ألتأريخ الحدث { يوم الخميس الاول من حزيران 1972} الذي تحل ذكراه الرابعة والأربعون اليوم تعيدني الذاكرة الى تلك الايام الجميله التي تم اجراء الاستفتاء الشعبي العام حول القرار الوطني الذي لابد منه لتركيع الشركات الاجنبية التي نهبت وسلبت الثروة الوطنية العراقية ليعود الحق الى الشعب لينعم بثرواته ويعم النمو والبناء ويرتفع المستوى المعاشي للعراقيين ، أتذكر اليوم كيف وصلت حالة التعبئة الشعبية والرسمية على المستويين السياسي والإعلامي لتهيئة الشعب العراقي لحدث كان حلما لم يكن احد ليتصور انه سيتحول الى حقيقة { نفط الشعب للشعب موتوا يرجعيه } وهو الاقدام على خطوة مقدامة بقرار شجاع وإرادة صلبة تعبر عن تكاتف الشعب والقيادة التي خولتها الجموع الهادرة بصوت عالي نعم نعم نعم لقرار التأميم ألتأميم ألتأميم كان هذا اليوم مؤشر الانتقال من حالة التبعية السياسية والاقتصادية لشركات النفط يفترض بها ان تتصرف استنادا الى ما تمليه مصالح البلد وتوجهاته وتوجيهات حكومته ، وإذا بهذه الشركات تصر متعمدة على مصادر نعمة الله لشعب العراق فتتحكم بمفاتيح القرار السياسي والاقتصادي فتخنقه متى شاءت وتمنحه بعض فتات فكان القرار السياسي حاضرا" عند مناضلي البعث الخالد لابد من السيادة السياسية والاقتصادية وهنا لابد من العودة للشعب لأنه القوة الضامنة للمواجهة والانتصار ، كانت الاعصاب مشدودة شعبيا" والتساؤل فيما بين الرفاق وعموم الشعب عن طبيعة القرار وهل القيادة اتخذت القرار بعد الاستفتاء الشعبي العام وتوقيع العراقيين على القرار من خلال القوائم التي تزينت بها جدران الابنية في القرى والمدن والقصبات نعم هكذا كان تعامل القيادة الوطنية القومية قبل القرار لأنه قرار الارادة الشعبية وليس قرار سياسي من قبل القيادة العراقية بمفردها لأنه كان قرارا" متحوطا" لأسوء الاحتمالات ومنها رعونة الدول مالكة الشركات المستثمرة والناهبة لثروة العراق النفطية ، وفي تمام السادسة مساء اعلن بيان مجلس قيادة الثورة بإنذار الشركات فاحتبست النفوس وأصبح الجميع في حيره وهناك ضجيج اعلامي بفعل ما تناقلت وكالات الانباء الاجنبيه ، نعم انها الحيرة ولكن وبفعل الثقة المطلقة بالقيادة وحكمتها ورؤيتها البعيدة للحدث كانت تتردد بين الفينة والأخرى اسئلة هل هناك مفاجئة أم أن البيان الذي اذيع الغرض منه أمر أخر ، نعم الان وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها مقالتي أسترجع تلك اللحظات وتلك الاحاديث مع رفاقي وكان منهم في الموقع المتقدم بموقع المسؤولية والقيادة ، أعصابنا مشدودة هدأها المذيع البارع صاحب الصوت الذي يعبر عن وجود حدث مهم المرحوم رشدي عبد الصاحب وهو يردد نسترعي انتباه ابناء الشعب العراقي الى اننا سنذيع بعد قليل قرارا مهما لمجلس قيادة الثورة ، واخذ المرحوم رشدي عبد الصاحب يكرر الاعلان هذا لتهيئة الرأي العام في العراق والوطن العربي وبدأ التصعيد في لهجة الخطاب الثوري تحديا" للشركات الاجنبية وتلويحا" بصلابة الارادة الوطنية العراقية والذاكرة الان توحي لي تلك اللحظة التي صحت عاليا" بين رفاقي { وألله سواها ابو هيثم والرفاق التأميم ألتأميم ألتأميم }} وازداد الشوق للحدث بخبره وهدأت الاصوات عندما ظهر الرفيق محمد سعيد الصحاف في الساعة الثامنة وعشر دقائق كما اعتقد ليقول بصوته الذي احتبست فيه عبرات الفرح مقدما" الراحل الاب القائد الرئيس البكر وهو يقوم بقراءة بيان مجلس قيادة الثورة الخاص بقرار التأميم الخالد ثم تلى القانون رقم 69 لسنة 1972 والخاص بتأميم عمليات شركة نفط العراق فخرج الشعب عن بكرة ابيه وهو يهتف مساندة للقيادة وقرارها فتحول الليل بظلمته الى قناديل امل وحياة للعراقيين نعم العراقيين ولا غير كلمة ووصف العراقيين في قاموس حزب البعث العربي الاشتراكي وقد تحوط الرفاق لأي مجهول قد يفاجئ ليسلب الفرحة رونقها وصبح الصباح وتحرك الجموع الى مقرات الحزب لتبادل التهاني والتعبير عن عمق الفرح لأنه نسيج الحياة ، فهل انتم أيها الاوغاد ياغرباء البين تتمكنون من سلب العراقيين احلامهم وان كان الزمن الرداء قد توافق معكم ومررتم جولات التراخيص المشئومة لتنهوا قرار التأميم الخالد فهذا غثيان احلامكم المريضة وسوداوية عقولكم المشوشة بتفرسها وعمالتها ونذالتها لأنها ارتضت ان تكون في سوق الخسة وبيع كل المحرمات لقاء السحت الحرام والوفاء لأسيادكم الذين اتقنوا تربيتكم في دهاليز الخيانة الوطنية والفعل المخابراتي ، حقدكم على كل الافعال الوطنية والقومية جعلكم تلغون حتى الاسماء من مسمياتها فلفظ محافظة التأميم يورقكم ومحافظة القادسية يسلبكم كل شيء فتسارعتم الى الغائها لانكم ليس بصلة وجدانية مع العراق وتأريخه وأمجاده نعم هذه هي الحقيقة ، ولكن افهموها جيدا" وان طال الزمن الردىء لا ولن تتمكنوا من الغاء قرار التأميم وسيكون نفط العراق للعراقيين الاصلاء وهذا لايجعلنا الابتعاد عن شعارنا المحبب نفط العرب للعرب موتوا يرجعية وان الفجر انبلج ضيائه البهي واقترب يوم الحساب وستسود الوجوه الكالحة وتبيض وجوه الغيارى النشامى الاباة وستشهد ساحة التحرير وكل ساحات العراق اليوم الذي يعبر عن حلم العراقيين وسيكون القول الفصل للعراقيين ولاغير العراقيين ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر المجد والخلود لصانعي قرار التأميم الخالد في الاول من حزيران 1972 والخزي والعار والشنار لكل الخونة والعملاء الذين عملوا ويعملون من اجل الغائه