ملاحظة : لمناسبة انعقاد مؤتمر الارهاب الدولي في بغداد من قبل سلطة الارهاب ، ننشر الموضوع التالي الذي هو في الاصل معد لاحدى الصحف الاوربية وقد نشر خلال الشهر الماضي * * * * تشهد محافظة ( الانبار ) العراقية المحاددة لسوريا والاردن .. حربا تشنها القوات الحكومية العراقية ومعها ميليشيات الاحزاب المشاركة في السلطة واعداد من قوات الحرس الثوري الايراني وباشراف مستشارين من ايران ابرزهم الجنرال ( قاسم سليماني ) قائد فيلق القدس الايراني،والعميد ( علي رضا هرمزي ) المتخصص بحرب المدن، ومن الولايات المتحدة عدد من الخبراء تحت اشراف الجنرال ( لويد لوستن ) رئيس القيادة المركزية الاميركية الذي اكد امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بعد عودته من زيارة لبغداد من ان "..الولايات المتحدة تساعد الحكومة العراقية على تطوير خطة مواجهة طويلة الامد " اذ تخضع مدينتا ( الفلوجة والرمادي ) لقصف مكثف من البر والجو رغم محاصرتهما منذ اكثر من 40 يوما مما ادى الى قتل المئات من الابرياء غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ وتشريد اكثر من300 ألف من منازلهم التي تحوّلت الى خرائب نتيجة استخدام خطة "الارض المحروقة" التي يستخدمها كذلك ( نظام بشار الاسد ) ضد السوريين،وتأتي هذه الحرب نتيجة لرفض الحكومة الاستجابة لمطالب المنتفضين والمتظاهرين المعتصمين منذ اكثر من سنة، في مخيمات اقيمت لهذا الغرض في الفلوجة ومدن اخرى في المحافظات الست ( السنية ! ) وهي محافظات ( الانبارونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك اضافة الى بغداد ) ،رغم ان المطالب شعبية مشروعة تدعو الى اطلاق سراح المعتقلين الابرياء وبالاخص النساء اللاتي يخضعن للتعذيب والاغتصاب والمطالبة بألغاء قوانين جائرة كـقانون ( المساءلة والعدالة ) الذي يجتث شريحة واسعة من المجتمع بتهمة الانتماء الى حزب البعث و الحكم الوطني السابق !؟ وألغاء المادة 4 أرهاب والمخبر السري،وتخلي الحكومة عن سياستها الطائفية في اعتقال و تصفية الابرياء ، وبدلا من الاستجابة لهذه المطالب المنصفة قامت القوات الحكومية والميليشيات قبل اشهر باقتحام مخيم المعتصمين في ( الحويجة ) بمحافظة كركوك وبطشت بالمعتصمين العزل بمجزرة بشعة راح ضحيتها اكثر من 200 قتيل تم حرق والتمثيل بجثثهم ، وكاد نفس الامر يحدث مع ( مخيم الفلوجة ) لولا الادانة الواسعة والخشية من ردود الفعل ومخاطرها على السلطة المتهرئة، وتحت حيلة نقله الى مكان اخر.. دخلته القوات لتزيله تماما وتفرض حصاراَ على مدينة الفلوجة وتّحشد القوات والمليشيات لتطوق مدن الانبار، الامر الذي اثار حفيظة زعماء وشيوخ العشائر لاسيما بعد التهديد الحكومي بالاجتياح وعدم التجاوب مع المطالب الشعبية بل ازدادت حمى الاعتقالات والمطاردات والاغتيالات والتفجيرات ، وفعلا حاولت قوات المالكي دخول مدينة الفلوجة عدة مرات الا ان استبسال ابنائها منعهم وكبدهم خسائر جسيمة ،فالفلوجة التي واجهت قوات الاحتلال الاميركي عام 2003 بشجاعة مازال ذكرها يرعب الجنود الاميركان لم تكن صيدا سهلا ؟!وهذا ما تتجاهله السلطة الحاكمة وبالذات المالكي الذي اصر على مواصلة حربه هذه بعد ان طبعها بطابع طائفي اذ اكد في تصريح متلفز من انها " حرب معسكر الحسين ضد معسكر يزيد"ويقصد انها حرب الشيعة من انصار ( الامام الحسين بن علي ) ضداتباع قاتله الخليفة الاموي ( يزيد بن معاوية ) قبل اكثر من 1400سنة مما ادى الى عسكرة الانتفاضة السلمية واندلاع حرب اهلية خطيرة . زعماء العشائر، من جانبهم،قاموا بتشكيل ( جيش ابناء العشائر ) تلاه تأسيس ( مجالس عسكرية ) بعد اعلان الثورة وانتشارها السريع في العديد من المحافظات العراقية بمافيها محافظات الجنوب والوسط وبعض مدن العاصمة بغداد ، تبع ذلك قيام ( المجلس السياسي العام لثوار العراق ) السلطة التي تصرعلى دخول المدن الثائرة والبدء باصغرها ( الفلوجة ) قامت ، كعادتها،برشوة بعض المشايخ من ضعاف النفوس بملايين الدولارات لشق وحدة صف الثوار المقاومين بتأسيس ما يسمى بـ " الصحوات الجديدة" وهي ميليشيات سبق لها ان شكّلتها وقبل ذلك استخدمها الاميركان في الاعوام الاولى التي اعقبت الاحتلال في ضرب المقاومة العراقية التي ألحقت الهزائم بالمحتلين وكبدتهم خسائر جسيمة وطعنها من الخلف بحجة طرد عناصر القاعدة! مما اخر هزيمة الاميركان وانسحابهم المبكر من العراق، وتحت يافطة ( الحرب على الارهاب ) ادّعى المالكي وجود تنظيمات ( داعش والقاعدة ) الارهابية داخل هذه المدن ، و ( داعش ) هي مختصر لتنظيم ( الدولة الاسلامية في الشام والعراق ) والذي وصفها ( احمد داود اوغلو ) وزير الخارجية التركي بانها " صنيعة اميركية ـ ايرانية في سوريا والعراق " وفعلا داعش انشأت ودربّت ومولّت في ايران وارسّلت لنصرة النظام السوري اذ مازال عناصرها يقاتلون الى جانبه في المدن السورية ، وكذلك تنظيم ( القاعدة ) الارهابي وهومن صنيعة اميركية وابرزالداعمين والمستفيدين منها هو ايران ،اذ توجد معسكراته واغلب قادته داخل ايران؟! ،فالحدود الواسعة مع سوريا حيث التواجد المكثف لعناصر داعش تفتح وتغلق حسب مصالح النظامين مما يسمح بحرية انتقال هذه العناصر بين البلدين،ومحاصرة الانباريشمل منع وسائل الاعلام ، ماعدا اعلام السلطة، من دخول هذه المدن ، كما قامت سلطات بغداد بقطع خدمات الانترنيت وشبكات الاتصال ( زين واسياسيل ،والاثير ..و.. ) ،وتم كذلك منع وصول المساعدات والادوية للمحاصرين والمشردين مع تكثيف القصف الوحشي! ومواصلة القوات الحكومية محاولاتها لاقتحام ( الفلوجة ) ومدن الانبار الاخرى الا انها عجزت رغم فداحة الخسائر في الارواح والمعدات اضافة الى هروب واستسلام العديد من قوات الجيش وألتحاقهم بالثورة التي يتسع انتشارها في محافظات اخرى اذ فتحت جبهات قتال في مدن نينوى وصلاح الدين وديالى واطراف ودواخل بغداد ،هذه الاخفاقات والهزائم دفعت السلطة الى تحريك المبادرات للتفاوض اذ نشط ازلامها بهذا الاتجاه دون اعلان التخلي عن الخيار العسكري؟! ولكن الثوار رفضوا ذلك لانعدام الثقة واتهام السلطة بالخديعة والغدر، والسؤال المطروح .. ماذا وراء هذه الحرب ؟ وماهو الدورالاميركي والايراني فيها؟ المتابعون للشأن العراقي يجمعون وهذا ما يعرفه العراقيون ايضا ..ان رئيس الحكومة نوري المالكي لايريد ترك السلطة وانه يعمل جهاراَ لولاية ثالثة ، ولكن حظه بالفوز في انتخابات نيسان المقبلة ضئيل ويكاد يكون مستحيلاً ، اذ لم يتحقق في الولايتين السابقتين اي شيء للشعب العراقي سوى اغراق البلاد بالفساد والجريمة والفقر والجهل والتآخر، لهذا واضافة الى اسباب ودوافع اخرى تقف وراءها طهران وواشنطن ، اقدم المالكي على شن هذه الحرب الاهلية ضد محافظات ( سنية ) لكسب الشارع الشيعي ، ولكسب الرأي العام العالمي بعد ان طبعها بطابع مكافحة الارهاب واذا لم ينجح فسيتخذه ذريعة لاعلان حالة الطواريء وتعطيل الدستور وتأجيل الانتخابات للبقاء على رأس السلطة، ثم ان المالكي ينفذ الاجندة الايرانية والاميركية فهو مدعوم من قبل ملالي ايران والادارة الاميركية، والحرب على الانبار وتطويع ( اهل السنة ) سيجعل العراق خاضعاَ باكمله للنفوذ الايراني ويسّهل على ايران تمددها في المنطقة العربية لاعادة حلم"امبراطورية فارس الكبرى" واقامة " الهلال الشيعي " ليشمل با كستان وافغانستان!؟ ومما سهّل على ايران التحرك لتحقيق اطماعها على حساب المنطقة العربية،هو الضعف وانحسار الدورالعربي اقليمياَ ودولياَ، بعد تفريط العرب بالعراق القوي والتآمر عليه واحتلاله وتدميره عام 2003 وتسليمه على طبق من ذهب للنظام الايراني الشريك الاساسي فيما حصل للعراق ، اضافة الى الدور الاميركي المهادن لايران وخاصة انفتاح الرئيس ( اوباما ) وادارته على طهران وتجاهل اطماعها لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط وسعيها لامتلاك التكنلوجيا النووية، ومراهنة واشنطن على دورايران والقوى الشيعية الحليفة في المنطقة، لكن هذه السياسة التي تنسجم والخطة الاميركية في اعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة العربية تقوم على تفتيت الدول العربية الى دويلات صغيرة وهامشية ، والعراق وفق خطة ( جو بايدن ) نائب الرئيس الاميركي مخطط له ان يقّسم الى خمسة اقاليم وهو ما يعمل المالكي على تحقيقه ،ولسحب البساط من تحت اقدام الثوارواحتواء انتصاراتهم وافشال الثورة وانقاذ السلطة في خدعة لم تنطل على الثوار.. اقترح بايدن اثناء استقباله ( اسامة النجيفي ) رئيس البرلمان العراقي في زيارته الاخيرة لواشنطن بـ "..ضم ابناء العشائر الثوار الى جيش المالكي !!؟" ، علما ان ادارة اوباما قد اعلنت تأييدها لادعاءات المالكي وموافقتها على التعجيل بتسليح سلطة بغداد بالاسلحة المتطورة، فالحرب الارهابية الحالية التي تشنها قوات المالكي ضد مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي اصطدمت بصلابة وبسالة اهالي الانبار وبالذات الصمود المذهل لمدينتي ( الفلوجة والرمادي ) التي تقهقرت على حدودهما هجمات القوات الحكومية ومعها المليشيات الطائفية الممثلة لاحزاب العملية السياسية والمرتبطة بايران فضلا عن قوات الحرس وفيلق القدس الايراني ، مما قرّب الثوار من بوابات بغداد ووصول صواريخهم لتدك "المنطقة الخضراء " معقل الحكومة ودوائرها وكبار المسؤولين ، وانتشار عمليات الثوار في عدة محافظات ومدن بما في ذلك العاصمة بغداد ! ،كما ان اعمال العنف والقصف الوحشي على سكان هذه المدن وتشريد سكانها، ورغم التواطؤ الدولي، قد كسر طوق التعتيم على ما يجري من فضائع ضد الشعب العراقي ،بظهورردود فعل وصدور بيانات ادانة من المنظمات الانسانية والدولية وبعض الدول ، كما ظهرت مقالات وتحليلات في الصحافة الاميركية تنتقد الموقف الاميركي الداعم للمالكي ،وطالبت صحيفة نيويورك تايمزبرحيله ، كما اجمع كبار المحللين امثال ( مايكل جوردان واريك شميتجان ومايكل دوران ) في مقالات مطولة على ان .. مايجري في العراق سيؤدي الى ردود فعل عنيفة على السياسة الاميركية وسيدفع العديد من حلفاء اميركا في المنطقة الى الانصراف عنها ! الخلاصة ان حلفاء المالكي في طهران وواشنطن يدفعونه الى الانتحار،فهو عاجز عن تحقيق مايهدف اليه واسياده، اذ اشعلت هذه الحرب الثورة في اغلب مدن العراق وستعّجل في نهاية سلطة المالكي ومجمل العلمية السياسية وانحسارالنفوذ والاضراربالمصالح الايرانية والاميركية.