مذكرات مقاتل في معركة الشرف والعزة معركة المطار معركة المطار الصورة الكاملة التي غيبها الإعلام مقدمة : أردت بمشيئة الله من خلال هذا الموضوع الحساس تبيان بالدرجة الأولى الجانب الخفي للجهاد و الشجاعة و البطولة النادرين عند الحرس الجمهوري الخاص و العام و المجاهدين ( كتائب الفاروق ) و المليشيات المدربة ( فدائي صدام و جيش القدس ) و الجيش ( اللواء 90 لواء الجحافل ) في الدفاع المستميت عن بغداد قبل السقوط . و لتبيان الحقيقة، أي حقيقة ما حدث بشكل موضوعي دقيق و كامل حيث آثرت الحياد و التجرد ، لأوصل صورة ما حدث بالشكل الصحيح دون تحيز أو مبالغة. من خلال تبيان الجانب القيادي و التخطيطي و التكتيكي الرائع عند الطرف العراقي ، و تبيان التفوق التكنولوجي المهول الذي يمتلكه العدو الأمريكي ، إضافة لتبيان مدى الحكمة التي توفرت عند القيادة العراقية العليا عند التحول المفاجئ للخطة الاحتياطية التي تمثلت بما نشهده اليوم من حرب العصابات المهلكة للعدو و قد وجدت من الحكمة تقسيم هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام بحيث يبحث القسم الأول في المعركة الرئيسية التي سبقت دخول قوات العدو إلى مطار صدام الدولي و القسم الثاني و هو الأهم و الذي أبدي فيه المعركة الرئيسية الغير تقليدية الرائعة التي خططها قادة عراقيين و روس عباقرة بما للكلمة من معنى و أشرف عليها القائد المجاهد صدام بنفسه ، أما القسم الثالث و هو المؤلم و الذي يبين كيف تحولت موازين القوى للعدو و للأسف الشديد و فيما يلي أول هذه الأقسام : - القسم الأول : تسارعت الأحداث مع التقدم السريع لقوات العدو نحو بغداد و خاصة بعد فشل خطة أسوار بغداد الافتراضية و التي سوف أورد تفصيل عنها إن شاء الله في الحلقة السابعة من سلسلة الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها بعد. تمكنت وحدات مجولقة ( محمولة جواً ) من فئة الرينجرز ( الجوالة ) التابعة للفرقة 101من القيام بإنزال جوي قرب أبو غريب ، حيث قامت هذه الوحدات بتأمين مساحة آمنة غرب بغداد بغية تسهيل تقدم طلائع لواء الخيالة الميكانيكي الثالث المعروف بسكوربيونس ( العقارب ) Scorpions و هو مكون من 15 ألف جندي مزودة بـ 600 دبابة ابرامز 2 و 600 مدرعة مجنزرة من فئة برادلي 3 و1200 عربة مختلفة أخرى ناقلة للجند و 200 مدفع هورتر ذاتي الحركة عيار 155 ملم و 100 مدفعية صاروخية من نوع MLRS التي تولد الواحدة منها نيران تعادل نيران سرية مدفعية روسية كاملة و يواكب و يدعم هذا اللواء 60 حوامة أباتشي 2 لونغ بو هجومية و 30 مقاتلة ميدانية من نوع ثاندربولت ( الصاعقة ) ايه 10 بي المعروفة بقاتلة الدبابات و هذا اللواء و لواء الخيالة المدرع الأول المعروف ببلاك مامبا Black Mamba ( أفعى أفريقية خبيثة شديدة السمية ) يمثلان هيكلة فرقة الخيالة 18 مضاف لهم فوج الإسناد المدفعي 70 ( 12000 جندي ) و هذين اللوائين يعتبران من أخطر الفرق الخاصة من ناحية قوة التسليح و سرعة الحركة نظراً لقوة النيران الداعمة الضخمة و الذكية لهذه الفرق إضافة إلى الكتلة المدرعة و المؤللة المتميزة لهذه التشكيلات مع إمكانية نقلها إلى المعركة جواً أيضاً . و قد تم وفق للحالة الأخيرة للنقل إنزال الكتيبة الأولى المدرعة ( 5000 جندي ) من كتائب لواء العقارب ( ثلاثة كتائب) و ذلك بواسطة حوامات تشينووك ( تنقل 50 فرد ) للأفراد و طائرات سي 130 هيركليز للآليات الثقيلة ( يمكنها حمل دبابتين أو أربع مدرعات ) من خلال انزلاقها من ارتفاعات منخفضة جداً على ألواح من خشب خاص بعد ربط هذه الآليات بعدد مناسب و منتظم من المظلات و من ثم يتم تهيئتها. و قد تم بهذا الشكل وخلال أربع ساعات إنزال الكتلة الثقيلة المدرعة و أطقمها بعد أن سبقتها الكتلة المؤللة السريعة الحركة المكونة من عربات وسيارات هامفي و هامر . و كان من المفروض أن تقوم قوات منتشرة هناك من مجاهدين خلق المناهضين للنظام الإيراني بمقاومة هذا الإنزال إلى حد ما ، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. و قد رصدت وحدات استطلاع متقدمة تابعة للواء 37 المدرع (5000 محارب ) و هو أحد ألوية فرقة الفاروق المعززة ( 15000 محارب ) من فيلق حرس صدام الخاص ( فيلق الحسين ) هذا التهاون لمجاهدين خلق و قامت هذه الوحدات بنقله إلى آمر اللواء " اللواء مصطفى عزيز" الذي تحرك بفطرته العسكرية و دافعه الوطني بعد أن نال التخويل المسبق من قبل القائد المجاهد صدام في حالة انقطاع الاتصال مع القيادة والذي يعتمد على شبكات متطورة من الألياف الضوئية و المخصصة لنمور صدام ( حرس صدام الخاص ) فقط ، أما الذي حدث لهذه الاتصالات أن الأمريكيين بطريقة معينة استطاعوا أن يحددوا أماكن المحطات الليفية التي تفعل الاتصالات الآمنة و عطلتها بقنابل الميكروويف العالية الطاقة E Bomb من فئة HMP وهي النموذج الأقوى من هذه الفئة من خلال طاقة حرة تفوق 10 مليار فولت هوائي. كانت قوات اللواء المدرع من الحرس الخاص موجود قرب الرضوانية غرب بغداد ، وقد ساهمت الشجاعة و الخبرة المميزة لآمر هذا اللواء في جعله يرتجل خطة فيها مغامرة كبيرة و عمل فدائي و لكن تساهم بشكل كبير في تأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام الدولي بواسطة جسور الرافد النهري الكبير لدجلة و المعروف بذراع دجلة و كان سقوط المطار في يد العدو يمثل سيطرة إستراتيجية متقدمة له أما عن سبب اللجوء آمر اللواء الخاص إلى هذه المغامرة أن اللواء كان مقطوع عن لواء الإسناد المدفعي الميداني و الصاروخي المتوسط و البعيد المدى إضافة عن تغيب الدعم الجوي حيث كان مخصص لدعم هذا اللواء 30 مقاتلة ميدانية قاتلة للدبابات من نوع سوخوي 25 فروغفوت و المدعمة و المصممة لتحتمل حتى 70 إصابة من مدفعية م / ط و من أعيرة مختلفة ، و قد كشفت هذه الطائرات فيما بعد و هي مدفونة بالرمل غرب بغداد . فكان الحل البديل لدى هذا القائد الذكي و الشجاع هو دفع كتلة الدبابات المكونة من 300 دبابة مطورة بسرعة كبيرة جداً 120 كم/ س و هي السرعة القصوى لدبابات صدام على أن تطلق أثناء اندفاعها الشديد و هي مجهزة لهذا و من أبعاد تتراوح بين 7 إلى 9 كم لقذائف صاروخية م/ د من فئة AT-11 Sniper من عيار 125 ملم من خلال سبطانات مدافع هذه الدبابات بحيث يتم توجيها بعد الإطلاق بالليزر من قبل عناصر استطلاع متقدم بأجهزة إضاءة بالليزر LN الروسية و الفرنسية ، و ذلك بغية إحداث ما يعرف بالصدمة التي تعطي المهاجم زمام المبادرة في المعركة و توقع خسائر كبيرة و تحدث إرباك و تشتيت في صفوف العدو قبل الالتحام القتالي على أن يواكب هذه الدبابات مدرعات من نوع ب م ب المجنزرة الخاصة بدعم و حماية الدبابات إضافة إلى نقل عناصر الحماية لهذه الدبابات ضد التهديدات البرية و الجوية و بسرعة تصل إلى 100 كم / س بحيث تنقل كل مجنزرة ثمانية عناصر إلى ساحة الوغى ثم تغادر تماماً كما تفعل حوامات نقل الجنود إلى الميدان ، على أن يتم أثناء ذلك إطلاق صاروخ م / د واحد على الأقل من نوع كورنت الموجة بالليزر و بنفس الطريقة السابقة و لكن لمسافة تصل إلى 6 كم . كانت الخطة تستدعي الهجوم من خلف تشكيلات العدو لضمان النجاح و تحقيق الصدمة و كان التوقيت المعتمد لذلك هو 8.45 مساءاً من يوم الأحد السادس من إبريل من عام 2003 ( 6-4 -2003 ) أي قبل سقوط بغداد بأربع أيام تقريباً و بدأت المعركة و كان هذا المغوار يقود نمور صدام و هو يقود أحد هذه الدبابات المندفعة و كعادة الصداميين البابليين كان في الطليعة و قد كان على رأس قائمة الشهداء . بدأت المعركة لصالح الحرس الخاص حيث كانت نقطة التلاحم منطقة بساتين غرب بغداد استطاعت فيها نمور صدام أن تدمر و تعطب كثير من الدروع و العجلات الأمريكية و لكن الدروع المميزة المتقاطعة و الإلكترونية لدبابات ابرامز 2 و الردية ( التفاعلية ) و المغناطيسية عند مدرعات برادلي 3 بدد الصدمة نوعاً ما و بدأ عمل القذائف المضادة الأمريكية الشديدة الفتك من اليورانيوم المستنفذ الذي كان يثقب أعتى الدروع كما يثقب السكين الملتهب قالب الزبد بعد أن يولد حرارة من خلال عنصر اليورانيوم المخفف المرفق تصل إلى 5000 درجة مئوية و هي حرارة تصهر و تبخر كل شئ داخل الدبابة و لا حول و قوة إلا بالله. إضافة إلى حشوات الباريوم الحراري بقذائف كوبرهيد Copperhead الجوفاء الموجه بالليزر و التي تدمر و تبعثر أجزاء الدبابة إلى مئات الأمتار و نظراً لهذا التفوق الشديد لدى العدو بالسلاح و أساليب الحماية و ظهور عنصر الحماية و الدعم الجوي الذي زاد الطين بله لم يكن أمام نمور صدام سوى اللجوء إلى أساليب الخداع و التضليل في محاولة شجاعة للصمود أكبر فترة ممكنة أمام هذه الآلة المدمرة المخيفة ، و كان أهم هذه الإجراءات مناورة الحرق أو التفجير الذاتي التضليلي أو الوهمي و مناورة النينجا التي تعتمد على الاختفاء في الرمل أو التراب بآلية خاصة بعد إطلاق سحب التضليل من الدخان الأبيض و البرادة المعدنية. الأمر الذي حجم معدل التدمير في دروع الحرس الجمهوري بشكل كبير و خفف معدل القتل في صفوف النمور خصوصاً بعد أن غادر اثنان من أصل أربعة من الطاقم في الدبابة حيث بقي بها السائق و الرامي و حمل باقي الطاقم القواذف الفردية المضادة المباشرة الفدائية أو البعيدة المدى الموجهة . و قد استخدم نمور صدام صواريخ م / ط تطلق من الكتف ( ايغلا 1 و ايغلا 2 ) التي عقدت عمل الطائرات المواكبة و الدعم القريب بعد أن انعدمت فاعلية المقاتلات الضاربة في هذه المعركة التلاحمية ، كما ساهم رماة م / د بإرباك الآلة المعادية و جعل العدو يتراجع أمام ضربات النمور العراقية الشجاعة. إلى أن ظهر سلاح الصدمة المعادي الذي أنهى المعركة لصالح العدو و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هذا السلاح هو عبارة عن قنابل عنقودية تلقى من طائرات ف 16 وف 18 و ف 15 تحمل القنبلة منها ستة ذخائر فرعية فائقة الذكاء Brilliant تدعى عصيات افكوسكيت تهبط بالمظلات بشكل رأسي و على ارتفاع 200 متر تبدأ هذه العصيات من خلال محرك خاص بالدوران بشكل يتقطع معه حبال المظلة و ينثر في الوقت نفسه أربع أطباق أسطوانية تدعى الاسكيت Skeet تدور بسرعة مهولة 54 دورة / الثانية يصحب ذلك الدوران حركة حلزونية تغطي دائرة قطرها 30 متر و بإمكان هذه الأطباق تميز الهدف الحقيقي و المزيف و المدمرة من خلال دوائر التمييز للتردد الحراري للأهداف مما يجعلها سلاح كارثي حقاً . و المثير في هذا السلاح المعقد هو أنه حال وجد هدفه يطلق حشوته الخارقة الحرارية المدعمة باليورانيوم المخفف من أعلى الدبابة أو المدرعة خلال أجزاء من الثانية و في حالة سبقه إلى ذلك طبق أخر ترك هدفه بحثاً عن هدف أخر و في حالة لم يجد هدف مدرع أو آلية كخيار أخر فإنه يتفتت على ارتفاع أقل من مترين ناثراً شظايا بسرعة كبيرة تحطم العربات المصفحة أي الخفيفة التدريع و تقتل الأفراد . هنا كان البقاء في المعركة أما غير مجدي أو ضرب من ضروب الانتحار ، لذلك آثر الباقي من الحرس الخاص الخروج من المعركة و التفرق بغية النجاة أو إعادة تنظيم الصفوف إذا لزم الأمر . و قد تجاوز خسائر العدو في هذه المعركة الشرسة 400 قتيل و عدد مضاعف من الإصابات المتفاوتة الخطورة إضافة لعشرات الآليات و الدبابات المدمرة و المعطوبة . أما خسائر نمور العراق فوصلت إلى أكثر من 1500 شهيد و عدد غير محدد من الجرحى و دمرت جل الكتلة المدرعة الخاصة باللواء المدرع " قتلانا بالجنة و قتلاهم في النار بقدرة القدير " . و قد ساهمت هذه المعركة التي استمرت بضع ساعات بإنهاك و تأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام و أعطى الوقت الكافي لقوات الدفاع عن بغداد لوضع إستراتيجية مناسبة للدفاع عن المطار و بغداد بالدرجة الأولى. و قد سميت هذه المعركة بمعركة ذراع دجلة أما العدو فأطلق عليها اسم " معركة الليلة السوداء " .