افتتاحية العدد 347 - الخاص بيوم الشهيد شهداؤنا قناديل ليلنا وطريق فوزنا بعض العبارات لا تمتلك عوامل البقاء فقط بل هي عصية على أي تعديل ولو بحرف من حروفها فضلاً عن كونها تتصل اتصالاً عضوياً بنسغ حياة دائم بمن استخدمها أول مرة أو أعلنها على لسان صدق. هذا هو وصف عبارة (الشهداء أكرم منا جميعاً) التي أطلق عنان استخدامها الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله ، فصارت أيقونة فخر على لسان كل عربي مؤمن حر شريف. نعم، الشهداء هم الأكرم منا جميعاً، ليس فقط لأنهم قدموا أرواحهم على مذابح حرية الأوطان وسيادتها ولصون كرامة وشرف شعبهم، بل لأنهم كتبوا بدمائهم تاريخاً بحروف من نور، ولأنهم جادوا بأغلى وأنفس وأثمن ما يمكن أن يجود به الإنسان: روحه ودمه من أجل قضية مقدسة تتجسد بصورة وطن وبصورة أمة وبصورة عقيدة ورسالة. شهداء العراق الخالدون صنعوا نصر العراق التاريخي في قادسية العرب الثانية ، قادسية صدام المجيدة التي قدمت للأمة العربية نصرها الأول في تاريخها الحديث، وردوا كيد خميني الذي دبر للعراق وللأمة شراً مستطيراً حمله مشروعه الطائفي الفارسي الكسروي الإجرامي الاحتلالي. ليس هذا فقط بل إن شهداء العراق قد حققوا وحدة الأمة العربية على أرض الواقع لأنهم جعلوا العرب من الخليج إلى المحيط يؤمنون بقناعة ثابتة راسخة أن العراق هو أرض الوحدة العربية المحررة، وأن العراق يحقق الوحدة ميدانياً بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الوحدة. ودم الشهداء كان ولما يزل مفصل لقاء العرب، وكان العراق وشهداؤه نسغ هذا المفصل وغذاؤه وعافيته. فالعرب لم يلتقوا يوماً في التاريخ كما التقوا فوق ثرى العراق المقاتل البطل الممثل لإرادة الأمة وتطلعاتها. ميزة مهمة لشهداء العراق أنهم تشاركوا الخلود مع شهداء من اليمن وسورية ومصر وفلسطين والأردن ومن السودان ومن المغرب العربي في ملحمة الدفاع عن العراق طيلة أعوام وقوفه الأسطوري مدافعاً عن الأمة ممثلة في السد العراقي. قادة العراق لم يرددوا عبارة (الشهداء أكرم منا جميعاً) ككلمة سر لوحدة الأمة وحريتها وازدهار الحياة فيها وهم يقفون خارج مرمى الاستهداف فكانت مواقفهم البطولية حد الاستشهاد شاهداً على وحدة الفكر والموقف. فاستشهد أمين عام الحزب رئيس الجمهورية، واستشهد العشرات، بل المئات، بل آلاف من رفاقه وأولاده وحفيده وأخوته وأبناء عمومته، واستشهد قائد العراق المقاوم الأمين العام عزة إبراهيم قائد جمع المقاومين صابراً محتسباً. لقد وصلت أعداد شهداء العراق فقط أكثر من مليون شهيد. وشهداء الأمة في الجزائر وفلسطين وليبيا واليمن وسوريا والسودان والأحواز وغيرها من أرض العرب هم من أيقظ الأمة من سباتها، وصارت الآن ثورة متواصلة كمثل مد بحارنا، واليقين أنها ستبقى مداً حتى تنتصر قضية الأمة في وحدتها وحريتها وكرامة عيش أبنائها. تحية لكل شهداء الأمة في يوم الشهيد الخالد، وهو اليوم الذي اغتالت فيه إيران أسرانا بطرائق تستحي من ذكرها وحوش الغاب. تحية لسادة شهداء العصر القائد صدام حسين والقائد عزة إبراهيم، وكل أعضاء القيادة القومية للحزب، وقيادات الأقطار ممن لاقوا ربهم وهم يقاتلون دفاعاً عن ثوابت الأمة ومسيرة تحررها.