من المؤكد ان يوم 2 – 10 – 2007
سيكون علامة بارزة في تاريخ حركة
تحرير العراق من الاستعمارين
الامريكي والايراني ، لانه شهد
ولادة القيادة العليا للجهاد
والتحرير ، المشكلة من 22 فصيلا
مقاتلا من فصائل المقاومة الوطنية
العراقية المسلحة .وربما يكون
السؤال الاهم هو:
ما قيمة
انبثاق هذا التنظيم الجهادي
الموحد ؟
عند تقويم هذا الحدث علينا ان
نلاحظ ما يلي :
1 – ان هذا
التنظيم الجبهوي هو الوحيد ، من
بين كل فصائل المقاومة المسلحة ،
الذي يمثل كل العراق بكافة
مكوناته القومية والدينية
والطائفية . ففي هذا
التنظيم عرب واكراد وتركمان ،
وفيه مسيحيين ومسلمين وصابئة ،
وفيه سنة وشيعة ، وهو لذلك تنظيم
وطني عام يغطي العراق من اقصى
الشمال الى اقصى الجنوب ومن الشرق
حتى الغرب . وبهذه المواصفات هو
البديل الطبيعي لكل الدعوات
الطائفية والعنصرية الانفصالية
والانشقاقية والتي هددت وحدة
العراق ومقاومته الباسلة خصوصا في
السنتين الماضيتين ، كما انه
الضمانة الاساسية لاحتواء وتصفية
كافة محاولات جر المقاومة الى
نزاعات طائفية .
2 – الطابع
الذي يميز تنظيمات هذا التشكيل هو
انهم معتدلون دينيا تربطهم اساسا
الوحدة الوطنية العراقية ويحكمهم
هدف اساس وهو تحرير العراق الواحد
، واعادة بناءه ليكون وطنا لكل
العراقيين وجزء اساسيا ولا يتجزء
من الامة العربية وقوة متقدمة
لحركة التحرر الوطني العربية ،
تحمي الامة في تخومها الشرقية من
موجات الحقد الصفوي التقليدية ،
أضافة لدورها القومي في جبهة
الصراع مع الصهيونية واذنابها .
ولذلك لا مكان في العراق الثائر
والحر لتكفير اي عراقي ولا فرصة
لاثارة النزعات الطائفية .
3 – ان التنظيم يمثل بالاساس
العراق القوي بكافة تشكيلاته
الاصلية والشرعية التي اراد
الاحتلال تدميرها ، خصوصا القوات
المسلحة الوطنية العراقية ، ولذلك
راينا ان كبار ضباط القوات
المسلحة العراقية تولوا مسئوليات
مباشرة في التنظيم ، في اشارة لا
تخطأ لفهم طبيعة المعارك في
الاسابيع والاشهر القادمة من
عملية تحرير العراق .
نعم ان
القوات المسلحة العراقية الوطنية
كانت ومازالت تتصدر العمل
الجهادي
منذ الغزو وداخل اغلب الفصائل
،اما الان فان التنظيم العسكري
للمقاومة قد اعيد ترتيبه لمواجهة
مهمة الحسم والتحرير باذن الله.
في ضوء الملاحظات الاساسية
السابقة يمكننا استنتاج ما يلي :
1 – ان
محاولات تحويل المقاومة العراقية
الى عمل طائفي يقتصر على طائفة
واحدة ، وهي محاولات تقف ورائها
وتشجعها امريكا وايران دون ادنى
شك ، قد احبطت ولم يعد هناك مجال
لترويج طائفي داخل المقاومة
المسلحة الا اذا كان جزء من
مؤامرة تقسيم العراق عن طريق شق
المقاومة طائفيا .
2 – ان
محاولة اعطاء انطباع بان المقاومة
هي عربية فقط وان لا اكراد ولا
تركمان فيها قد اسقطت ، لان اكثر
من فصيل داخل هذا التنظيم كردي
الهوية .
3 – ان محاولة تصوير المقاومة على
انها بعثية الانتماء قد اسقطت هي
الاخرى لان التنظيم الجديد يمثل
اطيافا سياسية وايديولوجية متعددة
تتجاوز حدود البعث وتغطي كل منابع
الفكر العراقي التحرري .
4 – ان
اعلان التنظيم الان ، رغم الاعداد
له منذ زمن طويل ، يشكل في آن
واحد ردا على الكونغرس بتقسيم
العراق ، وردا آخرا على الفتن
التي اشعلتها عناصر داخل المقاومة
مؤخرا وادت الى بعض المشاكل . ان
البيان التاسيسي يركز على عراق
واحد عربي الهوية ويحترم حقوق
كافة مكونات العراق ويعيد التاكيد
على ضرورة الحكم الذاتي لاكراد
العراق كحل وطني وانساني وحيد .
اننا اذا نؤكد على ان هذا الحدث
ستكون له اثار ايجابية وكبرى
قريبا لابد ان نذكر بان هذا
التنظيم الغني التجارب ، والذي
يملك القوة العراقية الضاربة
عسكريا وسياسيا ، سيناضل بلا كلل
من اجل اقناع التنظيمات الاخرى في
المقاومة بالتوحد معه في جبهة
واحدة ضد الاحتلال ، لان التحرير
ليست مهمة طرف او طرفين بل هي
مهمة كل العراقيين بلا استثناء .
لذا فان
اعلان القيادة العليا ما هو الا
دعوة واضحة للتنظيمات الاسلاموية
للتوحد والعمل الموحد ضد الاحتلال
، والاتفاق على برنامج وطني بعيد
عن الطائفية والاثنية .
تحية
للمجاهد الكبير عزة ابراهيم
الدوري قائد الجهاد والمجاهدين .
عاشت وحدة المقاومة العراقية
بكافة فصائلها .
تحية لرفاقنا ضباط الجيش العراقي
الوطني الباسل وهم يعيدون بناء
الحركة الوطنية العراقية على اسس
وطنية سليمة انطلاقا من اعلان
التنظيم الجديد .
عشت الثورة العراقية المسلحة .
النصر او النصر ولا شيء غير النصر
.
Salah_almukhtar@gawab.com
|