ذكرنا في مقالات سابقة إن أدارة
( بوش
الأرعن ) أوقعت نفسها
وسمعة شعوبها وأميركا بأخطاء
كبيرة نتيجة تبنيها إستراتيجية
أفقدتها المصداقية الدولية مع
جميع الأنظمة الدولية الرسمية وما
تقود هذه الأنظمة من شعوب لها
مصداقية واحترام متبادل بينها
وبين شعوب وأحزاب سياسية أميركية
متمثلة بالحزبين الرئيسيين
(
الجمهوري والديمقراطي ) .
ولكن بعد ما تأكدت هذه الأنظمة
الدولية وشعوبها كذب ادعاء
(الإدارة الأميركية) بعد
أحداث
(11 سبتمبر) وما نتج عن
تلك الإدارة من
(إستراتيجية إرهابية)
نتيجة تحايل وكذب ودجل ورعونة
مخططيها باتهام دولا عربية
واسلامية وافريقية ودولا أخرى في
شرق القارة الاسيويه لغاية في هدف
إستراتيجيتها التوسعية باحتلالها
واحتكارها الثروات النفطية
والسيطرة على منافذها البحرية
لتنفيذ جوهر مخططها ألاستراتيجي
في حماية
(الكيان
الصهيوني) من خلال تقديم
الإسناد المباشر وبكافة الوسائل
المتاحة ماديا وعسكريا ومعنويا
ودوليا للتوسع وفق الإستراتيجية
المرسومة لها بإقامة دولة إسرائيل
الكبرى في قلب الأمة العربية
بدليل حربها واحتلالها العراق
وتدمير بنياته التحتية وتغير
نظامه السياسي الشرعي من خلال
(أسرهم)
وتصنيع البديل له من منشأها
والمعرفين للعراقيين
(بالعملاء) وباسم
(الديمقراطية) و(حقوق
الإنسان) والذي أصبح قمة
المهازل دوليا ومثارا لسخرية
سياسة تلك الدولة المحتلة التي
تبجحت أمام العالم بديمقراطيتها
النموذجية , وما قامت به من إسناد
للكيان الصهيوني في هجومه على
جنوب لبنان, والمؤامرات الخبيثة
المفبركة على سورية بمسرحية
(
الحريري ) ( رحمه الله)
ودورها التآمري والمخزي تجاه
السودان العربي وتدخلها السافر
في شونه الداخلية وبذريعة حماية
حقوق الإنسان , وسياستها
العدوانية تجاه كل دولة تمتلك
السيادة وما لها من حقوق شرعية
وسيادية بحقها القومي لامتلاكها
أسلحة والتكنولوجيا متقدمة أسوة
بالدول المتقدمة الحديثة مثل
كوريا الشمالية والصين وروسيا
ودول أميركا اللاتينية
(
فنزويلا وكوبا ) .هذه
الدلائل والإثباتات جعلت الرأي
العام الدولي والأميركي أن يدركوا
وبشكل لايثير الشك إن هذه
الإدارة مارقة في الأطماع
والتوسعات لغرض السيطرة على
الثروات ومنابع البترول الدول
العربية والإسلامية .إن ظهور
المقاومة العراقية وبشكل سريع
فاجئ (
الإدارة الأميركية)
والنظام الدولي وشعوب العالم وما
قامت به من عمليات جهادية كبدت
العدو المحتل الغازي خسائر فادحة
وصلت إلى أكثر من ( 38) ألف قتيل
وأكثر من ( 69) ألف جريح وما
كبدته من خسائر فادحة باليات
العدو وطائراته ومعداته الفنية
وبهندسته العسكرية وكذلك خسائر
مادية ومعنوية وإعلامية . كل هذا
بسبب التطور الميداني في تكتيكات
(المقاومة العراقية) التي
فاجأت العدو المحتل يوميا سواء
كان في تصنيعها الأسلحة أوما
تنفذه في ساحات الوغى والشرف من
عمليات منظمة وفق الخطط الميدانية
. هذه الأمور وغيرها أجهضت
السياسة الأميركية طيلة فترة
الاحتلال نتيجة تطبيقها لأبشع
الديمقراطيات في النظام الدولي
والتي ولدت المحاصصات الطائفية
التي سببت إلى سيطرة الدجالين
والمعروفين بألاجندة الأميركية من
الذين لهم ارتباطات وميول
واتجاهات وتبعيات أجنبية بدولة
إقليمية جعل بالشعب يدرك جيدا ومن
بعد أذاق التجربة بان مصيرهم
ووطنهم أصبح تحت سيطرة احتلا لين
(
الأميركي والصفوي الفارسي )
. أجندة صفوية عاثت في الأرض
فسادا وفوضى ومهازل سياسية وتفرقة
اجتماعية وسرقات اقتصادية وفقدان
الأمور الأمنية و.. الخ . مما
جعل بالنظام الدولي وكبار الساسة
الأميركيون أن ينقلبوا على سياسة
إدارتهم الإرهابية . فاخذ كبار
السياسيون في أميركا وبريطانيا
والدول الغربية أن ينتقدوا هذه
السياسة الرعناء والطائشة التي
أساءت بسمعة الإدارة وأميركا
نتيجة سياسة
(بوش )
الرعناء والتي أفقدتهم مئات
الآلاف من القتلى والخسائر
المادية والعسكرية والمعنوية
و..و..الخ على أيدي أبطال
المقاومة العراقية .فانتقد هذا
الوضع الكثير من الجنرالات الكبار
واصفين الوضع في العراق بأنه
كارثة إنسانية لديمقراطية حلت على
بلد امن ومستقر وله سيادة وشرعية
, مما سببت هذه الكارثة
الديمقراطية إلى فوضى سياسية
لعموم دول المنطقة العربية
والإقليمية . حيث وصف الجنرال
السير(
مايكل روز) القائد العسكري
البريطاني بان الحرب في العراق
لانهاية لها ولا يمكن لولايات
المتحدة وحفائها أن ينتصروا فيها
ودعى الجنرال كافة القوات
الأجنبية المحتلة لمغادرة العراق
قائلا انه ليس أمامنا طريق أخر
نسلكه لكي ننتصر في هذه الحرب
الخاسرة لذا وجب علينا أن ننسحب
ونعترف بالهزيمة قبل أن نلحق بنا
خسائر فادحة .أما جوردون براون
رئيس وزراء بريطانيا الجديد من
بعد هزيمة
( بلير)
فقد صرح بأنه سيسحب قوات الاحتلال
البريطاني من الأراضي العراقية
.أعقبه مجرم الحرب الجنرال
(
سانشيز ) قائد قوات
التحالف في العراق بالقول ( إن
أميركا لن تحقق النصر بالعراق
وأنها أخفقت .. وان أميركا
وبإدارتها الحالية تعاني من أزمة
جادة في القيادة ووصف الوضع في
العراق حاليا بأنه قاتم وعزا ذلك
إلى الأداء السيئ في مراحل
الاحتلال ونقل السلطة أما مجرم
الحروب العربية والإسلامية
(
رامسفيلد ) وزير الدفاع
السابق والمستقيل فقد اعترف من
بعد أن قتل مئات الآلاف من
العراقيين والأفغانيين عندما قال
( استحالة لأميركا في تحقيق النصر
على المقاومة العراقية ) كما لكد
المستشار الألماني ( بان
أميركا فقدت تعاطف العالم بسبب
حربها تجاه العراق) كما أكد
السفير البريطاني في الولايات
المتحدة الأميركية (
كريستوفر ماير ) ( أن
الاحتلال الأميركي والبريطاني قد
أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية
بالمنطقة حيث دعا إلى الانسحاب
السريع مؤكدا إن الاحتلال قد فشل
في التخطيط لتامين وإعادة بناء
العراق ما بعد ألغزوا ) .هذا من
الجانب السياسي أما الجانب
الإعلامي فقد أكدت الصحف
الأميركية والبريطانية وما أفرزته
تلك الصحف من استطلاعات في الرأي
العام الأميركي وما تناقله
المحللون السياسيون حيث أكدت
صحيفة (
الجار ديان) ( أن قادة
الاحتلال البريطاني اعدوا خطة
لانسحاب جميع القوات البريطانية )
وكذلك ما نشرته شبكة
(الأمن
القومي) من تقرير مهم يؤكد
( بان الرئيس بوش فشل في تلبية
كافة المعايير بالعراق وان ما
نصبته الإدارة الأميركية من
حكومات وقوى أمنية وعسكرية هي غير
قادرة على تامين الأمن !! وان هذه
القوى ويقصد
بها (
الشرطة والحرس الوطني )
انقلبت عدة مرات ضد القوات
المحتلة لأنها السبب الرئيسي في
العنف الطائفي لما لها من جذور
طائفية إقليمية بالدولة ( إيران )
مما جعل برئيس الشبكة أعلاه (
شبكة الأمن القومي )
السيد
راند بيرز أن يناشد السناتور
الأميركي ( جون كيري )
قائلا له (بان على أميركا أن
تحدد كيفية انفكاكها وارتباطها من
ورطة احتلالها للعراق ) .أما ما
نشرته تلك الصحف الرئيسية
الأميركية والبريطانية من
استطلاعات فإنها تؤكد أن أكثر من
ثلثي الأميركيين متشائمين من
الحرب وغير راضين
عن (
بوش )وفقدوا البوصلة وكذلك
يرون أن بلادهم اخطات في الحرب
على العراق ولن تنتصر وخير دليل
على ذلك
قرار ( كاليفورنيا) من
خلال تقديمها مشروع يسمح لدعوة
القوات الأميركية من العراق .
.هذه الأمور جعلت ببعض الأنظمة
الدولية الرسمية التي تحالفت مع
(أميركا) أن تتخذ قرارات
مفاجئة لانسحاب قواتهم من ورطة
الخدعة التي خدعتهم بها هذه (الإدارة
الإرهابية) وبخدع الحرب
على الإرهاب بعد أن ذاقت قواتهم
طعم الخسائر من قبل المقاومة
العراقية الباسلة ولهذا بادرت
( كوريا
الجنوبية ) بسحب قواتها
والتي تعتبر القوة الثالثة
المحتلة بعد أميركا وبريطانيا ثم
جمهورية
( لاتفيا ) التي ستسحب
قواتها قبل نهاية يونيو المقبل
إضافة إلى بعض الدول التي ستعلن
انسحابها المفاجئ والذي سيفتت
التحالف الأميركي .هذه الإشارات
والتصريحات والتقارير
والاستفتاءات تؤكد للعالم والشعب
الأميركي بان أميركا وقعت في
مستنقع كبير أعده لها رجال العراق
من ( المقاومة العراقية ) .
ومن هنا
ومن الجانب الإنساني لما يمتلكه
العراقيون من عطف كبير ورأفتا
منهم بالقوات المحتلة يؤكدون
ولعدة مرات من خلال مناشدتهم
(الإدارة الأميركية والكونكرس
الأميركي) أن يكونا (شجعان) في
اتخاذ القرار بالانسحاب المبكر
وبدون قيد أو شرط وان لايعتمدوا
على (تقارير وتصريحات وادعاء
والتزام ووعود عملائهم) الذين
ورطو أميركا وشعوبها من خلال
كذبهم بامتلاك العراق أسلحة
(الدمار الشامل وارتباط نظامه
الوطني الشرعي بالقاعدة) من
الموجودين ألان في (حكومة
الاحتلال الصفوية) المملوءة
بالكذب والدجل المعروف عنهم
والمأخوذ عن أجدادهم الفرس
المجوس لأنهم أعداء أميركا
الحقيقيين .. فهل تناسى الساسة
الاميركان من الذي صنعوا كلمة
الشيطان الأكبر ؟؟؟ أما العراقيين
وعلى رأسهم فصائل (المقاومة
العراقية) فأنهم لايمتلكون
العداء لأحد مهما يكن عدوهم في
حالة اعتراف العدو باخطائة
والإذعان لشروطها وتعويض كل ما
دمره وقتلته المحتل على ارض
العراق .. وليعلم الشعب الأميركي
بان العراقيون يثمنون مواقفهم
الإنسانية من خلال (المظاهرات
والاستفتاءات والتصريحات التي
ترفض الاحتلال وتقيد حرية وثروات
الشعوب المحتلة) ... .
|