1- وصف العراقيون إقدام مجلس
الحكم الانتقالي على تغيير شكل
ومضمون العلم العراقي بأنه : لعبة
سياسية عابثة ورخيصة .
الغاية منها تحقيق الاهداف
التالية :
- تزييف الواقع والإلتفاف على
الحقائق التاريخية من بينها .
- قطع صلة العراق بأمته العربية
والإساءة المتعمدة للرمز الوطني ،
- إلغاء الطموح الوطني باستقلال
تام ، وتحرر كامل ، وسيادة غير
منقوصة .
2- خطة التغيير هي أولى خطوات
تغييب هوية العراق العربية
باقتلاع رمزها ، وهي أيضاً من
أولويات التفكير الأمريكي
الصهيوني ، في محاربة فكرة الوحدة
العربية – وحدة مصر وسوريا عام
1958 بقيادة المناضل جمال عبد
الناصر ، الأمر الجوهري هو قطع
العلاقة على مستوى (الرمز) مع
أقطار الوطن العربي بوصفها أجزاء
لمكونات أمة واحدة . أما الهدف
الثاني ، هو محو شعار (الله اكبر)
كمقدمة لاجتثاث إيمان العراقيين
بالمستقبل العربي الإسلامي .
وينصرف الهدف الثالث إلى المضمون
، ذلك أن أحد الأهداف الرئيسية
للغزو الأمريكي في ضوء نظرية
العراق الجديد هو تحويل الذاكرة
الوطنية العراقية إلى( صفحة بيضاء
)، يكتب عليها المحافظون
المتصهينون ما يشاءون من أفكار
وعقائد .
وها هي ألوان علم مجلس الحكم
الانتقالي تدل على التمازج بين
الرؤية التوراتية والتسلط
الأمريكي من جهة ومجلس الحكم
الانتقالي الذي تبنى عقيدة
التجزئة والتقسيم العرقي والديني
.
3- ترى هل ثمة من صدفة قدرية أو
تزامنية في تصميم علم بريمر على
هذا النحو المتقارب الفاضح وعلم
العدو الصهيوني ؟!
وهل ثمة صلة قائمة بين البيت
التوراتي الخشبي وبمبنى مجلس
الحكم اللصيق به ، هو محض وجود
عبثي ؟!!
أم أن علة سببية محكمة الدواعي ،
أوجبت توصيف العلم البديل ، وفق
رؤية المحتل بالتوافق مع أحزاب
التحرير ، الباسطة الذراعين عند
بوابة المنطقة الخضراء ؟!
فجرى الإملاء في غاية الدقة وتم
التنفيذ بمهارة هندسة الحراب
الطاعنة للكبرياء الوطني ؟!
3- إن المنطقة البيضاء في العلم
الصهيوني تشير إلى الصحراء
العربية وفق العقيدة الصهيونية
التي تعمل الرؤية الاستيطانية من
خلال رمزها المتمثل بنجمة داوود
على تطويرها وإجلاء سكانها
الأصليين ، وأما الخطان الأرقان
فيمثلان نهريّ النيل والفرات ،
وفي ذلك ترجمة يهودية لما جاء في
سفر التكوين 15/8 (في ذلك اليوم
قطع الرب مع إبراهيم ميثاقاً :
لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر إلى
النهر الكبير الفرات) .
4- الأسف الممضّ أن التنفيذ لتلك
الصيغة الصهيونية قد جاء على يد
عراقية تنحدر من بيت (علّم) وطني
، ولكن غالباً ما أفرزت العلاقات
السياسية الموضوعية نتائج سياسية
غاية في ضررها على الذين لم يعوا
قوانينها الداخلية وتفاعلاتها,
الخارجة عن إرادة القائمين عليها
.!!
5-عادت اليوم13-1-2008 فرق
الديّكة في( البرلمان الديمقراطي
الاتحادي الفيدرالي ) , تضع
معطيات قراءاتها الاولية يشأن
المقترحات المتعلقة بالعلم
العراقي التي قيل أنها جاءت هذه
المرة من الجبهة الرباعية
والثلاثية معا وإن الجميع عازمون
على إنهاء هذه القضية التي باتت
تؤرق الكثيرين من السادة أعضاء
البرلمان فالعلم الحالي حسب
إعتقادهم هو آخر ذكريات العهد
العراقي القديم وبتغييرالرمز
الوطني تكتمل حلقات (العراق
الجديد ) .
6- وبغض النظر عماستؤول إليه
النتائج في شكل ومضمون العلم فإن
أحدا من أصحاب السلطة لم يعترض
يوم دنس هذا الرمز وإنتهكت قداسته
الوطنية من قبل السيد البارزاني ،
لينسج رئيس الحكومة الرابعة على
المنوال نفسه ولكن بطريقة تدعو
للحنق والإشفاق عليه في زيارته
الصيفية لطهران يوم8-8-2007 صاغرا
تحت العلم الايراني ، متنازلا هو
الآخر عن رمز العراق ، فالتقطت
العدسات والاقلام المشهد الذي وصف
المراسيم بزيارة رئيس حكومة بدرجة
سائح للجارة إيران في ذكرى إنتصار
العراق فيما نفى الرجل علمه
بالتاريخ ، ولم يتوقف (دولته) أو
يتسائل عن غياب العلم العراقي
أثناء مراسيم الزيارة.
7- حكاية العلم الوطني الذي فقد
قداسته في المدينة الخضراء بعد
أنْ حوله سلاطين الفيدراليات
والاقاليم الى محض قطع متناثرة من
القماش المهلهل الشبيهة للإسف
بخرق قراصنة البحار ، تعيدني هذه
الحكاية الاليمة الى الزمن الوقور
في مدرسة الزوراء الإبتدائية
الرابضة فوق هضبة (الدهدوانة) بين
محلتي فحامة الكرخ وسوق الجديد
.تستعيد الذاكرة وقائع الساعة
الاولى من العام الدراسي 1949
عندما إنتظم التلامذة الجدد في
صفوف متسقة في باحة المدرسة ، بدأ
المدبر الأستاذ عباس العاني وهو
يقف كما الجندي تحت العلم ، وهو
يحدثنا بإسلوب إيضاحي تقترن فيه
الكلمة بالإشارة الدالة عن ضرورات
عديدة نحو : المواضبة وحسن السلوك
في الدوام واحترام النظام ونظافة
الابدان والهندام . عندما أنهى
كلامه عن أهمية التقيد بالضروريات
اليومية ، إنتقل حديثه عن حب
الوطن ومما إلتقطته الذاكرة
الجمعية من الإصدقاء ( زهير
الحفصة ، نوري شفيق ، جعفر السعدي
) الذي يعني تحصيل العلم والتفوق
في الدراسة ، لخدمة العلم
ثم رفع رأسه الى الاعلى فأشار
بيده الى العلم العراقي قائلا :
إرفعوا رؤوسكم وانظروا إليه(
العلم
) ، يجب علينا أن نبقيه فوق
الرؤوس عاليا ومهابا بالتعلم و
حفظ الدروس .
وتعلموا ان تقفوا بإحترام وثبات
وصمت أثناء تحية الصباح برفع اليد
اليمنى الى ان يستقر في اعلى
السارية، ولقدسية العلم لابد أن
يوضع في المكان الذي يليق بمقامه
نظافة وطهرا.
سلاما عذبا لذكرى الزوراء ومديرها
الاستاذ عباس العاني ولكل تلك
العقول المتوهجة بحب الوطن التي
جعلت من العلم العراقي الدرس
المعرفي الاول .
|