سألني احد الاخوه العرب من الذين
يؤرقهم الشان العراقي ويملأنفوسهم
الاسى والحزن وهو محق كل الحق في
سؤاله ... لماذا لم ينتفض
العراقيون على قرار الكونجرس
الامريكي المتعلق بتقسيم العراق
ولم يخرجوا بتظاهرات مثلما فعلوا
عندما حاولت الحكومه العميله
تبديل العلم العراقي او مثلما
فعلوا عند فوز العراق بكاس اسيا
لكرة القدم ؟؟
قلت له سؤالك في مكانه ولكن انت
تعلم ان العراقيون الآن مقاومة
وطنية مجاهده بطله ليس من مصلحتها
ومصلحة عملها الجهادي القيام
بتظاهره وتعريض ابطالها الى الكشف
وتكون الخساره اكبر من الربح ...
وإما بسطاء الناس الذين راحوا
يبحثون عن رغيف الخبز بين طيات
الفراش فلا يجدوا له اثرا او
عوائل قتل آبائها وابنائها
فأعتكفت في لباس الحزن واصبحت لا
ترى ولا تسمع ولا تتكلم ، اومهّجر
من بلدته تائه في الشوارع
والطرقات ... او ميليشيات واحزاب
عميله مرتبطه بحكومه عميله وهؤلاء
من رعاة ودعاة التقسيم ويتمنون
تنفيذه اليوم قبل الغد لانه
فرصتهم في النهب والسلب والقتل
والتدمير وتنفيذ مخططات اسيادهم
من امريكان وصهاينه وفرس .
اما العراقيون اللاجئون في شتى
بقاع الارض فهم جميعا في احضان
انظمة ودول لا تسمح لهم بالتعبير
عن مشاعرهم الوطنيه والقوميه
المصيريه لان ذلك سيزعج بوش
وسينسحب هذا الزعل على الانظمه
وهنا الطامة الكبرى .
سألت صاحبي قائلا الم تسمع بجبهة
الجهاد والتحرير؟
قال لا ... قلت له انها
اعظم رد على ذلك القرار الفاسد
الفاسق المجرم .. انه اقوى من
التظاهرات لانه اكد لامريكا
وجواسيسها ان العراق لا يمكن
تقسيمه بقرار من امريكااوغيرها
... الرد الذي جمع فصائل المقاومه
بكل اتجاهاتها السياسيه والدينيه
والقوميه تحت مظلة قيادة واحدة
موحده ..انه الرد الذي سيجهض كل
المؤتمرات والمؤامرات التي تعمل
على تقسيم العراق والامه العربيه
.
وليس قرار الكونجرس هذا الا دليل
على التخبط والتداعي والانهيار
الذي وصلت اليه الاداره الامريكيه
في العراق وحجم الورطه والمحنه
التي غطتنها الى اذانها والانكسار
النفسي والعسكري الذي وقعت فيه
اضافة الى الانكسار الاخلاقي الذي
توضح بصوره جليه للعالم اجمع .
قلت لصاحبي الا ترى بوش الصغير
على شاشات التلفزيون ؟
الم تلاحظ تقاطيع وجهه القبيح ...
الم تلاحظ الشحوب والاحباط
والخذلان المطبوع على كل هامته
القذره ... الم تلاحظ ان رئيس
(الولايات المتحده الامريكيه ) لم
يعد يفرق في خطاباته الممجه بين
التاريخ والجغرافيه وبين الدين
والسياسه ... قبل الاحتلال كان
يضحك على العالم ( المضحكه )
بالكذب والادعاءات الفارغه وفي
الايام الاولى للاحتلال استمر
يضحك على العالم ( المضحكه )
ويحدثهم عن انتصار واعمار وحكومه
وطنيه وسخافه امريكيه والآن وبعد
ان ثبت للعالم( المضحكه) ان
الرئيس الامريكي مجرد قزم كذّاب
لايعرف حتى كيف ينسق ويرتب الكذب
.. لم يبق امام هذا الافاك الا ان
يشحب لونه وتبيض شفاهه وتتدلى
اذانه .
ولن انسى قول ذلك الدبلوماسي
الصيني الذي قال ::
انتم العراقيون قدمت خدمة جليلة
للعالم بأسره وفي المقدمه الدول
الكبرى ومن ظمنها الصين حيث كشفتم
زيف وادعاءات وسخف وضعف وفشل
وتهور الامريكان وادارتهم وسؤ
سياساتهم ، فاصبحوا الان على يقين
بأن العالم لم يعد يحسب لهم ذلك
الحساب الذي كان يحسبه قبل احتلال
العراق لقد بارك الله بكم ونصركم
عليهم وكشف صدقكم وشرعيتكم وفضح
كذبهم وظلمهم وصغرهم المتناهي .
|