يتذكر شعبنا فجر يوم السابع عشر من كانون الثاني 1991 من كل عام ويستعيد ذكراه الاليمة القاسية، يوم شنت قوى العدوان الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة هجمتها البربرية على قطرنا مخلفة ذلك الدمار الشامل بكل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية بحجة " تحرير الكويت". ورغم اختلال التوازن العسكري والدولي لصالح الاعداء إلا ان شعبنا وجيشنا العراقي وقيادته الوطنية أكدا اصالتهما في الدفاع عن الوطن والصمود بوجه الغزو والعدوان والتخريب ومواجهة صفحات الغدر والخيانة التي لم تتوقف لحظة واحدة طوال ربع قرن مستمر من مأساة العراقيين مع العدوان . سنوات الحصار الظالم لمدى 13 سنة كان العراق حقل تجارب قاسية ومرة للسياسات الدولية ومساوماتها وصفقاتها بما سمي بتطبيق القرارات الجائرة لمجلس الامن المُسير امريكيا والتي تطال العراق حتى اليوم تحت ترجمات فقرة الباب السابع المريبة . مجلس الامن كان وسيظل العدو المتربص بشعبنا وامتنا طالما ظلت دوله مؤتمرة من الكيان الصهيوني وادواته المحلية والدولية التي لم تغفو أعينهم لحظة حتى تم لهم الاجهاز الأخير على دولة العراق الوطنية والشروع بحل جيش العراق وتنصيب حفنة من العملاء والمرتزقة والحكام على العراق بتوكيل واشراف مباشر من الخارج. واذا كان النظام الايراني وادواته المحلية والاقليمية قد ظل في مواقع الظل والانتظار والتربص حتى تحين لحظة الانتقام التاريخية التي حلت وقربت من التنفيذ حال الشروع الامريكي بغزو افغانستان والتمهيد بعدها لغزو العراق، اين وضع النظام الايراني كل جاهزيته وطاقاته وعملائه لتمكين الولايات المتحدة وخلفهما الكيان الصهيوني لاتمام غزو العراق واسقاط نظامه الوطني وتفكيك الدولة العراقية وتمكين العملاء من التسلل والوصول الى حكم العراق بواجهة طائفية لم تستر عوراتها وفسادها وصيرورة تسييرها لامور العراق كونها حفنة حكام يعملون بالوكالة لتنفيذ مئآرب الحلف الثلاثي الجديد المتبقي مجسدا بامريكا وايران وخلفهما اسرائيل. يحل السابع عشر من كانون الثاني غدا، وشعبنا والاعداء في مواجهة لحقبة جديدة لا تقل قسوة وعذابات وآلام عن بقية صفحات الخيانة والتآمر على العراق. لكن هذه المرة لا يمكن ان تسير الرياح بما يشتهي منها اعداء شعبنا؛ فشعبنا قد حزم أمره وخبر طاقاته وفجرها بالانتفاضة والثورة والشروع بتنفيذ العصيان المدني ومواجهة قوى الحلف الثلاثي وادواتهما من العملاء والمأجورين. غدا يوم آخر حين استعادت قوى العشائر الثائرة ومجلسها العسكري الموحد قيادة الساحات مستعيدة تراث شعبنا الثوري ومئآثر وبطولات جيشنا الوطني الذي يعاد بناء وحداته وفق احتياجات حرب التحرير الوطنية التي ستشمل محافظات القطر كله. فزاعة الاتهام بالارهاب بالقاعدة وبـ " داعش" و " ماعش" وغيرها كورقة مساومة أخيرة يتمترس خلفها نظام المالكي بدعم امريكي ايراني وصهيوني كذبة لن يطول التصديق بها خصوصا ان استغفال التاريخ والحقائق على الارض ستكشف زيف مخططات الحرب على شعبنا. غدا سنتذكر ونعيد الاعتبار لشعبنا ولجيشنا خصوصا ان البنادق تحملها السواعد المؤمنة بحرية واستقلال وكينونة شعب العراق.وان غدا لناظره قريب د. عبد الكاظم العبودينائب الامين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق