عام مضي في عمر العراق الجريح
يودعه العراقيون بمره ومرارته
وعام جديد علي الإحتلال الأمريكي
البغيض وعلي الرغم مما يجري في
العراق من فواجع ونكبات ومخاطر
ووضعها في آتون الحرب والفتن
والمؤامرات و مخاطر التقسيم إلا
إنها ما زالت تقاوم بل بدأت تذوق
طعم النصر علي أيدي أبطال
المقاومة العراقية الباسلة بعد أن
نجحت هذه المقاومة بكل فصائلها
القومية والإسلامية والبعثية في
تغيير نظريات المحتل العسكرية بعد
أن غيرت هذه المقاومة كل النظريات
التي خطط لها الإحتلال وإستطاعت
بما تملكه من إرادة وتصميم وبراعة
في الدفاع عن أرض الأجداد
والأبناء بل و بما تملكه من
مقومات وضع أساسها أبناء العراق
الغيارى المخلصين قبل الغزو
التتاري المغولي الهمجي علي أرض
الرافدين هذه المقاومة التي
استطاعت ببراعة في تنفيذ وإحكام
قبضتها علي جنود وجرزان الإحتلال
وأذنابهم من العملاء ومحاصرتهم
داخل نعوشهم المتحركة ولم يبقي
أمامهم إلا الهروب بعد أن أدمت
المقاومة جسد المحتل الأمريكي
وقياداته من جنرالات البنتاجون
ووفقاً لتقديرات الإحتلال
الأمريكي فان عام 2007 هو العام
الأكثر دموية بالنسبة للإدارة
الأمريكية منذ إحتلال العراق عام
2003 فوفقاُ لتلك التقديرات بلغ
عدد قتلي مرتزقتهم من الجنود 1000
جندي أمريكي وهو ما يكشف زيف
وأكاذيب الإدارة الأمريكية
والحكومة العميلة من تحسن الوضع
الأمني علي الرغم من انه تحدثت
مصادر صحفية أمريكية مؤخراً عن
وجود أحاديث بين الساسة
والعسكريين عن الإنسحاب الأمريكي
من العراق أوعلي أسوأ فرض إعداد
جدولة للانسحاب وهو الأمر الذي
يغضب الرئيس الأمريكي عديم
الأهلية ويعد إقدام الإدارة
الأمريكية علي الإنسحاب أو جدولته
هي أسوأ السيناريوهات التي تواجه
حكومة المالكي فاقد الشرعية ومن
هنا تكمن حقيقة العلاقة بين بوش
والمالكي وما ينتظرهما من خلافات
بين الطرفين علي الرغم من
الأكاذيب التي لن تعيد الوضع إلى
ما كانت عليه .
فلم يعد بمقدور بوش أن يفعل شيئا
بعد إقتربه من إنهاء فترة ولا
الأخيرة وكذلك لم يعد بمقدور
المالكي العميل أن يحسم شيئا بعد
أن كرس الطائفية المرتبطة بأجندات
صفوية وفارسية في البلاد علي أسس
طائفية ومذهبية وعرقية ودعم
الميلشيات التي أحالت العراق الي
بحور من الدماء ولم يقتصر الفشل
علي المستوي الأمني فقط وإنما علي
المستوي السياسي خاصة بعد إنهيار
وإنسحاب كل المشاركين في العملية
السياسية ماعدا الحزبين الكرديين
لجلال ومسعود وإن كانت هناك أنباء
عن إنسحاب جلال ومسعود من تحالف
المالكي وخاصة بعد الاتفاق الذي
تم بين طارق الهاشمي والحزبين
الكرديين بتشكيل حكومة علي أسس
وطنية الأمر الذي إستشعر به
المالكي قرب نهايته والتضحية
بخدماته وعلي إثر هذه التحولات
تسلل المالكي إلى بريطانيا في
رحلة علاج أو ربما رحلة هروب سوف
تحددها الأحداث القادمة كما أن
الحديث يجري اليوم عن فشل حكومة
الإحتلال الرابعة من خلال تقارير
أمريكية كان أخرها تقرير للمفتش
العام المختص بمراقبة عملية إعمار
العراق والذي أشار فيه ضمنيا الي
تبديد حكومة المنطقة الخضراء ما
بقارب 44مليار دولار.
ويأتي العام الجديد بفرضية
وإنهيار التحالف العسكري وإنفراط
عقده وذلك بعد قيام بريطانيا بسحب
قواتها من جنوب العراق وإعادة
إنتشار جنودها الي مطار البصرة
وإعلانها أن القوات الحكومية
العراقية في حالة تسمح لها بضمان
الأمن في البصرة وذلك بعد تصاعد
الخسائر في صفوف جيش الإحتلال
البريطاني .
هذا بالإضافة الي العمليات التي
تجري علي قدم وساق لتهريب عملاء
الإحتلال خارج العراق ومنحهم
تأشيرات دخول أمريكا وبريطانيا
وكان قد تم الكشف عن عملية سرية
نفذتها الدنمارك لنقل وخروج 200
عميل من عملائها المستعرقين وهو
ما أثار مخاوف آلاف العملاء من أن
يتركهم الإحتلال لمواجهة مصيرهم
بعد الإنسحاب فعملوا علي الخروج
من العراق بعد استيلائهم وسرقتهم
لأموال الشعب وأن يلوذوا بالفرار.
ولان هذه الحرب لم تعد تقتصر فقط
علي المفهوم العسكري فقد فشل
الإحتلال بعد كل هذه السنوات من
الوقيعة والفتن التي حاول بثها
بين العراقيين من أبناء الوطن
الواحد فعمل علي تحييد بعض
المقاومة الشيعية بحيث يبدوا لغير
المتابعين بالشأن العراقي أن
المقاومة باتت في مجملها سنية
وعلي عكس ذلك يتبين أن المقاومة
العراقية هي مزيج من الفصائل
السنية والشيعية والقومية
المعروفة بخطها ونهجها العربي
العروبي فالكل يقاوم ويقاتل
ويقارع المحتل في البصرة والعمارة
والناصرية والديوانية وفي جميع
مدن الجنوب من كربلاء والنجف
والكوفة والكوت والحلة وبغداد الي
ديالي وكركوك وبيجي الأمر الذي
يعبر عن وحدة الصف العراقي في
مقابل المحاولات الأمريكية
والإيرانية لبلقنة وتقسيم العراق
وغرس بذور الحرب الأهلية ولذا
يأتي علي خلفية فشلها في عملية
التقسيم باختراع بدعه جديدة وهي
بدعه تجنييد وتسليح مليشيات سنية
من شباب وعشائر ماعرفت بالصحوه من
أهل العراق تحارب الي جوار القوات
الأمريكية و ممن يطلق عليهم أبناء
المثلث السني وذلك بحجة محاربة
تنظيم القاعدة في المدن العراقية
كذباً وبهتاناً ولكن القصد منها
هي محاربة وتتبع أبناء المقاومة
العراقية الباسلة كما تكون أيضا
في مواجهة الميلشيات التي شكلتها
عند دخولهم العراق من فيلق غدر
التابع لإيران وميلشيات حزب
الدعوة والفضيلة والرزيلة
وميلشيات مقتدي الصدر وغيرها كثير
. كذلك فشل المحتل وعملائه من
الأذناب طيلة العام السابق بل
والأعوام السابقة علي الوقيعة بين
فصائل المقاومة لشغلها بالاقتتال
فيما بينها بل وجاءت الضربة
القاسمة والصفعة القاسية علي وجه
الإحتلال لهذا المخطط التخريبي
وتمثل في الإعلان عن توحيد معظم
فصائل المقاومة في العراق تحت
لواء واحد وشُكل في البداية إعلان
22فصيلا للمقاومة العراقية توحدها
تحت القيادة العليا للجهاد
والتحرير وإعتبار المقاومة هي
الممثل الوحيد والشرعي لشعب
العراق ومواصلة مقاومة المحتل حتي
تحقيق الإستقلال التام وإلغاء
الدستور البريمري الصهيوني وأي
نظام حكم أو قانون ابُرم في ظل
الإحتلال .
أما وإن كان عام 2007 قد مضي
معمداً بدماء الشهداء العراقيين
إلا أن هذا العام آبي أن يمضي دون
أن يشهد سقوطا مروعاً لإدارة
الصقور من اليمين الصهيوني وعلي
رأس هذه الإدارة جاء سقوط مهندسي
الحرب علي العراق ابتداءاً من
سقوط وزير الدفاع الأمريكي
رامسفيلد وكبار جنرالاته ريتشارد
مايرز وجوني أبوزيد وجورج تينت
مدير المخابرات المركزية ثم كولن
بول وزيرالخارجية و جون اشكروفت
وزير العدل وجون بولتون مندوب
أمريكا في مجلس الأمن وريتشارد
إرميتاج نائب وزير المصارعة الحرة
و بول وولفيتز واستقالته علي
خلفية فضيحة رشاوى جنسية أثناء
رئاسته للبنك الدولي ثم تلاه كارل
روف مستشار جناب الكومندا المهم
بوش والملقب بعقل بوش ومهندس
حملته الإنتخابية عام 2000و 2004
وأقوي مستشار للرئيس في تاريخ
أمريكا وفي نفس الشهر قدم وزير
العدل البرتو جونزالس إستقالته
علي خلفية إتهامه من جانب
المنظمات المدنية ودوجلاس فيث
مساعد وزير الدفاع وسكوت ليبي
مستشار نائب الرئيس الأمريكي
وريتشارد بيرد أحد مهندسي الحرب
علي العراق ثم أعلنت كارين هيوز
وكيلة وزارة الخارجية للشئون
الدبلوماسية استقالتها بعد أن
أقرت بفشلها في تحسين صورة أمريكا
في العالم العربي والإسلامي بسبب
سياسة أمريكا في العراق وفلسطين
وبورتر جروس مدير وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية الذي كان من
أهم المشاركين في الحرب علي
العراق وسكوت ماكليلان المتحدث
باسم الكومندا المهم والناطق باسم
البيت الأبيض وبارليت مستشار
البيت الابيض وجيدي كرواتش نائب
مستشار الأمن القومي وروب بورتمان
مدير ميزانية البيت الأبيض
وهاربيت مايرز كبير محامي البيت
الابيض وسارة تيلور المدير
السياسي بالبيت الابيض والمسئولة
عن تحسين صورة أمريكا ولم يبقي
إلا رأس الافعي بوش وذنبه ديك
تشيني من عصابة تكساس وآل كابوني
.
وعلي الصعيد الإقتصادي يفشل
الإحتلال وعملائه وأذنابه علي
الرغم من أطماع وأوهام اللوبي
الصهيوني بالسيطرة علي نفط العراق
مع توالي ضربات المقاومة علي خطوط
وأنابيب وناقلات النفط التي تحاول
أمريكا وعملائها من تهريبه إلى
خارج العراق مع هروب كثير من
الشركات الأمريكية العملاقة التي
كانت تعمل في مجال النفط مثل
هيربيلتون كذلك هروب الشركات
الأمنية التي كانت تعمل علي حماية
الشخصيات السياسية والدبلوماسية
بعد إستهداف رجال المقاومة لهم
ولهذا سيكون عام 2008 هو عام
الحسم والحواسم في أفول النجم
والإستكبار الأمريكي في العالم
وإنهيار الإمبراطورية الأمريكية
في المستنقع العراقي وعلي كل
أبناء وإخوة العروبة في العراق أن
يتسلحوا بسلاح الوحدة وأن لا
يكتفوا بالمقاومة المسلحة ولكن
لابد من الضغط علي أعصاب المحتل
وعملائه من الأذناب عن طريق
العصيان المدني والغضب وتوقف جميع
مناحي الحياة حينها لا يجد المحتل
بُداً من الهروب والخروج وعند ذلك
سوف تكون أمام العراقيين مهمة
أخري هي تحرير العراق من إحتلال
آخر وهذا سوف يكون له شان ثاني .
|