علاء الزيدي
العملية
السياسية في العراق اكملت عامها الرابع ، واقصد بها العملية
السياسية الامريكية ، وتنفيذ مخططاتها الاستراتيجية .
العالم اجمع يعلم بستراتيج امريكا العالمي ، ونحدد بهذا الصدد
الحديث عن ستراتيجها في الشرق الاوسط ، وتحديدا المنطقة
العربية .
هذا الستراتيج يحتاج الى حوار كبير ومطول ولكن ناخذ هنا لمحات
منه بصدد المصالح الاقتصادية والسياسية ، وكيفية تحقيقها
وحمايتها وتحديد الوسائل والسبل الكفيلة لهذا الغرض .
وجميعنا يعرف ومتيقن ان هذه السياسة هي ليست وليدة المرحلة
الراهنة ، بل هي وليدة عهود كثيرة مرت على الامة العربية وكلنا
نشهد احتلال الاراضي العربية في فلسطين وسوريا وتقسيم الاقطار
العربية ، ووضع الحدود الزائفة ، والعمل على شعار فرق تسد
،وتزامن مع هذا الستراتيج انبعاث الروح القومية العربية ،
وولدت الروح القومية لدى الشباب العربي ، ادت الى انبثاق حركات
واحزاب وجمعيات وطنية وقومية وعربية ، جميعها تحارب الاستعمار
ومخططاته ، وكان الحزب الاول والوحيد الذي يعالج هذه الاوضاع
وشخص مخططات الاستعمار والصهيونية ، وحدد المعالجات القومية
الكفيلة لاعادة الامة الى كرامتها وهيبتها ، هو حزب البعث
العربي الاشتراكي .
وهنا لا اريد ان اطيل كيف تمت محاربة الحزب واستهدافه واستهداف
رموزه ، ومحاولة تعريضه الى اكثر من هزة وانشقاق ، الا ان
اصالة الحزب ومناضليه هي التي جعلته اكبر مما ان يكون ضمن
مخططاتهم وفريسة سهلة او لقمة سائغة بفمهم .
وكانت القيادة السياسية لهذا الحزب من اعضاء القيادتين القومية
والقطرية وامين عام الحزب ومن معهم عبارة عن مصدر اشعاع
لطموحات الجماهير العربية ، وبنفس الوقت نواقيس خطر لكل
ماتتصرف به الصهيونية ومن وراءها .
ومن هنا جاءت اولى وابرز مخططات الاستعمار هي القضاء على حزب
البعث العربي الاشتراكي ، وعلى امين عام الحزب الرفيق الشهيد
السعيد صدام حسين المجيد رحمه الله واسكنه فسيح جناته ،وتحديد
الالية المناسبه لتحقيق ذلك ، وبعد تنفيذ مخططات جانبيه في
بلدان مجاورة و بعيدة ، وفي تغيرات وستراتيجيات اجتماعية
وسياسية واقتصادية في العالم ،ولكن اصبح هدفهم الرئيسي هو
احتلال العراق ، لان ذلك سيجعلهم ينفذون مخططاتهم ، وهكذا افلح
الاستعمار الامريكي من تحقيق الاتحاد الاستعماري الصهيوني
وساعدهم بذلك جميع الحكام العرب الذين خضعوا واحد تلو الاخر
الى سياسة الولايات المتحدة الامريكية ، والذين وجدوا من
القيادة السياسية في العراق شوكة باعينهم وضمائرهم ، ووصولهم
الى قرار ازاحة هذا النظام وانهاء العراق واحتلاله ، واتفقوا
على سيناريوهات كثيرة جدا ، وتعاونوا جميعا على تنفيذ هذه
المخططات المشبوهة .
بتاريخ 9/4/2003 يوم اسود بتاريخ العرب والامة العربية ، هذا
اليوم تم احتلال العراق من قبل التحالف الامريكي الصهيوني
العالمي ،ومنذ هذا التاريخ ، بدءت اشرطة التسجيل والوثائق
وسيديات والافلام واللقاءات والاعترافات ، و الاف القصص التي
كانت معده من قبل هذا التحالف والتي تستهدف العراق وقيادته
وحزبه ،وكان اولى القرارات الاستعمارية هو قرار اجتثاث البعث ،
وحل وزارة الاعلام ، والاجهزة الامنية ، واصدار قائمة مطلوبين
تتضمن الرموز السياسية والقيادية في العراق .
سبحان الله هذا هو هدف احتلال العراق ، الحزب وقيادته ، ولكن
ماذا تزامن معه ،تزامن معهم الاف القصص من فتنه وطائفيه ،
واطياف اجتماعية ، واحزاب وتكتلات بالعشرات ، وابواق معادية
وعميلة بالمئات ، ومئات الشركات الامنية الاجنبيه التي تختص
بالقتل والسلب وعشرات المجرمين من خبراء السرقة والقتل في
العالم ،الاف القصص شاهدها العراقيين ، الاف الجرائم ، مليون
شهيد ، ملايين الجرحى، ملايين المهجرين ، كل هذا لكي يحاولوا
او يبرروا تنفيذ قرارهم الرئيسي ، او حتى لو يغطوا على فعلتهم
هذه .
العراق منذ الاف السنين ، وهو صاحب حضارة وتاريخ عريق ، لم
يشهد الفتنه التي نشهدها اليوم ، ومنذ مئات السنين لم نسمع
بالتفرقة والطائفيه التي نسمعها اليوم ، واهمها نغمة السنة
والشيعة وكلنا يعلم ان العراقيين لم يفرقوا يوما ولم يكن
هاجسهم الفتنه ، ولم نقف يوما العراقيين ويقول احدهم انه شيعي
لانه لاوجود لهذا الشي في العراق ، لدينا مذاهب جعفري ، حنفي ،
حنبلي ، شافعي ومالكي .
وكلنا نعرف ان الامام علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) سمى
اولاده ابو بكر ، عمر وعثمان ولكي يرتاح الصفويين نقول لهم انه
لم يكن هناك خلاف بين الامام علي والخليفة ابو بكر الصديق
والخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهم ) ، ولو كان كما يدعون
لما تزاوجوا وتناسبوا وتصاهروا ،هل يعلم الصفويين بان ام
الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) الذين يدعون انهم اتباع
مذهبه هي حفيدة الخليفة ابي بكر الصديق ( رضي الله علنه ) .
وهل يعلم الصفويين بان الشهداء في واقعة الطف في كربلاء مع
سيدنا الحسين هم احفاد الخليفة عمر بن الخطاب والصحابة الكرام
.
وهل يعلم الصفويين باننا لم نكن نفكر بان ذلك سني وشيعي ، وان
نسبة الزواج بيننا عالية جدا ، من شمال العراق الى وسطه الى
جنوبه ، وان عشائر العراق قاطبه بدون استثناء تشمل كلا
المذهبين .
هل يعلم الصفويين بان ابناءنا لم يسمعوا بالمذاهب ، ونقول
دائما باننا مسلمون ، يسألنا ويسأل الكثير ماهو الشيعي والسني
ومالفرق بينهما ، ونقول دائما نحن مسلمون وهذه بدعة امريكية .
هذا السيناريو وجده الامريكان فعال ومقبول الان في العراق ،
والا كيف لنا ان نتصور ان رجل يدعي المرجعية الدينية ، مثل
السستاني ، بعمره ودراسته وتاريخه ، يعني لو افترضنا انه يعلم
الدين او درسه واقصد الدين الاسلامي والقران الكريم ، هل يجوز
ان يقبل بالاحتلال الامريكي الصليبي للعراق ،هل يمكن ان يداهم
ويقول نصبر ستة اشهر وبعدها نقرر ، ثم يقول سنتين وهكذا .
هل يمكن ان يتدخل هذا الشخص بشؤون البلد وهو اساسا ليس عراقي .
جميعنا يعلم ان هذا السستاني لم يكن عراقي ولم يكن مسلم والا
لم يعمل او ينفذ ولو لدقيقة واحدة بخدمة الامريكي واعوانه .
واخر صيحة يقوم بها هذا السستاني المجوسي ( لا اريد انعته بصفة
يستحقها لانها كبيرة ولكن موضوع سكوته وعمله مع الاحتلال
وقبوله بهم يعني انه غير مسلم وقد يكون يهودي او شئ اخر الله
اعلم ) ، فتواه هو عدم موافقته بعودة البعثيين الى الحكم او
العمل على تغيير بنود قانون اجتثاث البعث .
وهنا اقول للسستاني ومن معه او من يصدقه ، هل موضوع التغيير او
التعديل بهذا القانون جاء بمحض ارادة امريكا وعملاؤها في
المنطقة الخضراء .
هل جاء ذلك بحس نيه او عن طيب خاطر ، هل جاء لسواد عيون
البعثيين ، هل جاء لارضاء البعثيين ،وكثير من الاسئلة ، ولكن
الاجابة واضحة جدا ، ان ذلك جاء رغماً عن انف امريكا وعملاؤها
، جاء بعد ان قامت المقاومة الوطنية الشريفة بكسر شوكة
الاحتلال ومرغت انفه في وحل الهزيمة ، وجعلته اضحوكة الدنيا
وزمانها ،جاء بعد ان اثبتت المقاومة الوطنية الشريفة بانها هي
المعبر عن طموحات ومصالح العراق والعراقيين .
وان الفصيل القومي الواسع الانتشار والفاعل من فصائل المقاومة
هو حزب البعث العربي الاشتراكي .
واقول هنا للمدعوا سستاني ، ومن معه باننا حزب البعث لم نرضى
بهذا التعديل او الالغاء وان مطالبنا واضحة وثابته وهي العودة
الى ماقبل 9/4/2003 والتعويض والاعتراف عن كل ماسببه الاحتلال
من تخريب وسلب ونهب .
وهنا ومن موقع القوة والاقتدار واليقين بالنصر المؤزر والناجز
ان شاء الله ، انصح السستاني وامثاله بان يحجزوا اماكنهم في
ايران او امريكا ، او ستكون بطون الكلاب السائبة هي مئوى لحوم
اجسادهم ، ولامجال او مهادنه او تفاوض معهم على الاطلاق.
عاشت
المقاومة العراقية الوطنية الشريفة .
عاشت طلائع المجهادين البعثيين في سوح القتال .
الرحمة لشهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد .
الرحمة لشهداء العراق والامة العربية .
النصر والصمود والصحة وطول العمر للمعتز بالله المجاهد عزة
ابراهيم الدوري ورفاقه المناضلين المجاهدين .
شبكة المنصور
04 / 04 / 2007
السستاني واجتثاث
البعث