على الرغم من اتساع واشتداد دائرة الجدل و الخلاف، وتفاقم حالة
القلق والكلل في واشنطن، بشأن سحب
قوات الاحتلال الأمريكية من
العراق وخاصة بعد تردي أوضاعها
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة،
والتي يعترف الاعلام الغربي بأنها
من اشد الأشهر الدموية لجند
الولايات المتحدة وذلك لارتفاع
عدد قتلاهم، وبرغم تزايد معارضي
سياسة المجرم بوش، لا على صعيد
البيت الأسود وصناع القرار
الأمريكي فحسب، وإنما شمل ذلك
مدنيي وسكان الولايات المتحدة.فقد
بين استطلاع للرأي اجرته ال
يو.اس.اي تودي انخفاض شعبية
المجرم بوش إلى 29%، فيما بين
استطلاع ال نيوز ويك انخفاضها إلى
26%.وبينت استطلاعات أخرى اجرتها
راسمو سن، ان نسبة 56% من
الأمريكيين يطالبون بسحب معظم
القوات الأمريكية من العراق في
بداية السنة القادمة، ونسبة 53%
حملوا الديمقراطيين اللوم لعدم
بذل الجهود الكافية لتغيير سياسة
بوش الغبراء في العراق.وبرغم كل
هذا الا ان موقف بوش هو ذات
الموقف الذي لم يتغير منذ بدء
احتلاله الغاشم وحتى خطابه في
الرابع من تموز ،فيقول:انه لا
خيار للولايات المتحدة الا ان
"تربح" حرب العراق "من اجلنا واجل
مواطنينا".
*The US has no choice, but to
“win” the Iraq fight “for our
sake, for the security of our
citizen”.
لقد اعتدنا على مسلسل حيل وخدع
هذا المجرم، لتضليل فداحة الهزيمة
الأمريكية في العراق، ففي تصريحه
الصحفي في يوم الثلاثاء الماضي
حاول مرة أخرى شراء المزيد من
الوقت، تمهيدا لحيلة جديدة لتفعيل
استراتيجيته الفاشلة وغض النظر عن
النصائح التي قدمها الجمهوريين
ومطالبتهم بوضع جدول زمني
للانسحاب.
يقول احد المحللين السياسيين
جفوسدف "عندما يأتي باتريوس في
أيلول، سيقول ان تكتيكات
الاستراتيجية هي الأكثر صحة
وتعمل، ولكن ليس هناك اتفاق
لغالبية الآراء فيما يخص الوقت
وعدد البشر اللازمين لإنجاز
العمل".
*“When Petraeus comes in
September, he’ll say the tactics
of the “surge” are the right
ones and they would work, but
there is no consensus behind the
time and number of people needed
to make it work”.Gvosdev.
ولو أخذنا تحليل جفوسدف
بنظرالاعتبار نجده مقاربا لما
يلوح به المهزوم باتريوس للبيت
الأسود بان عمل الاستراتيجية
يتطلب المزيد من الوقت، ونجده
قريبا لحيلة بوش الجديدة، واذا صح
هذا التحليل فانه بكل تأكيد سيكن
في خدمة بوش، لماذا؟ ان الكافر
بوش يدرك تماما حقيقة قواته
المهزومة ووضعها المأساوي في
العراق ،ويدرك جيدا إمكانية حكومة
المالكي العميل،الطائفية
الدموية،فهي صنيعته وإنجازه
الحقير،وكبيرة على عنجهيته
وغطرسته الإذعان الى معارضيه
والانسحاب من العراق مدحورا
مهزوما بعد مراهنات طويلة
وعريضة.وعلى هذا الأساس فالعقبة
التي باتت تواجهه اليوم، هي عامل
الوقت فهي الحاجة الماسة التي
يتمكن من خلالها تهدئة الأصوات
المعارضة له ومن ثم الرجوع الى
المسالة الأساس وهي حسم الموقف في
العراق.وبإشارة من هذا المجرم فان
باستطاعة باتريوس إنقاذه بحلول
أيلول.
يقول احد الحكماء وعذرا فلا أتذكر
اسمه (إذا أخطأت فأنت إنسان، وإذا
بكيت على الخطأ فأنت قديس، وإذا
تفاخرت بالخطأ فأنت شيطان)، والحق
ان بوش لم يخطا، بل اخطأ واخطأ
وأجرم و و.....ليس لأنه إنسان بل
لأنه شيطان، وبكى على الخطأ ليس
لأنه قديس بل لتجرعه علقم ومرارة
الهزيمة، وظل متفاخرا بأخطائه
وجرائمه لان شيطان. اما الكاتب ميخائيل هيرش فيقول"بينما يحاول البيت الأبيض يائسا
الحفاظ على تركة جورج دبيليو بوش،
فان بقية العالم تضعها
خلفها....بوش بالفعل البطة
العرجاء المؤذية حد
الهلاك......بوش ألان متورط في
عدة جبهات-الشرق الأوسط،
العراق....والشعور الذي يدركه
الفرد في عدد من العواصم الأجنبية
كما هو الحال في واشنطن، ان الناس
بانتظار انتهاء هذه التركة". |