ..ألم يتيقنوا لحد الآن ان
المقاومة الوطنية العراقية
وضميرها النابض حزب البعث مترصدة
لكل نفس لهم سواء كان نازلا او
صاعدا..وهي قريبة منهم وأقرب مما
يتصورون ..ستدعهم يجتمعون ويخططون
ويرسمون ويبنون احلاما من السراب
على رمال العراق التي
ستحرقهم..مرة اتفاقية للتعاون
ومرة للدفاع..مرة اتفاقية للتعاون
والتفاهم قصيرة كأعمارهم
..ومرة بعيدة الامد كأحلامهم
وتمنياتهم ..سيكون تراب العراق
عصيا عليهم وسيكون كالسم يصعب
مضغه وابتلاعه.. وستكون المقاومة
الوطنية بكل فصائلها لهم في كل
مكان من ارض العراق ..وعلى كل
صفحة وبكل قلم ..ولن تخيفها
متاريسهم وطائراتهم ولا أجهزة
استخباراتهم..ولن تصمد امام ضربات
الحق دباباتهم ومصفحاتهم الجديدة
المصصمة للانتقام من العراقيين..
ولن يهز العراقيين تحالفاتهم
العلنية والسرية.. وسنضرم في
خيالهم لهيب النار التي لن تبقي
ولن تذر..وسوف لن يلحقوا لحمل
أغراضهم وأمتعتهم وسرقاتهم
..وسيهربون يلاحقهم العار ..
الغزل بين الامريكان وايران سيتوج
بزيارة نجادي القادمة الى العراق
المحتل من قبلهما وسيحضر الحفل كل
من ساهم في هذا الزرع سيء الصيت
..وسيلعبون لعبتهم الاخيرة قبل ان
يلبسوا عار الهزيمة الكاملة
وسيمارسون نفس الدور كما في كل
مرة ..
الحكيم والطالباني والمالكي
يقترحون على الامريكان القرارات
ويتفننون في طرح التوصيات..
والولايات المتحدة الامريكية تقرر
..
والحكومةالعراقية الذليلة تنفذ..
وايران تستفيد!..
والحكيم والطالباني والمالكي
يستلمون النسب!..
mah.azam@yahoo.com |