وكأن الله رب العزة قضى أن يكشف
المستور عن كل من ينتهج سلوكا
معوجا وغير قويم في هذا الزمان.
وأن يعريه من كل ستر وغطاء أمام
جماهيره , وباقي شعوب العالم .
ويجعله منه عبرة لكل من يريد أن
يعتبر.
لم يعد يخفى على أحد بعد, كم يجهد
البعض ليسوقوا الحجج والذرائع
الواهية, لتبرير أفعالهم النكراء.
إن كان على صعيد تحالفهم مع
الإدارة الأمريكية في عدوانها
واحتلالها العراق. أو كان في
صمتهم أو تواطؤهم مع من إدارة
الرئيس المجرم والكذاب جورج بوش,
أو مع حكومات إسرائيل المجرمة
والإرهابية في عدوانهم على فلسطين
ولبنان. وكم هدروا ويهدرون من
الوقت والمال لمناصبة سوريا
وإيران العداء ,بينما نراهم رأي
العين لا يكترثون بالصور والرسوم
التي تسيء للنبي محمد عليه الصلاة
والسلام . وحتى أن وسائط إعلامهم
ومسئوليهم يغضون الطرف عن
الموضوع. بينما هم منهمكون
بمعاداة سوريا وقيادتها ورئيسها
بشار الأسد حفظه الله ورعاه.
وترويج الإشاعات الرمادية
والسوداء, والتهم الكاذبة بحق
سوريا وفصائل المقاومة الوطنية في
لبنان وفلسطين والعراق.
وكم يصدعون رؤوسنا بمخاوف وحوادث
فردية, بينما لم يحركوا ساكنا
حين اعلن بوش أن حربه على
الإسلام, وعدائه لسوريا ولفصائل
المقاومة الوطنية الباسلة في
فلسطين ولبنان والعراق, ينطلق من
أن حربه على الإرهاب, إنما قصد
منها وأرادها بوضوح أن تكون حرب
صليبية على الخطر الأخضر وهو
الإسلام.
وأنه سيعادي, ويهدد ويتوعد, أو
يعتدي على كل من يحاول التعكير
عليه, في خوضه لهذه الحرب. وكم
كانت بعض الأنظمة التي تدعي أنها
عربية و إسلامية,سخية بدفع وصرف
الأموال بمئات المليارات من
الدولارات للانتقام من الرئيس
صدام حسين, وتدمير العراق.بينما
لم تحرك ساكنا تجاه العدوان
الإسرائيلي الأمريكي على لبنان
والضفة والقطاع, والرسوم التي
تسيء للرسول الكريم, واكتفوا
ببيانات فارغة المضمون , أو كلفوا
مسئول درجة عاشرة ليعالج الموضوع.
أو عهدوا لبعض موظفي الجامعة
العربية ومنظمة المؤتمر
الإسلامي,وبعض الأئمة لينددوا
بخطب الجمعة بالعدوان والرسوم, أو
بكلام غير مجدي او مفيد. لم ينسى
أحد بعد كيف أقاموا الدنيا ولم
يقعدوها على وجود الجيش السوري في
لبنان. و ألقوا بكل ثقلهم, وسخروا
كل ما بحوزتهم وجهودهم لتحريك
مجلس الأمن الدولي والبيت البيض
والكونغرس الأميركي والاتحاد
الأوروبي لاستصدار قرارات غير
شرعية بحق سوريا. ووظفوا مجلس
الأمن للتدخل بشؤون لبنان
الداخلية , وأوكلوا إليه مهمة
التحقيق بحادث اغتيال رفيق
الحريري ,وحتى تشكيل محكمة دولية
لمحاكمة الجناة. في حين لا نرى
لهم من عزم في الانتصار لرسول
الله محمد صلوات الله وسلامه
عليه. فهم صامتون صمت الأموات,
ومستكينون بذل, استكانة الأذلاء.
وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو
بعيد.وكم دفعوا الأموال بسخاء,
لدعم عملاء العراق, وكم يدفعون
لدعم قوى الأكثرية في لبنان.
لتنظم حشودا في الساحات, بينما لا
نرى لهم من أثر أو وجود في محاربة
من يسيء للإسلام وللنبي المصطفى
محمد بن عبد الله عليه الصلاة
والسلام. حاصروا العراق بكل وحشية
وهمجية, كان من نتيجتها موت أكثر
من مليوني عراقي جلهم من الشيوخ
والأطفال, ويعادون سوريا بتهم
وذرائع كاذبة وترهات وأباطيل.
وحتى أنهم منعوا العراق من تصدير
نفطه ليطعم شعبه. بينما بعضهم يضخ
النفط بغزارة حتى للدول التي تسيء
للرسول محمد عليه الصلاة والسلام
و للمسلمين والعرب. ويتهربون دوما
من الدفاع عن الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم, وعن العروبة
والإسلام , وعن المعتدى عليهم في
فلسطين ولبنان والعراق.
وبرروا ذلك بذريعة واهية مفادها
أن النفط لا يجوز أن يستخدم
كسلاح, وأنه بالأصل والأساس ليس
هو بسلاح ليستخدم في مواجهة
الأعداء. بينما هم من استخدموه
ضد العراق وضد كل دولة لم تشجب
احتلال العراق للكويت
.قاطعوا
العراق لأنه اعتدى على الكويت
,ووقفنا معهم لأننا نرفض منطق
العدوان والاحتلال. فإذا بهم
يقفون مع إدارة جورج بوش في
عدوانها واحتلالها للعراق. وحتى
أنهم حجبوا أشعة الشمس والهواء
وكل أشكال الدعم والصدقة والإحسان
عن كل دولة وقفت مع شعب العراق ضد
الحصار أو ضد الغزو والاحتلال. أو
كل دولة ونظام يرفض الانصياع
والاستسلام. وبعضهم يعادي سوريا
وفصائل المقاومة في العراق ولبنان
وفلسطين لأنهم أجهضوا مشروع الشرق
الأوسط الأمريكي الجديد, وتصدوا
لعدوان إسرائيل على لبنان صيف عام
2006م.
بينما لا نرى البعض من هؤلاء
يجيش العالم, لينتصر لرسول الله
محمد عليه الصلاة والسلام.
ونسألهم إن كان لهم من تفسير أو
جواب:
·
هل بنظرهم أن الإساءة للرسول
محمد عليه الصلاة والسلام لا
يعنيهم, او هو موضوع غير هام؟
·
وهل بنظرهم أن العدوان والاحتلال
حلال على إسرائيل والادارة
الأمريكية. وحرام على ما عداهم,
ولذلك سمحوا لإدارة بوش باستخدام
أراضيهم كقواعد انطلاق للعدوان
والغزو والاحتلال للعراق؟
·
وألا يستحي ويخجل محمود عباس حين
يقول أنه لا يمكن وقف عدوان
إسرائيل على غزة ما لم توقف فصائل
المقاومة مقاومتها وتتوقف عن
إطلاق الصواريخ.بينما لا يتخذ من
موقف جدي, أو يدلي بتصريح, أو
يلجأ إلى أي إجراء بخصوص الرسوم
الكاريكاتورية المسيئة بحق رسول
الله؟
·
ونسأل
محمود عباس بعد أن بات خبيرا
وعليما بكل طلبات الأعداء, والذي
يبين ويحدد لنا ولحماس وفصائل
المقاومة الأخرى طريق وقف القصف
والعدوان الإسرائيلي: ما هو
المطلوب من العرب والمسلمين إن
يفعلوه لتتوقف حملة الإساءة على
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام؟
·
ولماذا يهدد بعض الزعماء من
العرب والمسلمين بعدم حضروهم, أو
بمقاطعتهم القمة العربية المقررة
في دمشق نهاية شهر آذار 2008م, ما
لم ينتخب العماد ميشال سليمان.
بينما لا صوت ولا حراك لهم بخصوص
موضوع الإساءات بالرسوم للنبي
محمد عليه الصلاة والسلام؟
·
ونسأل الذين يحاولون التهرب من
حضور قمة دمشق بذرائع شتى ومنها
عدم انتخاب رئيس للجمهورية في
لبنان:, ألا تستدعي الإساءات
للرسول الكريم محمد صلوات الله
عليه وسلامه, والعدوان الإسرائيلي
الهمجي والوحشي على غزة,
والاستخفاف بالعرب والمسلمين
ضرورة حضور جميع القادة قمة
دمشق؟
·
ولماذا قمعوا الشارعين العربي
والإسلامي الرافض للعدوان
والاحتلال الأميركي للعراق و
العدوان على فلسطين ولبنان.
ويمنعوه حتى من التظاهر
والاحتجاج على الاحتلال الأمريكي
للعراق, و العدوان الإسرائيلي
الهمجي على الضفة والقطاع,أو
الاحتجاج على تحريك المدمرة كول
باتجاه شاطئ لبنان, أو حتى على
الاحتجاج على الرسوم المسيئة
للإسلام وللرسول صلوات الله
وسلامه عليه؟
·
ولماذا اقتحموا بقدهم وقضهم
وقضيضهم العواصم والمحافل من أقصى
الشمال وأقصى الشرق إلى أقصى
الجنوب وأقصى الغرب. ليبرروا
العدوان الأمريكي الإسرائيلي إن
كان على العراق أو على لبنان لنزع
سلاح حزب الله.بينما في موضوع
الإساءة للرسول محمد عليه الصلاة
والسلام أفتوا فقط بمقاطعة لمن
أراد من جماهيرهم لمنتجات
الدانمرك من السمن والزبدة و
الحليب والاجبان والألبان؟
·
وهل التصدي للحلف السوري
الايراني,وللمشروع النووي
الايراني, وتشكيل محكمة دولية
لمحاكمة قتلة رفيق الحريري أهم من
بكثير ,وحتى أخطر من موضوع
الإساءة للرسول صلى الله عليه
وسلم؟
·
ولماذا عقدوا مؤتمرات قمة دولية
وإقليمية وإسلامية وعربية لإدانة
نظام الرئيس صدام حسين, وحتى
لإجباره على الإذعان لطلبات
الإدارة الأميركية والقبول
باحتلالها للعراق ,و ضرورة
مغادرته العراق ليعيش منفيا عن
وطنه. بينما لا نجد لهم من صوت أو
حراك, حتى ولو بالدعوة لعقد ولو
مؤتمر واحد لاتخاذ قرارات بحق
الدول التي تسمح لصحافتها ووسائط
إعلامها بالإساءة لخاتم الرسل
والأنبياء؟
·
ثم هل الانتصار لفريق الأكثرية في
لبنان, ولحكومة فؤاد السنيورة
الغير شرعية والغير ميثاقيه,
وللمجرم سمير جعجع ووليد جنبلاط,
والدجال أمين الجميل والكذابون
مروان حمادة والسبع وفتفت,أهم من
الانتصار لرسول الهدى والرحمة
محمد بن عبد الله صلوات الله
وسلامه عليه؟
·
وهل الحفاظ على صداقة البعض بآل
بوش وإدارة الرئيس جورج بوش,
وتحالفاتهم معهم, والحفاظ على
اتفاقية كامب ديفيد, والحج إلى
البيت الأبيض, أهم وأثمن من
الانتصار لخاتم الرسل والأنبياء؟
·
ولماذا ضللوا بعض العرب والمسلمين
حين خدعوهم وشجعوهم للرحيل إلى
أفغانستان لتحريرها من الشيوعية
الملحدة بنظرهم, ودفعوا إليهم
بوافر الدعم والمؤازرة والمساندة
من المال إلى السلاح, بينما
يتهربون من دعم ومساندة من يدافع
ويجاهد ويذود بروحه وماله ودمه
ومستقبل أسرته دفاعا عن القدس
مسرى الرسول محمد عليه الصلاة
والسلام وثاني القبلتين, بل أنهم
يعادونهم عداء ما بعده عداء؟
·
ولماذا يصرفون المال بسخاء على كل
خائن وفاسد وعميل, ويقدمون لهم كل
دعم للإساءة للرئيس جمال عبد
الناصر رحمه الله, و للرئيس بشار
حافظ الأسد حفظه الله ورعاه.
بينما هم أشح من غراب في دفاعهم
عن النبي محمد الذي أرسله الله
رحمة لينقذ العباد من الشرك
والكفر والضلال؟
·
وهل دعمهم لفضائيات وإذاعات وصحف
ومجلات العهر والرذيلة وقلة الذوق
والحياء بنظرهم أفضل من انتصارهم
لرسول الله, وأهم من دعمهم
للمقاومين في فلسطين ولبنان
والعراق؟
·
ولماذا لم يعالجوا موضوع الإساءات
بشكل كامل في مؤتمر وزراء الإعلام
العرب, بحيث تتخذ الإجراءات ليس
بحق من يسيء للقادة والزعماء فقط,
بل بحق كل من يسيء لله وللرسل
والأنبياء؟
لا نريد الإطالة , ولا نريد نكأ
الجراح. ولكننا نريد أن نقول
بأختصار:
أن حبل الدجل والكذب والنفاق
والمكر قصير وبات مفضوح.
وأن الشعبين العربي والإسلامي يرى
أن قمة يرأسها الرئيس بشار حافظ
الأسد حفظه الله ورعاه, ستكون قمة
ناجحة, ومبعث للآمال في تحقيق ما
عجزت عن تحقيقه باقي القمم.
والتهرب من حضورها بأية ذريعة,
سيفسر على أنه سلوك نفاق سبق أن
انتهجه المنافقون, حين أدعوا أن
بيوتهم عورة, ليتهربوا من القتال
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك فكل من يتهرب أو يتخلف عن
حضور قمة دمشق إنما يتهرب من نصرة
رسول الله في وجه هذه الإساءات,
ومن نصرة الشعب العربي في فلسطين
ولبنان والعراق , ومن نصرة
الضحايا الأبرياء الذين تريق
دمائهم قوات العدوان الأميركي و
الإسرائيلي إن كان في الضفة وغزة
و العراق. وسينظر لكل من يدعوا
لمقاطعة قمة دمشق, أو التلكؤ عن
حضورها, على أنه شريك أو متواطئ
مع من يسيء لرسول الله , ومع من
يعتدي على الشعب العربي في فلسطين
والعراق,او يخطط لعدوان جديد على
لبنان. |