هو التقرير
الذي قدمه السناتور كارل ليفن إلي
مجلس الشيوخ في نيسان / إبريل
2005 يحث التقرير الإدارة
الأمريكية أن تتحرك بأقصى سرعة ,
للإعلان عن جدول للانسحاب من
العراق في ضوء تردي الأوضاع
وازدياد حجم الخسائر التي خرجت أو
فاقت المعدلات النسبية والمتوقعة
.
وقد رصد كارل
ليفن الحقائق التالية :
1- الارتفاع
المفزع في معدلات القتلى والجرحى
.
2- إنخفاض
الروح المعنوية للجنود والضباط
علي حد سواء , وان كثيراً منهم
يشكو من سوء حالتهم النفسية ,
ورغبتهم الجامحة في العودة إلي
بلادهم , بعد أن أصبحت الحياة لا
تطاق في العراق , بفعل العمليات
(الدقيقة) التي ينفذها المسلحون .
3- إن المئات
من الجنود هربوا إلي خارج العراق
, خوفاً على حياتهم من الموت ,
الذي يترصدهم في كل وقت ومكان ,
وإن إستمرار حالات التسرب من صفوف
قواتنا قد يؤدي الى حدوث كارثة
كبرى , لذلك ينبغي العمل على
إيجاد معالجة سريعة لتطويق هذه
المشكلة قبل ان تتحول الى ظاهرة
يتعذر السيطرة عليها .
4- يعاني
الجنود من أنواع مروعة من الأمراض
العصبية , التي تدفع ببعضهم إلي
الجنون والانتحار , وإلى إرتكاب
جرائم كبيرة في حق المدينين
والمعتقلين العراقيين .
وان الجندي
الأمريكي , أصبح في حالة خروج
دائم ,علي القيم الأخلاقية التي
أنشئ عليها؟!!.
5- التحذير من
عواقب لجوء العديد من الجنود إلي
الإسلام , وان هناك مجاميع دينية
مؤلفة من رجال ونساء عراقيين
وأجانب يسعون إلي جذب مقاتلينا
لدين محمد (ص) , وهي حالة ستكون
لها إنعكاساتها السلبية علي أداء
هؤلاء الجنود , الذين يفضل بعضهم
الأقتران بعراقيات , ورفض القيام
بالمهام الموكلة إليهم , بل
وتحوّل بعضهم إلى جواسيس لصالح
(الإرهابيين ) ؟!!
6- العلاقة
بين الضباط والجنود تتسم
بالبيروقراطية والمباعدة وقد ساءت
بين الطرفين إلى أقصى حد متصور .
7- ان الخسائر
المالية إقتربت خلال شهري (فبراير
ومارس) من (مليار دولار) بفعل
عمليات الحرب التي شنّها
(الإرهابيون) ؟!! الذين وحدّوا
صفوفهم في جبهة متراصة , تضاعفت
أعداد المنضوين تحت رايتها , حتى
وصل عددالذين يحملون السلاح ضد
قواتنا في الوقت الحاضر , إلى
قرابة (مليون) شخص ,
8- إن تأهيل
(160) مائة وستين ألف جندي عراقي
للقيام بمهام الأمن وحفظ النظام
داخل العراق , لا يمكن أن يحقق
أهدافه في ظل الأعداد المتزايدة
من المسلحين الذين نجحوا في تكوين
مركز جديد ومتطور لتنظيمهم
القتالي .
9- وأشار
التقرير إلى ضرورة ان يتأمل أعضاء
المجلس الملاحظات التالية :-
أ- يتعمد بوش
وإدارته المدنية والعسكرية تضليل
الرأي العام الأمريكي , باختلاق
الأكاذيب والافتراءات التي لا سند
لها من الواقع حتى نقبل سياسات
وتخطيط عاجز عن مواجهة الحقائق
علي أرض العراق .
ب- إن جنودنا
الذين يقتلون ويموتون كل يوم ضحية
للأعمال المضادة ,
لا يمكن أن نلقي بهم في ظل هذا
الفشل الذريع , وأنه لا يمكن
القول أن استتباب الأمن أو تحقيق
الإستقرار في العراق يمكن أن يكون
قريباً , أو أن له رؤية محددة
وواضحة , بل أن العراق سيمثل بؤرة
(الإرهاب) الدولية , خلال العقد
القادم . ولن تستطيع أية دولة في
العالم السيطرة عليه .
ج- إن ما
تروجه الإدارة من تحقيق تقدم , هو
محض أدعاء .
فلا يزال
الأمن هشاً وضعيفاً , بل وفي أسوأ
حالاته , ولا يمكن أن تؤسس عليه
أي سياسات مستقبلية , خاصة وان
متوسط الهجمات العسكرية المضادة
في اليوم الواحد بلغ (78) هجوماً
.
وهذا لوحده
يدلّلّ بوضوح , على فشل البنتاغون
في القيام بواجبها على النحو
المطلوب فبدلا من إلقاء القبض علي
المسلحين , الذين لا زالوا خارج
سيطرتها , فإنها ترتكب خطأ كبيرا
وهي تواصل زّج عشرات الالوف من
المدنيين و الأبرياء في السجون ,
مما يضيف مشكلة جدية أخرى لقواتنا
المسلحة هناك.
د- لقد ثبت
بأن الوسائل العسكرية لوحدها لا
يمكن أن تحقق الإنتصار في العراق
, وان مثل هذه الوسائل يمكن أن
تكون ذات جدوى في مواجهة جيوش
نظامية , ولكن الأمر يختلف في
الوقوف أمام شعب أصبح غالبيته من
المسلحين أو متعاطفاً معهم , مما
يعني أن الجنود الأمريكين جاءوا
إلي حتفهم في مستنقع عميق بلا
قرار .
هـ - الخاص
(النموذج) ينصرف إلي (العام) ,
فالفشل العسكري في العراق سيؤدي
بالضرورة إلي إخفاق تام لبرنامج
التطبيق الديمقراطي في الشرق
الأوسط . وان أيا من الدول
العربية , سترفض الأخذ بأي
توجيهات أمريكية سواء في إطار
الديمقراطية , أو الإنتخابات أو
غيرها .
و- لعل الخيار
الأكثر نفعا في التعامل مع
العراقيين هو أن نقبل بوضع جدوّل
زمني لانسحاب قواتنا من العراق ,
وان يبدأ ذلك الآن , وإلا فأن
المستقبل في هذه المنطقة لن يكون
لصالح أيّ مشروع أمريكي , سواء
كان سياسياً أم إقتصادياً , , و
سيؤدي إلى زعزعة الإستقرار والأمن
في ربوع الشرق الأوسط .
وان هزيمة
الولايات المتحدة في العراق ستعني
إنتصار التطرف العربي علي
الاعتدال الذي يبديه بعض القادة
(العرب) وان ذلك سيؤدي إلي إنحسار
نهائي للنفوذ الأمريكي في هذا
المكان من العالم .
معجم
جمهورية المنطقة
الخضراء
-10-
الديمقراطية البنفسجية
مفهوم سياسي
ساخر , بوصفه دلالة حسيّة مباشرة
للّوْن الحبر (البنفسجي ) الذي
غمس فيه الناخبون من العراقيين
أصابعهم في 30/1/2005 , وقد عدت
الإدارة الأمريكية هذا البوم
إنتصاراً لسياستها و (شهادة)
براءة حيال الشبهات التي أحاطت
بها وبقواتها في العراق .
وقد واصل
الإعلام الأمريكي وأبواق الأحزاب
المؤتلفة في العملية السياسية
بتسويق المقولات والشعارات
الدعائية علي نحو لم يسبق له مثيل
في تاريخ الشرق الأوسط , وفي
العراق على وجه خاص . الذي يخوض
أول تجربة ديمقراطية منذ تأسيس
الدولة العراقية في عام 1921 حسب
زعمهم .
وان (8)
ثمانية ملايين من المواطنين خرجوا
للأدلاء بأصواتهم من أجل إنتخاب
المجالس المحلية والجمعية الوطنية
.
وبغض النظر عن
التنقاضات التي إقترنت بهذه
العملية , وما شابها من مخالفات ,
وما قيل عنها من ضروب التزوير ,
والتدخلات , فأن قوى المعارضة علي
إمتداد البلاد , إتخذت موقفاً
مناهضاً من هذه الإنتخابات , ودعت
الشعب إلي مقاطعتها , لأنها في
رأيهم أجريت في ظل بنادق الإحتلال
الأجنبي , وان الخطة الأولية لها
أعدت واعتمدت من (بول بريمر)
الحاكم الأمريكي في أواخر العام
2003 .
وقد صيغت
الخطة بطريقة تمنح سلطة الإحتلال
حق التدخل في توزيع المقاعد في
الجمعية الوطنية وقد كشفت مجلة
(نيويوركر) الأمريكية في تقريرها
الذي أعده (سيمور هيرش) في
5/2/2005 والذي فضح من قبل (جرائم
أبي غريب) , عندما أشار صراحة إلي
أن مسؤولين حاليين وسابقين في
إدارة بوش , إعترفوا بأن واشنطن
شرعت العام الماضي في تنفيذ خطة
سرية , الغاية منها التأثير علي
سير الإنتخابات لضمان فوز
المرشحين المؤيدين للولايات
المتحدة والموالين لإيران , وان
تنسيقاً مسبقاً جرى مع (المفوضية)
المعنية بهذا الشأن , بما في ذلك
تصميم الإعلانات الدعائية التي
تظهر الإقبال الكبير علي عملية
التصويت .وإن المفوضية بغالبية
القائمين عليها كانت طرفامباشرا
في عملية إستبدال الصناديق وتزييف
البيانات وتزوير النتائج , وهو
ماجعل العراقيين يواجهون هذه
الفضائح بسخرية شديدة ( حاميها
حراميها) بعد أنْ خرجت رائحتها
من الغرف المغلقة الى ميدان
الاعلام .
معجم جمهورية
المنطقة
الخضراء
-11- القتل
الأمريكي
من شان
تأويلات البنتاغون الفاشية للنص
المقدس أن تجعل من القتل أنشودة
سياحية, وفعلاً بطولياً , أنها يد
الحرب الأمريكية الباطشة التي
قلّبت الوصايا العشر علي رأسها
ذلك أن الإنتهاكات الجسيمة ,
والجرائم البربرية , تجد لدى
البنتاغون تبريراً جاهزاً لانتهاك
القواعد واللوائح في الحروب
العدوانية , التي شنت تعسفاً ضد
الأمم والشعوب بدعاوى باطلة ,
وذرائع هزيلة , فحصدت نيرانها
عشرات المئات , وعشرات الآلوف من
البشر دونماً رحمة أو تمييز ,
وبكل أنواع السلاح, وعندها يقولون
ببساطة بأنهم لم يعمدوا الى فتح
النار وقتل المدنيين لّولّمْ
يشاهدوا (حركة مريبة) في هذا
(الحيّ) أو تلك (القرية) , أو أن
رصاصة أطلقت من هذه الجهة أو تلك
, ومعركة الفلوجة الأولى والثانية
برهان مؤكد علي الخروفات
اللاإنسانية الفاضحة التي تجاوزت
فيها القوات الأمريكية وصايا
السماء وقوانين الأرض , عندما
قامت جندية الولايات المتحدة
بعمليات التطهير (السكاني) , أو
المحق الشامل , باستخدام القنابل
الفسفورية و العنقودية , و أشد
أنواع العتاد قوة وتدميراً .
فيما تواصلت
ظاهرة القتل (العمد) , عندما حصدت
بنادق المارينز رؤوس المدنيين ,
في ذات الوقت الذي إنطلقت فيه
الجرافات الأمريكية العملاقة
باجتياح وتخريب أحياء الفلوجة
بطريقة وحشية تذكرّنا بالأسلوب
الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة ,
وهي تزيل كل شئ أمامها , المنشأت
والعمارات والمؤسسات المدنية ,
المدارس والمساجد , المستشفيات ,
ويتواصل الفعل الإجرامي ليصل إلي
ذروته المأساوية ,بتحويل البيوت
إلي مقابر جماعية بطريقة هدم
المنازل علي ساكنيها بالقصف الجوي
والتفجير المباشر, لتجعل (الحي)
بكامله قاعاً صفصفاً .
هذا مثال واحد
مما جرى في أحياء (البعث) و
(الرسالة) و (العروبة) و
(الشهداء) و (نزّال) و غيرها .
و إذا كان مثل
هذا السلوك الكارثي , قد حدث في
الفلوجة , فأنه جرى أيضاً وبنفس
الإيقاع البربري , في كل الأمكنة
والمدن والمحافظات , التي وصلت
إليها القوات الغازية الغارقة في
إجرامها , دلالة أخرى علي إنحطاط
وجدان العسكرية الأمريكية ,
وتجردها من خصائص الكائن البشري ,
بعد ان تحوّل هؤلاء إلي ذئاب
هائجة , وكلاب مسعورة , فعدوانية
(الجندي) الأمريكي لا تتقيّد بفعل
القتل فقط , وإنما بارتكاب
الفواحش ما ظهر منها وما بطن ,
كالاغتصاب , والتمثيل بالضحايا ,
النهب , الإيذاء الجسدي .
في المقابل
فأن جندي الولايات المتحدة إعتبر
المنظومات السكانية المدنية كافة
أهدافاً عسكرية يتعين عليه بث
الهلع في قلوب مواطنيها .
أما القتل
الجماعي فأنه يعتمد منطقاً مقلوبا
على رأسه تماما, فالجزء يمثل
(الكل) , وهو ما يدفع آلة الحرب
الأمريكية إلي تجاوز المحاذير
الأخلاقية ضد القتل , بإعلان هذه
المدن / القرى / الجماعات المدنية
, كائنات غريبة , أو أدني كثيراً
من مرتبة البشر .
هذا هو
التمهيد (الذرائعي) , لارتكاب
البشاعات المروعة سواء في الحرب
علي المدن والأحياء , أو في
ممارسة إحتفالية التعذيب الداعرة
في أبي غريب والسجون الأخرى .
تحدث في كلا
الحالين حيلة تجريد المدنيين من
الصفة الآدمية , حينما يركز
الأمريكي القاتل علي إحدى خصائص
الآخر غير المرئية , نحو : لون
البشرة , شكل العينين , و
بالإمكان تضخيم أية خصيصة , بحيث
تصبح هي (الكل) , أو حتى استخدام
(المجاز) المرسل , أو تلك الصورة
البلاغية التي يذكر فيها (الجزء )
للدلالة علي (الكل) . |