مع الولوج في الشهر الرابع من ثورة العشائر العربية، بدأت تباشير النصر تتلألأ في ميادين القتال، حيث تكبدت قوات المالكي الطائفية بخسائر جسيمة بالأرواح والمعدات، وحقق فيها نشامى الثوار إنجازات سريعة ومذهلة وصلت فيها إلى مشارف بغداد من جهاتها الثلاث : الشمالية والشرقية والجنوبية. لا سيما في الخطوط المناطقية المترابطة ما بين شرقي وجنوب غربي العاصمة بغداد. إن وصول الثوار الأشاوس إلى مناطق: اليوسفية (جنوباً) وأبي غريب (شرقاً) وإسقط مقرات الأفواج العسكرية فيها، يعني إقتراب الثوار الصناديد لمسافة 25 كيلومتراً للأطباق على المنطقة الخضراء وسحق حكومة المالكي وإسقاط العملية السياسية برمتها، وتخليص الشعب بتحرير وطنه من براثن الصفوية الإيرانية. لذا ليس غريباً أن وجهت وزارة الخارجية العراقية في يوم الأحد المصادف 31 آذار/مارس 2014 رسالة إلى السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية والعربية، تنبههم فيها إلى توقع الهجوم القادم داخل بغداد. وعلى الفور وجهت تلك الجهات الدبلوماسية رسائل إلى حكوماتها توضح لهم حقيقة الوضع. وهنا نود أن نتناول شيئاً عن الدعائم الواجبة خلقها وتفعليها لتصب في روافد المعارك التي يخوضونها أبطال ثوار العشائر العربية، ويحققون فيها إنتصاراتهم التي دنت بهم نحو أسوار بغداد الحبيبة. ومن بين هذه الدعائم التي تساعد وتعجل أكثر في إقتراب ساعة الحسم، نورد أدناه ما يلي: أولاَ: على البقية من الشباب والرجال الوطنيين الإلتحاق فوراً بالمجالس العسكرية لثوار العراق، والموزعة في أثنتي عشرة محافظة؛ أو الإنضمام إلى "المجلس السياسي العام لثوار العراق". فالعمل القتالي بالسنان أو اللسان مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى. ثانياً: توحيد الصف الميداني على المستوى القيادي بين ثوار العشائر و"المجلس العسكري العام لثوار العراق". سيما وأن جل قادة الثوار العشائريين من العسكريين أصلاً. ثالثاً: توحيد الصفوف بين المجالس العسكرية لثوار العشائر التي فوضت "المجلس السياسي العام لثوار العراق" أن يكون جناحها السياسي داخلياً وخارجياً، وبين "المجلس العسكري العام لثوار العراق" الذي نأى بنفسه عن هذا النهج الجماعي. رابعاً: على الوطنيين في المحافظات الوسطى والجنوبية من شيوخ العشائر وعلماء الدين والوجهاء والمثقفين أن يتحركوا ويساندوا المجالس العسكرية لثوار العشائر في محافظاتهم. فالثورة الشعبية المسلحة قد حققت وجودها وثباتها في عدة محافظات، وخصوصاً في محافظة الأنبار الأبية؛ وأن محافظاتهم ليست أقل شأناً بل أكثر جذراً، وما ثورة العشرين إلا دالة على مكانية التاريخ. خامساً: على فصائل المقاومة العراقية التي جاهدت لسنين طويلة وألحقت هزيمة ميدانية بجيش الإحتلال الأمريكي، فإن تظافرها مع ثورة العشائر العربية المسلحة ينبغي أن ترتقي لمستوى القيادة المشتركة. حيث ما زالت الفصائل جميعاً تلتقي في وحدة الهدف المشترك دونما أن ينبثق عنها قيادة عليا مشتركة. سادساً: مباركة أي جهد وطني شريف يسعى في توحيد الجهود من أجل التعجيل في تحرير العراق أرضاَ وشعباً. فالثورة تصطلي بنيرانها على أعدائها، والثوار المقدامون يقتربون بحمية عالية الهمة نحو قلب الوطن وعاصمة العروبة بغداد. لقد أزف الوقت، وأقتربت ساعة الحسم، وقتال الشهور الثلاث المنصرمة تجلت فيها حقائق كثيرة، من أخطرها كشفت عن بسالة وصلابة مالك الإيمان في قضيته الوطنية تجاه قوات طائفية مزيفة بلباس الزي العسكري ومدنسة للشرف الوطني. إن دعائم ساعة الحسم ضرورية وواجبة لكي تساهم وتشترك في تضييق الوقت على المالكي وقواته وميليشياته الطائفية، وتسارع أكثر بقدوم المواجهة الحاسمة بالقضاء على العملية السياسية السقيمة التي عانى وما يزال يعاني منها العراق وشعبه. إن منطق المجريات والمعطيات على الساحة الميدانية تدل بكل وضوح على إقتراب ساعة الحسم. ورغم أن زمنية هذه الساعة الحاسمة، علمها عند الله تعالى، لكن أستنباطها عقلياً أمر مطلوب، وإستحضارها صورياً عمل مهم. لذا نهيب بكل الغيارى الوطنيين أن يشد عضدهم الآخر لكي نقترب من تحقيق قوله تعالى: ""لقد كان حقاً علينا نصرُ المؤمنين". (47:30).