قديكون
العنوان...مثيراً....للدهشة...,خاصة
عندما تكون
الرحلة....لعراقي.....وابن
بغداد.....
ولكن التغريب الذي حصل لمدينتي
والذي اكتشفته من خلال تجوالي
الروحي فيها.....جعلني...اصر على
عنوان الموضوع.....وقبل البدء
بالرحلة..لابد أن اصفها...قبل
دخول الغرباء لها.....
بغداد تجدد كل يوم...بل كل ساعة
وثانية..مع تجدد مياه نهرها
الخالد دجلة.....
حيث السحر والجمال والحب
والامان..يُغطي كل سمائها الطاهره
النقيه....
والعاشقين لها...
يتغزلونَ بظفائرها المتدة من ذراع
دجلة والفحامة والكريعات...حتى
جزيرة ام الخنازير..طبعا مرورا
بضفاف الكاظمية...والاعظمية
وابونؤاس....
حيث السلام والامان الرباني الذي
انعم به عليها وعلى ساكنيها.....
حب وثقة متبادله....
بغداد....التي كنا جميعا
حراسها..نقطعها مشياً من
البابالشرقي..حتى باب
المعظم..ندور في ازقتها القديمة
...ونشم عطور وبخور اهلنا الفواح
الذي يأتي اليك مسرعا بدون
استأذان...حتى نصبح في اوج تألقنا
الروحي...وخاصة عندما نزورالامام
الكاظم ع والامام اباحنيفة
النعمان رض والشيخ عبد القادر
الكيلاني (رض)...
هي نفس الطبيعة والتقاليد..حيث
النذور...والزيارات...التي عادة
تكون كبيرة في اوقات الجمع
والمناسبات الدينيه...
انها بغداد والوحدة والانسجام...
بغداد حبيبة اهلها......
والان..قررت الرحلةلها..وانا
ابنها....لاأرى وجهُها..الذي
اصابه الغرباء..
فبكيت..لأاجلها...وسألتها......
هل..هذا وجهك البسام...
وهل هذه..ضحكتي المعتاده....
اجابتني.....لا...
انا مزعوجة حد السقم..لأن ارضي
دُنست...واستباحت كرامتي جموع
الكفر ..والرذيلة....فغدوت
وحيدة..فريدة....
مقطعة الاوصال...مشبكة بالجدران
الكونكريتيه اللعينة..والاسلاك
الشائكة...
حتى منعوا اعضائي من التلاحم
والتلاصق.....
والغريبة اشد الغرب...هو وجود
جدران الفرقة الذي زرعوه غزاتها
واهميين...
فااصبحت كما تراني......
اجبتها واثقا....
ستعودين..يا بغدادنا..كما كنت
واجمل......وسيمر الاحرار مرة
اخرى من قوس النصر..
وسيعود تمثال المنصور يشمخ
ثانية....وجواد سليم ينظر
باافتخار لنصبه المعهود
الخالد........ونشند جميعا.......
وطن مد على الافق جناحا
وارتدى مجد الحضارات وشاحا
|