الفوضى الخلاقة :-
1-مصطلح أنتجته عبقرية الإدارة
الأمريكية إقتداء بالمثل
الهوليودي الاعلى( جيمس بوند)
الأكثر تعبيرا عن فلسفة القوة
الخالقة : (السوبرمان النيتشويّ)
في نسخته الأمريكية الرديئة .
2- أجمع خبراء السياسة والعلاقات
الدولية على القول : بأن الفوضى
الخلاقة وفي أي وجه من وجوهها
أوتبريراتها, لاتخرج عن كونها :
قراءة بليدة لفلسفة القوة العمياء
.
3- لفظة بدائية : أقرب الى
سيناريوهات لعب الاطفال
الإلكترونية ,
4- عبارة فنطازية لاعقلانية,
ولاأخلاقية, مفارقة للأبجدية
السياسية والإستراتيجية , ونقيضة
لأبسط قواعد المنطق الصوري . وقد
لجأ العقل الأمريكي الى إختلاق
هذه اللعبة الذرائعية التي وصفها
البعض (هلوسة سياسية ) تبريرا لما
آل اليه حال قوات الإحتلال في
العراق الديمقراطي الموعود , بعد
أن حولته السياسة الامريكية
الحمقاء , الى جحيم مستعر, وبعد
ان غرقت قوات الولايات المتحدة في
بئر الموت .
5- من المفهوم التجريدي النظري,
الى الواقع العملي , بدأ
الامريكان تطبيق الوصفة
الإستعمارية القديمة والجديدة
معا, بإعتبارها مدخلاً سحريا ,
لتأسيس (عراقات) متعددة , لتحيل
الخارطة الوطنية الواحدة الى
خرائط شتى شمالاً , وسطا , وجنوبا
, بدعاوى التعددية والأطياف ,
الأديان , الأعراق , المذاهب,
تمهيدا لإضعافه وتجريده من عناصر
وحدته الوطنية عبر لعبة دستور
عقيم وبرلمان مصطنع وتحت أعلام
رثة من الطوائف والمناطق والاعراق
, تسعى كلها منفردة ومجتمعة
لتفتيت العراق وتجزئة كيانه
الواحد الى ثلاث ولايات متناحرة
في إتجاه خطوة لاحقة الى تشكيل
دويلات لاحصر لها .
ولأجل المضي في هذا السبيل
المرسوم والمعد سلفا , كانت
الصفحة الأولى تحتم: محق مؤسسات
الدولة وجعلها أثرا بعد عين ,
نهبا وتدميرا فوضويا لكل
محتوياتها الى حد إقتلاع الارض
وإنتزاع النوافذ والأبواب,
وتواصلت الحمّى الهمجية في إتلاف
وحرق سجلات الجنسية والنفوس
ودوائر التسجيل العقاري , بعد أن
جرى الإستحواذ على البيانات
والوثائق التي تتعلق بشؤون
المواطنين وأمن البلاد التي توزعت
حصصا على الموالين والأتباع ,
ليتم نقلها الى ثلاث عواصم في
العالم (واشنطن, تل أبيب, طهران)
وبوشر بعد ذلك بالصفحة التالية
التي خطط لها المحتلون بإشراف
أحزاب العراق الإتحادي ؟!!
وكما الحال في الصفحة الأولى بدأت
الفوضى الأمريكية إيقاعاتها
الخلاقة خطوة إثر خطوة : تفكيك
الدولة عن طريق إستخدام أفضع
تقنيات التخريب وأحط أساليب
الإنتقام , تلك التي تدربت عليها
(المعارضة السياحية) خلال سنوات
نضالها المريرة فإنقضت على العراق
كما الوحوش الهائجة بالفؤوس
والسكاكين يذبحون البلد الامين
كما لوكان عدوا لدودا يقطعون
أوصاله إربا إربا , فتحولت مراكز
الدولة على أيدي الكواسر الضارية
كما قطعة الخزف المهشمة متناثرة
الأشلاء , فألحق التدميرالكامل
بمنجزات العقل العراقي :
الثقافية والتراثية , الاقتصادية
, الإجتماعية , الجمالية ومراكز
الوثائق والمخطوطات والفن
التشكيلي, وسرقة وتحطيم بيت
الحكمة والمتاحف وحرق المكتبات,
لبعثرة التراث الحضاري لوادي
الرافدين وتشويه تاريخ الوطن
,والإساءة لعروبة العراق , ورافق
ذلك الجحيم الذي حول العاصمة
البهية الى خرائب وأطلال , سلسلة
الحرائق التي أوقد نارها دعاة
الفوضى الخلاقة من غلمان الإحتلال
و(فقهاء السلطان بوش) في عموم
البلاد , بعد أن تمّ حلّ مؤسسات
الدولة (وزارة الإعلام,
الجيش,الشرطة,الأمن, المخابرات),
وإقصاء الخبراء و كوادر الوزارات
و تسريح كبارموظفيها , بقانون
إجتثاث البعث الذي صممت مواده
احزاب الاحتلال وأصدره بريمر
وتولى تنفيذه اللص الدولي المسعور
الذي يعف القلم وتتسامى الكلمات
عن ذكر إسمه .
-تعد (المحاصصة) الدينية والعرقية
, التي أنشأ تقاليدها المندوب
السامي الامريكي) عقدا مبرما بين
طرفي العملية السياسية( الإحتلال
والأحزاب) الثلاثية الولاء
الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني وإيران , هي :
التعبيرالمادي(الملموس) للفوضى
االخلاقة , بعد أن حلّ الفعل الذي
نزل الى قاع العالم السفلي ,
فإنتقل من فضاء (التجريد) الى
دائرة (التشخيص), وقد خاب ظن
واشنطن عندما فاجأتها المقاومة
الوطنية وبرهنت على ضحالة
إعتقادات البيت الابيض الجازمة
التي كانت على يقبن من أنها قادرة
على فرض الامر الواقع سواء بإسلوب
الهيمنة الناعمة أو عن طريق تشغيل
آليات الفوضى الخلاقة عبر
مخلوقاتها الإستعمالية الهجينة
تلك التي جرى إستنساخها في
مختبرات ومعامل ال( (CIA, فيما
كانت النتيجة نقيض تصورات قادة
الولايات المتحدة بالكامل , بعد
الإخفاقات المتتالية المتمثلة :
بالقوة العسكرية والعملية
السياسية , والفوضى الخلاقة ,
وكانت الأخيرة رغم كل مخادعاتها
لم تنل من إرادة الشعب المقاوم ,
وإنها ضرب من الخيالات الإلكتونية
شبيهة بإسطورة حرب الكواكب التي
كانت واحدة من لعب الادارة
الامريكية المفضلة , وعلى الرغم
من الهزائم التي مني بها الإحتلال
فإن لاخيار أمامه إما السقوط
الأبدي في بئر الحرمان الغائر أو
الإستمرار في لعبة الفوضى الخلاقة
, وقد لجأ مرة أخرى الى الخيار
الأخير عبر واحدة من مبتدعاته
الحمقاء وهي إستحداث (الصحوة) أو
على حد تعبير الشارع العراقي :
(المرتزقة الجدد) , الذين يمثلون
(مادة إستعمالية) يستعين بها
العدو لمرة واحدة ولظرف طارئ ,
ليرميها حيث ينبغي أن تكون !!
فالصحوة ترجمة واقعية أمينة لمعنى
الفوضى , بعد أن أصبحت جيبا مسلحا
تقوم عناصره بنفس الادوار التي
تقوم بها قوات الاحتلال ومغاوير
الداخلية والحرس الوطني ومليشيات
الاحزاب الحكومية , ولاؤها المؤكد
لكل هذه المراكز العسكرية
والسياسية , وإن صرف الدولار
إرتفاعا وإنخفاضا يؤثر على
كفاءتها في إنجاز مهماتها القذرة
.
وتجئ الصفحة التالية من خارطة
الفوضى الخلاقة التي أولاها العقل
الأمريكي إهتماما إستثنائيا ,
ونعني بها الإرهاب المنظم , الذي
عيّن مقاصده , واعد سبله , و حدد
آليات عمله , وأشرف على تطبيقه ,
في طول البلاد و عرضها ,.
وقد أخذ اٌلإرهاب الأمريكي
تطبيقاته القصوى , عندما عمدت
(قوات الإحتلال) عبر حكومتي
المنطقة الخضراء الثالثة والرابعة
الى إشعال فتيل (الفتنة الداخلية)
, حيث سعت (المخابرات الأمريكية)
والعاملون تحت عباءتها , تهيئة
الأجواء المواتية لإيقاد حرب
أهلية , عبرحشد من النداءات
التحريضية و الشعارات التجزيئية
اللاوطنية .
وقد شهدت بغداد طوال السنوات
الثلاث الاخيرة(2005-2007),
صعوداً مروعاً في عدد الضحايا من
المدنيين , رافقتها حملات وحشية
من الاغتيالات والتصفيات الجسدية
و عمليات الخطف والإعتقالات التي
يتعذر حصر أعدادها , فيما كانت
الهجرة إلي خارج الوطن واحدة من
أبشع صفحاتها , والتي فاقت مآسيها
كل التوقعات و التصورات , عدا
(التهجير) القسري المتبادل بين
محافظات و مدن العراق ..
|