عندما نبدأ دائما بالتحدث عن أية ثورة شعبية وطنية تحاول أن تغير واقع المجتمع الذي يعيش مرارة الحياة الاقتصادية فانه بالتأكيد ينطلق من منطلق دراسة مستفيضة لواقع ذلك المجتمع .. لقد كان المجتمع العراقي يعيش مرارة كبيرة أمام نهضة وتقدم الشعوب الأخرى التي تسرق خيراته الوطنية ، وكان مرتبطا بالاستعمار والتبعية ، فالذي كان يحدث ان خيرات العراق كانت تذهب لصالح الدول المالكة لشركات النفط الاحتكارية قبل عام 1968 ، وكان العراق من بين الدول المهمة التي سلط الضوء عليه من قبل الدول الاستعمارية لموقعه الجغرافي المهم وحضارته العريقة وخيراته الوفيرة ... اليوم وعندما نتحدث عن تأريخ نضال الشعب العراقي الذي يمتد الى مئات السنين ، والذي كان يتطلع نحو التحرير الشامل على كل الأصعدة والميادين ، رغم العثرات التي جابهت الثوار ، وأعطوا كوكبة من الشهداء طوال فترة النضال حتى عام 1968عندما اتخذت القيادة قرارها لتحقيق وتنفيذ برنامج الثورة الشامل ، وعلى بركة الله ، ورغم كل الصعاب استطاعت كوكبة من المناضلين من التخطيط والتنفيذ للثورة العظيمة التي صححت مسار التأريخ ونقلت العراق الى نقلة نوعية وجعلته في مصاف الدول المتقدمة ، فكانت ثورة النهضة والمقاومة والتحرير ... ان القيم الأساسية التي قادت الثورة في صبيحة 17 تموز عام 1968 هي ذات القيم التي يقاوم بها المواطن العراقي اليوم لأنه أدرك قيم الاستقلال السياسي والاقتصادي وأدرك ما معنى الاحتلال .. فاليوم المواطن العراقي يشكل رقما صعبا في النضال والتحرر ، وان الانتفاضات التي شهدها الشارع العراقي والمرتبطة ببرنامج المقاومة العراقية الباسلة ، وما شهدته المحافظات العراقية من انتفاضة عارمة ضد الاحتلال والطغمة الفاسدة التي عاثت بأرض العراق فسادا ، هي امتدادا لثورة 17 - 30 تموز الخالدة ولن تقبل الجماهير بغير التحرير الكامل لأرض العراق الطاهرة .