مايحصل اليوم في العراق يشبه
تماما ما يحدث عندما يتناقل
الموظفون في دائرة من دوائر
الدولة أو في مدرسة من المدارس
خبر عن وجود تغيير في ادارة هذه
الدائرة او المدرسة ويصبح الشغل
الشاغل للموظفين هو الحديث عن
مجيء فلان او فلان لرئاسة الدائرة
لتحسين ادارة العمل ..يكون من حق
المدير ان يتصل بالادارة العليا
شاكيا لهم هذه الحالة والذي كان
يحدث دائما ان يجيء ممثل من
الادارة العليا لشرح الموضوع..
اما ليبلغهم ان هذا قرار وصدر
وعليهم الالتزام به.. او يوبيخهم
ويقول لهم انه لايوجد شيء من هذا
القبيل وعليهم التركيز على
اعمالهم.. او يناور معهم ويهديء
الوضع لأنه هو شخصيا لا يعرف
مالذي سيحدث ..
وهذا مايحصل اليوم في العراق حيث
سارع المالكي الى نقل شكواه الى
الجانب الامريكي من تداول معلومات
عن رعاية الولايات المتحدة
لمخططات جديدة لتغيير الادارة
الحكومية في العراق ..وهذا مافعله
ايضا الطالباني والبرزاني لأنه
يبدو ان هناك تحرك لتضييق الخناق
عليهم بالتحالف الجديد ..وقامت
السفرة الامريكية في بغداد بنقل
هذه الحالة المربكة فورا طالبة
ممثل من الادارة لتوضيح الموضوع..
وهذه المرة صدق المتحدث باسم
الأمن القومي الأمريكي غوردون
جوندرو على غير عادته عندما صرح
ان "الرئيس بوش ووزيرة الخارجية
كونداليزا رايس قررا بان زيارتهما
الحالية لدول المنطقة ستكون فرصة
جيدة لذهاب رايس إلى بغداد للقاء
المسؤولين العراقيين لإحراز تقدم
وتشجيع مزيد من المصالحة السياسية
وإقرار تشريعات إضافية" ..
فهاهي رايس قد وصلت الى بغداد
اليوم والتقت فور وصولها بالمالكي
ومن غير ان نجهد انفسنا بالتحليل
فان هذه الزيارة سيتم استغلالها
للتأكد والتأكيد على مايلي:
- سيقدم الجميع فروض الطاعة
والولاء للوزيرة وللادارة
الامريكية مع تباين في ردود
الافعال ( النفسية والقلبية..على
غرار مقولة ليس كل ما يقال يعبر
عما يجول في النفس ) عندما يتم
التطرق لدور ايران التخريبي في
العراق والمنطقة وموضوع المصالحة
الوطنية وتشريع القوانين المطلوبة
.وسنرى كيف يقوم القادة العراقيون
الجدد بتقبيل الوزيرة على الطريقة
الامريكية وسيكون الطالباني وبرهم
صالح وهوشيار زيباري خير من يجيد
ويصر على ذلك !! في اشارة واضحة
للامتنان او بحكم قوة العلاقة !
- ستكون هذه الزيارة فرصة لرايس
لكي تهنيء المالكي باصداره قانون
المسائلة والعدالة الذي يعتقدون
انه سيكون مفتاح المصالحة الوطنية
.
- وسيجهد الحكيم نفسه ويتحامل على
وضعه الصحي للذهاب للقاء رايس
للتاكيد على التزامه بالنهج
والمطالبة بتنفيذ الوعود وعلى
رأسها تسليم المحكومين بالاعدام
لأعدامهم في هذا الشهر الفضيل !
- ستؤكد رايس للمالكي ان الولايات
المتحدة مستمرة في منهجها الخاطيء
بدعمها الغير محدود لحكومة
المالكي وان الادارة الامريكية لن
تسمح بتمرير أي تجمع او تكتل من
شانه ان يؤثر على موقفها.
- سيستغل المالكي بدعم واسناد
وتوجيه من الحكيم هذا الاطراء
والمديح والدعم الامريكي لا ليطلب
من رايس دعم مشاريع الخدمات
الاساسية في العراق ولا بتزويدهم
بمعدات وآليات وطائرات ..ولا
بتحقيق رغبة العراقيين بجدولة
الانسحاب وسوف لن يطلب منها
الاستفادة من الخبرة الامريكية في
العلوم والتكنولوجيا والطب
والزراعة والصناعة وتطوير الحقول
النفطية ومعالجة موضوع الماء
والكهرباء وغيرها من قائمة
الاحتياجات العراقية التي تطول
..ولكنه سيطلب شيئا واحدا ..وهو
تسليم القوات الامريكية لوزير
الدفاع وبقية المناضلين والضباط
الذين صدرت بحقهم أحكام الاعدام
للحكومة العراقية لأعدامهم في
ذكرى عاشوراء .. وسيكون التعهد
باصدار قانون النفط والغاز الثمن
الاولي لهذه المكرمة الامريكية
للحكومة العراقية..واصدار قانون
النفط مهم جدا بالنسبة للامريكان
حيث سيضيف هذا القرار الشيء
الكثير لشعبية الجمهوريين في
الانتخابات الامريكية .
- وستكون فرصة للتأكيد على دعم
الأكراد وستراقب رايس هل سيسافر
اليها مسعود هذه المرة ام سيضل في
صلاح الدين وسيقوم الطالباني
كالعادة بالتحدث نيابة عنه!!
- ومثل كل مرة سوف لن يكون هنالك
أي مكان في قاعة الاستقبال لعدنان
الدليمي ولا لمحمود المشهداني
وسيظهر طارق الهاشمي اذا سمح
المجال في الصورة ممثلا عن السنة
أما اذا جاء الحكيم فسوف لن يقبل
بغير الواجهة ..
ستكون الزيارة عرسا للحكومة
العراقية مثل كل الزيارات السابقة
..
وسيكون هنالك فرق واحد عن
الزيارات السابقة ..وهو ان هذه
الزيارة مليئة بالوعود الكاذبة من
كلا الطرفين..وسوف لن يجني
الطرفان شيئا فلم يبقى في الاشجار
التي كانت مورقة ومثمرة غير الثلج
والصقيع الذي نزل على بغداد في
هذا الشتاء البارد ..
لقد
ولى الخريف الذي عانوا فيه للبحث
عن ثمرة واحدة مفيدة لهم ..
ويوم
الحساب الذي يهربون منه ..
قريب
..
فلا
الادارة الامريكية باقية لتفي
بالتزاماتها ..
ولا
الحكومة العراقية باقية لتنفذ ما
توعدت به..
mah.azam@yahoo.com
|