ليس من الأمر اليسير الكتابة في
حضرة السنة الأولى لاغتيال شهيد
الحج الأكبر الرفيق أبو الشهداء
صدام حسين , حيث يتشعب الحديث فيه
فلا يقف عند العراق او الأمة
العربية او الإسلام ولا حتى
الإنسانية , ولا ينتهي بالسياسة
او التاريخ او الاقتصاد او الأدب
او العلم , يعجز القلم عن يغطي
صدام حسين مهما اتسع مداه , فرغم
إن امتنا العربية أنجبت رجالا
نباهي بهم الأمم أناروا تاريخنا
المجيد , إلا إن صدام حسين جمع كل
صفات العظماء فتجسدت في شخصيته
التي لم ير التاريخ المعاصر لها
مثيل, فهو معجزة العصر في حياته
وفي استشهاده , فإذا كانت حياته
الشخصية وطريقة بنائها ملكه الخاص
, فان تخليده وإحياء ذكراه هي ملك
الأمة التي أنجبته , وان اغتيال
الرفيق الكبير لم يكن تصفية لرجل
, بل اغتيال امة بتاريخها وحاضرها
, فأرادوا اغتيال القلب النابض
للأمة العربية , فظنوا خاسئين
إنهم سيقضون على قرار التأميم
ومحو الأمية والتعليم الإلزامي
والإخاء العربي الكردي ومنجزات لا
حد لها ولا حصر , فعبر كل من
أطراف الشر والحقد والرذيلة عن
طريقته , فأراد الفرس اغتيال
انتصارات العراق في قادسية صدام
المجيدة , وأراد الأمريكان
الصهاينة اغتيال صواريخ البطولة
العراقية التي دكت غطرستهم
وكبريائهم , فما زادوا الشهيد
البطل إلا بطولة .
وإذا كان الشهيد الخالد قد دعا
الى إعادة كتابة تاريخ الأمة ,
فانه قد صنع أروع تاريخ لها ,
فحين أكد على كتابة التاريخ
للأحياء او للشهداء , وإذا الحّ
أن يكتب التاريخ بما ينصف الفرد
المستحق , دون أن يكون إنصافه على
حساب المجتمع , فقد أصبح القائد
الشهيد عنوان لإنصاف الأمة حقها ,
وما أروع دعوته رحمه الله الى عدم
تزوير التاريخ او الى اصطناعه ,
بل العمل على صناعته فكان القدوة
في ذلك حيث ارتقى الى منصة المجد
جبلا جبار شامخ أذل جلاده , فقد
وضع المؤرخ والكاتب أمام صيغة
معاكسة ومغايرة للوضعية العادية ,
لأننا كمعاصرين للحالة يجب أن
نفسر الكيفية التي تم فيها
التفاعل العظيم بين التحام القائد
العظيم بالشعب الذي أنجبه وصنعه
كرمز للبطولة وعنوان للشجاعة .
حين تبوء صدام حسين الموقع الاول
في السلطة تقدم الى شعبنا متعهدا
انه سوف يكون راية من بين الرايات
وليس الراية الوحيدة فكان أعلاها
, وانه سوف يكون سيفا من بين
السيوف فكان أقواها , دخل كل قلوب
العرب قبل بيوتهم برجولته
وبشهامته وبدماثة خلقه , اختلط
عرق جبينه بعرق الفلاح والعامل ,
امتزج بارود بندقيته ببارود
بندقية المقاتل العربي في كل مكان
, على حدود الوطن الشرقية ضد
عدوان الفرس , وفي قلب الوطن
العربي في فلسطين ضد أعداء الأمة
الصهاينة , وفي كل شبر مغتصب من
ارض العروبة الطاهرة , حمل هموم
العرب وتقاسم معاناتهم فإنتخى
بشهامة العربي الأصيل لكل عربية
انتخت " وا صداماه " فكان الأب
والأخ والراعي الذي اجتمعت فيه كل
صفات أجداده القادة العرب العظام
.
إن جبهات القتال ضد الأعداء التي
تشرفت باستضافته تعرف شجاعته ,
وان قاعات المهازل التي أسموها
محاكم وأقاموها تحت حراب
الأمريكان تدرك شموخه البطولي,
وان أرجوحة المجد التي اعتلاها
رغم سنه اختزت لكبريائه وعظمته .
هنيئا لك سيدي عرس شهادتك , وطوبى
لأرض تشرفت باحتضان جثمانك الطاهر
, فقد دخلت التاريخ من اشرف
أبوابه , بل صنعت لتاريخنا شرفه ,
وعهدا بالشرف وبالمقدسات يا سيدي
يا سيد العراق والعرب فان أبناء
العراق الذي سميته العظيم سيقطعون
لسانا نطق باغتيالك ويدا وقعت على
اغتيالك .
المجد والخلود لكل شهداء العراق
الأبرار تتقدمهم جلالتك يا أبو
الشهداء شهيد الحج وعهدا على
الدرب سائرون .
عاش العراق
حرا عربيا يقوده الأمين عزة النفس
شيخ المجاهدين أبو الأيتام وأمل
الأرامل والثكالى .
عاشت المقاومة العراقية الباسلة
تحت راية الجهاد والتحرير , راية
الله اكبر .
والموت والاندحار للغزاة والعار
لعملائهم الجبناء , وان ساعة
الحساب لأقرب مما يتصورون .
والله اكبر .... الله اكبر
Iraq_almutert@yahoo.com
|