عام 1987 ، إلتقى الرئيس صدام
حسين مع مجموعة من الصحفيين
اليوغسلاف ،وكان حديثا مطوّلا
ممتعا ..وحين يتحدث الرئيس عن
العراق ، فإنه يتحدث عن روحه التي
جاد بها عبر سنوات عمره ليضع
العراق في أجمل موقع . يقول
الرئيس جوابا على سؤال وجّه إليه
: " كيما تفهم عظمة أي إنجاز في
العراق ، وقيمته ووزنه ، يجب أن
تعرفوا ، كأصدقاء ، حقيقة أساسية
هي أنه في العراق لحد الآن ، هناك
مواطن يؤمن بأنه عندما يربط رأسه
بقطعة قماش معينة ، جاء بها بعد
أن زار بها قبر أحد الناس الطيبين
الذي توفي قبل مئة سنة أو مئتي
سنة ، فإنها سوف تشفي رأسه من
الألم الذي يعاني منه ، وعندما
يفتح متحف الهدايا التي يقدمها
الشعب لصدام حسين ، فسوف تجدون أن
من بين الهدايا حصاة إعتيادية أو
أكثر ، أهديت لي من مواطنين
ومواطنات ، يقولون لي إن هذه
الحصاة "تحفظك" .
وفي الوقت نفسه ، كما تعرفون ،
هناك علماء فيزياء وكيمياء وذرّة
وفي الاقتصاد وفي الفلسفة ، وفي
كل الميادين ذات الصلة الحية
بالتطور العلمي والتكنولوجي .
فالإنجازات التي تحققت في العراق
هي من كل هؤلاء المواطنين . إذ
حتى لو كانت الفكرة من أحد
الطليعيين أو العلماء ، لكن الذي
يشارك في تنفيذ الفكرة هو العالم
، ومن يؤمن بأن الحصاة تحفظ
الانسان ، وأن قطعة القماش تشقي
رأسه ، كل هؤلاء يساهمون بإنجاز
البرامج العلمية والتقنية
والاجتماعية والاقتصادية التي
تقوم بها الثورة..فعندما نريد أن
نعبر من شاطىء التخلف إلى شاطىء
التقدم ، يجب أن يعبر الجميع ،
لأننا عندما نعبر بقوارب أفكارها
مصنوعة بموجب رأي الطليعيين
والعلماء والحلقة المتطورة
المتنورة في العراق ، يجب أن نعبر
جميعا بهذه القوارب ، ونعبر إلى
الضفة الأخرى ، وإلا ستكون الثورة
فاشلة في إنجاز مهماتها وواجباتها
" .
وقاد الرئيس السفينة إلى شواطىء
المجد ، والبناء . لكن المؤآمرات
كانت مستمرة ، تحاك ضد العراق .
ويقول الرئيس :" وكلما وضعنا
أنفسنا لخدمة هذه الأمّة ، وخدمة
هذا الوطن ، إزدادت المؤآمرات
الخارجية شراسة وضراوة " .
قالوا في السابق بأن من يشرب من
ماء دجلة ، لا بد أن يعود إليه .
وشربت الأمّة كلها من ماء دجلة،
بعد أن وصلتها حصتها كاملة .
ويروي العين السابق الأستاذ فالح
الطويل الذي كان سفيرا في العراق
، بأن الرئيس صدام حسين إلتقى
بالمغفور له الملك حسين في بداية
الثمانينات ، فسأله : كيف موسم
المطر عندكم يا أبا عبد الله .
فأجابه الملك حسين : والله يا أبا
عديّ لدينا جفاف . فرد الرئيس :
لن تعطشوا ونحن موجودون...
هذا بعض من العراق ، بعض من كرم
العراق . العراق الذي قال عنه
الرئيس بأنه "رأس الرمح ضد ممثلي
المؤآمرة الخطيرة ، ورمحه هو
التاريخ العربي كله ".
فمنذ أن فتح عينيه على الدنيا ،
وهو يمشي على درب الشوك ، يناضل
من أجل المبادىء العظيمة ، ومن
أجل أهداف كبيرة ، ومن أجل أن
يحمي بوابات الأمة .
فها ، نخلة العراق تستريح ، وما
استراح الوطن... ها نخلة العراق
تلقي بالصخرة عن كاهلها ، فيحملها
الأبطال المجاهدون ..ها نخلة
العراق تنام بحضن تكريت ، فتصبح
تكريت حلما للأمة في مزار بعيد
بعيد..
هو العراق ، فتذكروا يا عرب بأنه
" القطر الذي "غامر" بترابه
الإقليمي من أجل أن يحفظ التراب
القومي" .
تذكروا بان الشهيد صدام حسين مات
من أجلكم . إقرأوا التاريخ ،
تاريخ العراق ، لتروا بأن من صنع
مجد العراق في العصر الحديث لا
يمكن أن يموت ..
سيدي الشهيد...أنت حيّ فينا ،
وكلما أبعدتك الأيام ، نزداد
إلتصاقا بك وبمبادئك .
فنم قرير العين ، يا سيد الأمّة ،
فالعراق سينهض من جديد . أشدّ على
جراح روحي ..وأقترب منك أكثر
فأكثر فأكثر .
|