في مثل هذا اليوم من عام بعد النكسة سطرت قوات الجيش العربي الاردني بالتلاحم الشعبي يوماً للمجد والكرامة ، فكانت معركة الكرامة معركة بطولة ، فرضت شجاعتها على الأرض في مواجهة غطرسة صهيونية ، ظنت خائبة أن في مقدورها أن تربح معركة المواجهة بعد هزيمة منكرة للجيوش العربية قبل عام فقط ، ولكنها حصدت الهزيمة والخيبة في هذا اليوم المشهود . يستحق جيشنا البطل وشعبنا الأبي أن يفخر بيوم المجد والكرامة ، فهو امتحان للدفاع عن ثرى الوطن وكرامة الإنسان ، فلا كرامة لوطن تدوسه أقدام المحتلين ، ولا حياة لشعب يئن تحت سياط الاحتلال ، فنحن من أمة تأبى الضيم والذل والهوان، فقد أكرمنا الله باكبر امتحان امتحن به الإنسان في كل رسالاته ، فما من أمة نجحت إلا هذه الأمة في حمل عبء المسؤولية الالهية ، وقد يواجهنا حاقد أو شامت بما تمر به الأمة اليوم من ضعف ، فنرد عليه في كل مسيرات أمم الأرض هناك محطات تتراجع فيها هذه الأمم عن متابعة رسالتها ، ولكن هذه الأمم سرعان ما تنفض عنها غبار الضعف هذا وتعيد مسيرتها الأولى ، وأمتنا من بين هذه الأمم اللاتي مرت بالمحن ولكنها امتلكت ارادة التغلب عليها واكملت مسيرتها ، ولن يطول الزمن في أن تنهض هذه الأمة من سباتها ، ويقيض الله لها من يأخذ بيدها ، وتصنع المجد الذي هو سمة من سماتها ، فالكرامة مجد صنعته آيادي الأردنيين جيشاً وشعباً ، فلنا كل الحق أن نعتز بيوم المجد والكرامة هذا ، ولنا كل الحق أن نمجد جيشاً يصنع المجد، ولم تتلوث آياديه بدماء أبناء شعبه على طول مسيرته . في يوم الكرامة عبر ودروس في مقدمتها كم للجندية من قيمة ووطنية ، وكم للمجد والكرامة من صناعة عندما تتلاحم قوى الجيش مع الشعب ، مما يعني أن لامناص من تدريب الشعب ليكون أبناؤه رديفين لقواته المسلحة ، فالعدو الغاصب يتربص بنا، وهو في مخططاته يستهدف وجودنا كما استهدف وجود أرض فلسطين الطاهرة. في يوم الكرامة نحيي كل فرد من أبناء قواتنا المسلحة ، وخاصة رجال القيادة الذين رفضوا وقف اطلاق النار وهناك جندي صهيوني واحد على الأرض الأردنية ، وأن يترك العدو كل آلياته وجرحاه في أرض المعركة ، فقد حققوا النصر وفرضوا أدواته شاهدة على الأرض ، لتكون درساً يلطم الغطرسة التي امتاز بها العدو الصهيوني، وليعلم العدو أن ما حققه في يوم النكسة بالخديعة والخيانة لن يتكرر في زمن الصحوة والحذر والإنتباه لعين الإنتباه العسكري التي لن تغمض والعدو أمامها ، ولن تتوانى عن البذل والعطاء والتضحية في سبيل كرامة وطن وحياة شعب . يوم الكرامة نجعله يوماً لنا ، نحتفل به ، ونستذكر فيه بطولات أمتنا ، وتضحيات أبناء شعبنا ، التضحيات العسكرية والمدنية التي نقدمها في سبيل العز والكرامة ، نتصارع فيها مع الحياة في حمل السلاح العسكري بيد لمواجهة من يتربص بنا ، وباليد الأخرى نقتل صنف العيش وضيقه أمام حكومات متجبرة لا هم لها إلا النيل من صمودنا في البقاء على أرض الوطن . في يوم الكرامة نحتفل جميعنا بهذا اليوم المشهود في حياتنا المعاصرة ، ونحيي الجندية العسكرية لكل المنتسبين لقواتنا المسلحة من كل الرتب العسكرية في جيشنا البطل ، ونعمل جاهدين ولو بالكلمة على تعزيز ثباته على الأرض ، ونحترم كل حركة فيه ، نقابلها بالإحترام والتقدير، لأنه يقدم نفسه فداء لنا جميعا، فلنقدم له فداء لدعمه الوقوف إلى جانبه في كل احتياجاته واحتياجات أسرته وأبناء عائلته ، فنحن أهله في غيابه عن أهله ، ونحن من يرعى أبناؤه في غيابه عن رعايتهم . رحم الله شهداء وطننا في يوم الكرامة عسكريين ومواطنين ، وحيا الله أبناء قواتنا المسلحة منتسبي الجيش العربي ، وأيد الله بنصره كل عربي يحمل سلاح المقاومة في وجه الظلم والطغيان ، ففي أمتنا هناك من يحمل السلاح فداءاً عن الأرض والإنسان ، فلكل هؤلاء منا المحبة والتقدير ، ولهم منا كل الدعم ، فهؤلاء يذودون عن كرامة ومجد الأمة ، فهم منا ونحن منهم ، كما هو جيشنا منا ونحن منه . dr_fraijat45@yahoo.com