وأنا أتجول في القاعة الدراسية بين طالباتي لفت نظري كراسة إحدى الطالبات وقد كُتب عليها ( الحب بلا اهتمام كالعراق بلا صدام ) ، فسألتها من كتب هذا على دفتركِ ابنتي؟أجابت وبكل ثقة أنا كتبتها، فقلت لها ولماذا كتبتي هذه ِ العبارة؟ ألا تخافين من المغرضين؟ ثم من أين لكِ هي؟فقالت : ولماذا الخوف، نتمنى أننا عِشنا في زمن القائد صدام لما كان حالنا مثل هذا الحال.نحن ُ طالبات السادس الإعدادي ولا نعرف مصيرنا لحد اليوم، لا كتب ولا مدرسات، ولا حتى رحلات، ولأننا لا نستطيع دخول المدارس الأهلية ولا التدريس الخصوصي فلا مستقبل لنا، والكل يزايد على التعليم في بلد أصبح فيه الخاسر الوحيد المثابر الذي يحصد درجاته بالجد والمثابرة، ولكن لا يجد من يوفر له الفرصة في العمل أو التدريس في الجامعات أو المعاهد أو المدارس، وتكون مقتصرة على الأحزاب الفاسدة ومن ينتمي لها.في السابق كان الطالب لا يفكر في شيء، فقط في دراسته، لأن المستقبل المشرق المزدهر بانتظاره ..العراق اليوم غابة، والحيوانات المفترسة تنهش بالعراق، وكل هذا بسبب غياب القانون مما أدى إلى تفشي الفساد، ومن أمن العقاب أساء الأدب!ثم قالت : نحن ُعندما نسمع الأصوات النكرة وهي تتطاول على رمز من رموز العراق علينا أن نرد بكل قوة، لأن من يتطاول لا يمكن أن يكون عراقياً، فمنذ ثمانية عشر سنةً والعراق مستباح من شمالهِ إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة فكيف السبيل؟ثم قلت لها : وهل هناك مخرج مما نحن ُ فيه اليوم؟أجابت : نعم مادام هناك حب للعراق، وما دام العراق ولَّاد بالرجال، فأكيد ستلد الماجدات صداماً آخر ينهض بالعراق ويحرره من إيران الشر والطغيان.فسألتها وكنت أتوقع أن والدها من رفاقنا أو كان يشغل منصب في زمان الحكم الوطني فأجابت : أن والدي أحد المسؤولين الآن !!!، وباستهزاء قالت : إن والدي ذيل لإيران، فقلت لها وهل يجوز أن تتجاوزي على والدكِ؟ فأجابت والله إلا خيانة العراق فإنها من أكبر الكبائر.والله ثم والله بكيت ولو اك أمسك نفسي لكنت ُ حضنتها أمام الجميع.فحينها رفعت رأسي إلى السماء وقلت بهذهِ العقول وبهذا الحب للعراق بعون الله يتحرر ويعود إلى ساحته العربية.ستبقى سيدي الشهيد القائد رمزا ً عظيماً لطلبة العراق.وسيبقى العراق فخوراً بالقائد صدام حسين رحمه الله وأسكنه الجنة.