يخطيء من يتصور ان القرارات التي
تعدها المؤسسات السياسية
الامريكية ... بلا اولويات او
مدخلات ... فكل قرار سياسي امريكي
هو بداية لحدث ... ومتغير جديد ،
وربما اكثر من حدث او متغير ...
فمغزى ( قرار تقسيم العراق ) غير
الملزم ... الذي صوت عليه
الكونغرس الامريكي ... هو اسناد
واضح للستراتيجية الاسرائيلية (
ولدويلة اسرائيل ) ... في المنطقة
التي تسعى لايجاد دويلات ضعيفة
وصغيرة ... تسيطر عليها ، وتتحكم
بها اقليميا" . فالاصوات التي
صوتت لصالح ( القرار ) تمثل
المحور الصهيوني المنظم داخل
الكونغرس ، ليسانده اللوبي
اليهودي داخل الولايات المتحدة
الامريكية ، الذي يعمل بموجب
المخططات الصهيونية التوسعية في
الشرق الاوسط ...
لذا فانه ليس بقرار ، وانما (
مشروع ) ... قد اعد له وروج له
مسبقا" ، غير ان خطورته تكمن في
كونه ( غير ملزم ) ... فبعد
الاعلان عنه ... نشطت الدوائر
السياسية والمخابراتية المعنية به
، لاستطلاع ردود الافعال ، وتشخيص
المواقف ... وتقييم القدرات
الرافضة ... العراقية ، والعربية
... وتم ندقيق امكانيات ومكانة
حلفاء ( اسرائيل ) في المنطفة ،
وبالاخص الاطراف السياسية
العراقية المرتبطة بهم ومنها ،
الكردية والصفوية ... التي تعول
على تقسيم العراق الى ( دويلات )
فسارع البعض منهم الى اعلان تأييد
( القرار ) باسرع وقت ( فلقد طال
انتظارهم لهذا القرار ) ومن جانب
اقليمي استشعرت حسنا" وارتياحا"
بهذا ( القرار ) ... بعض الاقليات
والعرقيات في مناطق اسيا الوسطى
... واستيقظت فيها رغبات ( انشاء
دويلات ) . كمـا تريـدهـا (
اسرائيل ) ... وتحركت ماكنة
اتصالاتهاالنائمة ... مع (
اسرائيل ) . ان هذا ( القرار ) هو
بداية لنشوب صراعا"جديدا"كانت
تخطط له ( اسرائيل ) ، وتعده
بالتعاون مع حلفائها وعملائها في
المنطقة، ( فاسرائيل ) الان تبحث
عن خصم وعدو ...بعد الجهد
الدبلوماسي للجامعة العربية في
مؤتمر القمة العربية ، الذي انضج
اجماعا" عربيا" في ( مشروع
المبادرة العربية للسلام ) ...
لاسقاط الحجج والسير بالسياسة
العربية باطارا" واقعيا" معاصرا"
، يلغي صورة الخصم عند ( اسرائيل
) واعتبر متغيرا" جديدا" في
السياسة العربية . فلا غرابة ان
يبرزوينكشف الموروث الخياني ، في
ظل هذا ( القرار غير الملزم )...
في تصريحات بعض الاكراد والصفويين
داخل العراق ... وان يعلنوا
ترحيبهم به ، فالماضي يحدثنا عن
الكثير من الادلة والحقائق
والشواهد والارتباطات مع الكيان
الصهيوني ... وكان سببا" في عرقلة
الكثير من المشاريع والقوانين
الوطنية التي تصب في مصلحة شعبنا
الكردي الطيب مثل قانون الحكم
الذاتي ، ولا غرابة ايضا" ان
تتبنى منه الاطراف السياسية
الكردية ... سياسة نكران الجميل
وعدم الوفاء للشعب العراقي العظيم
... وممارسة الخيانة
والعمالةعلنا"بعدالعدوان
الثلاثيني الاطلسي على العراق ...
وان تفتح الابواب على مصراعيها في
شمال العراق للنفوذ الصهيوني
والصفوي والامريكي والبريطاني مع
بدء العدوان سنة 2003
واحتلال العراق .
وبعد سنوات الاحتلال اصبحت ازمة
المحتل نتيجة المقاومة العراقية
البطلة ، فرصة لهذه الاطراف
السياسية التي نمت وترعرعت في
اجواء الخيانة والعمالة للدخول في
( شراكة اقليمية ) مع الصهيونية
والصفوية ، على حساب المصالح
العراقية والعربية واستقرار
المنطقة .
فكان من السهولة ان ينمو العنف
الطائفي والعرقي ، وان تتم
الجعجعة ( بالدولة الكردية )
وتعميم ( العلم الكردي واصدار
خارطة ( دولة كردستان ) والمطالبة
( بدولة شيعية صفوية ) او ( دولة
سنية ) .
انه زمن الاحتلال الذي كان يحلم
به الخونة والعملاء لهذا لااحد
يبالي لما حصل ويحصل حاليا" من
موت ودمار وتخريب وتهجير، ولا احد
يستنكر او يندد بالقصف الوحشي
الذي يطال شمالنا الحبيب وشعبنا
الكردي العزيز ، فهذا استدراج
متوقع وفسح المجال له وتم السكوت
عنه ، كي يكون مبررا" وحجة
للمطالبة بتعزيزات عسكرية دولية
او اقليمية للدفاع عن ( الساسة
الاكراد ) وعن كردستان وبالتالي
تصعيد الازمة الى مستوى الصراع ثم
الى الصدام العسكري اقليميا" لخلط
الاوراق واعادة ترتيبها وتركيبها
لصالح ستراتيجيات اعداء العراق
والامة العربية ، وماعمليات توسيع
نطاق التجنيد والتطوع في مليشيات
البيشمركة بحجم وعدد يفوق الحاجة
اليه لتكوين قوات عسكرية من
العصابات المسلحة الانفصالية ،
الا تحضيرات اولية لمشاريع
عدوانية متفق عليها .
ومن المناسب ان نشير الى ان (
القرار ) يعتبر اول قرار معلن
يتقاطع ويختلف مع ماتم الاتفاق
عليه ( ضمنيا" او وثائقيا" ) و (
دوليا" او دبلوماسيا ) قبل وبعد
الحربين العالميتين ومنه احتواء
الاقليات العرقية ضمن الكيانات
السيادية للدول ، واحترام حقوقها
واذابتها داخل المجتمعات المحلية
ومنحها الجنسية الوطنية ، وعدم
اثارة النعرات العرقية التي تزعزع
استقرار وامن الدول ومنها الاتحاد
السوفياتي السابق وفيما بعد الدول
المستقلة عنه ، ودول اسيا الوسطى
، وتركيا وايران وباكستان .. الخ
وسارت الاحداث طيلة الفترات
السابقة ولحد احتلال العراق بحالة
من التوازن والاستقرار المناسب
فلم يكن القصد من احتلال العراق ،
العراق ذاته وانما السير في
مشاريع استعمارية كبيرة تستهدف
دول المنطقة وشعوبها . لهذا ان
الصمود والتحدي والبطولة العظيمة
التي تبنتها قيادة العراق وشعبه
المناضل جاءت ضمن المسؤولية
التاريخية والدولية والانسانية
التي التزمت بها القيادة العراقية
وصدقت بالقول والفعل في احترام
حقوق ومصالح الدول وشعوبها وفي
مطابقة مباديء وعقيدة حزب البعث
العربي الاشتراكي في السلوك
السياسي الثوري ، فكان مناضلوا
البعث حقا"شهداء ابرار سبقوا
اللاحقون الذين يواصلون اليوم
النضال والجهاد وفاء"وعهدا" للامة
ولرسالتها الخالدة .
لذلك رغم اصدار ( القرار ) الا
انه سيواجه صعوبة بالغة في نطاق
السياسة الدولية والعلاقات
الاقليمية العربية استنادا"
لانموذج ومنهج قيادة حزب البعث
العربي الاشتراكي ومناضليه
الابطال وارادتهم الصلبة في تحدي
الطاغوت اللعين ، والوقوف بوجه
النزعة الاستعمارية ، فلقد انبهر
العرب والعالم بارادة وايمان
البعثيين وتواصلهم للدفاع عن الحق
والعدل والحرية انهم حقا" انموذج
الانسانية والقوى المحبة للخير .
لذا يقتضي منا نحن العرب الوقوف
كوحدة قومية عربية حذرة ويقظة
امام المشاريع العدائية
والعدوانية . وكلا" حسب اسلوبه
وسياسته ... ولكن كلنا ضد
الشروالعدوان والخيانه والعمالة .
وعلى بعض النظم السياسية العربية
ان تتجاوز ( فخ دعم المحتل ) الذي
انزلقت به والبحث عن حلول عربية
حقيقية يدلا" من الحلول التي
تقدمها مراكز القوى الدولية
وتبتزهم سياسيا" ،وان تعيد
حساباتها وتتقبل شرعية الدولة
العراقية وقيادتها الصلبة قبل
الاحتلال بروح التضامن العربي
والحوارالواقعي ،لامن اجل السلطة
بل من اجل الامة العربية وقوتهافي
المنطقة.
ويكون من الاجدر ان يعطي دورا"
اكبر في الصلاحيات والقرارات
والتمثيل العربي لجامعة الدول
العربية ، وتفعيل مؤسساتها ذات
البعد الاجتماعي والثقافي
والاعلامي والامني ، ودعمها
ماديا" ومعنويا" ، والاحتكام في
مجالسها وعلينا ان نفهم جيدا" ان
المتغير الخطير يكمن في ان
(القرار ) في بعده السياسي
والدبلوماسي والدعائي يهدف الى
ابعاد المسؤوليات العربية
والاقليمية والدولية عن اداء
دورها الذي بدأت تدركه وتتفهمه
تجاه احتلال العراق الذي سبب
شرخا" كبيرا" في البنية الدولية
التي تسعى للسلم والسلام والتضامن
وتحقيق الامن والاستقرار العالمي
.
فلقد( علق الناقوس ) وبقيت (
مرحلة دق الناقوس ) والشروع
بالتقسيم والهيمنة والاطباق على
العروبة والاسلام ...ولكن من هو
البطل الذي سيستطيع ( انزال
الناقوس ) وتحقيق النصر والتحرير
والسلام والحفاظ على وحدة العراق
وسلامة الامة العربية روح الاسلام
العظيم .
- المجد
والخلود لشهداءنا الابرار
- عاشت المقاومة الوطنية العراقية
وتحية لجميع فصائلها الابطال
- سلاما... سلاما
" للمجاهد البطل الرفيق
عزت ابراهيم الامين العام لحزب
البعث العربي الاشتراكي
"
- عاشت فلسطين حرة عربية
- الله اكبر ... الله اكبر
.. الله اكبر
|