مع بزوغ فجر هذا اليوم الأثنين الموافق 22-7-2013، قامت فصائل المقاومة العراقية الظافرة بشن سلسلة من الهجمات النوعية الجديدة. حيث إكتسحت فيها سجني "بغداد المركزي" (أبو غريب) و "سجن التاجي" (الحوت). وألحقت خسائر فادحة ومريرة بقوات المالكي الطائفية، مما أصابها الهلع، فلاذت أعداد منها بالفرار. كان الهجوم الأول قد إستهدف "سجن التاجي" الواقع شمالي العاصمة بغداد. حيث إنطلقت السيارات المفخخة نحو البوابة، ثم أردفتها القذائف الصاروخية التي أسقطت جميع أبراج الحماية من حراسها، بعدها أشتبك أشاوس المقاومة الباسلة مع قوات الحرس. وتزامن الهجوم الثاني على "سجن أبو غريب" غربي بغداد. حيث أستهلت قنابر الهاون بوابل غزير أمطرته على القوات الأمنية، ثم إندفع الأبطال بقوة عنيفة حادة حصدت فيه رأس مدير السجن نفسه. ونظراً لشدة وضراوة الهجمات، وزرع العبوات الناسفة في الطريق لتعطيل أية قوة إسناد قادمة. لكن هرعت "قوات سوات" و "قوات الطوارىء"، وكذلك إشراك مروحيات الجيش كقوة جوية داعمة في تخفيف اللظى من جحيم المجاهدين المهاجمين. رغم أن أعداد القتلى والجرحى في صفوف قوات المالكي الصفوية لم يتم الإفصاح عنها لحد عصر هذا اليوم. إلا أن ما ذكرته العديد من وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية عن هروب أعداد كبيرة من القوات الحامية للسجنين. يعني إن حجم الخسائر كانت مرعبة من جهة. ونجاعة العملية الهجومية من جهة أخرى. كما وإن تحرير آلاف الأسرى والمعتقلين يكشف أيضاً عن مدى توغل ليوث المقاومة في الردهات والزنزانات. عندما يذكر مصدر في الشرطة العراقية لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن هذه الهجمات، وما جرى من إشتباكات وإستدعاء قوات إضافية ومروحيات. وكذلك ما قاله مصدر أمني لوكالة الأناضول الإخبارية عن هروب أعداد كبيرة بعد إقتحام السجنين. هي أدلة قاطعة على قدرة المقاومة الوطنية العراقية بتنفيذ عملياتها في المكان الذي تريده والزمان الذي تحدده، وفقاً لحساباتها الميدانية والإستخبارية والإعلامية. إن سلسلة الهجمات الكاسحة هذه، تبين لنا إن خطط المقاومة سوف تجري وفق إستراتيجية العمليات النوعية. حيث بالقدر الذي تؤكد فيه حضورها وقوتها على الساحة الجهادية، فإنها تنفذ ما وعدت به أبناء العراق الغيارى بعد "مجزرة الحويجة" في 23-4-2013. حيث مجابهة القوة الميليشية المدمجة بقوات الجيش والشرطة، والتي يعتمد عليها المالكي في البطش والقمع والإستبداد. ولذلك تجد سارعت "قوات سوات" وغيرها في مجابهة صناديد المقاومة. إن الخشية الآن على المعتقلين الباقين في السجنين، حيث أطلقت قوات المالكي الطائفية كثافة من النيران بشكل عشوائي عليهم. مما تسبب بمقتل 9 وإصابة أكثر من 60 آخرين في "سجن أبو غريب" وحده. ولقد وجه المعتقلون نداء إستغاثة لمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان للإسراع في علاج المصابين ومنع هذه القوات من إرتكاب مجازر داخل السجن. ونكاد نجزم ونقول إن دموية الصفويون سوف تقوم بذبح مَنْ تبقى داخل سجونها، ولكن بطريقة الإختفاء المعهودة. إلا أن هذا لا يمنع ولا يعيق بالمضي قُدماً في تحرير البلاد والعباد من نير الصفوية التي يمثلها المالكي وجلاوزته الأشرار. وكما ألحقت المقاومة الوطنية العراقية هزيمة ميدانية بقوات الإحتلال الأمريكي، فهي قادرة كل الإقتدار على تتمة المشوار ومواجهة حكومة الظل الإيرانية في المنطقة الخضراء. وما عملية هذا اليوم في تحرير آلاف الأسرى والمعتقلين من الأبرياء الرازحين في غياهب السجون ظلماً وعدواناً، إلا حلقة في سلسلة هجومات قادمة متوقعة. فالحُر يكر ولا يفر.