أتفهم إنسانيا وسياسيا حق ومشروعية حركة الاحتجاج العالمي ضد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية والمقيتة بمنع دخول مواطني عدد من البلدان العربية والاسلامية ومنهم الغلابى العراقيين خاصة من دخول الولايات المتحدة بمن فيهم من حاملي البطاقات الخضراء والتأشيرات الأمريكية النافذة. لكني لا يمكن ان أتفهم الاحتجاجات الخجولة والهمسات الفاضحة التي عبرت عنها ما تسمى "الحكومة العراقية" وعدد من أعضاء برلمانها وكتلها السياسية وحتى عمائمها في جعجعة من دون طحين أبو عزرائيل وجماعته ... عدم تفهمي واعتراضي على كل ما يصدر من هذه الحكومة وبرلمانها وأتباعها كونها أول حكومة في العالم تمنع مواطنيها من العبور بين محافظة وأخرى وتمنع المهجرين والنازحين من العودة إلى ديارهم المنكوبة ولعل فضيحة معبر بزيبز على تخوم بوابة بغداد الذي حاصرت به المليشيات وقوات الأمن العراقية لأشهر قاسية آلاف الأبرياء والنازحين من ابناي الانبار ومنعهم من الوصول إلى عاصمتهم العراقية بغداد ، وتم فرض الكفالة والتحقيق الأمني وإجراءات أخرى ، كلها أمثلة ساطعة لإجراءات كانت وستظل أكثر قسوة على العراقي من دخول محافظات وطنه العراق قبل ان يفكر بالفيزة الأمريكية . كل الذين أدلوا بتصريحاتهم باستنكار إجراءات الأحمق دونالد ترامب محقون ما عدا جوقة النفاق في المضبعة الخضراء الذين يتعايشون مع الأمريكيين " دهن ودبس" في بغداد، وفي معسكرات الاحتلال الأمريكي المنتشرة في اغلب مناطق العراق ، ولهم وسائلهم الدبلوماسية الخاصة للوصول إلى واشنطن، لكنهم في مشهد عجائبي منافق يسوقون التصريحات النارية ضد أمريكا، ومعاقبتها ، وحتى طردها من العراق، ... الخ. مثل تصريحات صاحب شعار " الموت لأمريكا" وهو كان المتفرج وشاهد الزور على مأساة المواطنين من نساء وشيوخ وأطفال المحاصرين والمطاردين والمخطوفين عند تخوم بغداد وجرف الصخر وديالى والحويجة والانبار وصلاح الدين والموصل، وأخيرا هناك من يريد ان يبني أحياء مغلقة خاصة ومحروسة الكترونيا بأجهزة أمريكية لأتباعه وأنصاره وأحياءه الطائفية المغلقة ، مثل مشروع بناء " غيتو" شيعي وسط مدينة سامراء يتم الدخول منه واليه بالبطاقات الالكترونية وبتقنيات حاسوبية أمنية مخابراتية أمريكية تحرم ابناي العراق التنقل ما بين مدنهم داخل الوطن. من العار ان يصرح كل هؤلاء حول حلال التأشيرة الأمريكية ويحرمون حين يمنعون التأشيرة الوطنية من مواطنيهم.