في جولة أوربية قام بها الكومندا
المهم بوش منذ شهور خالعًا على
نفسه رداء القداسة وبراءة
المبشرين بالديمقراطية والأمن
والسلام فى محاولة منه الهروب من
حالة الفشل والسقوط الذريع التى
تعيش فيها الإدارة الأمريكية أعنى
العصابة الأمريكية وكذلك حالة
الحصار والوصايا من قبل الكونجرس
الأمريكى وهو ما أكدته استطلاعات
الرأى الأخيرة من تدهورشديد
لشعبيته بدرجة لم يسبقه فيها أحد
من رؤساء أمريكا على مر التاريخ .
وفي بادرة هي ليست الأولي من
نوعها يخرج علينا راعي
الديمقراطية في بلادنا العربية
والأسلامية والشرق وحامى حمى حقوق
الإنسان في العالم بتصريحات
لوسائل الإعلام وذلك اثناء وجوده
في العاصمة التشيكية براغ
لحضورمؤتمر الديمقراطية والأمن
تحت رعاية مركز ابحاث شارام
الأسرائيلى والثاني في بلغاريا
لتدشين الدرع الصاروخى ومحاولاً
التجمل وتحسين صورته على حساب
قضايا أمتنا العربية والأسلامية
ناسيًا ان أنيابه تفضحه وتتقطر
منها دماء الأبرياء فى عموم
منطقتنا العربية وأن ما صرح به
بوش يعبرعن مدى الغطرسة والهيمنة
والعنصرية التي تتصف به هذه
الإدارة وهذا الرئيس مع الشعوب
العربية والإسلامية ومدى الخضوع
والخنوع واليأس الذي نعيشه حالياً
ويتجلى في حجم ومدى ردود ألأفعال
أمام هذه االتصريحات إن إدعاءات
هذه الإدارة المتصهينة لها دلالات
واضحة تكشف لنا حجم زيف وكذب
الشعارات التي يسوقها ويروجها لنا
المشروع الأمريكى البريطاني
الصهيوني عن الديمقراطية وحقوق
الإنسان والحكم الرشيد والقضاء
العادل وحرية وحقوق المرأة وغيرها
من بضاعتهم الفاسدة .
هذه الديمقراطية التي يسوق لها
جناب الكومندا وعصابته ناجمة عن
تنامي وتزايد قلقهم من إزدياد دور
وحجم المعارضة وحركات المقاومة
الشعبية لوجودهم فى المنطقة . هذه
الديمقراطية الأمريكية الفاسدة
والمعلبة والغير صالحة أدميًا
والتي تسوق لنا بالدماء والقتل
تعبر عن نفسها بوضوح في العراق
وما أنتهت إليه هذه الديمقراطية
من قتل وسفك دماء وتدمير تهجير
وإنتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان
وما يحدث في فلسطين تحت رعايتهم
المباشرة و بتحريض منهم بفرض
الحصارالمالي والاقتصادي علي
الشعب الفلسطيني وعدم التعامل مع
الحكومة التي جاءت عبر صناديق
الانتخابات والتي أشرفت عليها
جمعيات ومنظمات دولية وما نشاهده
ونأسف عليه اليوم من هذا الاقتتال
الفلسطيني الداخلي ما هو إلا ثمار
لبذور الفتنة التي وضعت أُسسها
هذه الإدارة العنصرية وهذا الأحمق
كما أن ما يحدث في أفغانستان عبر
الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات
همجية العصرالأمريكية ضد المدنيين
والفقراء المعدمين العزل هي أبضا
من صنيعة ونتاج الديمقراطية على
الطريقة الأمريكية .
كما تبدو هذه الديمقراطية وتتجلى
من خلال معتقلاته وسجونه السرية
التي يمارس فيها أبشع أنواع
التعذيب والتنكيل وما يعجز عنه
الوصف و تستخدم ضد كل من يعارض
توجهاتها أو توجهات عملائهم كما
حدث في سجن أبو غريب في العراق من
فضائح وما يحدث في معتقل
جوانتاناموا الأمريكى في جزيرة
كوبا من تعذيب وحبس إنفرادي
لمعتقلين مدد طويلة وبدون محاكمات
تُجري معهم وغيرها وما خفي كان
أعظم هذه الديمقراطية البوشية
الأمريكية التي يتحدثون عنها
تتحول فيها حقوق الإنسان إلي
جرائم وفضائح أخلاقية بشعة تُهدر
فيها كرامة الإنسان وآدميته
والإغتصاب بالجملة للنساء
والقاصرات في العراق وأفغانستان
تحت إشراف قواته وجنوده وعلى مرأى
ومسمع ما يسمى بالعالم المتحضر
والمنظمات الأنسانية الأممية .
هذه هي الديمقراطية التي بشر بها
وسوق لها هذا الآفاق مع مشروعه
التأمرى الأستعماري الأمبريالي
الجديد المتمثل في الشرق الأوسط
الكبير والذي جاء تحت حراب الفتن
والمؤامرات والقتل والتدمير فهكذا
هي الديمقراطية التي شاهدنا
فصولها مع مهزلة المحاكمات
العراقية على رأسها محكمة الرئيس
صدام حسين ورفاقه . هكذا هي
الديمقراطية التي سوف تبدأ فصولها
فى لبنان بإنشاء محكمة الحريري
الدولية تحت البند السابع أي
ديمقراطية يتحدث عنها هذا الأفاق
ويبشر بها لمن سماهم الناشطين
والأصلاحين في دولنا العربية وعدم
تخلي إدارته عنهم والذي جاء في
معرض حديثه في العاصمة التشيكية
براغ اثناء انعقاد مؤتمر
الديمقراطية والأمن والذى شارك
فيه معارضون بالمفهوم الامريكى من
الدول العربية والإسلامية وإن طلب
ود بلغاريا ودول اوربا الشرقية
وعلى راسها التشيك وبولندا
للشراكة فى منظومته الدفاعية
الجديدة فى القارة العجوز أوربا
للتضييق على موسكووالقضاء على
البقية المتبقية لها من ذكرى
تاريخية كقوى عظمى والتأثيرعلى
قرارتها المستقبلية حول الملف
النووى اًلأيرانى وما سينجم عليه
من تغيير فى المستقبل
والتحضيرللمواجهة المرتقبة مع
إيران وبعد أن كشر بوتين عن
أنيابه المتبقية من ًالإتحاد
السوفيتي القديم رافضا إقامة
منظومة دفاعية صاروخية لها في
أوربا الشرقية وإعلانها في
المقابل عن إقامة منظومة دفاعية
في المقابل لها ومحاولة كوندا
ليزا رايس في زيارة لها لموسكو
اقناع بوتين باقامة هذا الجدار
الصاروخي إلا أن روسيا عرقلت
اقامة هذه المنظومة وبعد كل هذا
الفشل الامريكي في اوربا الشرقية
تتجه أنظار الشيطان الأمريكي نحو
الشرق الاوسط وتحاول إعادة الكرة
هذه المرة مع الدول العربية
الخلجية وتأتي هذه الدعوة من
روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي
فقد دعا الوزير الامريكي دول
الخليج العربي الي التعاون معا من
أجل مواجهة التهديد الإيراني علي
حد قوله وحثهم علي إقامة مظلة
دفاع جوي وصاروخي فوق منطقة
الخليج لردع أي هجمات صاروخية
بواسطة إيران ضد دول المنطقة وأن
الولايات المتحدة تامل في إقامة
تعاون متعدد الأطراف مع دول
الخليج من أجل هذه المظلة المضاده
للصواريخ بهدف إثناء دول مثل
إيران عن تهديد دول المنطقة
بصاوريخها وإن كنا نختلف مع
السياسة الإيرانية التي تنتهجها
في العراق من تدخل سافر في الشأن
العراقي الي الحد الذي وصل فيه
هذا التدخل الي تولي النخب
الموالية لايران المناصب الحكومية
والبرلمانية وتغلغلها في أركان
ادارة الدولة وتمويلها لعصابات
القتل الطائفي وسيطرت علي كل
مناحي الحياة في العراق لدرجة ان
التدخل الايراني اصبح اسوأ من
الإحتلال الأمريكي ولكن بالرغم من
كل هذا الواقع التي تفرضه طهران
علي الموقف العراقي إلا أن العراق
وأبطال العراق كفيلين باعادة
الوضع الي سابق عهده بعد خروج
الإحتلال الأمريكي وهروبة من
العراق إلا إننا لا نتفق مع
الرؤية الأمريكية التي تعظم
التهديد الإيراني في المنطقة
والتقليل من الخطر الإسرائيلي
وأدان جيتس في موتمر منتدي الامن
والذي عقد في المنامة سياسة إيران
في زعزعة الإستقرار التي تمارسها
في المنطقة والتهديد الذي تشكله
بالنسبة لامريكا ودول الخليج وذهب
الوزير الامريكي الي الدفاع عن
برنامج إسرائيل النووي حيث قال أن
اسرائيل لاتهدد جيرانها ولا تهدد
أمن وإستقرار المنطقة ولاتدعم
الإرهاب وهنا يقدم وزير الحرب
الامريكي الدليل علي ازدواجية
المعايير الامريكية فمن ناحية أن
اسرائيل تمتلك حوالي 200راس نووية
ولم تنضم الي معاهدة منع إنتشار
السلاح النووي كما إنها تعد
النظام الإرهابي الأول وبجدارة في
المنطقة بل وفي العالم فهي دولة
إحتلال لاراضي عربية من فلسطين
وسوريا ولبنان وترفض الإنصياع الي
القرارات الدولية والشرعية فهي
دائم التعدي علي الإنتهاكات
الإنسانية. هذه ادارة رعاة البقر
الامريكية والتي تتعامل
بالإزدواجية في
المعاييرالديموقراطية والإنفصام
في التعامل مع قضايانا العربية هي
التي تشكل عمق الأزمة التي نعيشها
الآن والمشكلة أن أنظمتنا العربية
التي تعمل بنظام بال وسيكام هي
المسئولة عما وصلنا إليه الآن من
نكسات ونكبات لان المشكلة تكمن
أكثر في هذه الأنظمة المشفرة لان
أمريكا تتعامل مع حكامنا بنفس
منطق تعامل حكامنا مع شعوبهم وهذه
هي المصيبة الكبري
.
|