حسنًا فعل
المكتب الإعلامي للتجمُّع العراقي
للتحرير والبناء في إصداره بيانه
المعنون "بيان التجمُّع
العراقي للتحرير والبناء حول
الجبهة القوميَّة والإسلاميَّة"
(العراقيَّة في دمشق) في
الحادي عشر من الشهر الجاري.
وسبب ترحيبنا
بالبيان يعود لأمور عدَّة منها:
أوَّلاً: إلى
تأكيده افتقار القائمين على
التجمُّع إلى الأهليَّة والكفاءة
لقيادة مشروع وطني سياسي جامع،
وتمثيل شعب العراق ومقاومته
الوطنيَّة آنيًّا، وبعد التحرير.
فقد كشف عجزهم عن اجتياز أوَّل
اختبار حقيقي لقدراتهم
القياديَّة، وإفصاحهم عن خصائص
وسمات لا تليق بمن يطمح إلى إدارة
الخندق المناهض للاحتلال وقيادة
شعب العراق لاحقًا. فالبيان عكس
بوضوح تشنُّجًا وانفعالاً وحالة
عدم استعداد لتقبُّل الانتقادات
الموجَّهة لبرنامجهم السياسي،
وتجنُّب التعامل مع المواضيع
الأساسيَّة، وعدم الردٍّ على ما
طرحناه من تساؤلات باستخدام
أساليب المراوغة وإرباك القارئ،
ثمَّ ونوجيه التهم الباطلة،
واستخدام مفردات لا تليق بمدَّعي
الثقافة والعلم الذين يطرحون
تشكيلهم السياسي كصيغة متقدِّمة
للتعامل السياسي الراقي.
كان حريًّا
بهم، كسياسيِّين طامحين إلى
قيادة العراق وإعادة بنائه،
التعامل مع الانتقادات، بما فيها
السلبيَّة، بأسلوب ينمُّ عن حرص
على احتواء الجميع، ولا سيَّما
مَن تختلف مواقفهم مع نهج
التجمُّع وأهدافه، والمسيئين منهم
كذلك، بدلاً من الاختباء وراء
اتِّهامات واهية، والرد
الانتقائي المتسرِّع والمتشِّج،
والإفراط في استخدام مفردات
ومصطلحات بشكل مصطنع لتسويق فكرة
تفوُّقهم الفكري على منتقديهم.
ثانيًا:
تعزيز مضمون البيان كلَّ ما
أوردناه في مساهمتنا السابقة
بأقسامها الأربعة، ولا سيَّما
موقف "التجمُّع" من المقاومة
وشرعيَّتها وصفتها التمثيليَّة.
واشتماله على صيغة تجمعهم
والتجمُّعات الأخرى التي يخطِّطون
للتحالف معها بمشروع موازٍ
للمقاومة الوطنيَّة المسلَّحة
خلال هذه المرحلة، وبديلاً منها
في مرحلة ما بعد التحرير!
ثالثًا: منحنا
صدور "البيان" فرصة للتعامل مع
هذا المشروع الهامشي المؤطَّر
بشعارت توحيد الصف الوطني، ودعم
المقاومة وإسنادها، وتأسيس
مرجعيَّة لا يُستثنى منها أحد.
وعرض القصَّة الحقيقيَّة لولادة
"التجمُّع"، وكشف وثائق تبرهن على
كلِّ ما أثبتناه، ولا سيَّما أنَّ
"التجمًّع العراقي للتحرير
والبناء" هو مخلوق "حسيبي"، وأحد
إفرازات "تجمُّع بيروت" عام
2005، وأن تأسيسه جاء لتوفير
خيارعراقي ثالث لخيارت الاحتلال
الراهنه يمكن استخادمه لتسهيل
مهمَّات انسحاب المحتلِّين لاحقًا
بأقلِّ الخسائر والكلف السياسيَّة
والماليَّة دون أن يفقدوا
مكتسباتهم ولا سيَّما النفطيَّة
منها.
لم يكن صدور
البيان مفاجأة لنا. على العكس،
كنَّا نتوقَّع صدوره حتَّى قبل
نشرنا الحلقة الرابعة من مساهمتنا
الأخيرة. لكن ما أثار استغرابنا
حقًّا هو طغيان التشنُّج وفيض
المغالطات والمفردات التي لا تليق
بإدارة حركة سياسيَّة تضمُّ ما
يقارب 100 شخصيَّة فكريَّة
وسياسيَّة وفقًا لتصريحات مسؤولي
التجمُّع. ولا تليق بأمينه العام
البروفسورهيثم الناهي، ولا بناطقه
الرسمي الدكتور صباح الشاهر، ولا
بعرَّاب "التجمُّع" ومؤسِّسه
السيِّد خير الدين حسيب.
قد يكون من
المفيد الإيضاح بأن ليس من دأب
كاتب هذه السطور إهدار الوقت في
الردِّ على ما يُوجَّه من
انتقادات لمساهماته، لا سيَّما
تلك التي لا تتضمَّن ما يستحقُّ
الرد. لكنَّني اعترف بأنَّني قد
وجدت في بيان "التجمُّع" الكثير
من الإغراء للردِّ على مضمونه
وكشف مغالطاته لكونه صادرًا عن
مجموعة تتبنَّى "مشروعًا" يحتوي
قدرًا كبيرًا من الخطورة على
سلامة الخندق السياسي المناهض
للاحتلال.
لا يقتصر
الهدف من هذه المساهمة على تفنيد
المغالطات الواردة في بيان المكتب
الإعلامي للتجمُّع العراقي
للتحرير والبناء، و لا على الرد
على ما طُرح من توضيحات عن موقف
واضعيه من المقاومة الوطنيَّة
العراقيَّة، ومن موضوع تشكيل
"مرجعيَّة وطنيَّة عراقيَّة لا
تستثني أحدًا"، بل لتأكيد ما
أثبتناه من قناعات وتقويم لدوافع
تأسيس "التجمُّع" وبرنامج عمله
السياسي بشكل أكثر تفصيلاً
وتوثيقًا. ونظرًا إلى تعدُّد
المواضع والنقاط، وإلى رغبتنا في
عدم إثقال كاهل القرَّاء الكرام،
فقد أوجزنا ردَّنا في جزئين.
الأوَّل، نفنِّد فيه المغالطات
الشكليَّة أو الثانويَّة التي
تضمَّنها البيان. ونعالج في القسم
الثاني الجوانب السياسيَّة
الواردة فيه، ونؤكِّد خطورته على
قضيَّة شعبنا وعلى أمن المقاومة
وديمومتها.
سأصرف النظر
عمَّا تضمَّن البيان من مغالطات
وتهم وشتائم كثيرة موجَّهة لكاتب
هذه السطور. فمن غير المُجدي أن
نهبط بموضوعيَّة البحث إلى
ذاتيِّة ربِّما لا تعني القارئ
شيئًا، ولن تؤكِّد "أهميَّة"
صاحبها. صحيح أنَّ الشتائم
والمغالطات والإهانات في الردود
على المقالات هي كالزعيق
والضجيج في
النقاش، قد تحدُّ من سماع
الحقيقة، ولكن لن تلغيها.
(1)
على الرغم من
احتواء "البيان" على عبارات الشتم
والتجريح الشخصي، لتجرُّأ كاتب
المساهمة في التعبيرعن قناعته في
برنامج "التجمع" السياسي وأهدافه،
وتشكيكه في قدسيَّة "الباب
العالي" وعصمته. فقد قدَّم لنا
"البيان" خدمة تستحقُّ الإشادة
والثناء! نحن الذين عانينا من
أزمة ثقافيَّة مزمنة حافلة بسمات
العجز الثقافي والعقم الفكري وعدم
المقدرة على استيعاب المفاهيم
الفكريَّة والبرامج السياسيَّة،
ولا سيَّما العجز عن استيعاب
"ماهيَّة الكتلة التاريخيَّة"
التي طرحها مجدَّدًا السيد خير
الدين حسيب كحلٍّ لأزمات الأمَّة
العربيَّة، وتجسيدٍ لآامالها
وطموحاتها، ويبدو أنَّنا سعينا
جاهدين للوقوف على أسباب تلك
المصيبة، ومعالجتها دون جدوى! بيد
أنَّنا للعجب العُجاب، اكتشفنا
بعد قراءة "البيان" أنَّ أسباب
"علَّتنا الثقافيَّة" تكمن في عدم
اطِّلاعنا على ما قدَّمه السنيور
"غرامشي"، وعدم قراءتنا
الحوارالذي أجرته مجلَّة
"المستقبل العربي" الصادرة عن
مركز دراسات الوحدة العربيَّة مع
الأستاذ محمَّد عابد الجابري"!
هنا نجد
أنفسنا ملزمين لشكر اللجنة
الإعلاميَّة للتجمُّع العراقي
للتحرير والبناء لمساعدتنا على
حلِّ مشكلتنا الثقافيَّة! ونعدهم
بقراءة مساهمة المغفور له
السنيور"غرامشي"، وحوار الجابري،
وإعادة مراجعة ما كُتب مؤخَّرًا
عن "السراب التاريخي". لا بل
نعدهم أيضًا على مراجعة كتب آدم
سميث وديفيد ريكاردو وألفريد
مارشال وجون ستيوات ميل وكارل
ماركس، وقراءة كلِّ ما يتعلَّق
بتاريخ الاقتصاد العراقي، لعلَّها
تساعدنا على إيجاد الأسباب التي
دفعت مهندس "التحوُّلات
الاشتراكيَّة" في العراق عام 1964
لتأميم مصنع صابون "كافل الحسين"
بطناجره الثمان وأفرانه الأربعة
وعمَّاله الإثنين والعشرين،
وتحويل ملكيَّته إلى القطاع
العام. وأن نجد مبرِّرًا لإنشاء
"المصلحة العامَّة لاستيراد
الشاي"، و "المؤسَّسة العامَّة
للألبان". والأهم، إيجاد أسباب
عدم تأميم أهم قطاعات اقتصاد
العراق، القطاع النفطي، وغيره من
القرارات التي كانت سببًا رئيسًا
في اختلالات هيكيَّلة مزمنة في
الاقتصاد العراقي لم يتمكَّن
واضعو السياسات الاقتصادية من
تجاوزها حتَّى بعد عقدين من
الزمن.
(2)
لا أحسب أنَّ
إدارة "التجمُّع" تختلف معنا على
صواب حكمة الشاعر: "لا تَنْهََ
عَن حُلُقٍ وَتَأتِي مِثْلَهُ"
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ
عَظِيمُ." لقد تظلَّم "البيان"
ممَّا وجِّه إلى حركتهم من "تجريح
وشتائم"، وأدانوا هذا النهج، وهم
محقُّون في إدانة مثل هذه
السلوكيَّة الخاطئة. لكن المشكلة
أنَّنا بحثنا عن تلك "الشتائم
والإهانات" في كلِّ ما كُتب عن
"التجمُّع" من انتقادات فلم نعثر
عليها! فهل انتقلت عدوى
المظلوميَّة إلى مثقَّفي لندن
وبيروت أم ماذا؟
بما أنَّ
البيان قد ركَّز على كاتب هذه
السطور دون غيره من منتقدي "طبخة
دمشق" الفاشلة، فمن البديهي أن
نفترض أنَّنا المعنيُّون في توجيه
الشتائم والألفاظ النابية. بكلِّ
بساطة، نقول بأنَّ هذا الاتِّهام
أسوة بكلِّ ما تضمَّنه البيان
الصادر عن المكتب الإعلامي
للتجمُّع العراقي للتحرير مغالط،
ولا يحمل أيَّ قدر من الصواب.
وباستطاعة القرَّاء الكرام مراجعة
مساهمتنا المشار إليها في بيان
التجمَّع، وأن يدلُّونا على شتيمة
واحدة، أو فقرة تشتمل على قذف
أوتجريح شخصيٍّ.
نعم، نحن
تعرَّضنا لأسباب عقد "التجمُّع"،
وانتقدنا فقرات محدَّدة من بيانه
الختامي، وتعرَّضنا إلى الأهداف
الحقيقية لقيامه، وكشفنا مَن يقف
وراء تأسيسيه، ولماذا؟ وهاجمنا
بقسوة لا نندم عليها مشروعهم
الخطر دون التعرُّض لإدارة
التجمَّع، أو أعضائه أو المساس
بأيٍّ منهم شخصيًّا. وهذا حقٌّ
طبيعي لسنا بحاجة لترخيص لنمارسه.
لنرى مَن شتم
مَن. لنستعرض بعض النعوت وعبارت
التصغير التي وجَّهها لنا مثقَّفو
لندن وبيروت، وتعبِّر عن شعورٍ
مَرَضِيٍّ بالفوقيَّة لا نعرف
أسبابه. نحن نعرف تمامًا إدارة
"التجمُّع"، ونعرف مؤهِّلاتهم
العلميَّة الحقيقيَّة، وقدراتهم
الثقافيَّة وتاريخهم السياسي.
لكنَّنا لا نبادل إدارة
"التجمُّع" الطامحة إلى تحرير
العراق وقيادة شعبه الشتائم
وعبارات التصغير لأنَّنا نأنف من
ممارسة هذا الأسلوب الرخيص
والسهل، "فمَن كانَ في ظلِّه
فالشمْسُ تخشاهُ." ومن ثالثة
ورابعة الأثافي أن ينتظر كاتب هذه
السطور شهادة من هؤلاء تؤكِّد
انتماءه للعراق والأمَّة
العربيَّة. أمَّا ما ذهب إليه
"البيان" في وصف كاتب هذه السطور
ونعته بـ "عقم في الإدراك،
والفقرالفكري، واجترار، وضعف في
الاطِّلاع، الذين لا يفقهون
ويكابرون وبجعجعة شخصيَّة دعيَّة
وفارغة، قصور سياسي" وغيرها من
الصفات والنعوت، فلا تحتاج إلى
الردِّ بل الشفقة .
ولا بدَّ من
الإشارة إلى أنَّها ليست المرَّة
الأولى التي تمارس فيها جماعة
مؤتمر بيروت مثل هذا السلوك
الشائن. فلقد سبق لرئيس
مركزدراسات الوحدة العربيَّة،
السيِّد خير الدين حسيب أن وجَّه
سيلاً من الشتائم لكلِّ مَن
تجرَّاء وانتقد، أو تساءل عن
دوافع انعقاد "تجمُّع بيروت"، أو
حذَّر المجتمعين من مغبَّة الخروج
بقرارات تشكِّل التفافًا على
المقاومة.
سنتجاوز ما
كاله السيِّد حسيب لمنتقديه من
شتائم خلال الجلسة الافتتاحيَّة
التي أشار إليها الأستاذ موسى
الحسيني في مقال سابق له، ونقتبس
نص رسالة وجَّهها السيِّد حسيب
إلى السيِّد عماد خدوري، المنشورة
في مدوَّنة السيِّد خدُّوري،
ومرفق رابطها أدناه.
"أخي عماد
المحترم
تحيَّة،
قبل عام من
الآن طرحنا هذا البرنامج الواسع
والأشمل وتعرَّضنا لما تعرَّضنا
له من هجوم من المهرِّجين
والأدعياء والكذَّابين في حينه مع
أنَّه نال رضى وموافقة كثيرين من
أصحاب القضيَّة الذي أشير فيه
إليهم، وفي مقدَّمتهم جماعات
موجودة في الخنادق لا في بيانات
الإنترنيت فحسب.
مع
تحياتي"
http://abutamam.blogspot.com/2005/12/end-occupation-of-iraq.html
لا نود هنا
تفنيد مزاعم تأيييد أصحاب الخناق
لمبادرة حسيب، لأنَّنا سبق
وبرهنَّا على عدم مصداقيَّة هذا
الادِّعاء. لكنَّنا نودُّ أن نوضح
للقرَّاء والمعنيِّين منهم بهذا
الحوار مَن هم المقصودون بـ
"المهرِّجين والادعياء
والكذَّابين". إنَّهم إلى جانب
كاتب هذه السطور كلٌّ من
السيِّدات والسادة إيمان السعدون
وصلاح المختار وعوني القلمجي
ونوري المرادي ودجلة وحيد وموسى
الحسيني وعبد الإله البياتي.
هذه العناصر
الوطنيَّة الشجاعة والأبيَّة
والمقاومة للاحتلال منذ الأيَّام
الأولى، والداعمة للمقاومة بدون
قيد أو شرط، تُنعت بمثل هذه
الصفات البذيئة لأنَّها اختلفت مع
نهج الحالم بحكم العراق، عرَّاب
مبادرات الالتفاف على برنامج
المقاومة، ومرتِّب صفقات التسوية.
ولأنَّها انتقدت تجمُّعه المشبوه
والفاشل في بيروت، وفضحت أهداف
مبادرته ومضمونها المساومة على
مصالح شعب العراق. هذه العناصر
الشجاعة التي لو كُتب على صاحب
هذه السطور مقارعة شياطين الجحيم
فلن يختار إلاَّ واحدًا منهم
لمرافقته أثناء المرورعبر بوَّابة
الجحيم، لشجاعتهم وصدقهم
وإخلاصهم. شخصيَّات رجالاً ونساءً
سيخلِّدها تاريخ العراق، ويثمَّن
مساهماتهم الوطنيَّة الأصيلة في
دعم المقاومة حتَّى هزيمة
الكحتلِّ ونصرها المؤزَّر.
(3)
لعلَّ أكثر
الاتِّهامات الموجَّهة لنا سذاجة
وإثارة للشفقة ، اتِّهامنا
بممارسة ما نعتوه بـ
"روح
الوصاية ومصادرة الحقوق
السياسيَّة، وروحيَّة الإقصاء بل
القمع."
هذه الا
تِّهامات الساذجة لن تجتاز أيَّ
اختبار منطقيِّ لأكثر من سبب:
أوَّلاً:
كونها اتِّهامات كاذبة لا تستند
على أيِّ أساس. فمن مراجعة سريعة
لمضمون القسم الأوَّل لمساهمتي
موضوع البحث، سيلحظ القارئ أنَّني
قد أشرت إلى حقِّ الجميع في طرح
ما يشاءون من مبادرات، وتأسيس ما
يرتأونه من تجمُّعات سياسيَّة.
وقد تضمَّن القسم الأوَّل من
مساهمتي النص التالي:
"إنَّ
اعتراضنا على معظم المبادرات
السياسيَّة المطروحة لتخفيف أعباء
الإدارة الأمريكيَّة في العراق لا
تعني بإي شكل من الأشكال مصادرة
حقِّ المبادرين، وأصحاب مشاريع
المناقصات السياسيَّة في عرض
خدماتهم على الإدارة الأمريكيَّة
والقوى الإقليميَّة الأخرى،
وبالأسعار التي يرتأونها! لكنَّنا
في المقابل، نحتفظ بحقِّنا الكامل
في التعرُّض لأصحاب مبادرات
التسوية والتنازلات، وكشف كلِّ ما
نراه متعارضًا مع مصالح شعبنا،
ومهدِّدًا لأمن مقاومته الوطنيَّة
وديمومتها ،ولكل ما من شأنه
تأخير انتصارها الحتمي!"
ثانيًّا:
الدليل الأكثر قوَّة على ضحالة
هذا الصنف من الاتِّهامات، يكمن
في أنَّنا لم يسبق أن انتقدنا أو
أبدينا ملاحظات على ما طرح من
مشاريع سياسيَّة خلال المرحلة
المنصرمة باستثناء تصدِّينا
لمخطَّط "تجمُّع بيروت". لقد شهدت
المرحلة المنصرمة ولادة الكثيرمن
المبادرات والمشاريع السياسيَّة،
كان آخرها الإعلان عن انبثاق
"التيَّار الوطني العراقي" بقيادة
السيِّد الشيخ حسين المؤيِّد،
إلاَّ أنَّنا لم نعترض، ولم
نهاجم أو ننتقد أيًّا منها على
الرغم من عدم قناعتنا بالكثير مما
تضمَّنته تلك البرامج، واختلافنا
الجذري مع آليَّاتها.
لقد اعترضنا
وتصدَّينا، وسنستمر في تصدِّينا
لمشروع "تجمُّع بيروت" وكلِّ
إفرزاته لكونها الأكثر خطورة على
مصالح شعبنا، وعلى أمن المقاومة
وديمومتها، وحقوق المقاومين،
ولارتباط أصحاب المشروع بقوى
دوليَّة وإقليميَّة معادية لآمال
شعب العراق، ولِما يطرحه من
تنازلات في حقوق شعب العراق.
إنَّ دوافع
الاختباء خلف اتِّهامات التسقيط
مشخَّصة، وهي لا تزيد عن كونها
سيفًا مسلَّطًا على رأس كلِّ مَن
يتجرَّأ وينتقد المشاريع
السياسيَّة التي لا تنسجم مع
قناعاته الوطنيَّة. وكونها وسيلة
يائسة يستخدمها العاجزون عن
الدفاع عن طروحاتهم ومشاريعهم،
وأسلوبًا رخيصًا لا يليق بـ
"الديمقراطيِّين والمتفوِّقين"
على غيرهم سياسيًّا وثقافيَّا،
وإرهابًا فكريًّا عقيمًا وغير
مجدٍ.
نحن نفهم
تمامًا أنَّ رفع شعار: "لا
للإقصاء" مرتبط بالدعوة لتشكيل
مرجعيَّة وطنيَّة لا تستثني
أحدًا، وتوسيع التحالف الوطني
وغيرها من الشعارت المبطَّنة
بأهداف لا نتردَّد في وصفها
بالخبيثة لكونها تسعى إلى خلق
فجوات في جدار الجبهة المناهضة
للاحتلال لتسهيل تسلُّل عناصر
عميلة ومجرمة لاحقًا إلى خنادق
رافضي الاحتلال وعملائه
السياسيِّين كإياد علاَّوي وحازم
الشعلان وسواهما، كما تسلَّل من
قبلهم اديب الجادر أحد أعضاء
اللجنة الاستشاريَّة التي
شكَّلتها الإدارة الأمريكيَّة
اثر صدور "قانون تحرير العراق"
السئ الصيت ، لدراسة ما اطلقوا
عليه "عراق ما بعد صدام حسين"، ،
وكما تسلل عبد الحسين شعبان
سكرتير أحمد الجلبي ، كاتب
مسوَّدة الدستور المقترح التي
تبنَّتها "ندوة بيروت"
البحثيَّة؟؟!!. ثمَّ أنَّ
"الإقصاء" مطلوبًا في بعض
الحالات! التجمُّعات الوطنيَّة
الحقيقية يجب ألاَّ تكون منتديات
عامَّة يرتادها مَن يشاء دون
ضوابط أو شروط. وألاَّ تكون حصان
طروادة جديد يتسلَّل من خلاله
خونة العراق وقتلة شعبه إلى
الخندق السياسي المعادي للاحتلال
لتأدية أدوار خيانيَّة جديدة
لسادتهم بعد أن نفَّذوا أدوارهم
في تدمير الدولة العراقيَّة وقتل
ابناء شعب العراق وتشريدهم. اقصاء
الخونة وضرورة حاسمة لحصانة
الخندق المقاتل للاحتلال وسنستمر
في المطالبة بها .
كان على كاتب
"البيان" أن يكون أكثر حيطة
وفطنة، وألاَّ يورِّط نفسه
وتجمُّعه في ملفِّ الإقصاء
ومصادرة الحقوق السياسيَّة.
فالكاتب يدرك تمامًا مَن هم أبرز
أعضاء مشروعهم ومناصريه، بمن فيهم
كاتب الأفكار الأساسية لتجمُّعهم
إثر "اجتماع هلسنبوري"، ومَن سبق
لهم أن ثقَّفوا وتثقَّفوا على
فكرة الإقصاء، وساهموا في تنفيذ
أوَّل وأبشع أنواع التسقيط
السياسي في تاريخ العراق الحديث.
يتَّهمنا
"البيان" بإقصاء الآخرين، ويلمِّح
بمغالطة مفضوحة إلى العلاقة بين
انتمائنا العقيدي وما أطلق عليه
"روح الإقصاء"، ليوحي للقارئي
بأنَّ الإقصاء ومصادرة حقوق
الآخرين السياسيَّة ما هي إلاَّ
نهجًا بعثيًّا. لكن تناسى كاتب
البيان والناطق الرسمي باسم
"التجمُّع" ببهلوانيَّة غريبة
شعارت" "ماكو زعيم إلاَّ كريم"، و
"اللي ما يصفِّق عفلقي" و "ماكو
مؤامرة تصير والحبال موجودة"، و
"إعدم إعدم، عبد الكريم قاسم".
تناسوا بشاعة سحل الغريم السياسي
حيًّا في شوارع بغداد والموصل
وكركوك وغيرها من مدن العراق!
نحن لا نودُّ
أن ننكأ جراحًا قديمة، لكن في
الوقت نفسه لا نسمح بتمرير
اتِّهامات مغالطة. ولن نسمح لهكذا
عناصر أن تلقي علينا دروسًا في
الديمقراطيَّة والتعايش السياسي
وتقبُّل الرأي الآخر.
ومن الضروة
بمكان أن نؤكِّد هنا موقفًا سبق
أن ثبَّتناه في مساهمتنا الأخيرة،
وأزعج إدارة "التجمُّع
العراقي".في اننا "لن نتردَّد
في التصدِّي لكلِّ مشروع نرى فيه
تهديدًا لأمن المقاومة وخطرًا على
قضيَّة شعب العراق العادلة
بكلِّ قوَّة وحسم"،
وبحزم أيضًا.
(4)
من بين
المغالطات الأخرى التي قدَّمها
بيان اللجنة الإعلاميَّة،
اتِّهامنا في رفض ما وصفه البيان
"تجميع الوطنيِّين العراقيِّين في
أطر سياسيَّة ذات تأثير في دعم
نضال مقاوتنا الباسلة وكفاحها..."
من الوضح أنَّنا نختلف جذريًّا
على معيار المواطنة والوطنيَّة.
فعبد الحسن شعبان وعصام الخفاجي
وأديب الجادر وحازم الشعلان
وعدنان الباجه جي قد يصنَّفون
كوطنيِّين عراقيِّين من إدارة
"التجمُّع. وهم أحرار في انتقاء
معايرهم. لكن الآخرين يرون فيهم
خونة لشعب العراق ولصوص وقتلة.
التجمعات الوطنية لا تستمد
وطنيتها من رفعها شعارات وطنية
وادعائها في دعم المقاومة بل من
خلال سلوكها واهدافها، فابراهيم
الاشيقر وحزبه العميل يدعون
الوطنية، ، وسبق له وادعى كونه
"المقاوم الحقيقي"، فهل يجب
التعامل معه ومع حزبه وفق ما
يرفعونه من شعارات؟
يتَّهمنا
"البيان" أيضًا بوصفنا قيام أطر
سياسيَّة خارج العراق بأنَّه خدمة
للاحتلال! من الصعب جدًّا أن نجد
عبارة يمكن أن نصف بها هذه
الاتِّهامات بغير الكاذبة، وبأنَّ
مطلقيها كذَّابون بكلِّ ما تنطوي
عليه الكلمة من سقوط وتدنٍّ
وتدهور خلقي.
بوسع القرَّاء
معرفة حجم مصداقيَّة هذه
الاتِّهامات (أو عدمها)، ومعرفة
موقفنا الحقيقي والإيجابي من
توحيد الصف الوطني المناهض
للاحتلال بالرجوع أوَّلاً إلى
مقالنا المشار إليه في بيان
التجمُّع العراق أوَّلاً، وثانيًا
باستخدام الوسائل التكنولوجيَّة
المتاحة للبحث عن مساهماتنا
السياسية المتواضعة .
موقفنا من
وحدة الصف المناهض للاحتلال واضح
وموثَّق. وقد تطرَّقنا إلى بعضه
في مساهمتنا الأخيرة. إنَّنا
بالتأكيد مع كلِّ جهد وطنيٍّ قائم
على الثوابت الوطنيَّة
العراقيَّة، وبعيد عن مشاريع
الأنظمة العربيَّة والمؤسَّسات
الدوليَّة، وبعيد عن "الأجندات"
الشخصيَّة. والأهم، بعيد عن
مشاريع الإدارة الأمريكيَّة. نحن
لم نقف ضدَّ أيِّ مشروع لتقريب
وجهات النظر وتوحيد الصف الوطني،
على العكس من ذلك. وهنالك الكثير
من الشخصيَّات الوطنيَّة تدرك ما
بذلناه من محاولات على هذه
الصعيد.
نعم، إنَّنا
بكلِّ تأكيد ضدَّ التوليفات
السياسيَّة الهشَّة القائمة على
أسس تجاريَّة وتحالفات مشبوهة.
نعم، نحن ضدُّ
قيام تجمُّعات هجينة تقدِّم
للإدارة الأمريكيَّة فريقًا
احتياطيًّا يمكن استخدامه لتغطية
هزيمتها في العراق بانسحاب
قوَّاتها دون ان تخسر سيطرتها على
نفط العراق.
نعم، نحن ضدُّ
فكرة تشكيل تجمُّعات تعلن
مقدَّمًا عن استعداها للتفاوض مع
المحتلِّين بصرف النظرعن مكوِّنات
تلك التجمُّعات.
ونعم، نحن
ضدُّ مشروع "تجمُّع بيروت"
وإفرازاته لأسباب كثيرة سبق
الإشارة إليها، لأنَّ لدينا
القناعة المبنيَّة على حقائق
ومعطيات في كونه مشروع التفاف على
المقاومة، ومشروع مساومة يتعارض
مع نهج المقاومة ومع مصالح العراق
المشروعة.
ليس من باب
التبجُّح أو المباهات أن نذكِّر
بأنَّنا، بكلِّ تواضع واعتزاز،
كنَّا سبَّاقين في طرح قضيَّة
توحيد الخندق المناهض للاحتلال.
لقد دعينا علنًا يوم كان
"اللندنيُّون" وأقرانهم جالسين
على أسوار حلبة صراع شعب العراق
مع المحتلِّين يترقَّبون نتائج
المعارك الأولى. يوم كان مَن
يطالب اليوم بدور قيادي يكيل
التهم والنعوت للمقاومة، ويصفها
بالمناطقيَّة والإرهاب، وبكونها
بعثيَّة أو صدَّاميَّة وغيرها من
المواقف المائعة والسلبيَّة.
ففي 13
أيلول/سبتمبر 2003، وبعد أشهر
قليلة من احتلال العراق، نشرنا
مقالاً بعنوان: "من أجل موقف
عراقيٍّ موحَّد لمجابهة الاحتلال،
لاآت العراق الثلاث"، دعونا
فيه إلى وحدة الصف على ثلاث ثوابت
وطنيَّة أساسيَّة.
وفي
23/4/2004، نشرنا مساهمة متواضعة
ثانية بعنوان: "نحو مرجعيَّة
وطنيَّة عراقيَّة" جدَّدنا
فيها دعوتنا إلى وحدة الصف
الوطني، بالإضافة إلى تكرارنا مثل
هذه الدعوات في كلِّ مناسبة
إعلاميَّة أتيحت لنا.
إيراد هذين
المصدرين ليس للتبجُّح والمباهات،
لأنَّنا في نهاية الأمر لم نقدِّم
للوطن ما يعادل حبَّة خردل مماثلة
بما قدَّمه ويقدِّمه المقاومون
وعوائلهم. لكنَّنا أوردناها لندحض
تخرُّصات متَّهميننا بتفريق وحدة
الصف، ولنؤكِّد بأنَّنا لسنا
بحاجة إلى دروس وطنيَّة من الشاهر
والناهي وحسيب وغيرههم. نحن ندرك
ضرورة العمل الوطني الموحَّد
وأهميَّته ومخاطر التشرذم. هذا لا
يعني بأنَّنا لسنا بحاجة إلى دروس
وطنيَّة نتلقَّاها من أبناء شعبنا
الصامدين، ومن مقاومتنا الباسلة،
ومن الشخصيَّات الوطنيَّة
الصادقة في توجُّهاتها والتزامها
بثوابت المقاومة والتحرير.
(5)
رفض كاتب
البيان فكرة الربط بين السيِّد
خير الدين حسيب وتأسيس
"التجمُّع". وادَّعى بأنَّ دور
السيِّد حسيب لم يتجاوز تقديم
الدعم والإسناد وتسهيل انعقاد
المؤتمر التأسيسي للتجمُّع عبر
المساعدات التي قدَّمها مركز
دراسات الوحدة العربيَّة.
لم يحالف
التوفيق كاتب المقال هنا أيضًا،
في وصف العلاقة بين السيِّد خير
الدين حسيب والتجمُّع. فالسيِّد
حسيب هو صاحب فكرة تأسيس
"التجمُّع" لأسباب سبقت الإشارة
إليها في مقالنا السابق،
وسنعزِّزها بحقائق أخرى في
الفقرات اللاحقة، لتثبيت ما ذهبنا
إليه.
ما نعجز عن
فهمه، لماذا هذا التنصُّل من
الدور الريادي للسيِّد حسيب في
تأسيس "التجمُّع" علمًا بأنَّ
الكثيرين من إداريِّي "التجمُّع"
واعضائه يتعاملون مع السيِّد حسيب
كشخصيَّة وطنيَّة وقوميَّة لا
غبار عليها.
سنقدِّم هنا
نص رسالة وجَّهها السيِّد هيثم
الناهي إلى السيِّد حسيب بعد
اختتام الاجتماع الذي انعقد في
لندن في يوم الأحد 3/12/2006. هذه
الرسالة التي وزِّعت على عدد من
العراقيِّين القريبين من إدارة
"التجمُّع" تبرهن بما لا يقبل
الشك بأنَّ دور السيِّد حسيب لم
يقتصر على توفير موارد مركز
دراسات الوحدة العربيَّة لتمويل
المؤتمر التأسيسي للتجمُّع
العراقي للتحرير والبناء، بل
إنَّه لعب دورًا قياديًّا في
تأسيسه.
(نصُّ
الرسالة)
الأخ
الأستاذ الدكتور خير الدين حسيب
المحترم
تحية طيبة
وبعد
لقد تمَّ
الاجتماع التدوالي في لندن يوم
أمس الأحد الموافق 3 ديسمبر 2006م
بحضور 25 شخصيَّة تمثِّل مجموعة
من العراقيِّين في كلٍّ من
المملكة المتَّحدة والسويد
والدنمارك وهولندا وبلجيكا.
وانعقد الاجتماع في لندن بمقرِّ
البيت البولوني الواقع بمنطقة همر
سمث وسط لندن في تمام الساعة
السادسة مساءًا. وكانت أعماله
كالأتي:
1.
أدار
الجلسة الدكتور هيثم الناهي،
ورحَّب بالضيوف، وتحدث عن أهداف
التجمُّع والأسباب التي دعت إلى
ذلك. وما هي المستلزمات الضرورية
التي قد تُنجح أيَّ عمل سياسي
مستقبلي. كما ركَّز الناهي على
الأهداف الأساسية للمشروع
والمتعلِّقة برفض الاحتلال ودعم
المقاومة والعمل على إفشال تقسيم
العراق فيدراليًّا وطائفيًّا.
2.
قدَّم
بعد ذلك الأستاذ منذر الأعظمي
ملخًّصًا تاريخيًّا عن أسباب فشل
تضامن القوى الوطنيَّة العراقيَّة
الإسلاميَّة والقوميَّة
واليساريَّة والليبراليَّة في
الحقب التي عاصرها سياسيو العراق؛
مركِّزًا على ضرورة
قيام الكتلة التاريخيَّة
والتعامل مع الحالة وفق مبدأ
المواطنة وصولاً لمحاربة الاحتلال
ودعم مقاومته.
3.
ألقى
الأستاذ صباح الشاهر الضوء على
الورقة التي قدَّمها الدكتور خير
الدين حسيب ولخَّصها ضمن ما
يتناسب وواقع العمل وأهميَّة
نقاطها؛ ومركِّزًا على أهميِّة
البحث في حالة بناء العراق بعد
التحرير وليس فقط بكيفيَّة
التخلُّص من الاحتلال وحسب.
4.
تابع
الأستاذ سعدون المشهداني الحديث
بعد ذلك حول ما جاء في ورقة
السويد والدنمارك ملخِّصًا
أهميَّة البعد الوطني في العمل
السياسي، وأهميَّة وضوح الصورة في
العمل خوفًا من الفشل في تحقيق
أهداف التجمُّع مستقبلاً.
5.
ثمَّ
اختتم الدكتور جمال السامرَّائي
الحديث بورقة هولندا وبلجيكا
معطيًا العمل التنظيمي أهميَّة
قصوى ومركِّزًا على ضرورة
الاتِّصال بالداخل، وإيجاد آليَّة
للتعامل معهم دون فضح آليَّتهم كي
لا يكونوا هدفًا للاحتلال ومن
معهم. ثمَّ لخَّص في حديثه عن
الاتِّصال الذي أجراه والدكتور
الناهي مع عناصر في داخل العراق
ورغبتهم بالعمل شرط وضوح الرؤيا
ووضع الأمور في نصابها.
6.
بعد
استراحة قليلة، دعا الدكتور
الناهي الحاضرين للمداولة ومناقشة
الأوراق المقدَّمة والتي كانت
معظمها إيجابيَّة مع الاختلاف في
أمور طفيفة تتعلَّق بآليَّة العمل
وتسمية المشروع والتحرُّك. وأرجئ
الحديث في هذا الموضوع للاجتماع
الذي سيعقد في الدوحة ما بين
الأطراف للفترة من 19 إلى 21
ديسمبر خلال انعقاد المؤتمر
القومي الإسلامي.
7.
أدرجت
عدَّة أسماء للتشكيل، ونتيجة
للتباين في الآراء حسم الدكتور
الناهي الأمر وبإجماع الحاضرين أن
يتولَّى كلٌّ من الأستاذ منذر
الأعظمي والأستاذ صباح الشاهر
والأستاذ كاظم محمَّد والدكتور
جمال السامرائي والأستاذ سعدون
المشهداني مناقشة الأسماء ورفع
اقتراح باسم التنظيم المقترح مع
كتابة ورقة سياسيَّة للاجتماع سوف
ترسل إلينا يوم غد، تلخِّص
الأهداف الأساسيَّة وآليَّة العمل
كمقترح يتمُّ مناقشته في لقاء
الدوحة.
8.
تجدون
طيًّا أسماء الحضور وهم كلٌّ من:
9.
عطفاً على ما
تمَّ باجتماع ليلة أمس،
ولإنجاح اجتماع الدوحة، نرجو
توفير مستلزمات دعوة ووصول كل من:
نتمنَّى أن
يكون ملخَّصنا واضحًا، وتقبَّلوا
منَّا فائق التقدير والاحترام
مخلصكم
هيثم غالب
الناهي
الرسالة توضح
بشكل لا يمكن إنكاره العلاقة
الإداريَّة بين السيِّد الناهي
والسيِّد حسيب. وتبرهن على أنَّ
السيِّد حسيب هو الدافع الأساس
لتشكيل التجمُّع. والا لماذا يقدم
السيد الناهي تقريرا للسيد خير
الدين حسيب يوجز فيه ما تم تحقيقه
في اجتماع لندن؟! . هنا لا بدَّ
من أن نشير إلى أنَّنا لم ندرج
أسماء الحاضرين أو أسماء الذين
طالب السيِّد الناهي بتوجيه
الدعوة إليهم وتوفير مستلزمات
وصولهم إلى المؤتمر القومي العربي
في الدوحة احترامًا منَّا
لخصوصيَّاتهم.
النقطة الأخرى
التي تسحتقُّ الإشارة، هي تطرُّق
"البيان" إلى ما ذهبنا اليه في
مساهمتنا السابقة حول علاقة
"التجمُّع العراقي" بالسيِّد
حسيب، لكنَّه أغفل بانتقائية
متوقعه التطرق إلى ما أشرنا إليه
عن علاقة "التجمُّع" أو أحد
مدرائه بحازم الشعلان!. إشارتنا
إلى هذه العلاقة ليست تجنيًّا
أوافتراءً على "التجمُّع"، بل
حقيقة معروفة ومطروحة بشكل واسع،
وكان السيِّد صباح الشاهر، الناطق
الرسمي باسم "التجمُّع" قد أشار
إليها في تصريحه الإعلامي المنشور
في 14/7/2007، وجاء فيه: "ولمَّا
كنَّا كتجمُّع لا نعتزُّ بأيِّ
خائن، أو سارق، وبالأخص من كان مع
المحتلِّ قبل الاحتلال وبعده،
والذي شهد العالم كلُّه على
دمويَّته في دكِّ الفلُّوجة
والنجف الأشرف، وحيث أنَّنا لسنا
طرفًا في الدفاع عن هذا المتَّهم،
أو أيِّ متَّهم، آخر نقف على
الضدِّ من كلِّ توجُّهاته
وأعماله. لذا أقتضى التنويه
والإشعار بأنَّ ما يندرج ضمن
الموقف الشخصي للسيِّد الأمين
العام لا يُلزم التجمَّع بشئ،
وأنَّ موقفنا من العملاء، ومن
بينهم العميل حازم الشعلان واضح."
موقف الناطق
الإعلامي من العميل حازم الشعلان
سليم ولا غبار عليه، لكنَّه يبقى
قاصرًا عن توضيح علاقة التجمُّع
بحازم الشعلان.
إنَّ تبرير
ازدواجيَّة التعامل مع عميل صغير
وقاتل لشعب العراق كالشعلان بـ: "بأنَّ
ما يندرج ضمن الموقف الشخصي
للسيِّد الأمين العام لا يلزم
التجمع بشئ"! هو طرح غير
مقبول، إن لم نقل مراوغًا. فعلاقة
الامين العام لتجمُّع يطمح في لعب
دور مهمٍّ في تحرير العراق، وفي
إعاده بنائه في مجموعة من العملاء
والقتلة ليست مسألة ثانويَّة بل
جوهريَّة، لكونها تعكس صدق الحركة
وبرنامجها. وكما ذكرنا سابقًا
إنَّه من السذاجة لا بل من الغباء
الفصل بين مصداقيَّة المشروع
السياسي ومصداقيَّة أصحابه.
فمن يحرص على حقوق شعب العراق
ومقاومته الوطنية لا يمكن أن
يحرص على سمعة عميل صغير وواحد
مِن احقر قتلة شعب العراق !
وللموضوع صلة. |