في العلم العسكري يعتبر الهدف
الذي تصله نيران العدو هدفاً
(ساقطاً) .فتقوم القيادات باتخاذ
الإجراءات اللازمة للحيلولة دون
تعرض المدن والأحياء السكنية
وعمليات الهدم والتخريب للبنى
التحتية وإبعاد المدنيين قدر
الإمكان عن مصادر الخطر والان
جميع مناطق الوسط والجنوب تحت
مرمى نيران المقاومين في العراق
فهل ترعوي الحكومة وتعترف
بالواقع-كما فعل العراق عند دخول
الأراضي الايرانيةعام 1980- أما
الإجراء الداخلي فيتمثل في انتهاج
سياسة مرنة مع الناس وعدم ترويعهم
على الأقل الظهور بمظهر الحرص
والتودد للمواطن.. لاان تقوم
الحكومة ذاتها بتشويه سمعة الناس
متبعة خطوات المحتل في تسقيط قادة
المقاومة كما فعل الصهاينة مع
الشهيد أمين الحسيني وجمال عبد
الناصر ومع صدام حسين ومع الكثير
من الرموز والتي ولدت زيادة في
قاعدة الرفض للحكومة وأكاذيبها
وادعاءاتها على انها منتخبة ,ونحن
نعلم أن المنتخب من الشعب لابد له
أن يُحْسِنْ التعامل مع الناس
لأنه الطريق الأسلم لصعود نجم
السياسي ويكوِِّّن قاعدة عريضة
يتكئ عليها ويطلب مساندتها وقت
الأزمات وكما هو حال النظم
الديمقراطية الحريصة على سعادة
شعبها والسهر على مكتسباته
...إلاّ في العراق فقد جرت
انتخابات صورية وعمليات تزوير
واسعة تخللنها – واكتشاف الشاحنات
المملوءة ببطاقات الانتخاب- فوق
كل هذا ويقولون أن الانتخابات
تتسم بالشفافية والسلامة من
التلاعب في صناديق الاقتراع اللهم
الا ان يرمون بقصدهم من طرف الغمز
والتقيّة الى الصناديق الموضوعة
في السيارات التي عبرت حدودنا
الشرقية والجنوبية والتي أفرزت
نتائجها عن وصول مجموعة كبيرة من
الاميين إلى سدة مناصب يحلمون بها
فأصبحوا واجهات لمراكز قيادية يتم
تحريكهم (قرقوزياً) من الذين
يختبئون خلف الكواليس يحركون
العملية السياسية بتشابك خيوط
مخابراتية تسير نحو هدف واحد هو
قطع الطريق على عودة الحياة
الطبيعية إلى بغداد عاصمة للعراق
وانما يراد لها ان تبقى تلبس
السواد على كل ما يمتُّ بصلة
للعاصمة الجميلة مدينة السبع
ملايين نسمة قبل الغزو يعيشون على
ضفتي نهر دجلة الخالد واليوم
يديها مغلولة الى عنقها تنتظر من
يقول كلمة الحق بوجه سلطانها
الجائر الذي لم يعد يرعوي بنداءات
العالم ولا تؤلمه صراخ الثكالى
ولا تدمع له عين على يتيم يتعلق
نظره بكل قادم من بعيد ظناً منه
ان ابوه او اخو هاو جره الذي كان
يعطف عليه .فقد اكتظت السجون
بالأبرياء شيباً وشباباً أطفالا
ونساءً لا طائر يحفهم بجناح
ولاحقق من انتخبنا نجاح ولا زائر
يخفف عنهم عذابات وبراح .
مدينتي خلت شوارعها من ضجيج وعجيج
السيارات وورش ورافعات رافعات
علاها صدأ خمس سنين مرت على
العراق كأنها دهور يعلو وجوه
أبنائها شحوب وخوف من مجهول ومطل
حاكم يلتمس من البوم عَمارْ
وتزداد حبيبتي في كل يوم دمار فهل
لنا بقائد يعيد لبغداد رونقها
ويعيدها من اغرب ديارها ويحوّل
النشيج إلى يوم فرح بهيج تحت خيمة
واحدة وبطاقة هوية ليس فيها سوى
رقم الهوية وشعار الانتماء
للعراق.
obeadhs@yahoo.com
|