كان يا مكان في غابر العصر
والزمان.. ولاية آمنة مستقرة
وهادئة تنعم بالخير والامان من
اقصاها الى اقصاها! ويعيش فيها
احد الرجال من الذين انعم الله
عليه من نعمه ويدخر ما يفيض عن
الحاجة لتأمين مستقبل افضل! الى
ان سلط عليه الزمان بعض
(الحرامية)! المحترفين الذين
يمتهنون الجريمة والسرقة ولهم باع
طويل فيها بعد ان تدرجوا في هذه
المهنة من (سلابة)! الى (قطاعي
طرق)! ثم الى لصوص درجة اولى!
ونالوا خبرة بسبب الولايات
الكثيرة التي (تلطلطوا)! فيها
فأصبحوا يمتلكون فنون (الانحراف)!
وبينما كان ذلك الرجل المسالم يغط
في نومه ضمن داره في تلك الولاية
تفاجأ بـ(الحرامية)! داخل الدار
خلسة! وما ان دخلوا حتى بدأت
اياديهم بالتقاط ما غلى ثمنا وخف
وزنا! بعدها بدأوا بجمع الحاجيات
(الثكيلة)! الاخرى حتى وصل الامر
بهم الى جمع (لحف النوم)!
و(المخاديد)! ووضعوا مسروقاتهم
داخل (صراير)! لحملها بسهولة! الى
ان جعلوا دار ذلك الرجل (تصوصي)!
لا (آن ولا أذان)! خالي من كل
شيء.. هنا قام احد (الحرامية)!
بـ(سحب)! سكينة واتجه الى صاحب
الدار الذي كان يراقب عمليات
السطو والسرقة على داره بكل
تفاصيلها وقال له (هاه.. اشلونك
هسه)؟! ثم اردف قائلا لم نبق لك
شيء الا وسرقناه! والآن قررنا ان
نقوم بـ(ذبحك)! فماذا تقول؟!
فأجابهم ما نصه.. (من الباب الى
الحائط فرج)! فقال اللصوص (ولك يا
فرج يا حايط.. راح تنذبح)! فأكد
صاحب الدار لهؤلاء (النشالة)!
انهم لم يحصلوا على كل شيء في
داره فهناك الاثمن والاغلى!
فطلبوا منه ارشادهم فقال لهم
(احفروا هنا)! وبدأ افراد العصابة
يحفرون بجد و(واهس)! فوجدوا
صندوقا فيه من المجوهرات والياقوت
والذهب ما يعجب الناظر! فقال
احدهم (ايا لوتي.. هاي وين
ضامهن)؟! ثم طلب احد (العصابجية)!
ان يكشف لهم ما يخبئه بعد! وبعد
صمت طويل من صاحب الدار ارشدهم
الى مكان في الطابق العلوي وقال
لهم.. هدموا هذا الحائط! وتحول
افراد العصابة الى (عمالة)!
وبدأوا بتفليش الحائط! الى ان
وجدوا صندوقا آخر فيه ليرات ذهبية
وهي النقود التي كانت تستخدم في
حينه!وما ان انتهوا من هدم الحائط
حتى اخذ (الحرامية)! يتراكضون الى
سرداب داره بعد ان قال لهم ان
هناك (الماس)! ورثه من اجداده في
حفرة داخل السرداب وبدأوا يحفرون
وكل واحد منهم يريد ان يحصل على
تلك الالماس الى ان (هلكوا من
التعب)! واشرقت الشمس حتى اخذ ذلك
الرجل يسمع صوته الى جيرانه الذين
هبوا لنجدته فوجدوا افراد العصابة
(مسكربين)! كل واحد منهم بجانبه
(فاس وقزمة وكرك)! فقام الجيران
بخلع ملابس افراد العصابة
و(تعليقهم)! الى الاعلى وبدأوا
يضربونهم في مختلف انواع الجسم
(وين التوجعك)! هنا تقدم منهم
صاحب الدار وقال لهم (هاه.. هسة
شلونكم)؟! فقالوا له (من الباب
للحايط.. فرج)! فقال صاحب الدار
(ولكم ذيج بالحق.. مو بالباطل)!
ثم اضاف لا تتلاعبوا بالامثال
والحكم والمواعظ وتقلبون الباطل
حق)!
هذه الحكاية استذكرتها وانااسمع
حالي حال الشعب المسكين بأن سادة
البلاد الجدد يحصدون المليارات
ويقوموا بـ(تعبيرها) لعوائلهم
التي لا تزال تعيش خارج العراق
كونها لا تمت بأي صلة للوطن! فهي
ولدت وترعرعت وتقيم لحد الان خارج
اسوار البلاد! ولم ترتو من مياهه
ولم تأخذ من خصال شعبه! هؤلاء
الذين جعلوا العراق يشهد ويعيش
اكبر جريمة في تاريخ الانسانية من
حيث انتهاك الحرمات والمقدسات..
هؤلاء الذين يسرقون البلاد امام
انظار الشعب واصبحوا سادة (العراق
الديمقراطي)! بـ(شفافيتهم)!
المتمثلة بـ(الخزعبلات)!
و(الكلاوات)! و(الغش) و(الخداع)
ويرفضون اجراء اي انتخابات جديدة
لانهم يدركون تماما ان (افلامهم
الهندية الحيل تعبانة)! سوف لن
تمر هذه المرة ابدا! وانهم
سيحصدون ما قاموا به من سوء
الخدمات وانهيار الوضع الامني
واستشراء الفساد المالي والاداري
وتهجير اكثر من ستة ملايين عراقي
خارج الوطن! كما انهم لا يزالون
يماطلون ويمانعون من اجراء
الانتخابات لمجالس المحافظات منذ
اكثر من عشرة اشهر واصبح من ينادي
باجرائها اما (ارهابيا)! او
(متآمرا)! او (بعثيا) و(يتراجفون)
عند سماعهم كلمة انتخابات ونحن
نعرف وعلى يقين بأن سبب ممانعتهم
من اجراء اية انتخابات هو انهم
سيسقطون بـ(الضربة القاضية)!
saadalawsi@yahoo.com
|