(حنتوري)! هو لقب اطلقته على
احدى بنات اشقائي والتي اسمها
الحقيقي (زهرة)! كوني تعودت
باطلاق الالقاب على البعض من
ابناء وبنات اخواني. و(حنتوري)!
تبلغ من العمر ست سنوات بالتمام
والكمال وهي متعلقة بي بصورة
كبيرة جدا وتعتبر اقرب اطفال
العائلة لي لذا فهي الناطق الرسمي
امامي لكل افراد العائلة وكل
الطلبات تأتي من خلال (حنتوري)!
لانها العزيزة و(المدللة)! عندي
ودائما ما انفذ جميع رغباتها
وطلباتها التعجيزية في بعض
الاحيان! وهي دائما ما تطلب مني
الذهاب بها الى (مدينة الالعاب)!
ونظرا لانشغالاتي وظروف عملي
والظرف (الشفافي)! الذي نعيشه
فأنني اقدم لها اشد اعتذاري وأسفي
في كل مرة! كون هناك حظرا للتجوال
ولكن هذا لا (يمشي)! في قاموس
(حنتوري)! فلابد من تعويض لهذا
الاعتذار! وهذا (الحظر التجوال)!
الذي ابتكره من مخيلاتي دائما
عليها! فلا تنفع معها كل تبريراتي
بأن هناك حظرا للتجوال وانه
لايجوز الخروج. وانه (ممنوع واحد
يطلع)! عليه يتحتم ان اقدم
التنازلات في اشياء وامور كثيرة
من حيث زيادة عدد الهدايا
و(الملاعيب)! الاخرى حتى وصل
الامر بأن احدى الغرف امتلأت
بعشرات هدايا و(ملاعيب حنتوري)!
كذلك وغالبا ماتكون حصة الاسد
نصيبها من الهدايا والـ(صوغات)
التي اجلبها معي من خلال سفراتي
خارج العراق الى اهلي واشقائي
واطفالهم بل لا ابالغ عندما اقول
ان (حنتوري)! هي التي تشرف على
توزيعها بعد ان تأخذ مايعجبها
منها وتقوم بـ(فركشة)! الباقي
واول ماتفعله عند مجيئي من السفر
الجلوس على حقيبة سفري! لذا ما ان
تطلب مني (حنتوري)! الخروج او
النزهة او الذهاب الى مدينة
(الالعاب)! حتى اطلب من الذين
حولي باحضار هدية جديدة الى
(حنتوري)! الامر الذي جعل بعض
اصحاب محلات بيع العاب الاطفال
(معاميل لهم)! ومع هذا فانني (لا
اخلص من لسان حنتوري)! وهي توجه
لي السؤال في بعض الاحيان (لعد
انته اشلون تطلع)! فاقول لها..
انني ذاهب لبيت احد الاصدقاء
القريبين منا!
استذكرت قضية (حنتوري)! وانا
ارى واسمع ما أقترفته الحكومة
وماتزال تقترفه بحق المواطنين في
بغداد عندما تفرض حظرا للتجوال في
كل مناسبة او بدونها وتعطل عمل
الكادحين والكسبة والذين يعتاشون
على قوتهم اليومي ورزقهم وهو
يسيرون على الالغام والجثث وبين
الميليشيات وبين صفارات انذار
سيارات المسؤولين وحركاتهم
(البهلوانية)! و(عنترياتهم
الكارتونية)! و(اسلحتهم الاستوك)!
هذه الحكومة التي لاتزال تخدع
الشعب حتى وصل الامر بها ان تخدعه
في ساعات وتوقيت حظر التجوال
ولاتتوان في التصريح بأنها كذبت
لامور (تكتيكية)! وهذا مايدعنا ان
نقول كان الله في عون المحاصرين
في منازلهم في درجة الحرارة
المرتفعة وانعدام الامن والامان
وعلى الله العوض ومنه العوض
لاصحاب (الجنابر) والباعة
المتجولين واصحاب سيارات الاجرة
(التاكسي)! و(الباصات)! واصحاب
محلات بيع الخضروات والمخابز
والافران والاسواق وعمال البناء
وكل المهن الشريفة التي يتوقف
رزقها بسبب اجراءات حكومة
(المنطقة الخضراء)! ولا ادري هل
ان (الجماعة)! لم يسمعوا بقطع
الاعناق ولا قطع الارزاق؟! العلم
عند الله وعند من جاء بهؤلاء
(السادة الاجلاء)! وهذا الامر
مادعانا.. نقول و نتساءل اذا كان
هناك من يعوض (حنتوري)! وهي طفلة
اصبحت حبيسة في البيت حالها حال
الكبار والصغار بـ(الهدايا
والملاعيب)! فمن الذي سيعوض هذا
الشعب المسكين الذي يرزح تحت سوء
الخدمات وانهيار البلاد؟! سوى
الله الواحد الاحد الفرد الصمد..
وانا لله وانا اليه لراجعون!
saadalawsi@yahoo.com |